**نفحات وتجليات**و**رقائق إيمانية** «فى تزكية النفس وتقويم السلوك»
د/علوى القاضى.
... أخى الكريم هل أنت من «السعداء» حقا
... إن كنت من هؤلاء فأنت منهم
... هم الذين إنشغلوا بأنفسهم عن الآخرين فحرصوا على إصلاح قلوبهم وتقويم إعوجاجهم ، فحاسبوا أنفسهم قبل أن يحاسبوا يوم القيامة ... السعداء هم الذين عرفوا حقيقة الحياة وأنها دار ممر وليست بدار مستقر فاغتنموا أوقاتهم فجعلوها في طاعة الله
... السعداء هم الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ، ويستغفرون الله على ذنوبهم وتقصيرهم في جنبه سبحانه وتعالى
... السعداء هم الذين لايعرف الحقد والحسد طريقاً إلى قلوبهم ، فإن وقع شيء من ذلك إجتهدوا في مدافعته ورفضه
... السعداء هم الذين لايتكلمون ولايسمعون إلا أطيب الكلام وأحسنه فينتقون ألفاظهم كما يُنتقى أطيب الثمر
... السعداء هم الذين يسيرون على منهج النبي عليه الصلاة والسلام ويتبعون سنته قولاً وعملاً
... السعداء هم الذين يتفاءلون دائماً ويؤمنون بأن ماأصابهم لم يكن ليخطئهم ، وماأخطأهم لم يكن ليصيبهم ( رفعت الأقلام وجفت الصحف ) ، { الصابرين ، الراضين ، الحامدين لقضاء الله وقدره }
... السعداء هم الذين إطمأنت قلوبهم بذكر الله ، وأنست أرواحهم بالقرب منه فتجدهم في سعادة وسرور وإن كانوا في ضيق من العيش ! اللهم اجعلنا منهم
... أخى الكريم لكى تكتمل سعادتك ، يغنيك عن الدنيا مصحف شريف ، وبيت لطيف ، ومتاع خفيف ، وكوب ماء ، ورغيف ، وثوب نظيف
... واعلم أن العزلة مملكة الأفكار ، والدواء في صيدلية الأذكار ، وإذا أصبحت طائعاً لربك ، وغناك في قلبك ، وأنت آمن في سربك ، راضٍ برزقك ، فقد حصلت على السعادة ، ونلت الزيادة ، وبلغت السيادة
... واعلم أن الدنيا خداعة ، لاتساوي هم ساعة ، فاجعلها لربك سعياً وطاعة
... أخى الكريم أتحزن لأجل دنيا فانية ؟! ، أنسيت الجنان ذات القطوف الدانية ؟! ، أتضيق والله ربك ؟! ، أتبكي والله حسبك ؟!
... إعلم أن الحزن يرحل بسجدة والبهجة تأتي بدعوة
... واعلم أن العافية إذا دامت جُهلت ، وإذا فُقدت عُرفت ، فاشكر الله دائماً ، فالجلوس بعد السلام من الصلاة المكتوبة من أعظم الأوقات التي تنزل فيها رحمات الله عز وجل ، ولاتستعجل بالقيام واستغفر ، وسبح واقرأ آية الكرسي ولاتنس بأنكَ في ضيافة الرحمن عز وجل ، ( فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب )
... من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلا
... هذا الرجل عندما سمع خبر وفاة إبنه لم يؤثر عليه ذلك بجزع ولاسخط !
... ولكن عندما وصل الجثمان وذهبوا به إلى القبر ، ورأى جثمان إبنه يُدفن أخذ يبكي بكاءًا شديدًا ، فسألوه بعدها [ لماذا لم تبكي عند سماع خبر وفاته وبكيت وقت دفنه ؟! ] ، فأجاب : « والله ماأبكاني إلا أنني شممت رائحة القرآن تعطر قبره ! »
... قاصدا بهذه الجملة أن إبنه من أهل القرآن ، الذين وصلوا لمنزلة عظيمة في العلم بالقرآن عملا وآداءا وتحبيرا ، فهو من العلماء الذين بفقدهم خسرت الأمة شيئا ثمينا !
... « رحم الله الشيخ صديق المنشاوى وإبنه الشيخ محمد صديق المنشاوى »
... صلوا على من بكى شوقا لرؤيتنا
... تحياتى ...