الخميس، 2 فبراير 2023

فيروز بقلم الكاتبة زهراء كشان

 

لم أنته إلى الرواق الحزين حتى سمعت أنينا، رنين جرس ، اشتعلت أضواء إضافية ،أحسست بحركة غير عادية ممرضات يظهرن من كل اتجاه ،اهتز كياني ،تراجعت ،التفت إلى الوراء ،في اللحظة التي تحبس فيها الأنفاس التقطت مسامعي صوتا ينادي مرتفعا حكيمة ،الغرفة رقم.... تأكدت أنها زوجتي تغادر الحياة ،هرولت وسط ازدحام أطياف بمآزر بيضاء ، فيروز كأنها فراشة منهمكة في إعادة الحياة لشهرزاد بإذن الله ،ملاك رحمة تثابر بإتقان بأمر من الضمير المهني ، يحفها طاقم طبي من كل اتجاه، ملائكة الرحمة يحُمن حول المريضة بحذق و براعة ممزوجين مع القلق ، تصاعد في حالتها الصحية بسبب نزيف داخلي ،بقيت فيروز ساهرة إلى جانبها بمهارة و إتقان ،بحس إنساني و روح ينعشها الضمير،ليلة أسطورية ثقيلة الخطى .
قبل شروق الشمس حضرت إلى المستشفى ، دخلت غرفتها بين يأس و أمل ، وجدت شهرزاد ورقة نضرة مبللة بقطر الندى ،روحا مزهوة بالألوان تعبق عطرا ، توردت وجنتاها، ابتسمت ، قبلتها على جبينها ،دخلت فيروز سلمت لها صندوق فواكه و حزمة من مشروب بارد ابتسمت قائلة : المريضة لا تأكل و لا تشرب ، هذا الصباح لن تتناول غير منقوع أعشاب ساخن يحضر داخل المستشفى ، قلت مبتهجا : الحمد الله على سلامتها،الفضل لكنّ في نجاتها ،هذه هدية باقات ورد و زجاجات عطر لك أنت و زميلاتك ملائكة الرحمة ،وزعي الفواكه و المشروبات على المريضات ابتهاجا بعودة شهرزاد إلى الحياة .
قصة فيروز بتصرف
من المجموعة القصصية معابر دافئة القاهرة للكاتبة الجزائرية زهراء كشان



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق