هذيان نصف المهزومة
في لحظات الهشاشة الأولى
ملء المكان
وملء الصّمت أهذي
فأبوح لآخر شجرة صفصاف تصادفني
بأنّي أنزف من كلّ مسامات الخيال
دما لا مرئيّا
وحزنا مرمريّا تنهّدَ
بأنّي أجول في كلّ أوردتي
يقتلني صداها
كأني أعافر شهوة الطين
فأنحتني من الخشب نكاية
يتكلّس جهازي التّنفّسي
وتسكت النّجوم عن هسيس يشبه حفيف أيّامي
أهذي
فأنا امرأة أنام في جسد أنهكته الرّيح
فهام على وجهه ونسي غربته
كما تنسى راقصة خصرها في حانة الغرباء
تنثر خبز توبتها لعصافير رؤاها
أهذي
على الأرجح أنّي أرتق ندبة الطّين
وأرسم نمنمة الفراش بألوان كبهتة قوس قزح
أهذي
وأنا المصابة بالدّوار
تراودني دهشة السؤال عن نفسي
فتهشّ عني شجرة الصفصاف الأخيرة
وتستر عورة انكساري
سأموت نصف مهزومة
أحمل الظّلّ على ساعدي
ثقيلا.... ثقيلا....
كذراع مبتورة كان صاحبها محاربا
ناح في البراري يهادن النايات
وأهذي
هاجر بن محمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق