الجمعة، 24 مايو 2024

أقسم أنك.... بقلم فرحي بوعلام نورالدين

 أقسم أنك....


أقسم أنك إذا ما قاتلتني...

                              يا قريضي كالجبل ثابتا وجدتني.

تدعي أن القدس لك وتجرأ...

                                تبدي شرورك تظن أنك أرهبتني.

تحتمي بعجوزك وتدعي قوة...

                                       أنت والعجوز والله تهذيان.

أنا العربي المسلم و دمي....

                                حار كحمم البركان عند الثوران.

أبدا عند الزحف لا أدبر....

                                     مرفوع الرأس أبدا لا أنحني.

أنا إبن الجزائر أرض الشهداء...

                              دمي واحد وشقيقي الفلسطيني.

لا أرضى دون عيش الأحرار غاية...

                                والتضحية هي إسمي وعنواني.

تلك دموع الثكلى تهزني...

                               والله بالنصر على الكفر يدعمني.

فلذات أكبادها زفت للثرى ...

                                  تنير اللحود من أبيض الأكفان.

وقساة القلوب في غفلة...

                                  يطبعون بنعم لتقتيل الصبيان.

فلا ارتاح لي بال حتى أرى...

                                 قدسنا الزكي حرا بين الأوطان. 

ولا أخشى جندكم ولا بطشكم....

                                      إن كان الله للشهادة حباني.

فما للكفار سوى خزي هنا وهناك...

                                 ولنا وعد الله إحدى الحسنيين.

إما نصرا فنزداد أجرا ....

                                    وإما الشهادة وعيش الجنان.

لا نخشى جمعكم ولا حلفكم....

                                 أنتم والعجوز بدد ولو تتحدان.

فلا مقام لكم بيننا ولا وطن....

                             ولا دولة لكم بالجوار كما تزعمان.

هذي جنودنا عليكم ظاهرة....

                              بسلاح من حديد وآخر روحاني.

الرعب قد سادكم ياإخوان القردة...

               أليس هكذا وصفكم في الكتاب الرباني!؟؟؟

فاخسؤوا فيها اليوم وغدا....

                           فلسطين لنا يا أهل الكفر والغدران.

لنا النصر دوما و النصر آت...

                      فاقرؤوا تاريخكم المخيب عبر الأزمان.

اعذرني ياقدس لاحول لي...

                              إني المقهور بالبعد وغلب الزمان.                          فمالي مقدرة سوى حرف أكتبه..

                           أدعم به غزة أرض أهلي و إخواني.    

ثم صلاة على محمد والآل والصحب...

                               ولا إله إلا الله عقيدتي وإيماني.


بقلم ع جمال الجزائري.

المسمى حقيقة فرحي بوعلام نورالدين.

الموطن الجزائر.

ولاية سعيدة.

يوم 22_05_2024





صور المساء شعر / المستشار مضر سخيطه - السويد

 ___________     صور  المساء 

شعر     /  المستشار   مضر  سخيطه     -    السويد

______________________________

جاء المساء ولم أكن 

ذاك المساء أناي 

كنت مُسَيرا ً 

بل كنت ُشبه مُغَيب ٍأمشي بركب الأغلبية حينما اتفقوا عليَ

وكنت ُأنا

لوحدي 

كنا بعين الآخرين وهم يشاهدونا واحد ٌ

نبدو ونظهر من بعيد 

متقاربين بلا حدود 

في حين كان الجمع ينفردون ضدي

لم يقنعوني حينما اتفقوا على فعل الأذية والأذى

لما عليَ توافقوا

لما اتفقوا على فعل التعدي 

هل من يذب نصالهم ويردها قبل التخبط 

وانتشار الغامض الهمجي 

ماقبل التردي 

سأقوم 

أو أني سألجأ للتضرع والدعاء 

لسوف أمسك بكل ماأوتيت من عزم بأسمال البقاء

معي مرافقتي اهش بها خيوط العنكبوت 

ميل ٌ وحرص ٌلايقاوم بأن اظل كداخلي دوما ًنظيف ٌ

شبه ٌ بقمات الأعالي في جبال الأرز أو مدن الجنوب

لحني 

شديد الانصهار من قَلَق ٍ علي َ

وشبه صاف ٍ مثل ماء الورد 

نادي كالشفاه 

كثغر فاتنة ٍ مدللة ٍلعوب 

عطري ٌ كودي 

في مقلتي النبض معسول التفاؤل 

وناصع الأركان 

جوري ٌكخد 

حضرت ُ من شجر الأراك بخوري ومن قصب المزارع 

في الحقول

اتجشم العبء الرهيب َ وذا لأجل مزاجها القروي 

وهي تريدني وتصدني كي لا افاجئها 

واخدشها بتفكير ٍمعيب ٍ

غير ِمُجدي 

بمحيط ذاكرتي 

مفكرتي 

وساوس َكم أعاني من وسائلها العتيقة ِ

من نتائجها العميقة ِ بين رمضاء ٍ

وبرد 

إني أحاول من كثيف الليل أن انجو وأنتظر انتصاري 

في التحدي 

____________________________________________

شعر      /  المستشار   مضر  سخيطه      -       السويد

قراءة الكاتب محمود البقلوطي في قصيدة الشاعر العراقي علي جابر (علي البنفسج) "مجانين البحر"

 محمود البقلوطي

قراءة في قصيدة الشاعر العراقي علي جابر   (علي البنفسج) 

        "مجانين البحر"

 لم أجد أجمل واحسن من قول الكاتب الأمريكي 

اﺭﻧﺴﺖ ﻫﻴﻤﻨﻐﻮﺍﻱ:

"‏حين أمنحك الإهتمام ﻭأعطيك بسخاء فأنا لا أنتظر منك مقابلًا إنما كل ما أحتاجه هو ألّا أندم .. ألّا أندم فقط "

كاستهلال وتصدير لقراءة قصيدة

"مجانين البحر" للشاعر العراقي المبدع على جابر


كان اطلاع الشاعر وبحثه ودراسته التي قدمها للرواية الرائعة والمشهورة "الشيخ والبحر" للكاتب الامريكي" ارنست همنغواي" وبطلها العجوز "سانتياغو" مصدرا لالهامه لكتابة قصيدته الرائعة "مجانين البحر"هذا ما استخلصته بعد قراءة القصيدة وملاحظة وجود كلمات مفاتيح بدءا بالعنوان مجانين البحر (البحر والنوارس، الشيخ وسنارة همنغواي...).


*نظرة عامة لما احتوت القصيدة من معنى وابعاد دلالية ورمرية. 

وظف الشاعر البعد الرمزي في صراع الإنسان مع محيطه خلال رحلته في الحياة والتي أخذ فيها البحر كانموذج لهذه الرحلة التي وجب علي الإنسان أن يثق بقدراته القوية والكامنة فيه وأمكانه توضيفها في الصراع الدائر بينه وبين الطبيعة في مسيرة الحياة، ومدى ثباته أمام هذا الصراع الدائم المستمر الذي لا ينقطع ابدا.  وتبقى المقاومة تسكن الإنسان يتسلح بها للتجاوز ومعالجة مصاعب الحباة. واعتبر ان  كلمات القصيدة اخذت منحى يتوق للانتصار على مصاعب الحياة ومحاولة تجاوز ظروفها القاسية.


**عندما امتزج جنون الشعر بجنون البحر ولدت قصيدة "مجانين البحر"

نحاول ان نكتشف  مجنانين بالبحر في معاني الكلمات ورمزية الدلالات.

بدا الشاعر مطلع قصيدته

"تعال نتجاذب أطراف الجنون ونشاطر البحر"

ياتري لمن وجه كلامه ودعاه ليتجاذب معه أطراف الجنون

هل الي المتلقي أو إلى كل مجنون من مجانين البحر..

نداء الشاعر يبقى مفتوحا لعدة اجتهادات وتأويلات. 

ويتمادى الشاعر لتحديد دوره كطرف في الجنون مستعملا ضمير المتكلم انا  ومبحرا في المجاز الشعري

" انا اخيط امواجه بسنارة همنغواي التي  صنعها لبطله الشيخ

اخيط له جلبابا من الصوف يقيه برد الشتاء" 

هل هناك كلمات أعمق في التعبير عن هذا التحدي للبحر  والجنون العاشق للشيخ.؟

ليتمادي الشاعر َمقترحا على مرافقه في السفينة

"وأنت تصنع له ازرارا  من رذاذ امواجه العملاقة" 

ليتواصل البوح بين الأنا والانت

(انا امسح بينه بكفي

وانت تهمس له بكلمات الغزل) 

ليرتفع منسوب الجنون فيقول

 تعال ندير دفة السفينة اتجاهين متعاكسين.. انت نحو الشمال وانا نحو الجنوب ندير مقودها يمينا وشمالا

ونحتسي نخب رعونتنا"

تصرف يكشف قمة الجنون.

واذا بالشاعر يتوقف ويعلمنا ان الحكاية لم تكتمل

لنكمل حكاية مجانين البحر

ينظر إلى البعيد إلى النوارس الطائرة

" وهناك على بعد أميال نوارس البحر تخفقُ بأجنحتِها وتسبحُ في الفضاء ربما تنتظر عودتنا كي نشاركها حفل زفافها الجماعي وليس من مدعوين سوانا"

وفي الجزء الأخير من القصيدة وفي قفلتها ركز الشاعر على سخرية النوارس منهما وعلى وصفهما بالحماقة وهذا الموقف يمكن أن نتفهمه من النوارس لقد طارت بعيدة عنهما لانها احست بأن السفينة ليست للصيد لا يوجد فيها صيادون  حتى تتحصل. على بعض الأسماك لتقتاتها وذكر الشاعر أيضا موقف البحر الغاضب والمنزعج منهما لأنهما تحدياه بتصرفهما الجنوني

حتى البحر كان مزعجا منا

كلما وقفنا ننظر اليه

يصفعُنا بصخب امواجه

وينهرنا غاضبا.. غادِرا..

لامكان للمَجانين هنا.


استعمل الشاعر اسلوبا مكثفا في التعبير عن مكنوناته الداخلية ومزجها بانزياحات ومجازات شعرية جميلة ولافتة.


"مَجانينُ البحرِ"

تعالَ نَتجاذَبُ أطرافَ الجُنونِ 

ونُشاطِرُ البحرَ 

أنا أخيطُ أمواجَهُ بِسنّارةِ همنغوايّ 

الّتي صنعَها لبطلهِ الشّيخِ 

أخيطُ لهُ جُلباباً مِنَ الصُّوفِ 

يقيهِ بردَ الشِّتاءِ 

وأنتَ تصنعُ لهُ أزرارَهُ

مِنْ رَذاذِ أمواجِهِ العِملاقةِ 

أنا أمسحُ جبينَهُ بِكَفّي 

وأنتَ تهمسُ لهُ بكلماتِ الغَزلِ 

تعالَ نُديرُ دَفَّةَ السَّفينةِ

باتّجاهينِ مُتعاكِسين  

أنتَ نحوَ الشِّمالِ 

وأنا نحوَ الجُنوبِ 

نُديرُ مِقودَها يَميناً وشِمالاً 

ونَحتسي نخبَ رَعونتِنا 

مِنْ مائِهِ..

لِنُكملَ حِكايةَ مَجانينِ البَحرِ

وهُناكَ على بُعدِ أميالٍ 

نوارِسُ البَحرِ 

تخفقُ بأجنِحَتِها 

وتسبحُ في الفضاءِ 

رُبَّما تَنتظرُ 

عودتَنا كَيْ نُشارِكَها 

حفلَ زَفافِها الجَماعيّ 

وليسَ مِنْ مَدعوِّينَ سِوانا 

يا تُرى كيفَ سنُراقصُها؟

هل رأتْنا ونحنُ نَخيطُ 

للبَحرِ مِعطفَهُ؟ 

وحِينَ وَصلْنا السَّاحلَ 

هرعَتِ النّوارسُ 

تلطمُ بأجنحتِها 

ساخرةً مِنّا 

ودّعَتْ كُلَّ مَنْ كانَ هُناكَ

لِتُخبرَهُ حماقتَنا 

حتّى البَحرُ كانَ مُنزعِجاً مِنّا 

كُلَّما وقَفْنا ننظرُ إليهِ 

يصفعُنا يصخبُ بأمواجِهِ

وينهرُنا غاضِباً.. غادِرا..

لا مكانَ للمَجانين هُنا


علي البنفسج 

بغداد


 دام سنا يراعكم الأنيق ك هسيس الشمس بين حقول الحرف فتتفتح اسارير الضوء لتنير الكلمات وتكشف

 عمق المعنى والدلالات. ودمتم ببهاء الحرف والق الإبداع الراقي شاعرنا الأديب الاريب الأستاذ علي جابر




مهرجان ربيع الفنون الدولي بالقيروان في دورته ال26 دورة التضامن مع فلسطين بقلم الكاتب محمد علي حسين العباسي

 مهرجان ربيع الفنون الدولي بالقيروان في دورته ال26

دورة التضامن مع فلسطين 

القيروان رابعة الثلاث تتضامن مع القدس ثالثة الثلاث وذلك حين تفتح ابوابها من اجل تنظيم الدورة السادسة والعشرين لمهرجان الربيع الدولي للفنون في خطوة تضامنية مع الشعب الفلسطيني وذلك من24 الي28 ماي الجاري عبر اللقاءات والندوات والعروض الفنية والمسرحي والسينمائية هذا ولقد شهد اليوم الافتتاحي اليوم الجمعة تنشيطا للساحة الفنية من خلال الرسومات والموسيقى والاناشيد الفلسطينية،الي جانب تدشين معرض تجليات قيروانية بين الخط والحرفية للفنانين خالد وصفوان ميلاد،ومعرض تراث مدينتي الصناعات التقليدية لجمعية القيروان مدينتي،وفن الجداريات والخط العربي مع الفنان صفوان ميلاد.وفي المساء كان الموعد مع عرض فني فلسطيني بعنوان" المعبر" لجمعية ربيع سبيطلة بقيادة عدنان هلالي،وتابعا تم تكريم كل من الكاتب الفاسدين توفيق فياض والشاعر الفلسطيني احمد قريناوي،والشاعر محمود نجار،والفنانة سنية مبارك،السينمائي ابراهيم لطيف والممثلة وحيدة دريدي.

غداالسبت سيكون الموعد مع المجلس الثقافي الأول بعنوان أية علاقة بين صناع الاغنية والشعراء بمشاركة سنية مبارك،الشاعر جليدي العويني،الفنان منير مهدي،الموسيقار عماد زرقة،الملحن الطاهر قيزاني،الشاعر لطفي عبد الواحد.في المساء سيكون الموعد مع تساقط حبات الشعر هنا وهناك مع الشعراء كوثر الزين،احمد قريناوي،محمود نجار من فلسطين احمد علي فاخري من ليبيا،انور بومدين من الجزائر ،عمار جماعي،مبروك سياري،جهاد مثناني من تونس.اما يوم الاحد القادم فسيكون للطفل نصيب من خلال عرض شريط سينمائي بعنوان " خاتم عليسة" للمخرج خليل بحري ثم سيكون الموعد مع المجلس الثقافي الثاني بعنوان أية علاقة بين صناع الدراما والروائيين؟ بمشاركة الروائي عبد القادر بلحاج نصر،الروائية أمال مختار،السينمائي ابراهيم لطيف ،المسرحي منير عرقي.ثم سيكون لعشاق الفن موعد مع سهرة الفنان رؤوف ماهر.يوم الإثنين سيكون الموعد مع الفن الرابع من خلال عرض مسرحية" الحاضر الغائب" لشركة المسرح الشامل بصفاقس.اما يوم الثلاثاء فهو اليوم الختامي للمهرجان عبر عرض شريط سينمائي بعنوان "  فوفعة للمخرج ابراهيم لطيف.هكذا هي القيروان رابعة الثلاث تتضامن مع القدس ثالثة الثلاث في عرض فسيفسائي جميل تجند له الجميع من أجل انجاحه خاصة وأن القيروان عاصمة الابداع والامتاع والاقناع...

 محمد علي حسين العباسي









المَنْبَعُ بقلم الأديب حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)

 المَنْبَعُ...(عَلِّمُوهَا أَبْنَاءَكُمْ)

يَـــا مَـنْـبَـعًا بِالـوَادِي

مِـنْ زَمَـنِ الأَجْــدَادِ

يَـسِـيلُ فِـيـهِ مَــاؤُهُ 

مِـثْلَ اللُّجَـيْنِ البَـادِي

بَـيْنَ الـحُـقُولِ داَفِقًـا

بـِالـخَـيْـرٍ لِـلْــعِــــبَـادِ


يَـرْوِي عُـرُوقَ الشَّجَرِ

فَـيَــنْـحَــنِـي بِالــثَّــمَـــرِ

فَـتَكْـثُــرُ الـخَـيْــرَاتُ

وَأَنْــــعُـــمٌ لِـلْـــبَــشَـــرِ

وَيَـبْــرُزُ الـجَــــمَـــالُ

صُنْـعُ العَظِيــمِ الأَكْبَـرِ

فِي كُــلِّ رُكْـنِ ِسِـحْـرُهُ

بِـالسَّــهْـلِ وَالــوِهَــادِ


سُبْحَانَ مَنْ  قَدْ فَجَّرَكْ

وَلِـــــلْأَنَـامِ سَــخَّــرَكْ

فَـأَنْتَ شِـــرْيَانُ الحَـيَا

لِكُـلِّ خَـلْـــــقِ ِقَـــدَّرَكْ

طُوبَى لِمَنْ بِكَ احْتَفَظْ

وَمَـا فِي البَـحْرِ أَهْدَرَكْ

فَـقَــطْـرَةٌ مِـــــنَ المِـيَاهْ

كَـالــــكَــنْــزِ لِلْـعِــبَـــــادِ


يـَا إِخْـوَتي ، فَلْنَـتَّـحِـدْ

وَ فِــــي المِـيَاهِ نَـقْتَصِـدْ

فَــإِنَّــهَــــا ثَـــــرْوَتُــــــنَـا

لاَ تُـشْتَـرَى لَدَى أَحَـدْ

نَـسْتَـعْــــمِلُ مِنْــهَا بِـمَـا

يَكْــفِـي لَــنَــا وَلاَ بَــــدَدْ

فَــجَّـــرَهَـــا أَجْــدَادُنَــا

فَـلْـــنُــــبْــقِ لِلأَحْــفَــادِ...

حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)

ديوان "الباقة": أناشيد وأوبيرات للأطفال.




سؤال " برئ" يقض مضجعي ؛ لماذا لا يُطرح السؤال: ”ماذا فعلنا لهم؟” بدلا من سؤال: ”لماذا يكرهوننا..!؟” بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 سؤال " برئ" يقض مضجعي ؛


لماذا لا يُطرح السؤال: ”ماذا فعلنا لهم؟” بدلا من سؤال: ”لماذا يكرهوننا..!؟”


" حصنوا النفط،فالنفط يعرف كيف يقاتل حين تكون الحروب..وقد يحسن الضربة الخاطفة ( مظفر النواب)


- إن الأخطار المحدقة بالوطن العربي في كافة بلدانه لا تقلّ خطورة عن مرحلة بداية القرن العشرين،فما تطلبه واشنطن كل يوم عبر التعليمات المتلفزة لا يختلف كثيرا عن التعليمات السلطانية التي كانت تصدر عن الباب العالي..( الكاتب)


مما لا شك فيه أنّ الزلزال الذي ضرب نيويورك طبع بداية القرن الجديد بطابع مأسوي عبّرت عنه:”الإمبراطورية الحديثة”بإعلان الحرب على المجهول أوّلا،ثم على الإرهاب ثانيا،وعلى العرب والمسلمين ثالثا،حسبما استقرّت عليه آخر فرضيات المصالح”الإمبراطورية”للحفاظ على السيطرة السياسية وبالتالي الإقتصادية.

لقد كان مشهد اصطدام الطائرات المدنية المحمّلة بالركّاب الآمنين بالمبنيين التوأمين مشهدا مثيرا للإشمئزاز والإستكار والغضب.فمن غير المعقول أن يقبل أي إنسان طبيعي بأن تُقتَل هذه الأرواح البريئة دون أيّ سبب وبهذه الطريقة..!

لكن..أين الإنسانية الأمريكية التي اهتزّت جراء هذه الكارثة من أن تسمع أنين الأبرياء الذين قضَوا عن طريق الخطأ في أفغانستان!؟

ألا يتساوى قتل الأبرياء في أفغانستان وفلسطين والعراق وسورية وبيروت..مع قتل الأبرياء في نيويورك..!؟

سأصارح:

بعد كارثة الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 01 طُرِح السؤال في الولايات المتحدة الأمريكية وبالأحرف العريضة”لماذا يكرهوننا”؟ وقد بحث البعض ووجد ضالته بالعثور على تفسير أقنعوا به الرئيس الأمريكي الأسبق:جورج بوش(الإبن)خطأ،وهو أنّ السبب الرئيسي يعود إلى الفرق الهائل بين مستوى معيشة الأمريكيين والشعوب التي تكره أمريكا ورفضهم لقيم الحداثة والحرية والتطوّر،وغاب عن بال هؤلاء أنّ دولا غربية أخرى لم تتعرّض للهجوم على الرغم من أنّ مستواها المعيشي وحداثتها أفضل من مستوى الولايات المتحدة.

وقد خيّل للبعض الآخر أو تمنّوا،أن سؤال:”لماذا يكرهوننا؟”سيؤدي إلى جواب بسيط موضوعي مفاده عودة الوعي إلى العقل الأمريكي بالنظر إلى المظالم التي تُرتَكَب يوميا في المنطقة العربية بإسم الحماية الأمريكية.لكن الذي جرى،أنّ الجواب كان بمزيد من المجازر في فلسطين،من جنين إلى نابلس فرام الله.تكفي معادلة بسيطة للرد على السؤال،فلتضع واشنطن أمام سؤال”لماذا يكرهوننا؟” سؤالا آخر هو:”ماذا فعلنا لهم؟”

آخر تقليعات مكافحة الإرهاب تقول إنّه على المسلمين عموما و العرب خصوصا أن يتعلّموا من جديد كل شيء،ليس حسن السلوك السياسي فقط،بل حسن القبول والطاعة إنطلاقا من إعادة النظر بالبرامج السياسية،مرورا بالسكوت عن الصراخ والألم،ووصولا إلى إعادة النظر بالبرامج التربوية والثقافية والتعليمية.

بل إنّ الأخطر من ذلك كلّه أنّ البعض منهم يطالب العرب بالتعويض لضحايا كارثة مانهاتن بقصد تحويل كل العرب إلى مسؤولين عما جرى.!!

لماذا لا يُطرح السؤال :”ماذا فعلنا لهم؟” بدلا من سؤال :”لماذا يكرهوننا؟”

كل ما قدّمه العرب رفضته الولايات المتحدة” أمريكية” وإذا كانت المشكلة تطرح اليوم وفي الغرب عموما،وفي واشنطن خصوصا،على أنّها مشكلة التطرّف الإسلامي القادم من الشرق،فإنّ السؤال المقابل هو”ماذا فعلت واشنطن لكي لا تشجّع كل أشكال التطرّف؟”

هل سمحت للحركة القومية العربية بأن تلتقط أنفاسها للإنطلاق في مسيرة التحديث والتنمية لكي تتمكّن من سلوك الديمقراطية والتطوّر الطبيعي كباقي شعوب الأرض ؟

أليس التطرّف الراهن قد استمدّ جذوره من نتائج الحرب التي شنّت على كل المحاولات النهضوية العربية،بكل صيغها وأشكالها..؟

طريق إحباط حروب الكراهية بسيط لمن أراد الحوار الحضاري والتعايش الإنساني،وعلى وجه الخصوص مع الشعوب العربية والإسلامية،وبساطته تقوم على تنفيذ القرارات الدولية وردع إسرائيل وإقامة التوازن العادل.

ما أريد أن أقول؟

أردت القول أنّ الأمر،وكما يبدو حتّى الآن،ليس إلا إعدادا لتغيير وجه المنطقة وإعادتها إلى ما قبل مرحلة سايكس بيكو،وفي هذا المجال لا يمكن إغفال التهديدات والأزمات المفتعلة بوجه لبنان وسوريا.

إنّ الأخطار المحدقة بالوطن العربي في كافة بلدانه لا تقلّ خطورة عن مرحلة بداية القرن العشرين،فما تطلبه واشنطن كل يوم عبر التعليمات المتلفزة لا يختلف كثيرا عن التعليمات السلطانية التي كانت تصدر عن الباب العالي.

وإذن؟

إنّ خطورة الأوضاع الراهنة إذا،تستدعي حشد الطاقات العربية بشكل إستثنائي لمواجهة الحشد العسكري الأمريكي عبر خطوات الحد الأدنى التالية:

1-وضع معاهدة الدفاع العربي المشترك”المنسية” موضع التطبيق،والتي تنص المادة الثانية منها على”إعتبار الدول المتعاقدة كل إعتداء مسلّح على أية دولة أو أكثر،أو على قوّاتها،بمثابة إعتداء عليها جميعا،لذلك فإنّها عملا بحق الدّفاع الشرعي-الفردي والجماعي-عن كيانها،تلتزم بأن تبادر إلى مساندة الدولة المعتدَى عليها،وبأن تتخذ على الفور،متفرّدة ومجتمعة،جميع التدابير،وأن تستخدم جميع ما لديها من وسائل بما فيها إستخدام القوّة المسلّحة لرد الإعتداء ولإعادة الأمن والسلام إلى نصابهما”

2-إلزام الحكومات العربية،التي توجد قواعد أمريكية جوية و/أو بحرية،و/أو برية في أراضيها،أو أية تسهيلات مماثلة بحرية أو جوية أو برية،بعدم السماح للولايات المتحدة بإستعمال هذه القواعد والتسهيلات للإعتداء على أية دولة عربية،وذلك تنفيذا لمعاهدة الدفاع المشترك العربية.

3- التفكير الجدّي،وإقرار وإتخاذ الإجراءات العملية للبدء بتشكيل”قوّة عسكرية عربية مشتركة”دائمة على غرار”حلف الأطلسي”تستخدم للدفاع عن أية دولة عربية تتعرّض للإعتداء عليها،وكذلك لحل المنازعات العربية البينية عند الحاجة.لطمأنة الحكومات العربية القلقة على أمنها،وبخاصة حكومات الخليج،تمهيدا لإلغاء القواعد والتسهيلات العسكرية الأجنبية المختلفة المكلفة إقتصاديا وسياسيا.

4-تفعيل دور مصر العربي،وتوفير بديل عربي دائم وغير خاضع للإبتزاز عوضا عن المساعدات الأمريكية الفعلية في حالة تقليصها إو إيقافها.

5-التنسيق الأمني مع إيران،والمعرّضة نفسها للإعتداء عليها،وكذلك تركيا إذا أمكن،ضد أي إعتداءات أجنبية على أية دولة عربية،وتوسيع التعاون الإقتصادي مع تركيا بشكل خاص كوسيلة للضغط العربي عليها وعلى مصالحها.

قد لا أضيف جديدا إذا قلت أنّ قوّة العرب كانت دائما وستبقى في وحدة مواقفهم ووحدة خطواتهم لمواجهة المصير المشترك،وإن كان يظهر في بعض الأحيان أنّ الخطر يطال هذه الدولة دون أخرى،فلم يكن لدى العرب امكانيات أكثر مما لديهم الآن،ولكنّهم لم يكونوا أبدا”أضعف”مما هم عليه الآن،وهي مفارقة آن للعرب لا سيما في ظل بعض" الإشراقات الخلابة" للمشهد العربي، وإنطلاقا حتى من مصالحهم القطرية،أن يفيقوا مما هم فيه،ويتعاونوا قبل فوات الآوان.


محمد المحسن




خلطة من وحي تأملات أفكار متمردة بقلم الكاتبة هالة بن عامر تونس

 خلطة من وحي تأملات

 أفكار متمردة 


لم أعترف يوما بالوقت ولا بحركة العقارب الّتي تحكمها بطارية متوفاة دون سابق اعلام، أدرك أنّها ساعات وهمية.

لا يزعجني أن أحمل  ساعة معطلة  بقدر مايزعجني السؤال عن الوقت في لحظة يتداول فيها اللّيل والنّهار لا يفرق بينهما سوى بداهة الألوان. 

في الحقيقة أنا لا أستند إلاّ على بداهة المعرفة ولا أحكم إلاّ بما يرفضه عقلي، صغيرة هي قناعاتي مزالت تطفو على سطح أفكاري. 

لا أدري... إن سبق لي أن تجاوزتها هذه الأخيرة، قبل أن أتّخذ أي قرار أمْ أنّي كنت أتجاوز عقلي و ماوراء. 

يوما سيسعفني جرّاح مختص  لأدرك مكامن نقاط الإستفهام ألّتي  تهاجمني و تلاحقني، تلازمني وتسيطر على أفكاري. 


كان جزءا من الأشياء ألّتي أحتفظ بها في خزانتي ولم يحن  بعد الوقت الإفتراضي حتى أستعمله أو ألوذ بأفكاري نحوه، كمظهر من مظاهر التّعالي.

الوحيد من بين كل  أشيائي القديمة من يشعرني أني أنتمي إلي أصحاب  تلك الفئة، ألّتي رغم أنّها  تشكو عمى الألوان كانت ماهرة في التفريق بين '' الأبيض والأسود والأحمر والأصفر'' كأنّها من وضعت أسس الطبقية العرقيّة لتسمح لنفسها أن تصنّف و تقصي وتمجّد، هذا مستحب  وذاك نكرة، هذا من الأعيان و الباقي عبيد. 

تلك الفئة التي ليس بحوزتها سوى مظاهر خادعة تضحك بها على واقع حالها تظنّ أنّها ما إن شربت في كؤوس من الكريستال وسط موائدها الفقيرة حتى تضحى من الأعيان. 


كأس من الكريستال أنيق شفاف حان موعد استعماله لا كمظهر من مظاهر التفاخر ولكن هكذا أمرني عقلي و أوهمني أن الوقت قد حان. 

وضعته على طاولة مستديرة  خشبية مهترئة  هرمة  عبثت  الشقوق والعيون الغارقة على سطحها كتجاعيد على وجه عجوز في  زمن غائر   وعلى جوانبها ورقة صفراء لا حياة فيها كانت ستنبت لو لا تغير وضعها أتعجّب من عدم سقوطها، مازالت متشبثة بالبقاء، تميل الي الإخضرار أو هيأ لها، أظنّها في غيبوبة دائمة منذ أضحت جزءا من أثاث بال جامد وهي ماتزال  قيد الإنتظار.


داكن لونها عتيقة السلالة كأني بها  تنتمي لأشجار الزيتون لا يعرف لها أصلا أو بلدا أو مصنّعا لا ترى عليها مظهر من مظاهر الثراء أو الأناقة طاولة أكل عليها الدهر حتّى الثمالة، قد أشرفت على الإستسلام كأنّها تستعد للإنتحار.

مشققة السطح طويلة السقان  عرجاء لا تقوى على التوازن إلاّ وهي مستندة على أفكاري ... اعتادت على دموعي بها تسقى، وتبللها كرشفة برمق من مرار  تقتات من الألم، ربما هي دموعي من كانت تبقيها على شاكلتها. 

طاولة اجتازت كل الأجيال تحمل في جوف تشققات خشبها جميع الأسرار توارثتها أفكار، و تبنتها حكاوي، كتب فوقها ترهات ارتسم من على جوانبها ضحكات بشفاه مشققة.

غرس فيها مسامير لا تحصى ولا تعد لم يحترم أحد سنها، لم يرحموا كبرها، حتى انّك تظنّ قد كُتب عليها العيش  بعد موتها. تَراها مستندة على ألّا شيء تستجدي الموت الرّحيم كم هي بحاجة إلى قسط من الراحة، بعد عناء تحملته مرغمة لسنين. 


أمام أفكار عاتية اجتاحت كل أركاني استحوذت على رزانتي وعبثت بإتزاني، تلاشت البسمة وملامحي شاخت قبل الأوان ... 


أمسكت جميع الأوجاع وتلك الآلام التي تعربد في مفاصل زمني بعد أن جمعت حروف مسمومة من بين مذكراتي وطحنت تلك السطور الباكية وأضفتُ لها رذاذا من تجارب فاشلة وأخرى ناجحة او قد هيأ الىّ،  وسكبت عليهم دموع اللّيل الطويل وحكاوي النفوس الثلاثة وبعض من العهود والوعود الكاذبة بعدما اتسمت جميعها بالخذلان... 


في خلاط كهرمائي.. كهربائي .. كهرهوائي ... خيالي .. من صنع لحظات  التمرّد على زمن انتحرت  فيه اضغاث الاحلام لتضحى الكوابيس عنوان النوم  وطريق  للنعاس المفتعل بعد عناء .

من رحم زخم الافكار الجهنمية الخارجة عن نطاق الواقعية ضنكى هي كل تلك الأفكار  الممنطقة المتملقة الممنهجة السقطة.  من قال ومن جزم أنّها كذلك أشكّ في أنّها لم تكن إلاّ ردّة فعل لسرب من العجز فإنصياع  لغرور الإدّعاء بالمعرفة. 

وببصمة من شفاهي على زرّ واه أخذت قراري، ضغطت على الجرح الدّامي، أوقفت نزيف الأفكار التى تأدي أغلبها الي محطة، أين فيها الذاهب أكثر من القادم، أين التّيه عنوان و السّراب مقام، الوهم سكينة وترياق اطمئنان ...


 ترهات يجب أن يضحى لها دور غير ماهي عليه قد تفيد أكثر لو  جعلتُ منها محكيّة للأطفال او نكتا للتسلية والسخرية، لا عبرة ولا سجل يؤرخ أفعالها والغدر ممزوج بها ومنها ... 

ها أنا أضيّع بوصلة الكلام 

ها أنا أستند إلى واقع بتُّ فيه  أهاجم واقعي والخيال. 

ها أنا أعود لأفكاري الجهنمية ووساوس حروف لازمتني حتى صارت تكتبني  بلغة جهنمية  وتكتبني أفكار مشوشة و ترهات سيدة خرفة... 


أخذت خلطتي العجيبة وهي لا تزال في ثورة بعد أن أصبحت ككتلة من عجين، يشبه الطين ...  لا حياة تنادي ولا حركة تثير السؤال، امتزج الكل كترياق ساحرة على متن  التعاويذ والتمتمات تبحر وتسافر، تغرق تموت ومن ثم تعود حية ميتة لا نبض يؤرق ولا عقل يزاحم 


أخذت كل المزيج وصنعت منه حلوياتي المعجنة، بسكويتة صارت المفضلة، حلويات بمذاقها المر دون سكر دون عسل.

بأشكال لا تخضع لقوانين الهندسة، مائلة معوجّة داكنة السطح، يتوسطها لون أحمر. 

أحمر شفاه.. دم متجمد.. لقد تشابهت  الألوان القريبة من الحمم، ربما ليس أحمر، ربما هو الأسود في خجل، بمذاق قد  اعتدت عليه وأنا أُسقى بيد الزمن هذا الغدار الذي عبث بجميع أحلامي سكن شهادة ميلادي دوّن عليها مخططاته لا مخططاتي احتل التاريخ و اقام حفل خاتمتي رقص على حروف اسمي و عزف عليها معزوفة الإنتقام والتّشفي  أتلف جميع الأرقام  حتى فقدت البصيرة ماعدت أعقل أشيائي فقدت التمييز بينها وبين  الأشياء الغريبة عني. 

 لا عجب أنّه يتمتع أيضا بنفس الرائحة، رائحة غرفتي المظلمة و الجدران الخضراء التي ماان تدقق فيها تحسب أنّه قد نبتت عليها  عشبة طفيلية لا زهرة مرسومة ولا أوراق تتدلى، لا حياة تسكن مقبرة، متى  سكن النّور وسط العتمة، فقط خزانة هرمة وسرير يشكو علّة مزمنة ومخدة ترثي الذكريات تعتصر من شدة العرق تتأوه  من حكاوي اللّيل و الأحداث التي أغرقتها في مستنقع من الفشل لتجبرها على التذكر وهي لا تقوى على الاستغاثة او التذمر منصاعة للقدر

 ياليت ذاك الذي يسمى '' الزهايمر'' يصيب المخدات ينال منها كما يفعل بالعقول العقيمة والنفوس المهزومة، والأرواح المتعبة المرهقة، المغادرة أجسادا أنهكها النسيان، ومع ذلك يؤرقها أنّها مازالت تتذكر. 


وضعت البسكويت  على الطاولة  و امسكت بالكأس الكريستالي  وتمعنت فيهما ... وانا أسمع انين ماتبقى من شكاوي مرهقة 

وقررت ان اغمس .. ان اغرق ... ان اذيب ماصنعته عنوة ونكالة في الكأس ... 

تفطنت ان الكأس فارغ، تمعنت فيه كيف لي ان اغمس واغرق  خلطتي بحركة سريعة دون إرادة مني مالت الطاولة وهي من كانت تستند على أفكاري و قررت أخيرا ان تجتاز كل عراقيل الموت استسلمت بعد عناء طال كلّها ... سقطت دون حراك، مجموعة من الخشب القديم البالي أضحت، غدا سوف تكون على شرف المحرقة، سوف تتطاير الحمم لن يتبقى منها الا حفنة من الرّماد كأنها لم تعش أبدا. 

... 

تهشم الكأس، البسكويت..خلطتي أضحت ترابا منسيات، اختلطا مع بقايا الخشب الهرم،امتزجا كلاهما ماعدت أميز بين الطّاولة وبين الزّجاج الكريستالي و خلطتي العجيبة. 


أدركت أنّ تلك الخلطة مازالت تسكنني تلازمني،  ومن انتحر ليس الاّ اعتقادا واهيا بأنّي قادرة على السيطرة واخذ القرار والخشب زماني والكأس قدر أحلامي. 


ألقيت بكلي على انين السرير، وضعت راسي المثقل بالأفكار على مخدة هي الاخرى تشكو و تستجدي، استسلمت لنوم عميق لعلّني استفيق بعدها وادرك انه لم يكن إلاّ حلما عميقا نال مني أو قد أحظى بكوابيس تحملني أين لا منطق ولا واقع غير مايدور بيني وبين جدران غرفتي و كل أشيائي الناطقة من حولي. 

من غيري لازم معاناتي وانا الّتي اتخبط ووحدتي  بين المفردات  والطلاسم أعيش مأسورة بين جهنمية الأفكار  وبين كل ما يجعل مني مختلفة لا أشبه غيري. 

ربما أنا القادمة من زمن ثاني، وحروفي مصفوفة تاهت في فضاء مفترض  لتعرّج على سطوري، سكنت عقلي أصابتني بمسّ وجنون .... 


كم  أتوق الي رحلة مجهولة الهوية والعنوان، أتوق إلي سفرة و أنا فخورة بالإختلاف متقبلة هذا المسّ كأنّه سمة متفردة لا عاهة  تخجلني وأفكاري . 


بقلم 

 هالة بن عامر تونس 




الإعلام العربي في ظل المتغيرات العالمية..بين الواقع والمنشود بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 الإعلام العربي في ظل المتغيرات العالمية..بين الواقع والمنشود


"إن الفن الذي ينظر إليه بعض الشباب الآن تحت أي شعار كان لا يقل خطورة عن السلاح الرديء.."


- إن عجزنا على اقتحام قنوات الاعلام العالمي التي ـ تصهينت ـ لا يبرّر تقصيرنا في الاهتمام بذاكرتنا والتأسيس لهويتنا ودعم ثقافتنا والتنبيه لمخاطر المد الاعلامي المعولم..( الكاتب)


لم لا نستجيب للمتغيرات العالمية وتنخرط في التاريخ، ليس بغرض الاستسلام لتراكماته ودراميته البسيطة، لكن لاعادة بلورته وصياغته والفعل فيه! لم ندرك بعد أن الإعلام سلاح متعدد الاغراض ولعل من أخطرها: الاختراق والهيمنة، وهذا ما يستخدمه الغرب ضدنا بدهاء متفاديا الحروب وإراقة دماء جنوده؟! أليس وطننا سوقا للاستهلاك: تجريبا وتخريبا، انطلاقا من إشباعنا بالمواد الاعلامية الهابطة مرورا بسياسة التمييع والتهميش! أليس بامكاننا الارتقاء بالخطاب الاعلامي العربي الى مرتبة التحديات التي يمليها ـ الراهن الاعلامي الكوني طالما ان لأثر يائنا المال والنفط وبريق الذهب، ولمثقفينا الكفاءة الفكرية والأدبية ما يؤهلنا ـ للتموقع ـ في الألفية الثالثة بإرادة فذة وعقول مستنيرة!

إن الحديث عن دور وسائل الاعلام ووظائفها في الوطن العربي لا يزال يريق الحبر الكثير لا سيما وأننا نمر بمرحلة متخمة بالتحديات، حيث يحتدم الصراع بين العرب في ـ الجنوب ـ وبين الغرب ـ في شمال العالم الصناعي المتقدّم بما من شأنه أن يدعونا الى ضرورة تأكيد الذات وإثبات الهوية عبر المحافظة على الأصالة وإنتاج الصورة الحقيقية والفاعلة لحضارتنا ففي ضوء الرؤية العالمية الجديدة للإعلام والتي حوّلته الى مكسب مادي يخضع لقواعد اقتصاد السوق تجد وسائل الاعلام نفسها مدعوة الى مزيد التحرر من قيود السيطرة والبيروقراطية كي يزداد دورها الإيجابي في خدمة الأهداف الوطنية والقومية والإنسانية وحتى تواكب وتعايش قضايا الشعوب واحتياجاتها بصورة أعمق وأقوى. ولعل من خلال طرحنا للتساؤلات التالية نستسيغ مدى أهمية وسائل الاعلام في تفعيل الواقع العربي الراهن محليا واقليميا ودوليا،ومدى قدرتها على مواكبة الراهن الاعلامي الكوني:

ـ الى أي حد يمكن تخصيص قسط من الموارد المتاحة للدولة قصد استثماره في بناء ودعم النظام الاعلامي ؟

ـ ما هو مدى الحرية التي يمكن تقريرها لوسائل الاعلام أو ما هي حدود الرقابة على هذه الوسائل ؟

ـ هل للقطاع العام كما للقطاع الخاص دور فعال في التنمية الاقتصادية لوسائل الإعلام ؟

ـ ما هو مدى التماثل والتوافق المطلوب ؟

-وما هو مدى التغاير والتنوع المسموح به ؟

إن طرح هذه الأسئلة قطريا وعربيا أمر مؤكد، فالإعلام وفي عالم ما فتئت تزداد فيه الفجوة بين الدول المتقدمة والنامية حيث يختل التوازن في تبادل الأنباء والأفكار فيما بينها، يحتاج الى أن يرتفع الى المستوى الاقليمي لمواجهة التسلط المفزع لوسائل الاتصال في الدول المتقدمة، مما يستوجب رؤية مغايرة لما عليه نظامنا الاعلامي اليوم، إذ لا بد من ايجاد معادلة حتى ولئن كانت عسيرة بين إتاحة المجال لاختلاف الآراء وتنوعها وإتاحة تلقي أفكار الثقافات المتعددة وتداولها، وبين ضرورة المحافظة على القيم الأصيلة للشعب وذاتيته القومية، فالتجربة أثبتت أن التناقضات سافرة، بين ما تمنحه دساتير معظم البلدان العربية من حريات: حرية التعبير وحرية الصحافة، وبين ما يشهده الواقع من ممارسات للتضييق على الصحافة وللحد من مقدار الحرية التي تتنفس من خلالها،وظلّت تبعا لذلك الشكوك تحوم حول إمكانية أداء الإعلام العربي لوظيفته المطلوبة وهي إشاعة الحرية والديمقراطية في الحياة العربية. 

إن الحاجة تدعو الى ترابط المواطنين وتجانس أفكارهم حول الأهداف الوطنية المطروحة، والإعلام له دور بالغ الأهمية في تشكيل الذاتية الوطنية وتقوية وحدتها والتصاقها حول أمهات القضايا، مثل الموقف الاعلامي من الصراع العربي ـ الاسرائيلي في كل أقطار الوطن العربي، كما أن له دورا فعالا في صياغة العلاقات بين الأقطار، فتوتر الأوضاع بين الدول العربية مردّه سوء استخدام وسائل الإعلام،وكذا ـ ايغال ـ بعض المؤسسات الاعلامية العربية في ـ النرجسية وجنون العظمة ـ الى درجة تجعلها تلفق التهم،تسوق الأوهام والأراجيف و ـ تسيء ـ بالتالي ـ دون وعي منها ـ لدولة عربية تصاغ قراراتها السياسية وتنجز مشاريعها التنموية تحت شعاع الشمس ـ وذلك تحت شعار ـ مخاتل ـ: الرأي والرأي الآخر..!

ان عجزنا على اقتحام قنوات الاعلام العالمي التي ـ تصهينت ـ لا يبرّر تقصيرنا في الاهتمام بذاكرتنا والتأسيس لهويتنا ودعم ثقافتنا والتنبيه لمخاطر المد الاعلامي المعولم الذي يهدف الى تخريب القيم الأصيلة للمجتمع وتهميش سلوكيات الأطفال وأخلاقيات الشباب بسبب ما يعرضه من برامج تهدف الى خدمة الغرب وتكريس صورته في عيوننا وهي التي نستوردها من أوروبا وأمريكا لدرجة ثبت معها أن تلك البرامج أكثر تدميرا من أي عامل مؤذ آخر ولعل في قولة ـ غسان كنفاني ـخير دلالة لما نروم الاشارة إليه: إن الفن الذي ينظر إليه بعض الشباب الآن تحت أي شعار كان لا يقل خطورة عن السلاح الرديء…

والسؤال المحوري الذي نحتاج أن نسأله هو إلى أين يتجه الإعلام بعد تسارع الأحداث في الحالة العربية..تغيرات جوهرية تعيد هيكلة الفكر والسياسة والمجتمع ومعها الإعلام بطبيعة الحال..

 إلى أين يتجه الإعلام هذا هو السؤال الذهبي المطروح حاليا في الساحة العامة،وفي أروقة مؤسسات الأكاديميات العربية والدولية..

وإذن ؟ 

يجب إذا، أن يدرك الإعلام العربي أن فلسفة الإعلام قد تغيرت، وأن منظومة الإعلام التقليدي هي إلى التغير، وليست إلى الثبات.. وهي إلى التحول أقرب منها إلى الاستقرار على الوضع القائم.. إدراك هذه الحقيقة يشكل أهمية قصوى في متابعة التفكير في الإعلام العربي وفق معطيات الحالة العربية والدولية التي يعيشها الإعلام الحالي.ولا شك أن إنكار هذه الحالة التحولية في الإعلام لا يأتي بإجابات محددة وشافية وعلاجية لواقع الإعلام العربي.

كما يجب أن ندرك أن جماهيرية وعرش الإعلام التقليدي لم تعد كما كانت بل تغيرت، وتناقصت جماهيرية الإعلام التقليدي من صحف وإذاعات وتلفزة وكتب مع ظهور بدائل اتصالية جديدة.. وأصبحت وسائل الإعلام الجديد مهددة لكيانكات ومؤسسات إعلامية كبرى في مختلف المجتمعات الإنسانية..لقد أصبح الإعلام الجديد حقيقة ماثلة للعيان،ولم تعد مجرد وهم أو خديعة اتصالية أو فرقعات تقنية في الهواء،بل هي واقع متنام، ومؤثر،وفاعل في تغير الاتجاهات والمواقف،وبناء المعارف الإنسانية والحديثة في العالم..

ومن هنا يجوز القول إن الإعلام العربي بوسعه أن يرتفع الى مستوى مسؤوليته،إذا ما استخدم على نحو رشيد في تكريس رسالته لخدمة الأهداف الاجتماعية والاقتصادية والإنمائية وهو بالتالي قادر على أداء مسؤولياته في مختلف المجالات وأن يكون أفضل أداة لتحقيق الديمقراطية وأبلغ لسان في التعبير عنها، بدلا من نشر الأكاذيب وانصاف الحقائق… ومن ثم المزايدة على ـ بلد عربي ـ ينحت دربه الحضاري بإرادة سياسية فذة، وتفاؤل خلاّق، ويؤسس بالتالي للارتقاء بحقوق مواطنيه ـ فكرا وممارسة ـ الى منصة الاحترام الدولي.


 محمد المحسن



جنينُ الصّامِدةُ ومخيمُها الثّائرُ بقلم الشاعر محمود بشير

 جنينُ الصّامِدةُ

 ومخيمُها الثّائرُ


قِفْ لِ(لمُخَيَّمِ) أشْهِرِ التّبْجيلاَ

                      أبطالُهُ ما بدَّلُوا تبديلاَ


منهمْ منِ اختارَ الشّهادَةَ مُقْبِلاً

             منهمْ ستُبْقيهِ الجِراحُ عليلاَ


و(جنينُ) تزهُو تزْدَهِي بصُمُودِهَا

                 تاريخُهَا جيلٌ يُوَرِّثُ جيلاَ


قدْأدْمَنَتْ خوْضَ المعارِكِ وحدَهَا

         قد آثَرَتْ خوْضَ الكِفاحِ سبيلًا


ما غيَّرَتْ رغْمَ الشَّدائِدِ سَيْرَهَا

            بلْ ثابَرَتْ تَصْلِي العدُوَّ وَبِيلاَ


في ظِلِّهَا يبْقَىٰ (المخيّمُ) ثائِراً

          أعطَتْهُ من إِرْثِ النّضالِ دلِيلاَ


شُهَداؤُهُ شهداؤُهَا يومَ الوَغَىٰ

           لا فرْقَ إنْ صارَ الفِدَىٰ توْكيلاَ 


يا مَنْبِتَ الأحرارِ يا بَدْرَ الدُّجَىٰ

              بذلُ الدِّماءِ يُؤَكِدُ التّأْصِيلاَ


فالأصلُ أن تسقِي الدِّماءُ فَسائِلاً 

                     تنْمُو وتُثْمِرُ ثائِراً ونبِيلاَ


أ(جِنينُ) جُودِي في الوِئامِ  وأكرِمِي

        هذا (المُخَيَّمَ) واحْفَظِيهِ خلِيلاَ


محمود بشير

20/4/5/24



الخميس، 23 مايو 2024

"তুমি ছাড়া বাঁচা যায় না ". // Sulekha sarkar

 "তুমি ছাড়া বাঁচা যায় না "


যতবার হেরেছি, ভেঙে গেছি ততবার দূর থেকে এই একটা কথা বলেছো আমায়। কেন গো, বাঁচিয়ে রাখবে বলে? একদিকে পরিবার, সমাজের তুচ্ছ গালাগাল অন্যদিকে একঘেয়েমি, ক্রমশ অসুস্থ জীবন। লড়াই স্বামী, সন্তান, প্রেমিক অথবা যাদের নিজস্ব সম্পর্ক বলে ভাবি তাদের সাথে। প্রতিবারই তারা বুঝিয়ে দিতে পারে মা হিসেবে মেয়েদের শ্রম, ত্যাগ ; সহধর্মিণী হিসেবে অসুস্থ স্বামীর প্রতি প্রাণপাত ; প্রেমিকা হিসেবে সততা, সমর্পণ এসবের কোন মূল্য হয়না। তারা বুঝিয়ে দিতে পারে পরিবার, সমাজ এবং সমাজের প্রতিটি সম্পর্ক  আসলে ক্ষুদ্র থেকে বৃহৎ একেকটি বাজারের নাম যেখানে টাকার বিনিময়ে লেনদেন চলতে পারে। 


সত্যি কথা বলতে সমস্যাটা আমার নিজস্ব। বর্তমান সমাজব্যবস্থায় আমি কেন মায়ের অধিকার চাই, কেন শাসনের বাইরে স্বামীর আহ্লাদী হতে চাই।  প্রেমিক যদি এলো তার কাছে লজ্জা নয়, মনের যাবতীয় খুলে রাখতে চাই। সমাজের প্রতিটি মানুষকে বলতে চাই, এসো পাশে থাকি।  আমরা একে অন্যের পরিপূরক। আমরাই পরিবার। কে বলেছে তোমার কেউ নেই! এই তো আমি, এই তো তুমি আমার। কিন্তু আমরা বলতে পারিনা। আসলে আমি ভুলে যাই , আমি যা চাই তা হল সম্পর্ক তৈরির উপাদান। যার অস্তিত্ব অন্য মানুষ স্বীকার করে না। 


যারা পরিবার বোঝে। যাদের কাছে পরিবারের বাইরের মানুষগুলো আত্মীয় নয়, শুধুমাত্র লেনদেনে বিশ্বাসী তাদের কেউ যদি কখনো কারও প্রেমিক হয় তবে সেই প্রেমিকার মূল্য কি হবে? সৎ, সমর্পিত প্রেমিকার প্রতি তার আচরণ কি হতে পারে। বাজারের বস্তু নাকি মা-স্ত্রী-সন্তানের মতো আর একটি গভীর সম্পর্ক। অন্য সম্পর্কগুলির মতো যার প্রয়োজনীয়তা আছে। 


নিজের সাথে নিজের সম্পর্ক স্থাপন এবং সেই সম্পর্ককে বিভিন্নভাবে উপভোগ করার প্রবণতা সব মানুষের উদ্দেশ্য। সেই কারণেই মানুষ উপার্জন  করে, নারী-বাড়ি -গাড়ির জন্য নিজেকে প্রস্তুত করে। চারপাশের আরাম যতটা পারে সাপটে নেয়। এসব করতে করতে একদিন সে ভুলে যায় আশপাশে যারা চলাফেরা করছে তারাও মানুষ সম্প্রদায়টির অন্তর্ভুক্ত। তারা সম্পর্ক ভুলে যায়। নিজের ভাই-বোন, মা-বাবাকে ভুলে যায়। 


আমি নিজেকে সুন্দরী, নম্র, শিক্ষিত, গুণী, রুচিশীল, দয়ালু,পশুপেমিক ও সমাজসেবিকা বলেই মনে করি। সবসময় নিজেকে শক্তিশালী ভাবি। কিন্তু তারপরেও ভেঙে যাই, সন্তানের সৌজন্যবোধের কাছে। স্বামীর অপর্যাপ্ত শাসনের কাছে, প্রেমিকের বস্তুভাবাপন্ন প্রেমের কাছে। তোমাদের কাছে, যারা আমার উচ্চতা লুঠ করবে বলে মিথ্যে অপবাদ দাও। আর আমি প্রতিবার  সম্রাজ্ঞীর মতো আমার বিজয়ের পতাকা ওড়াই। 


 স্বামী -সন্তান-প্রেমিক-স্বজন সবাই অস্বীকার করে বুঝিয়ে দেয় আমি তাদের কেউ না তখন এতোদিনের শ্রম ব্যর্থ হয়। আমার নি:স্বার্থ ভালোবাসা অসম্মানিত হয়। ভেঙে চুরচুর হই। 


তুমি দূর থেকে ডেকে বলো,


"এসো বুকে এসো, এই বুক তোমার। তুমি ছাড়া বাঁচা যায় না " 

তবে কি জাতি, ধর্ম, বর্ণের বাইরে তুমি কি আদিম সম্পর্ক?




إن الذي فوق السماء قريبُ بقلم الأديب قاسم عبد العزيز الدوسري

 حتى وإن بدت السماء بعيدة

إن الذي فوق السماء قريبُ


إرفع يديكَ الى المليك مناجياً

إن الجروح مع الدعاء تطيبُ


واعلم بان الله في عليائه

 لك ان دعوته, سامع ومجيب


وكم حبيبا في الوجود نحبه

صلّ ِعلى خير الأنام حبيبُ


هو للانام شفيع يوم حسابهم

   يدعو الاله وبالعباد رقيب


من يا ترى مثل النبي محمد

 قلب رؤوف بالانام , حسيب


يدعو لامته النجاة من الردى

     لله دره كم بنا مشبوب


من كالنبي محمد في نبله

 من كالبشير تفتديه , قلوب


الله يغفر الذنوب جميعها

وبرحمةٍ منه الذنوب تذوب


قاسم عبد العزيز الدوسري



يا ربي بقلم الأديبة آمنه المحب.

 يا ربي

إن ضاق صدري

وتعثرت  خطواتي

كن لي معينًا

ووسع طرقاتي…

إن أظلم ليلي

وانطفأت نجماتي

أنر قلبي بنورك

وبدد ظلماتي. 

وحدك الحب

ووحدك نور الحياة،

ما لي معين إلّاك

يا ربي ورب السموات،

فساعدني وخذ بيدي

حتى أجتاز الصعوبات. 

دنيانا وحش كاسر

لا يعرف الرحمة

ولا المحرمات،

وناسها باعوا الضمير

وداسوا القيَم

في كل الدياناتِ،

وغدا دينهم  مصالحهم

وثرواتهم وذاتهم

قبل كل الكائنات. 

مال وبذخ وأملاك

وزحف وراء الثروات،

لافرق  كيف ومن أين

ولا بين الحلال والمحرمات. 

نفوس دنيئة وما أكثرها

تعيث فسادًا في الارض

وتفرض ذاتها في عالم

بات يقدس المادياتِ…

    آمنه المحب.


الأربعاء، 22 مايو 2024

هارب من الايام الشاعر السيد الشهاوى

 هارب من الايام 

               الشاعر 

            السيد الشهاوى 


من قسوه الايام 

وظلم الناس 

والهجر والخصام 

اغمضت عيني وقلت انام

 واغيب عن الوجود 

والدنيا والزحام 

يمكن اصحي في يوم 

الاقي الناس اتغيرت 

او حتي اعيش الامل  

في دنيا الاحلام 

بعد ما فاض بي وتعبت 

من عشره الناس 

وقلوب مالياها القسوة 

 عايشه من غير احساس 

يا ما قولت وياما اتكلمت 

         وزهقت

 وعشقت السكوت والصمت 

في زمن التفاهه 

اصبح المال هو الوسيله

 وهو الغايه 

وتعدي كل حاجه حلوه وتفوت

حتي  الامل بيموت 

حتي الامل بيموت 

            ******

وصحيت من النوم 

فاذا  الارض غير الارض

 واذا السماء سحب ملبده

         وغيوم 

واذا كل شئ سراب ودخان 

هانت علي الكل نفسي

      والكل خان 

ما اعرفشي ليه الليالي اتغيرت 

ليه القلوب اتبدلت

 اين المبادئ والقيم 

ضاعت في زمن العدم 

حتي الهوي ضاع وانهزم 

والذكريات والعشق والجمال 

باتت وكانها اطلال 

           ******** 

هناك شئ في صدري يغلي 

كيف  اضعت في الوهم عمري 

اهب حياتي التمس الحب 

ازرع الورد في حدائق غيري 

وغير الشوك ما تري قط عيني 

اين مني اليوم اهلي اين اهلي 

 اين اولادي واصحابي وخلي 

اين عمري وقد ضاع مني 

اين عشقي واحلام الصبا 

لقد خاب في الكل ظني 

فنحن في زمن الضياع 

الكل يعيش بوجهين 

ولكل وجه قناع واثنين

شفاه تبتسم  وتضحك

تتمني لو امتصت دمك

زي التماسيح عيونها تبك 

وهي فرحانه تنهش  لحمك


       ********

افقت من غفوتي 

بعثت من موتي

 فاذا كل شئ سراب 

اغلقت الدنيا في وجهي 

كل الابواب 

الا من باب واحد 

ليس من دونه باب 

باب  ربي دعوته فاستجاب

 هو الوهاب

 يرزق من يشاء بغير حساب 

        يرزق من يشاء بغير حساب 


                الشاعر

            السيد الشهاوى


الثلاثاء، 21 مايو 2024

أللهُ أكبرُ حتّى الطّيرُ حسَّ بِنا بقلم الشاعرة عزيزة بشير

 كلُّ الشّعوبِ تستنكرُ حربَ الإبادة في غزّة والضفّةِ وتُنادي بحرّية فلسطين ووقفِ جرائمِ الصهاينةِ قاتلهُمُ الله ! حتّى الطّيورُ!


أللهُ أكبرُ حتّى الطّيرُ  حسَّ بِنا

يَعرِفْ بِأنّا حُماةُ الأرضِ …..نُضطَهَدُ !  


إصدَحْ حبيبي وقُلْ يا ربِّ تُفرِجُها

وانصُرْ عبادَكَ في (غزّا)….،فَهُم سنَدُ!


إصدَحْ وقُلْ (للِنّتنِ )قاتلِ شعبِنا

حُكمُ الجنايةِ صادرٌ …………. وَمُسيَّدُ


أظنَنْتَ نفسَكَ في البلادِ مُميّزاً

مَهْما فعلْتَ سيُكرِموكَ………وَتُحمَدُ؟


قاتلْ   ولصٌّ  للبلادِ  ،   مُبارَكٌ

حُكمُ الجِنايةِ  صادرٌ  ……….. …ومُؤيَّدُ


لكنّها  تُرفِقْ  بِحُكمٍ  جائرٍ

تَجعلْ مُجاهِدَ مَعْكَ قاتلُ…….. واحِدُ!


ساوتْ  ضحيّةَ بِالجلّادِ ويْلَتنا

أينَ العدالةُ والأخلاقُ ……….والسّنَدُ ؟    


تبّتْ وتبّ الظّلمُ يغزو عالَماً

أمُجاهِدٌ مَعْ  مجرِمٍ …….…. يُسْتَوْجَدُ؟!


وتقولُ : حالاً للرّهائنِ يُطلَقوا

نَسِيَتْ أسارَى بسِجْنِهِ………  تُستعْبَدُ!


عدلاً ! فربُّنا يا ( كريمُ)  بِناصفٍ 

(غزّا )تُحرّرُ  والأسارَى….. .…..مُؤَكّدُ  !


عزيزة بشير






تبقى تونس هي جنتنا بقلم الشاعرة فاطمة الاحمدي

 تبقى تونس هي جنتنا 

وهي كل حكاياتنا 

وهي النغمه لفي قصيدتنا 

وانشودة ناياتنا 

تزيد البهجة على بهجتنا 

و تخفق راياتنا 

وفيها نستنوا فرحتنا 

وتتحقق غاياتنا 

غير الوقت شوي كبسنا 

وتعكست وجهاتنا 

وخانتنا الآمال رمتنا 

وتخاطت خطواتنا 

نسيناها الثورة لجمعتنا 

وضاعت شعاراتنا 

وغرقت في اليم سفينتنا 

معاها تضحياتنا 

دعانا في لنهبوا ثروتنا 

وسرقوهم قمحاتنا 

وغلوا العيشة حتي متنا 

وخبوا تمويلاتنا 

ظلام دامس غطى سكتنا 

وكدى على ساحاتنا

وجهم خباها ضحكتنا 

معاه نزلوا دمعاتنا 

وفرق شتتها لحمتنا 

وكثرت خلافاتنا 

قطعها حبال مودتنا 

وقصقصها جناحاتنا 

نسيناها الام لربتنا 

ولبت حاجياتنا 

هبوا تونس هي وجهتنا 

وهي قبلة ميقاتنا 

انجلوه الضيم بوحدتنا 

ياسر طال سكاتنا 

فاطمة الاحمدي



ومضة..تعبق بعطر الكلمة بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 ومضة..تعبق بعطر الكلمة


في البدء..كانت الكلمة


ما فتئت القصيدة العربية الراهنة تتململ بكل اختزاناتها وسحرها وقلقها للخروج إلى برية الإتساع..حيث الشكل يمسك لذّة الحلم..وحيث الحلم يفور في مسارب المعنى..

و الشاعر التونسي الكبير طاهر مشي يقيم اليوم طقوسه الشعرية على تفاصيل الأشياء،حالما أو كاشفا أو قائما وسط حرائقه،وحرائق الآخرين،يفتّش عن أشياء أخرى بلون الجمر أو لون النساء أو لون الحرية..

إلا أنّ قصيدة الحلم تظلّ عصية..و-طاهر مشي يظل قاسيا مأخوذا ومقموعا بالنّص،يلمّ جسده وأحزانه ويسافر غاويا وسط ايقاعات يتداعى فيها كل شيئ..

وتظل قصائده المسافرة عبر الغيوم الماطرة،تلتمس بصدق وثبات وجدية الخروج إلى الجمال والحلم والإتساع..


محمد المحسن





يا ربّ ! بقلم الشاعرة عزيزة بشير

 يا ربّ !

لا فُضّ فوكَ فقد أتيتَ حقائقاً

وبِهِا سنُنصَرُ والعدوُّ سيُهزَمُ


وعدُ الإلهِ فمَن يردُّ وعودَهُ

نصرٌ لنا للمسلِمين، مُحتّمُ !


عزيزة بشير



الاثنين، 20 مايو 2024

تجليات الإبداع الفني..وتمظهرات المؤثرات الجمالية..في شعر الشاعر التونسي القدير أ-خالد العجرودي- قصيدته -أرض الأحلام نموذجا- بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 تجليات الإبداع الفني..وتمظهرات المؤثرات الجمالية..في شعر الشاعر التونسي القدير أ-خالد العجرودي- قصيدته -أرض الأحلام نموذجا-

-في القصائد وحدها نعيد بناء العالم -ألن غسنبرغ-
هذا هو الهدف الأسمى للشعر عموما،أن يبني عالما آخر،عالما مختلفا عن العالم الذي نشغل فيه حيزا من المكان وبرهة من الزمن.
-يا قلبينا كسرا اغلال العادة
احرقا يجب و عليكم و حرام
احرقا غباء الممنوع.و ليس الان و قبل و بعد
يا روحينا كونا شمسين او قمرين
في مملكة الوجد..كونا ملكين..( أ- خالد العجرودي)
قد لا يحيد القول عن جادة الصواب إذا قلت أن لكل تجربة شعرية مؤثرة رؤيا حمالية،ولكل رؤيا مكونات أو مرتكزات فنية ترتكز عليها في تحقيق إثارتها وحراكها الجمالي،وهذا يؤكد سبب توجه الدراسات الأسلوبية والنقدية المعاصرة إلى كل ما يثير الرؤيا الشعرية،ويحركها من الصميم،سواء على مستوى البنى اللغوية،أم البصرية،أم الإيقاعية،وهذا يؤكد السبب المباشر في توجه الدراسات النقدية المعاصرة إلى إبراز الجوانب الفنية/ الرؤيوية / أو العاطفية التي تثير الشعرية،وتبتعث نواتجها الدلالية وفواعلها الرؤيوية المحركة للشعرية من جوانبها كله،اوأغلب تلكم الدراسات تسعى للكشف عن البنى الدالة العميقة التي توجه حركة النصوص الشعرية الإبداعية في توجهاتها الجمالية/ ومستبطناتها الشعورية العميقة،مما يدل على أن ثمة رغبة جامحة لدى جمهرة من النقاد إلى البحث عما خفي من الدلالات بالاستعانة بالإيقاعات البصرية،لأن المداد اللغوي ما عاد يفي بالغرض في ظل التفاعلات الكثيرة التي تشهدها القصائد المعاصرة،سواء أكان ذلك بالشكل اللغوي أم بالشكل البصري،أم بالمحتوى البؤري العميق..
ويرى الكثير من النقاد أن ما هو خفي من الدلالات المستبطنة أكثر أهمية ورَوِيَّة مما هو عائم على السطح،وإن أية تجربة نقدية مثمرة ينبغي أن تخوض في هذا العالم المعتم الذي تخفيه القصائد،ويظل القارئ عنه بعيداً آلاف الخطوات،ووفق هذا التصور فإن من واجب النقد أن يخوض في هذا الحراك الرؤيوي العميق لا أن يقف على ما هو بادٍ أو ظاهر من إيحاءات،ورؤى ودلالات،وإن من يطلع على قصائد الشاعر التونسي السامق أ-خالد العجرودي بعمق،سيجد أن البعد الرؤيوي هو المدخل الجوهري لحركتها من الباطن أو الجوهر،نظراً إلى تشعب الرؤى التي تبثها قصائده في مدها،وانفتاحها الرؤيوي النصي.
قصيدة «أرض الأحلام» وجدت فيها سطوعاً وبريقاً،تتراقص حروفها تعبيراً عن اشتعالها من دون اشتعال،والتهاب من دون نار وحرارة دائمة.
يعتمد الشاعر في بناء قصيدته على البناء المتوازن الذي يظهر وكأنه انسياب نهرٍ وإيقاعات عصافير،كما يعتمد أيضا على استنفار الذائقة الفنية للمتلقي واستدراجه-قسر الإرادة-إلى مربع الدهشة والإدهاش يقول:
في الحب العظيم
اتهجى جسدك بدقة جراح
افحصه بلؤم قابلة جبلية
فراشنا كان رمليا
وحيدين كنا..مع العناصر كلها
و الله نام
للحظة صرت خالقك
و كنت من قبل خالقتي
ذاك الشعر لا يشبه ليلا
مر كمنفضة الحزن على وجعي
و شممت فروة راسك كالذئب
و عضضت الاذن و الشفتين
و الريق/الخمر اشعل سعار الشهوة و الحب
وضعت خدي بين قباب مقامك
و مصصت الرمان ..و اندلعت في الرأس الشهب
و دماء نائمة فارت
و لعقت البض كدب مجروح
ذاب لساني و ما عاد مني
و اندلعت اغنية فرح و الجسد ينوح
نواحي كان عرقا في شهر الكانون
من اين سرقت النار قولي لي
من شوق القلب ام من دغل مفتوح
اه من ذاك الدغل
ما مسته يد و العطر فيه
و الرأس يدوخ
كم حبا قلت
بعدد من انطفأ من نجم
جب للجسد الموتور
حب للحلم المكسور
حب لأوهام الشاعر
و حب للكون حين نغمره بالماء
لخطايا ..هي احلى ما فينا
تسعدنا..و تصير موسيقى ليالينا
تكون حروف قصائدنا ..
حين تأخذنا لآقصى الدنيا ..فنضحك فرحا
و حين نعود للآرض/القبر ..تبكينا
ياهذا المرمر ياهذا العاج
يا هذا اللحم المتبخر في الأهات
اجعل هذي الليلة خارج كل حساب
اجعل هذا الحظ خارج كل الابراج
يا خيمتنا الدنيا…
زيدي في كسر الاوتاد
زيدي في النار
الجسدان صارا جسدا
و الكون موسيقى وله
و الريح عصف هياج
يا ماءانا اتحدا
يا قلبينا كسرا اغلال العادة
احرقا يجب’ و عليكم و حرام
احرقا غباء الممنوع.و ليس الان و قبل و بعد
يا روحينا كونا شمسين او قمرين
في مملكة الوجد ..كونا ملكين
كونا التاج
يا حبيباتي الذئبات
يا اشقائي الدببة
تعالو حولي للرقص
دعو الدم يسيل و النار في العظم
دعونا نطير سويا
لآرض الاحلام
لقد توسل الشاعر لغة انسيابية رقيقة تخدم غرض القصيدة ومقصدها مصبغا عليها أسلوبا مرنا وشفافا في بناء متناغم ومتناسق كأنه يستحضر مقولة كيتس عن بناء الشعر " إذا لم يجيء الشعر طبيعيا كما تنمو الاوراق على الأشجار..فخير له ألا يجيء " .
هذا ما جعلني أندهش وأتوقف ملياً أكرر الأبيات الشعرية لقصيدة الشاعر التونسي القدير أ-خالد العجرودي(أرض الأحلام ) فقد قرأتها مرات ومرات ولم أفق من قراءتي في كل مرة من تفرّدها،فقد أدهشتني بجمال لغتها وحسن التصوير وسلاسة الفن عندما يتعاطى مع روح اللغة المتزنة والمعبرة عن المعنى الذي تداعت له خيالات الشاعر وروعة بنائه للغة،ودرجة صياغته للمعاني التي عبر عنها تعبيراً رائعاً صبغ جمال المعنى بالكثير من الصور الفنية.
وقد اكّد لنا إن الشعرية قيمة تفاعلية مؤثرة في خلق المؤثرات الجمالية التي تباغت القارئ بمستوى المكتشفات النصية التي تحقق غايتها وقيمتها الإبداعية.
على سبيل الخاتمة :
قد لا أجانب الصواب إذا قلت أن الشاعر التونسي الفذ أ-خالد العجرودي مولود بالشعر،ممسوس به،ومعجون بجسده وتكوينه وكينونته الأولى،لذا فلا غرو أن تتحول السيرة الشعرية لعاشق الشعر إلى هيام وولع،بل صلاة للشاعر المتصوف في رحاب حضرة الشعر المقدس،والجميل،والذي يمثل لديه كل شيء،وقبل أي شيء،وبعد أي شيء.إنه الشعر ولا شيء سواه..
الشعر الذي يمثل اتجاهه،وقيمه،وعالمه،وطبائعه الجمالية الحالمة،والشعر الذي يصوح مع مفرداته كالمجذوب في حضرة الذّكر/ الشعر/ النص/ القصيدة/ السرد الشعري/ السيرة الشعرية،وغير ذلك،فنراه يتحلّق حوله،ويطوف معه،ويسافر على ظهر براقه،ليعرج إلى معارج الكون،عبر سماوات الخيال والواقع، وعبر مركبة الشعر الوحيدة التي صنعها بتفرّده “شعريار” البطل في الكون الشعري الممتد..
قبعتي..يا شاعرنا المتميز أ-خالد العجرودي.
محمد المحسن