الجمعة، 17 فبراير 2023

حديث الحديقة/ خميس بن صالح


 حديث الحديقة

الادب يولد من رحم المعاناة وبلغة المسعدي "الادب مأساة او لا يكون"
انطلاقا من هذا الفهم للادب كتبت:
دخلت الحديقه
بحثت عن الصديقه
والحبيبة والرفيقه
بحثت عن الحقيقه
عن الاخت التي ربتني
صغيرا
وحملتني على ظهرها وأكتافها
سنين طويله
وبكيت لما تزوجت
لكنها اليوم
أضحت بعيدة
قريبه
والأخرى اختطفها الموت
فغيبها
وغيب بسمتها وبهجتها
ودفن طيبتها وفرحتها
في ساعات قليلة
بل في دقيقه
عن أمي التي ودعتني
عن بعد
دون أن تراني
أو أراها
وقد خانتني للوصول اليها
الوسيلة
والطريقه
عن الأب الذي علمني
الصدق والصبر والصمود ...
ثم اختفى فجأة
دون أن يكتب ذلك
في وثيقه
عن الاخ الذي يرقد
مريضا عاجزا عن الحركة
ولم أزره الا لماما
ليس كرها
ولا عداءا
بل لانني_وأنا الحساس_
أهرب من رؤية
الحقيقه
وعن الاخ والاخر...
لم أجد أحدا
لقد فرقتنا
الثنايا والبلايا
والنوايا والمنايا
تلك هي
الحقيقه
ناديت
صرخت
أين الصديقه؟
أين الحبيبة
والرفيقه؟
أين الأخت
والأخ؟
أين الأم
والأب؟
لم أسمع سوى صدى
صوتي
وأنات واهات وزفرات
اتية من بعيد
من بئر سحيقة عميقه
تملأ كل أرجاء
الحديقه
بحثت عن كلمات
عن عبارات
عن لغة أخرى
أكتب بها
"ما ضج بصدري"
وأوحت به الحديقه
فلم أجد في لغة الحدائق
أرق من هذه اللغة
البسيطة
العميقة
الرقيقه ./.
الامضاء:Khemaies Ben Salah
خميس بن صالح
تحياتي ./.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق