الجمعة، 3 فبراير 2023

نحن من اخترنا من يسرقنا بالقانون بقلم الكاتب صلاح الشتيوي

 نحن من اخترنا من يسرقنا بالقانون

بقلم الكاتب صلاح الشتيوي Écrivain Chtioui Slah

في تونس يريدون ان يحكموا الشعب ولن يتحكموا فيه باي ثمن، لقد بان واضحا وجليا للعيان ان من يريدون العودة إلى الحكم بعد عزلهم من الشعب يستعملون كل الأسلحة الغير مشروعة من أجل الرجوع على الرغم أن الشعب أخذ قراره وطردهم شر طردة...إن حبهم للمال والجاه أعمى عيونهم وتناسوا الوطن،

لقد جن جنونهم من أجل العودة، لكن فاتكم القطار.

إن عدم الاستقرار وعدم وضوح الرؤى وعدم الاكتراث بالبلاد ومشاغلها أدى الى ما نحن عليه اليوم، وكان سببه حكام العشرية السوداء الذين اختلفوا وانشغلوا بحب القيادة والزعامة والثروة وليس الثورة.

لقد تصدوا للتغيير خوفا على مكانتهم ومصالحهم وعطلوا أمور الوطن والمواطن .. وجعلوا حال الوطن يزخر بأوجاع الشعب ويتأخر في كل نواحي الحياة كما عم الفساد بمختلف أنواعه، السرقة، الرشوة، التهريب، الاحتكار وكانوا هم زعمائه وقادته بمختلف رتبهم.

كان همهم الوحيد البقاء بالحكم بأي ثمن ولو ببيع الوطن، ودون الاكتراث لمستقبل الشعب، لقد أصبحوا خطرا قاتلا على الشعب والبلاد، مهددين لأمنه واستقراره وازدادوا جنونا وخطورة بعد خروجهم من الحكم.

لقد تغلبت على نفوسهم المصالح الفردية الضيقة وحب السيطرة والنفوذ دون أن يفكروا في مصالح الشعب أو يكترثوا لمقومات البناء والإعمار والتنمية التي تنشدها الدول في التقدم وأهمها محاربة الفساد والعدل وتطوير الادارة الناجحة التي تعد من الاسس المهمة ومن مكونات بناء الدولة التي تلغى فيها المصالح الضيقة والشخصية وتعلوا فيها مصالح الوطن والشعب.

10 سنوات وهم يتلاعبون بكلمة وطنية وقاموا بالتوظيف السياسي لمفهوم الوطنية ولطقوسها وشعاراتها ومقولاتها ولا ننسى المقولة الشهيرة (نوقفوا لتونس)،

في الدول الديمقراطية يوضع الوطن فوق السلطة السياسية باعتبارها خادما له وليس العكس.

فالوطن ملك الشعب والأجيال الذين ينحتون سيادته على أرضه من خلال العمل الحضاري علما ومعرفة.

الوطن ليس مجرد حاكم يحكم والوطنية ليست نشيدا نتحمس له وشعر نتغنى به ونعيده،

الوطنية ليست راية مزركشة تعلوا المباني،

الوطنية هي أعمق من ذلك بكثير وأسمى وأرقى.

إن الوطن ملك للشعب والأجيال المتعاقبة.

لقد سرقوا الشعب وتلاعبوا بمصالحه سرقوا مستقبله، أحلامه، راتبه، تعليمه، صحته، قوته، سرقوا الحياة والسعادة.

واعطوه الفقر، الجهل، الجوع، الوهم والحزن.

سراق انتخبناهم بالقانون وعجزنا ان نحاسبهم بالقانون،

انتخبناهم بالقانون ونصبناهم على كراسي من حرير فكان جزائنا مزيد من التفقير والاذلال،

لا تستعجب يا سيدي، فنحن من اخترنا من يسرقنا بسذاجة وغباء ولا عن جهل.

الآن هل يكفي أن نتباكى وأن نقول كشفنا الحقيقة وعرفنا سراق الشعب، وهل يكون رد الفعل على هذه الأوضاع رد فعل فحسب، وليس فعلا؟

هل يكفي فضح سراق الوطن ونقدهم، وانتهى الأمر؟ ونعود لانتخاب سراق جدد.

لا وألف لا، الآن يجب ان نغير خططنا ونتغلب على جهلنا وسذاجتنا وننتقل الى الفعل الجاد ونقف صامدين أمام سراق الوطن، فالسرقة الوطنية الموصوفة،

يجب ان تكون هناك خطة عمل، لشل أيدي كل من يسرق الوطن والعمل على استرجاع المسروقات الى الشعب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق