الاثنين، 23 أكتوبر 2023

كان نجما ...وهوى ... بقلم الشاعرة حبيبة عداد .

 كان نجما ...وهوى ...

ذاك كان بيتي ، وتلك ...
أنقاض مدرستي...
في ذلك الرّكن البعيد ،
تحت شجرة الزيتون كنت أستلقي ...
أفترش أرضي وألتحف السّماء...
دافئ حضن الأرض في وطني ،
جميلة سماؤه ...
شاسعة ،
كصدر أمّي...
كنت أحبّ الاستلقاء ليلا ،لمراقبة النّجوم ...
لأعدّها ...
اللّيل في وطني طويل،ولكنّ النّجوم في سمائه ،
كثيرة ...
كنت أعدّها...أتلذّذ عدّها... نجمة ،اِثنتان ،ثلاث نجمات...
ثلاثون ...ثلاث مائة...
عدّها ، يسعدني ،يغريني ...
في ذلك اللّيل الطّويل ،كانت النّجوم مجتمعة ...
كثيير عددها ...
لابأس إذن ، فكلّما تكاثرت النّجوم ،اِطمأنّ قلبي،
أكثر ...
حضورها ،ينزع الخوف عنّي...يمنحني الأمان ،
يشعرني ،بالحماية ...بالاحتواء...
لكأنّها جنود تحرس ليلي ...
تحتضنني ،
كإخوتي ...
نورها يسري في شراييني، يضيء ثنايا روحي...
يدفئني ...
أتعلمون ...
كنت أطلق عليها أسماء جميلة ،أجل ،كنت أسمّيها...
أليست رفيقة ليلي ...الطويل؟
أصدقاء نحن إذن ،
بل أشقّاء ...
إخوة نحن في السّماء،
سماء وطني الجميلة الشّاسعة ،كصدر أمّي ...
أحببت النّجوم في ليلي ...صادقتها ...
بتّ ... اترقّبها ، أرقبها ،
أنتظر نورها يضيء عتمتي ،
يهزمها ...
بتّ في ليلي الطويل أعدّها،
وكلّما كبر عددها أطمئنّ أكثر وأكثر ،
وجودها ،يربّت على قلبي ،يطمئنني...
وكنت ليلتها شديد الاطمئنان،
عميق الاطمئنان ...
ظننت يومها أنّ النّور المنبعث من سماء وطني،
المنثور في فضاء وطني ،
نجمٌ صديقي ...خِلته ...أخي في السّماء ...
نمت واستيقظت ،فإذا النّجوم سقطت ...وإذا الأرض من حولي ،تحتضن الأشلاء ...
حبيبة عداد .
تونس .
Peut être une image en noir et blanc


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق