الخميس، 22 أبريل 2021

صدور الجزء الخامس والأخير من المجموعة الكاملة شعر للأديب المصري ناصر رمضان عبد الحميد

 صدور الجزء الخامس

والأخير من
المجموعة الكاملة شعر
للأديب المصري ناصر رمضان عبد الحميد
ويضم الجزء الخامس
خمسة دوواين:
_أنت إمرأة فوق العادة
_حين تنام الفصول
_أنا عرّاب قافيتي
_أنا أصداء أغنيتي
_للفجر أغنية أخيرة
ويضم الجزء الخامس ترجمة ديوان
أنت إمرأة فوق العادة
إلى اللغة الإيطالية
ترجمة الشاعرة والمترجمة اللبنانية
تغريد بو مرعي
والشاعر عضو اتحاد
كتاب مصر
وسكرتير رابطة الأدب الحديث
تصميم الغلاف
الفنان العراقي هنري كونوي


رثاء صخر بقلم الشاعر نزار جميل ابوراس

 رثاء صخر

أبكي ديارا و قد شبت بها النار
فيها تنادى صناديد و أحرار
أبكي رجالا على بيدائها صمدت
قلاع مجد علا أسوارها الغار
هذي الديار بها أحلامنا ولدت
روض المعالي زغاريد و أزهار
واليوم تبكي على صخر مضاربنا
حل` البلاء و مر` العيش إفقار
تبكي الروابي على صخر وكم فجعت
مع كل آه بها عزم و إصرار
أين الرجولة ؟!و الأحفاد تقصدها
لا لن تذوق كؤوسا ملؤها العار
غيث الشجاعة قد روى ضمائرها
أحيا نفوسا شذا الأحلام إكبار
نبكيه دهرا و ما جفت مدامعنا
صخرا ننادي صدى الآلام هدار
دمع الرجال لكم ناءت به مقل
كيف التجلد هطل الجفن مدرار
صهيل خيل وفي ميدان مرمحها
فوق الأصائل مقدام و مغوار
قيد النوائب كم بانت نواجذها
تدمي ليوثا وناب القيد غدار
صخرا بكينا لعل الدمع يسعفنا
في فقد صخر بكى طير وأشجار
الحزن حل` فلم تذو مباسمنا
نحن الحياة بثغر المجد أشعار
أسد البوادي متى لانت عزيمتكم؟!
والكل فينا لعتم الليل قهار
حتى الزروع ذوت حزنا ومن ألم
طبع الزمان به يسر و إعسار
صخر الرجولة قد أمسى لنا مثلا
عند الشدائد جواد و نحار
كيف نبيت على ظلم ومكلمة
فينا الأباة على أحزانهم ثاروا
لقد بكينا لمرات فواعجبا؟!
إن المنون لها بوح و أسرار
لقد رضينا بدمع العين مع رمد
مهوى النفوس بجوف الليل إبصار
حتى عجبنا لم' أقدارنا جبلت
على الدموع وقد ضاقت بنا الدار
نحن الذين إذا هبت بشائرنا
نسعى إليها فما للسعي أقدار
بقلم نزار جميل ابوراس
Peut être une image de ciel et océan

الأربعاء، 21 أبريل 2021

الى أين يا فلسطين !! بقلم / ابراهيم الدهش

 الى أين يا فلسطين !!

بقلم / ابراهيم الدهش
آه آه يا فلسطين لو تعلمي كم احبك !! قد يتفاجئ القارئ عندما أتحدث بهذه الطريقة والأسلوب وخاصة عندما يكون الحديث عن المكان الذي عرج منه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إلى السماء ، تلك البقعة الطاهرة التي تسمى بيت المقدس ، تلك الرئة التي يتنفس من خلالها العرب وذاك القلب النابض ، نعمة من نعم الله التي وهبها لنا ، وكنز من الجواهر واللألئ ، خيرات لا تعد و تحصى لا يعلمها إلا من تذوقها بنكهة زيتونها ، ورغم مكانتها وما تمتلك من خيرات فإنها تئن منذ عقود من الزمن وتحديدا من عام 1918 حتى عام 1948 حيث الجرح العميق ونزيفها المستمر ، فقد حيكت اكبر مؤامرة وابشع جريمة عرفها التاريخ بعد القتل والسلب والتهجير والجرف من اجل إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين لأجل إعطاء أرض بلا شعب إلى شعب بلا أرض وعرض ، وكانت النتيجة تهجير أكثر من مليون فلسطيني ، رجال اصلاء وشجعان من القدس وحيفا ويافا وعكا وصفد وتل الربيع والمجدل وبئر السبع وبيت جبرين ، وتركوا ما تركوه من خيرات ونعم ، نعمة حقول البرتقال وأشجار الزيتون وكروم العنب وسهول القمح والبلوط والصنوبر وغيرها ، ومنذ تلك الأيام الظلماء والى يومنا هذا والقضية الفلسطينية تشغل فكر جميع شعوب العالم بكافة تفاصيلها واحداثها ، فمنهم من يتعاطف ويرأف بحال الشعب الفلسطيني والبعض من يوجه اتهامه ويوعز سبب تعكر الأجواء الفلسطينية وعمليات التهجير وعزل غزة عن الضفة الغربية ، إلى عدة اقطاب لهم تأثير مباشر على المشهد السياسي والعسكري في فلسطين ، والمخاوف تأخذنا من تسرب هذه المفاهيم و التيارات على حساب الهوية الفلسطينية وعنوانها الحقيقي ومحو القيم والمبادئ التي نشأ عليها المواطن الفلسطيني .
أن الأحداث التي تمر بها فلسطين وتعيشها الان، لم تأتِ بصورة عشوائية وانما بتخطيط ممنهج وبتدخل أيادٍ خبيثة لعينة من الخارج أثرت تأثيرا مباشرا حتى على سياسة الحكومة الفلسطينية من الداخل وخاصة في ملف المفاوضات وإقامة الدولة المستقلة والاستيطان والقدس واللاجئين والأسرى ، مع المحاولة إلى إلغاء صلاحية الحكومة والتمتع بسيادتها ومركزيتها ، وقطب الرحى في الأزمات هي إسرائيل الجرباء
فقد سعت إسرائيل منذ البداية بتوجيه وتخطيط امريكي لتجزئة وتقسيم دولة فلسطين وتحقيق مآربهم الدنيئة ، فكانت غزة هنا والضفة الغربية هناك ولكل منهم أجندته الخاصة وسياسية في التعامل والتصرف ..
إن الأحداث والأزمات التي مرت على البلدان العربية و الثورات والانتفاضات صدقاً كانت ام كذباً هدفها الأساسي تهميش وتغييب القضية الفلسطينية عن عيون العرب وذلك بانشغالهم في امورهم الداخلية والتدخلات الخارجية الخاصة بكل بلد إضافة إلى القتل والإرهاب ، كما تعرض وطننا العربي إلى ابشع الغزوات بما فيه الغزو الفكري الذي جعل إسرائيل تنفرد بفلسطين إضافة إلى مآربهم الأخرى ، فقد مزقت القدس إلى أشلاء وامتلأت (الضفة الغربية) بالمستوطنات التي حطمت على بواباتها حلم إقامة الدولة الفلسطينية واصبح مستقبل فلسطين مجهولا ، وتلاشت الشعارات ، من البحر إلى النهر أو من سيناء إلى الجولان ، وتبقى فلسطين هوية وطنية مغروسة في قلوب رجالها الأوفياء ، فهي عماد عزتهم أمام شموخ القدس .
إننا اليوم نوجه دعوتنا إلى الشعب الفلسطيني في إعادة ترتيب بيتهم الداخلي والالتفاف حول قضيتهم الجوهرية القضية الفلسطينية وكذلك ندعو إلى وحدة صفوفهم المسلحة والثبات في موقفهم وانهاء كل الانقسامات ، والنظر إلى فلسطين كوطن واحد دون مسميات غزة والضفة الغربية والوقوف ضد الفساد والمطالبة بحق الشعب الفلسطيني في كافة المحافل الدولية وبطرق أكثر فاعلية.
وهذا لا يتم إلا من خلال وضع رؤية استراتيجيّة وطنية شاملة على شكل خارطة طريق يشترك في إعدادها كافة الأطياف السياسية الفلسطينية دون استثناء، والاستفادة من التجارب والأخطاء السابقة في مسار القضية الفلسطينية، ومن ثم تفعيل الدبلوماسية الفلسطينية الخارجية عربياً واقليمياً ودولياً، واستثمار كافة القرارات الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية والبناء عليها وخصوصا القرارات الدولية التي تمس فلسطين ..
نحن اليوم في أمس الحاجة إلى تظافر جميع الجهود بما فيها المنظمات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية وكذلك تنشيط وتحفيز الدور الإعلامي لكي يأخذ مساحته الكافية وكذلك دور رجال الدين في التوعية والإرشاد والمواعظ ودعوتهم إلى نصرة قضيتهم وقضية العرب جميعا وكيفية الحفاظ على فلسطين وتحريرها من الطواغيت
Peut être une image de 1 personne

تصبحون على ثورة إصدارات جديدة ل"رحاب الوجدان" تحت إشراف الشاعر التونسي الكبير طاهر مشي بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 تصبحون على ثورة إصدارات جديدة ل"رحاب الوجدان" تحت إشراف الشاعر التونسي الكبير  طاهر مشي

تصدير : - الإبداع مسئولية المبدع، وليس ترفًا أو لهوًا عابثًا، فكل موهبة وطاقة وقدرة آتاك الله إياها أنت مسئول عنها فيما تقدمه من خدمات ومساعدات وإنجازات يتنعم بها الآخرون، وبذلك تكون قد شكرت الله على ما آتاك من نعمه، ومَن لم يضع موهبته وإبداعه في إطارهما الصحيح فإنه يُعدّ كافرًا بنعمة الله وفضله: {قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ} [النمل:40]، وقوله تعالى: {قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ} [القصص:17].

في إطار سلسلة إبداعات مبدعي الوطن العربي الفسيج التي تصدرها-رحاب الوجدان-تحت إشراف المدير العام لمؤسسة الوجدان الثقافية الرائدة الشاعر التونسي الكبير  طاهر مشي صدرت ثلاثة دواوين في حلة فاخرة وخلابة،ضمت بين طياتها أقلام تونسية وعربية لها حضورها المشع داخل الساحة الإبداعية محليا،إقليميا وعربيا.

هذه الإصدارات الواعدة والطموحة تؤسس لخلق جيل إبداعي يقدّس الكلمة ويدفع في اتجاه بلورة الفعل الإبداعي في حقل الشعر بالأساس دون إهمال بقية الأجناس الإبداعية كالنقد أو القصة..رافعة شعار : مجتمع بلا موهوبين ومبدعين لا حاضر ولا مستقبل له.

نشيد بالناقدَين الجهبذين اللذين قدما للديوان الأول والثاني وهما : الناقد والشاعر المصري القدير سامي ناصف والناقدة التونسية الألمعية الأستاذة ابتسام الخميري ونسوق في ذات الآن تحية إجلال وإكبار إلى الشاعر التونسي الكبير  طاهر مشي الذي أشرف بنفسه رغم كثرة اهتماماته الأدبية ومشاغله الحياتية على إعداد وتجميع الديوان العربي المشترك.

وللإشارة: لقد فرض الشاعر التونسي الكبير  طاهر مشي (المدير العام لمؤسسة الوجدان الثقافية) نفسه على الشبكة العنكبوتية بسلسلة نصوص موغلة في الإبداع بمختلف تجلياته الخلاقة..وهي نصوص يتساوق فيها كل شيء،وهي لدقتها وثرائها وروعتها غذاء دسم للروح،العقل والوجدان وتجليات إبداعية وأدبية لا غنى عنها لكل من يريد الخوض في غمار الكتابة الإبداعية وبخاصة الشعر،لأن التأمل هنا يتعدى حدود التجريد والأحكام الإشكالية إلى التحيين والتفعيل كمصطلحين فلسفيين يعنيان: التحيين جعل الشيء حينيًا أو حاليًا،والتفعيل النقل من القوة إلى الفعل.

أما بخصوص هذا المجهود الإبداعي الشاق الذي حمل أوزاره-بصبر الأنبياء-على كتفيه الشاعر التونسي الفذ  طاهر مشي،وما إذا كان يؤسس من خلاله-كما أسلفنا-لدفع عجلة الإبداع على الدرب السوي كي توحّد الكلمة الإبداعية بين الشعراء العرب في الوقت الذي تشظى فيه الصف العربي بفعل التجاذبات والمناكفات السياسية والسعي المحموم خلف الكراسي الوثيرة والصالونات الفاخرة حيث بريق الدولار..

في هذا السياق يقول شاعرنا  طاهر مشي : "يقف الشّعراء الحقيقيّون في طليعة المبدعين، وذلك لقدرتهم على الإبداع،الّذي يتجلى في تعلّقهم بالأحلام والحرّيّة والخيال،وخلجات النّفس والوجدان، والرّسم بالكلمات،وتشكّل الصّورةِ الشّعريّة،وسائرِ الوسائلِ الفنّيّة الأخرى،كالرمز والأسطورة والتناص والانزياح،وجماليّة المعنى والمبنى،والإيقاع الدّاخليّ،والإيقاع الخارجيّ الخ..

وذلك من خلال وسيلة اسمها اللّغة، الّتي تترجم عن الخيال وتحوِّله إلى صور محسوسة أو مسموعة أو مرئية.بها ومنها تتشكّل الصّور الشّعريّة الّتي يغذّيها خيال الشّاعر،ويمدها بالتّأمُّل والانفعال،وسعة الاطلاع والثّقافة.بمعنى أن كل فكرة يستحضرها الشّاعر قبل أن تترجم إلى مفردات لفظية،تكون صورة مثالية أو متخيَّلة في نفس الشّاعر وذهنه. يقول الجاحظ (ت 255ه) في هذا السّياق "فإنما الشّعر صناعة وضرب من النسج،وجنس من التصوير"(1).

ثم يضيف:"لا شك أن كل مبدع لا يكون منقطعًا بأي حال عن بيئته ووطنه وعصره؛ لأنه يستمد عناصر إبداعه من المناخ السائد في كلاهما،ولا سبيل للإبداع إلا في مناخ إبداعي يتيح له التنمية والرعاية،ويجب أن تتوفر رؤية مستقبلية للمجتمع يسعى إلى تحقيقها؛ لأن المبدعين هم قادة المستقبل في شتى المجالات،فبجهودهم تقدمت الأمم، وازدهرت الحضارات عبر القرون، وأعني بالمناخ الإبداعي،في معناه الواسع،الوسط المباشر،والتأثيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية والتعليمية..

ومن هنا،فالإبداع ليس له جنس معين،فهو ليس مقصورًا على الشبان دون الفتيات، ولا على الرجال دون النساء، فكم من الفتيات مَن هنّ أكثر إبداعًا من العديد من الشبان،والعكس صحيح، فالمسألة ليست مسألة جنس ذكوري أو أنثوي،وإنما هو حصيلة عوامل متعددة.

قيمة الإبداع أنه مسئول عن قيام الحضارات الزاهرة، والمدنيات الراقية، ولولاه لظلت الحياة البدائية تراوح مكانها، وإذا غاب الإبداع من حياتنا فإن الأمم تمر بعصور مظلمة، يسود فيها التخلف والانحطاط.. وبالتالي يجب أن يكون هناك تكامل في الدور الفعال لتشجيع ورعاية المبدعين والمبتكرين من كافة الأطراف..وهذا ما نسعى إليه بخطى حثيثة وإرادة فذة لا تلين.."

ثم يختم حديثه معي متسائلا :"تُرى هل هي القصيدة؟ هل هي الحرّيّة؟ هل هي مرحلة الشباب؟ هل هي وطننا العربي الممتد من البحر إلى البحر ؟ هل هي الحبيبة،هل هي المرأة مصدر كل إلهام وأصل الأشياء على مر العصور؟ "

سؤال يتركه   طاهر مشي برسم المُتلقّي..!

محمد المحسن

1- محمود درويش: كزهر اللوز أو أبعد، ص97، دار رياض الريس للنّشر والتوزيع، 2005.


عدلية،اللثام يليق بك! قصة ثورية قصيرة للقاصة تركية لوصيف/الجزائر

 عدلية،اللثام يليق بك!

قصة ثورية قصيرة
القاصة تركية لوصيف/الجزائر
مسلك جبلى تقطعه العنزات فى خط عشوائى،تنط هنا وهناك كما لو كانت تتحرر من قيود الراعى التى يفرضها عليها بالعصا التى نحتها بسكينه الصغير لحظات عودة القطيع للتجمع ..
كانت العصا طويلة بطول الراعى القصير الذى يضع وشاحا يغطى به وجهه ،،
دورية عسكرية، يترجل العسكرى ويتقدم من الراعى الذى لم ينتبه للعساكر التسع ،،
العسكرى كم عنزة لديك ؟
الراعى :تسع عنزات ملك لزوجتى وانا أرعى فى هذا المكان القريب من بيتى
كان الراعى يتوقع طرح الأسئلة ولكن تجنبها بدعوة العساكر على الغداء على أكلة الكسكسى
العساكر يسرون بالدعوة ويمازحون الراعى
ماذا لوكانت مكيدة ؟!!
لم تغطى وجهك؟
دعنا نرى تفاصيله الكبيرة ..
ينزع الوشاح، فتظهر على رأسه خطوط لجروح تنبئء أنها كانت عميقة ،عراك ربما..
الراعى :قطاع الطرق فى الجهة المجاورة ،تعرضت لهجوم منهم ولكن لم يأخذوا القطيع، فقط ضربونى وطلبوا تغيير مكان الرعى..
العسكرى :كم عددهم ؟!!
الراعى :لم أعد أذكر ..
العسكرى :اخبرنا إن رأيتهم
الراعى :سأخبركم..
قطاع الطرق يضربون الراعى ولا يستولون على القطيع!! العسكرى يتمتم ..
كانت الزوجة عدلية تكنس الحوش وقد تلبدت السماء بألوان الغيوم القاتمة ،أدخلت صغارها وأحكمت الإغلاق بوضع حجرة كبيرة على العتبة،كانت ترقب عودة الراعى وحملت السلة لتقطف ثمار التين حتى لا تقتلعها الريح من الأغصان ..
أحست بخطى تقترب منها وصوتا يناديها و اخترق سمعها من ناحية البستان فارتعبت
كانت تدور فى مكانها وهرولت ودخلت البيت الطوبى ،،قطرات المطر تخترق السقف والراعى لم يعد بعد ،،وأحدهم يطرق الباب فتصاب بالذعر ،كان الطارق يعرف اسمها ويناديها عدلية..
كانت تتبين صوت المنادى الذى لم تسمعه منذ عام انقضى ،قمر الليل والليث يقف ببابها
هدأت من روع صغارها وفتحت كان الخال ومعه ثمانية رفاق ملثمين ومسلحين ..احتواها بينما الرفاق صاروا رفقةيداعبون الصغار ..
العنزات فى شطحات تعلن تمردها والزوج الراعى يمعن النظر فى شحذ السكين على الحجرة الصماء التى بيدى زوجته ففهم الرسالة ..
الملثمون ضيوفها والعشاء سيجهز ولكن العنزات تسع والعسكر يعلم ونقصان واحدة تثير الشك..
العاصفة على وشك وطبيعى يضيع من القطيع جدى صغير ..
خيوط الدخان تنبعث من المدخنة وعدلية تحفر حفرة عميقة بالبيت حتى تدفن فيها بقايا الجدى من أرجل ورأس وجلد،بينما رائحة اللحم فى المرق والكسكى أثنى عليها الملثون
الزوح يشكو لصهره تعرضه لهجوم سابق من طرف رجال ملثمين وصار لاىيبتعد عن المكان ولكن اليوم اقتربت منى دورية عساكر ..
هل يشكون بقدومنا؟؟
لقد دعوتهم للغداء..
الخال يوزع الرسالة للرفاق فيجهزون لأى هجمة مرتدة،،ويطلب من عدلية البحث لهم عن مكان آمن..فتشير للقبو..
الزريبة صارت بها ثمانى عنزات ويدخل الرفاق القبو الذى يؤدى لمخرج بسفح الجبل ،،ساعات وصاروا فى أمان..وتحل دورية العساكر ويلحظون خروج الزوجين من الزريبة ليلا..
عدلية :لقد اضاع هذا المعتوه جديا صغيرا وأمه العنزة فى جلبة لفقد صغيرها ..
يتأسف العسكرى ويؤكد على الدعوة التى يقبلها فى المرة المقبلة ،ينفلت الكلب من يده ويشم الحفرة ويكثر من النباح..
فيأمر عساكره بالحفر فيجدون بقايا الجدى المفقود..العساكر يطوقون المكان وينقلان الزوجين على متن المدرعة ويتركون الصغار فى عويل يجرون خلف المدرعة وتظهر وهى تقطع المنعرجات فى سرعة فائقة ..عويل الصغار الثلاث يتعالى ويقترب من مسامع الرفاق..
قمر الليل يضع يده على فاهه فينتبه الجميع فيقلصون المسافات بقطع الأحراش بينما يبقى ملثم يحمى الصغار ..
خط النار مثبت بالمتفجرات والمدرعة تقترب وطائرة مروحية ترقب المكان ،،تجحظ الأبصار و يتباعد الرفاق فى سكون ،تحوم المروحية ثم يتضاءل أزيزها وتغادر ..ينفلت الرفاق كحبات العقد والخيط يربطها فلا تضيع ويعيد ترتيبها قأئدهم قمر الليل..
الأسيران يتوسطان العساكر وينظران فى كل الإتجاهات عسىى قمر الليل يكون قريبا بالمكان فينقذهما..
المدرعة تقترب من خط النار وترتفع وتتطاير منها الأجساد ، وتعود المروحية للظهور فى عنان السماء الملبد بالدخان وتطلق القنابل وكانها فرس تدرس السنابل وتدقها فى شهر ايلول ..كانما الستار أسدل فتسلل قمر الليل للناحية الأخرى حتى يطمئن أو يرافق عدلية فى رحيلها..
العتمة والصراخ والجراح والدماء تفوح مسكا من أجساد الرفاق وكلمة الله أكبر جعلتهم أسودا ضارية تطوق الضباع..
كأنما يقتلع بذرة طاهرة من موضع غير موضعها،عدلية طاهرة تموت على كتفى على أن ينكل بها،كان يركض ويبحث عن مكان آمن لها حتى تلفظ الشهادة
Peut être une image de Turkia Loucif

تحية من خلف شغاف القلب إلى شباب بلادي بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 تحية من خلف شغاف القلب إلى شباب بلادي :

متى تستوعب النخب السياسيةببلادنا الإقبال الشبابي على العمل النقابي والمدني..؟!
نحن اليوم إذا على أبواب مرحلة هامة من مراحل بناء ديمقراطيتنا واستدامتها،يتضح أن الطلاب والشباب المعطّل عن العمل والشباب العامل يتخذ على نفسه مسؤولية ومهام متفقة مع رهانات المرحلة،ويعود إلى الساحة الوطنية بنفس جديد، وإرادة في التنظيم والفعل لا يستهان بها، كما أنّه أمام سؤال تشبيك العلاقات والروابط فيما بينه وطنياً، ومع التنظيمات والنقابات الشبابية العالمية..
إنّ الحصن القوي والواقعي لتونس ما بعد 14 جانفي هو جيل يحمل قيم الحرية والعدالة والكرامة،ويعمل لها وفيها من خلال مجتمعه وعبر مؤسسات دولته..
وما على النخب السياسية إلا استيعاب الإقبال الشبابي على العمل النقابي والمدني ومن ثم تشريكه في الحياة السياسية،خدمة للمشروع الديمقراطي والاجتماعي الذي تناضل من أجله التنظيمات الشبابية في تونس ما بعد الثورة..
محمد المحسن
Peut être une image de 1 personne

جلال الشامخ..مترَع يالجلال تعقيب الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 جلال الشامخ..مترَع يالجلال

شامخ
رغم
كل الماسي
شاعر
لا يحب
الكراسي
مترع
بالجلال
جلال
(الشاعر التونسي جلال باباي)
تعقيب محمد المحسن :
عبّر الشاعر عن مواجعه بلغة مسكونة بالإبداع ومفروشة بالإدهاش،فالتشكيل اللغوي الذي حمل رؤية القصيدة استطاع أن يكون أداة فعالة في الكشف عن دهشته الشعرية،وتوهجها،فهي لغة قادرة على تشكيل المشهد الشعري ذي البعد الدرامي القائم على تعدد الأصوات والحركة واللون…
وإذن؟
تصادم عنيف إذا،بين الشاعر (جلال باباي) وإشراقات الشموخ في زمن موغل في الدياجير جاء من خلال تكنيك شعري راقٍ وإيماء في التعبير البسيط ،كما استطاع أن يرسم مشهد تتجلى فيه عزّة النفس وشمائل الشموخ مصطدما بمر الواقع.
هذا النمط الشعري من الأنماط الجديدة التي لم أعتد أن أقرأه للشاعر القدير جلال باباي،ولا شك أن الوعي بالرمز الشعري وكيفية خلقه عبر أنماط مختلفة من الرموز،سواء أكان ذلك من خلال لفظة تشع معنى أو معانٍ معينة،فيما ينبئ عن ثقافة واسعة وقدرة متميزة في شحن تلك الرموز…(الشموخ-المآسي-الكراسي-الجلال…).
على هدي خطاك..سنسير يا جلال الشامخ..
وهذا..وعد مني
دمت شامخا..كنخيل العراق