الاثنين، 8 نوفمبر 2021

عندما ينهمر المطر /د / أحمد إبراهيم حشيش/جريدة الوجدان الثقافية


 ( عندما ينهمر المطر )

كانت رياح اليأس تعصف بقلاع خيمتي البائسة ، مثل طير الروابى تطوف أحلامي فى غياهب الجوزاء ترمق هنا وهناك بريق الأفق الرحب ،،
كان فؤادي مازال طفلاً يهوى المرح على أغصان الحياة ولكنه ابتُلي بمرض العشق وظل يصارع أوجاعه سنوات طوال وكلما لاحت أباريق الشفاء عاد الوجع يمزق اللحظات ، نعم أنا ذلك المبتلى بالعشق والهوى ولا مناص من الاعتراف بهذا ولكن الحقيقة أنني لم أعد أعرف هل تم الشفاء بعد رحيلِها أم أنه قد مات الجنين بعد أن ماتت الأم !! مرير ذلك الحنين الذى يفتك بأيامى فى غيابها وقاتل ذلك الشعور بالغربة والضياع كلما فاح شذى عطرها أو صكت مسامعي رنين ضحكتها ،، يتيم أنت يا قلبي بدونها ،،
وها قد دقت طبول الشتاء أبواب الأيام ،، وأنا أخشاه كثيراً وأخشى تفاصيله التى لا يدرك مداها إلا أهل العشق والحنين ، أخشى ذلك الليل الطويل الذى يشبه غيابك وذلك الزمهرير القارص الذى يشبه حنيني لملامحك الدافئة ،، ولكن لعل أمطار الشتاء قد تحمل معها أملاً جديداً يختبئ بين غيمات السماء الداكنة ، الأمل فى عودتك إلى ذلك العش الذى يسكن بين أضلعي والذى توقف التغريد فيه منذ رحيلك ،،
الأمل فى عودة الحب الذى سيظل دائي و دوائي وسر وجودي وخلودي ،، سيبقى الأمل يحلق بأجنحته الوردية بين جنبات السماء ينثر عطر اليقين ليمحو صدأ اليأس والقنوط ، سيبقى الأمل فى عودتك عندما ينهمر المطر .
د / أحمد إبراهيم حشيش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق