السبت، 16 مارس 2024

حول فضل شهر رمضان المبارك بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 حول فضل شهر رمضان المبارك

تصدير : الصوم وقاية من الوقوع في المعاصي والذنوب في الدنيا،ووقاية من العذاب في الآخرة،قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والصيام جنة".(متفق عليه)
شهر رمضان المبارك هو سيد الشهور،وموسم الخيرات الحسان،وفيه نسائم الرحمة والمغفرة وبشائر العتق من النيران،هذا الشهر الكريم هو تاسع الشهور الهجرية وأعظمها قدراً،وفيه تؤدَّى فريضة الصيام رابع أركان الإسلام،وهو شهر القرآن وفيه أُنزل،ورمضان له مقاصد عظيمة اختصّها الله بهذا الشهر المبارك،فقد قال الله سبحانه وتعالى عنه:
“شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ” (185).
ولرمضان خصائص وفضائل كثيرة،منها أن فيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر.وفيه نزل القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان.كما أنه الشهر الذي فيه تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار.وهو شهر تفطير الصائمين،فمن أشبع فيه صائما سقاه الله من حوض الوهو شهر الصبر،فإن الصبر لا يتجلى في شيء من العبادات كما يتجلى في الصوم،ففيه يحبس المسلم نفسه عن شهواتها ومحبوباتها،ولهذا كان الصوم نصف الصبر،وجزاء الصبر الجنة، قال تعالى: {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب} (الزمر:10).
وإذن؟
من فضل الله عز وجل علينا كأمة إسلامية أن أكرمنا إذا،بشهرٍ مخصوص تتجلى فيه الرحمات وتتنزل فيه البركات أكثر من غيره، فهو محطة إيمانية تأتي في العام مرةً واحدة، لابد للعاقل من اغتنامها قبل أن تذهب منه وهي وصية الحبيب صلى الله عليه وسلم حيث قال في الصحيح: "رغم أنف من بلغ رمضان ولم يغفر له". وقد أعان الله عباده في هذا الشهر بسبلٍ شتى،تعينهم على القيام بهذه العبادة عبادة الصوم على أفضل وجه،وما علينا إلا الأخذ بهذه السبل والتقوي بها،ومن أهمها أن الله يصفد الشياطين بالسلاسل في هذا الشهر كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "إذا جاء رمضان صفدت الشياطين"، فهذه أكبر عقبةٍ قد زيحت عن الطريق،فلذلك كان واجباً على المؤمنين أن يتسابقوا ويسارعوا في هذا الشهر خاصةً عن غيره في اغتنام القدر الأكبر من الحسنات والفوز بها إن شاء الله
ولذلك بشر النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيح فقال: "من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر ما تقدم من ذنبه".
والمتتبع لأحوال الناجحين والفائزين في مسارات الحياة الدنيوية المختلفة يجدهم يجتهدون في الإعداد والاستعداد،فالطالب المتفوق تجده يعد للسنة الدراسية قبل بدايتها والعدَّاء الماهر يعد للسباق قبل حينه..هل رأيتم لاعباً يدخل المباراة قبل التحمية..لا! لذلك كان الصحابة رضي الله عنهم يستعدون لرمضان قبل ستة شهور بالعمل والإخلاص وفي الأشهر الأخرى بعد رمضان يسألون الله أن يبلغهم رمضان بالدعاء والإستغفار..لذلك وجب علينا ونحن نستقبل رمضان بعد أيام قليلة أن نستعد أيضاً ونجهز النفوس والأهل والبيوت كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
يُعتبر شهر رمضان المبارك من أكثر الشهور المُحببة بالنسبة لكل إنسان مسلم في العالم،فهو شهر الخير والبركة،شهر التسامح والغفران، شهر الصوم والعبادات،شهر التصدّق والزكاة على الفقراء والمحتاجين..
والصيام في الحقيقة نعمة من نعم الله وفضل من فضل الله على الصائم يتحرى فيه الخير، يتحرى فيه الأعمال الصالحة، يصون جوارحه عما حرم الله ... شهوته عما يحرم عليه يعينه الله بهذا الصوم على كل خير، فليستعن بصومه على طاعة الله ورسوله،وليحذر أن يجرح صومه بما يغضب الله عليه.
وفي النهاية نتمنى عزيزي القارئ أن تلتزم القيام بكل العبادات التي فرضها الله سبحانه وتعالى وذلك لكي تحصل على رضا الله تعالى ومحبته عنك في الدنيا والآخرة.
صوماً مقبولاً وذنباً مغفوراً وإفطاراً شهياً بإذن اللّه ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء اللّه

محمد المحسن

*تنويه: يمنع نقل هذا المقال كما هو أو استخدامه في أي مكان آخر تحت طائلة المساءلة القانونية،ويمكن استخدام فقرات أو أجزاء منه بعد الحصول على موافقة رسمية من إدارة مؤسسة الوجدان الثقافية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق