الخميس، 15 يونيو 2023

الجنس الشعري في لغة العرب بقلم الأديب عبد الكريم احمد الزيدي

 الجنس الشعري

في لغة العرب
....................... ََ.
في مقالنا الأدبي هذا نتفرد توصيف الشعر العربي بما يسمح لنا المجال ونحاول أن نوظف فيه بايجاز ما سبقنا من وصف لغوي وسمة موسيقية بعذوبة التلحين لجمله الوصفية التي يصاغ على أساسها..
وهو باختصار فن أدبي فطري المولد خضع لمعايير وقياس لحني على أسس موسيقية تتحسس به الأذن على وقع ضربات وزنية تتوالى بانتظام في حركة أحرف مفردة جمله الوصفية ، وعلى هذا فقد عرفه العرب قبل غيرهم في بيئة كان الفضل فيه يعود إلى لغتهم العربية ذات الأحرف والمفردات التي وسعت كل معاني الحس والتوصيف والإشارة والتشبيه وبرعوا فيه بإتقان كل فنونه التعبيرية وهم أصحاب اللسان الفصيح المبين ..
ولكي ندخل في مضمون مقالنا كان لابد من هذا التوصيف دون أن يتداخل مفهوم آخر لهذا الأدب الأصيل قد يضيع علينا خصائص ومميزات كتابته ، نعم أعود لأضيف عليه استحالة المجازفة في التحوير والالتفاف حول أسس بنائه وصياغته بأية ذريعة أو حجة في التجديد والتحديث لأنه خلق وولد لأن يبقى على فطرته ، وكل ما عدا ذلك من المحاولات التي ظهرت في عصرنا الأخير بتسميات ونعوت فهي بعيدة كل البعد عن أي اجتهاد .
ولبيان أصالة وقوة ورصانة ولادته لابد من معرفة انه جاء عربيا خالصا واحتمى بجزالة وخلود وبيان لغته العربية المحفوظة واعتمد كليا على حروف بحورها التي وسعت المعاني والبيان فالمفردة الفعل مثلا يمكن تصريفها إلى فاعل ومفعول وفعال وفعلن ومفعولن وإلى أكثر من هذا فلا تستطيع اي لغة أخرى أن تجاريه بهذا التنوع والثراء ، وطالما دخلنا في سياق التفعيلة فأن علم العروض قد افاض في الشعر العربي وجاد في وصفه وتحليل قياسه حيث نرى مثلا أهم التفعيلات العشرة التي وردت فيه وتحليل مقاطعها باختصار :
فَعُوْلُنْ
فَاعِلٌنْ
مَفَاعِيْلُنْ
مُسْتَفْعِلُنْ
فَاعِلَاتُنْ
مُفَاعَلَتُنْ
مُتَفَاعِلُنْ
فَاعِلَاتُنْ
مَفْعُوْلَاتُ
مُسْتَفْعِلُنْ
1.التفعيلة = فَعُوْلُنْ صورتها= //٥/٥ مقاطعها ( فَعُوْ //٥ وتد مجموع ) (لُنْ /٥ سبب خفيف )
2.التفعيلة = فَاعِلُنْ صورتها= /٥//٥ مقاطعها = فَا /٥ سبب خفيف ) (عِلُنْ //٥ وتد مجموع )
3.التفعيلة = مَفَاعِيْلُنْ صورتها = //٥/٥/٥ مقاطعها = (مَفَا //٥ وتد مجموع ) (عِيْ /٥ سبب خفيف ) ( لُنْ /٥ سبب خفيف )
4.التفعيلة = مُسْتَفْعِلُنْ صورتها = /٥ /٥ //٥ مقاطعها = ( مُسْ /٥ سبب خفيف ) ( تَفْ /٥ سبب خفيف ) ( عِلُنْ //٥ وتد مجموع )
5.التفعيلة = فَاعِلَاتُنْ صورتها = /٥//٥/٥ مقاطعها = ( فَا /٥ سبب خفيف ) (عِلَا //٥ وتد مجموع ) ( تُنْ /٥ سبب خفيف )
6.التفعيلة = مُفَاعَلَتُنْ صورتها = //٥///٥ مقاطعها = ( مُفَا //٥ وتد مجموع ) ( عَلَتُنْ ///٥ فاصلة صغرى )
7.التفعيلة = مُتَفَاعِلُنْ صورتها = ///٥//٥ مقاطعها = ( مُتَفَا ///٥ فاصلة صغرى ) ( عِلُنْ //٥ وتد مجموع )
8.التفعيلة = فَاعِ لَاتُنْ صورتها = /٥/ /٥/٥ مقاطعها = ( فَاعِ /٥/ وتد مفروق ) ( لَا /٥ سبب خفيف ) ( تُنْ /٥ سبب خفيف )
9.التفعيلة = مَفْعُوْلَاتُ صورتها = /٥/٥/٥/ مقاطعها = ( مَفْ /٥ سبب خفيف ) ( عُوْ /٥ سبب خفيف ) ( لَاتُ /٥/ = وتد مفروق )
10.مُسْتَفْعِ لُنْ = صورتها = /٥/٥/ /٥ مقاطعها = ( مُسْ /٥ سبب خفيف ) ( تَفْعِ /٥/ وتد مفروق ) ( لُنْ /٥ سبب خفيف )
هذه التفعيلات التي وردت آنفا هي البناء الخاص لكل بحور الشعر العربي تقريبا والتي على أساس تنظيم صياغتها في الجملة الشعرية نخلق منها ما يسمى بالبيت الشعري وفقا لتعريف كل بحر شعري بثوابت تفعيلاته عن الآخر والتمسك بتوحيد الحرف الأخير من شطر البيت الشعري بما يعرف بحرف الروي والذي بتوحيده في البيت الشعري تبنى قافية النص الشعري ، وعلى هذا الأساس يتكامل بناء الشعر العربي ويأخذ عنوانا ادبيا ثابتا لايقبل خلافه اي اجتهاد أو تحوير ..فأين من هذا البناء نجده في سواه من أجناس الأدب العربي ؟!!
وعلى العموم فإن من يستهويه الشعر إنما عليه التعامل في حدود هذه الأسس بعد استحضار مفاتيح أدوات بنائه الكامل ومنها الفكرة والحدث وترتيبها واعتماد الحس والتوصيف بالإشارة والتشبيه واستعارة الرموز وما يقرب للقارئ الحدث ومعانيه ويصنع من خيال الشاعر وحالة تعامله مع الحس والاستشعار بالحدث وترتيبه عالما من الإيحاء والتصور والمحاكاة..
لأجل هذا لابد أن نتوقف بحزم على الاسم والتوصيف
ولا نقبل فيه الطمس والطلس وان لا نجامل ونحابي في تلويث هويته بما يعرف بالتحديث والتجديد وإطلاق نعوت التفعيلة والحر على جنس أدبي بعيدا كل البعد عن الشعر العربي ونحاول اقحامه تحت عناوين القصيدة النثرية أو النثر الشعري الذي يبرره من لا يعرف بالشعر على أنه يترك للكاتب بلا حدود أو معنىً مساحة حسية وغورا أعمق في التعبير و التوصيف لا يبقى على شواطئ الخيال والإفصاح بالشعر فهذا له أصوله وأحكامه وما عداه يأخذ جنسا أو نعتا آخر لا علاقة به بالشعر العربي الأصيل ..
وأخيرا وقبل الخاتمة اريد ايصال رسالتي التي أضع فيها كل الأدباء وأصحاب العمل الأدبي في تساؤل استفهام عن ما نجده الان في الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي من نشر لا يخضع لرقابة أو تقييم وان نضع الأمور في موازينها فأين الشعر العربي وأصوله ومقاييس صياغته وخلقه من ما أفسد عليه وتقمص ثوبه بلا وزن أو معيار أو شكل ، ونازع بلا استحياء ليضع له عنوانا لايمت لجنس الشعر من قرب أو بعد اية علاقة ..
اتمنى ان اكون قد وفقت في إيجاز ما حاولت أن اوصله إلى ادبائنا والسادة المهتمين بالأدب والشعر وهذه إنما رؤية شمولية لقضية لابد من وضعها على طاولة النقد والتعبير ومن الله التوفيق...
........................................................................
عبد الكريم احمد الزيدي
العراق /بغداد
Peut être une image de 1 personne

يا ليتني بقلم الشاعر صادق الهمامي / تونس

 يا ليتني

*******
ياليتني ما شفتها
كحمامة مجروحة
حطّت فوق الغصن تبكي
من بعد طول عناء
لا تدري كيف السّبيل لعشّها
فهمومها لاتنتهي..
و جراحها لا تندمل..
الغصن قاسمها الأسى
و بكى طويلا لبكائها
كلّ الفصول تخلّت عنها في أحزانها
كلّ المواسم أبعدتها عن وقتها
و صروف الأيّام نالت منها
وأدت أفراحها في أرحام النّسيان
بعيدا عن مرأى مرآتها
باعت دفق ينابيع
طالما حطّت على أمواجها
أطيار شتّى..
تمشي الهوينا لا تخشى
أحجارا نثروها بحياتها
و الأحمال تزيد عنها
فتكوّرت.. و تربّعت.. و تثلّثت
لكنّها لم تنس يوما شكلها
لم تنس يوما أصلها
و برغم الجرح النّازف منها
هي دوما تتحسّس الأحلام
في خطواتها..
و كثيرة أهدافها..
تصبو إلى تحقيقها..
لا كلّت... لا ملّت...
كلّ العواصف و الزوابع
هبّت في وجهاتها
ما أضعفت قدراتها
هي مازالت تشدو
و بكلّ حبّ ترنو
للشّمس في عليائها
و كأنّها أبدا لا لم تقلق
لم تحزن وقتا
لم تصبر صبرا
ما من شكّ عندها
أنّ الآتي ليس لها
غاياتها أسمى ممّا النّاس ظنّوا
مسرورة دوما تراها
وهج الشّباب يشعّ منها
إيمانها بالله كان الأقوى
مهما تكون ظروفها
تثني على الفتّاح خالقها
بما صبرت في دنياها..
*صادق الهمامي / تونس*
Peut être une image de 1 personne, clarinette et trompette

الأربعاء، 14 يونيو 2023

س ر ق.. سرق بقلم الكاتبة ... لمياء السبلاوي

 س ر ق.. سرق
ابن الملك..
كنز فرعون..
سُجّل المحضر
ضد مجهول..
واقتسم الوزير
وشعب الرويبضة..
خبز شعب..
في الظلام غرق..

س ر ق.. سرق..
جائع رغيف خبز
إنتشر الخبر..
هجم التاتار..
على قلب أمه..
احرقوا به اخر
تواريخ الفرح..
صفقت الصحف للخبر..
وضحك خدم الوزير..
غدا يضحك منهم القدر..
ويعلن للعالم..
ان سيدهم فجر ..
وانه من خان ومن باع
ومن غدر..
وان القزم وطرابيشه..
أسوأ قرارات الملك..
غدا .. عوض سرق..
سنقول ك ت ب..
كتب شاعر قصيدة
فعاد الربيع..
وقد كان يحتضر..
عاد يعانق علمي..
ويزيح سحابا..
كان يغطي عيني القمر...

كتب ..ك ت ب..
ق ر أ .. قرأ مواطن
بنود الحق
على جواز السفر..
سفر الى جنة النعيم
أو نار سقر..
فسجد.. حبا
لمن خلقنا
وبالخير أمر..

بقلمي ... لمياء السبلاوي
ك ت ب كتب... ق ر أ قرأ..

 


قصيدة  بعنوان أستمرار عزيز بقلم الأستاذ محمد علولو

 قصيدة  بعنوان أستمرار عزيز
حضرة الإلاه الأعظم
هامون    
نُعلمك أننا
أنجزنا   المطلوب   
و طأطأ له
   الجن    والإنس
 و من به ذرة عداوة  للسماء
هيّا هيّا  
 ياعملاق
  أذكر  لي
مانسجت من خيوط الدهاء
نعم ..
لقد

    هَرْسَلنا  الحياة
و  لم يعد لها  عنوانا
 عجز عن إختراقها  الأذكياء
وعباقرة  الأزمان
وسقط الحزن

 والافئدة جفاء
لاهتة
 ما لها شفاء

والصِبْيَة  مهزومة
   والقادم  لديهم
في  مهب رياح  الضباب ...
وطوينا أخر صفحات الصباح.

فانتحر من إنتحر
وجٌنّ  من جن
وكفر  من كفر
 والصدور غضب على غضب

 نجحنا إذا..
.أيها العملاق
 نعم أيها الإلاه ...
نشرنا الوباء...
نشرنا الإعتداء
 والأمل بين  الطرقات
 في تناثر وإنعدام
والمصير بأدينا
ولن تشرق الشمس
فالكل إتبع هواه
والعزيز...
على بعد خطوات
 من السقوط
ويوم الفناء
      سيكون على غرار خاتمة صدام
         والناس نيام
هكذا أوحى لنا
 صمت  ألهة الخَونة والبلاء
ههه  ... ههه...
 إنها النهاية إذا ..
 نهاية  عزيز
 تجرأ وأمضى
وجعل الذاكرة  تتذكر
وتتجدد
 ههه ...ههه...
 أيتها الألهة ...
  ألهة الخونة والبلاء
هل ماذٌكر
ومع سبق الإصرار
سيُحَوّل   العزيز  إلى  هباء ؟
لا.. لا ..
.أيها الإلاه  الأعظم
هامون
 فالعزيز رغم  
     قارعة الظلمة   مازال يسير
و إستمراره
من يُسر الوفاء...

وماذُكر
كِذب وإفتراء...
والعزيز  
 سيسقطنا  لو ضرب الأمس بعصاه
حتى ولو مضينا
 بعيدا..وبعيدا
في تدمير  عناصر الحياة
فعفوا
 إلاهي  الأعظم هامون

فالحق  طريق النجاة

 
الإمضاء
الأستاذ محمد علولو

 


الشُّذوذُ وشَرُّهُ بقلم الشاعر محمود بشير

 الشُّذوذُ وشَرُّهُ

شرُّ الشُّذوذِ تجاوزَ الآفاقَا
                     وبلاؤُهُ سيُدَمِّرُ الأخلاقَا

سَنُّوا لهُ كي يُستدامَ قَوَاعِداً
               (مِثْلِىُّ) مِثْلَ الآخرينَ يُلاقَىٰ

أُمَمٌ تهِيمُ بفُجْرِهَا وفسادِهَا
         قد أحكمَتْ بابَ الهُدَىٰ إغْلاقَا

واستسلَمَتْ للمُوبِقاتِ تُضِلُّهَا
        واستمْرَأتْ طَعْمَ الحرامِ مَذاقَا
 
سارَت علىٰ دَرْبِ الشُّذُوذِ فأحْدَثَتْ
               نهْجاً يُسَفِّهُ مَنْ غَفَا وأفَاقَا

مِنْ غَيِّهَا قد زَاوَجَتْ ذُكرانَهَا
                  وإناثُهَا يُفْتَىٰ لَهُنَّ سِحَاقَا

يا ويلَهُمْ كمْ أوْغَلُوا في فُحْشِهِمْ
             قد أغْرَقُوا من ضُلِّلُوا إغْراقَا

يأبَىٰ الأباةُ بأنْ تَضِلَّ شعوبُهُمْ
                 بالطُّهْرِ تُبْقِي وجْهَهَا بَرَّاقَا

محمود بشير
 2023/6/13


 

الثلاثاء، 13 يونيو 2023

مازلتُ طفلا بقلم الشاعر دخان لحسن

 

أنا الطفل
خلقت طيرا في حماكم
ضحكاتي وعناقي حين نداكم
وبكائي عجزي عن رضاكم
إن تسألوني عن حبي حين أراكم
أقول : اللعبُ طموحي
ومرَحي صولاتي في فناكم
انا الطفل
كم اطفأ الكبار على جسدي
سجائر اجتماعاتهم !؟
وكم رسموا على كراسي خرائط معاركهم!؟
كم غَذوا حروبهم بكدماتي !؟
وكم كتموا صرخاتي ! ؟
وتاجروا بويلاتي
صادروا حياتي وادّعوا انهم ساداتي
مازلتُ أحاور الاحلام في رحلاتي
وابني بالطين قلاع دفاعاتي
لقد جعلوا طغيانهم سلاح مماتي
وأقلامي أصابع انفجاراتهم
لوّنوا بحبر دواتي قسمات وجهي
وراحوا يعبثون بدمعاتي، وبضحكاتي
أنا في فلسطين كما في بورما
هنا اكبر معاناتي
انّي أقْتَل واشَرّد وأيَتّم بلا حقوق
انتَزَعوني من أمّي كالزيتونة من أرضها
أنا في اليمن وسوريا والسودان
أحلى مذاقي كان مرّا
انا الطفل
احيا كاتبا طلباتي
متنقلا بين الازهار أمزج نسماتها
بأشَعاري ونغمات نوطاتي
أحكي روايات زفراتي وتنهيداتي
أعيش فيها حالما أرسم ملاعب وطني
وافتح مدارسي هي جنّاتي
يشتاقني حبك يا امي
ويناديك قلبي في كل لحظاتي
كبرت اواسي جراح الحروب
وأحضِرُ الحبّ في لقاءاتي
هم يرتشفون الحساء ثملين على رفاتي
وانا الحزن يطلّ من شرفاتي
هم يغنون على حُرُماتي
وانا اسقيهم أبابيل غضباتي
أنادي الاشواق فلا مجيب
إلّا سعيرا تحوّل كابوسا لطفولتي
ووضب لمجتي من رصاصات
وشضايا جسمي
خاف الكبار من الكبار
فصدّوا الخطر باجساد الصغار
وخرصت عدالتهم لانهيار حواسي
اسير أناجي الضمير
وأتساءل: متى أفكّ القيود؟
فقلوبهم حجارة لا تبللها دمعتي
ولا تفتتها أمومتي أو ابوتي
أنا الطفل
لا يدوم عرج أيامي
ساجمع اشلائي
وأصير ليثا في وثباتي
أمحي عار ما صنعوا
حتى لا يبقي فؤادي مغتصبا
ولا تعيش قلوبهم على نبضاتي
إن جاد صراعهم طربا
فلن أبقى طفلا على مآسيهم نوماتي
يحكمني عبثهم واحترق بحروبهم
ترحب كذبا عدالتهم بقضيتي
لاني أبحث عن حلقتي المبتورة
هي كنزي احمله
طفولتي، حريتي، كرامتي
لا تغريني فيهم فضة ولا ذهب
لقد زفّني تجار الموت للمقابر
ساغرس هناك شجرة
وفي ظلّها أضع كرسيا وكتابا ولعبة
سأفرغ اقلامي من بارودهم
واسترجع مدرستي من ركام ما خرّبوا
بقلمي: دخان لحسن. الجزائر. 08. 06. 2023


 


حكاية بقلم الشاعرة مسعوده مصباح

 




كم مرة ...ماتَ
في قلبي الدعاء
و كم مرة
استكان في عيني الأمل
كم مرة انحنت الروح
كأنها تغادر قبل الأجل
يا سقيمَ النفس
و كل هذه الجراح
كيف تطيبُ النفسُ
و ترتاح
و كيف نقضي
على الكذب و الدجل
هذه الحياة طالت بنا
كأننا في صراعٍ و كفاح
هذه الايام بكل ما عشناها
و رسائل للغدِ نكتبها
و تحكيها
كيف عشناها و كيف
كنا نداوي الجراح

شعر الباحة المستدامة بقلم الأديبة إكرام عمارة.

 شعر الباحة المستدامة

"""""""""""""""""""""""""""""""""
إلي بصاع من صبر واثنين من حكمة واغلق عليَّ خلوتي؛ أناجي الصمت وقت السحر لااعتراف لااشتهاء ولاقُربى مع الرحيل
يانداء الفجر بأواصر القصيد إليَّ بعطر التساببح ونصاع السكون
أُفَنِّدُ أطياري المسافرة بساعات البحث السرمدي؛ علَّها المكنون بخانات الزُهد المُسَهَّد بمجمرة اليقين القابع أحرف الدخان الشارد بأروقة الوجود المخضب تفاصيله ببوح للوجع وهُدنة للأنين المُعَمَّد بتبريز المشاعر ولُجين المقاصد.
بحروف لاتعرف الارتباك، ولاتُعٍيْر المُخٓشْخٓش من رٓتابة الظٍل المُضٓيٍع لورقات؛ سُطورها مُدشٓنّة الحُضور تُمٍيط المُفْتٓعٓل وأُفُول الاكتفاء بدفتر تٓشٓعٌل المُدْرٓكٓات لصٓب يُوسفي النبض تُرٓاودُه الدقات عن نفسه شٓغفٓها افتقارا لولا أن تٓلقًفتُه التدابير المولاوية بمعارج الرجاء وسٓعٍدٓ أولئك عفيفا.
مهلا أيها الوٓسن المُظٓفر بأطايب الصور، نيسانية الشوق أفلاطونية المذهب؛ الكأس مُتٓرًشٓف برضاب الذهول ؛ذائقه مُفْتٓتن مُثْمٓل الذاكرة الوجدانية بشجن الزاهد وحصول الموعود.
دعك يا وٓسٓنُ ومايُؤرق جفون الشوق ، والداوة لم تزل يُرٓاودها القلم عن شُجُونه بمحضر من وجع وغياب للهدأة وتٓقلًُب سِني عُمْر الانتظار والجعبة لم تفرغ من سهام التذكر ووشوم سربلتْ أحداث مسيرتها على صفير نغم للناي المسافر ، وأفراس النهر بالقُرب تسترق المُسًٓهٓد الممهور بدمعات للفقد تلاقتْ وسلاسب عِذٓاب تشي بالوصف المؤيد بآيات الإسهاب وعفيف الطوية؛ والمشاعر يزفزفها الحرص؛ يُرٓوًِي من أمر توطنًِها كُمُون اكتفاء ورصف اقتضاء للأمر الذي فيه تستزيدان، وهُتٓاف السطور يعلو؛ يستعطف المشكاة خُفُوت بثبات عٓلًٓ ناظري تُدْركه تلك الجدارية المُسْتٓعٓرة تفاصيلُها بعُمْق يٓمُوم الأرض .
كغيمة باتت تهدهد الموقوت في سبيل النجاة؛ تظل المترامي بأزقة الروح من هجير الصمت العاتي ، وزمجرة الدم بشريان المحك بمدخل التلاقي
إلي بقرطاس سطوره تشتاق مدادي، يدهشه ودادي؛ تخلو أحرفه من نعي يشط بالوجد، تراكيبه آهلة بالوصل المشدد عناية مأمون ؛ تحج أواصره فريضة مبذولة، تولي أمانيها شطر الباحة المستدامة لامغدور تفاصيلها ولامنقوص مبعثها الأيقوني بأريج اللحظة، المُتاهفت تراتيل يقينها بزاوية منفرجة فلسفتها؛ بدعاء النبض الأثيري واللغة المتسقة الناصع بيانها الباذخ فيض معانيها وجلال مغازيها المخترقة شاهق البياض للنهار، المترنمة لسكون الليل الكظيم.
بقلم/إكرام عمارة.
Peut être une image de 1 personne

Toutes les réactions

اكراما..وتكريما لشاعر سوداني فذ (شاعر وصفه العقاد "بعبقريّ مجنون") الشاعر السوداني إدريس الجماع بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 اكراما..وتكريما لشاعر سوداني فذ (شاعر وصفه العقاد "بعبقريّ مجنون")

يقال أن الشاعر السوداني إدريس الجماع ﻓﻘﺪ ﻋﻘﻠﻪ ﻓﻲ
آﺧﺮ ﺃﻳﺎمه ﻭﺩﺧﻞ ﻣﺴﺘﺸفى ﺍﻟﻤﺠﺎﻧﻴﻦ ،ﻭﺃﺭﺍﺩ ﺃﻫﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﺎﻟﺠﻮﻩ ﺑﺎﻟﺨﺎﺭﺝ
وفي المطار بصالة المغادرة لمح من على البعد حسناء. كانت أغلب الظن يومئذ عروسا حديثة العهد بالزواج وبصحبة زوجها. مثلت أمامه كإيزيس، آلهة الجمال، حواء الفتنة، تتبدّى أمام ناظريه في أروع مشهد، ضرب بعود أعماقه وترا حساسا، يَرِنّ، وها هي أمامه ماثلة، مجدولة بحسنها، مصقولة بألق عرائس النيل، مزدانة بالحناء وبعبق البخور، وعطر الخُمرة الصندليّ الأخاذ وبذهبية بشرتها الملساء من أثر الدخان (ساونا الدخان – التي يقمن بها العرائس قبل العرس بعدّة أشهر). لم يتحمل قلب الشاعر البضّ حلاوة المشهد فكانت الجرعة كبيرة أو كما يقولون: "أوفر دوز"، فظل يراقبها ويحرسها بناظريه، أعجبه جمالها، هندامها وطلتها البهيّة، بيد أن العريس اختزل الأمر واستشفّ بلباقة ما يدور حوله، والغيرة تُغيِّب اتزان المرء والحكمة، فولاها - دون رضاها - قبلة ترضاها، وألا تراه ويراها،وقف عنوة أمام هالتها النورانية، يغطيها من سهم عيني الشاعر جمّاع،فلم تمضِ دقائق حتى وأشعر الأخير في تلقائيته وعبقريته المعهودة،قائلا:
أعَلى ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﺗﻐﺎﺭُ ﻣِﻨّﺎ ؟
ﻣﺎﺫﺍ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺇﺫْ ﻧﻈﺮﻧﺎ
ﻫﻲَ ﻧﻈﺮﺓٌ ﺗُﻨﺴِﻲ ﺍﻟﻮَﻗﺎﺭَ
ﻭﺗُﺴﻌِﺪ ﺍﻟﺮّﻭﺡَ ﺍﻟمُعنَّى
ﺩﻧﻴﺎﻱ ﺃنتِ ﻭﻓﺮﺣﺘﻲ
ﻭمُنَى ﺍﻟﻔﺆﺍﺩِ ﺇﺫﺍ تَمنَّى
ﺃنتِ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀُ ﺑَﺪَﺕ ﻟﻨﺎ
ﻭاﺳﺘﻌﺼﻤﺖ ﺑﺎﻟﺒُﻌﺪِ عنَّا
وعندما سمع اﻷديب عباس محمود العقاد رحمه الله هذه اﻷبيات طرب لها ، وﺳﺄﻝ ﻋﻦ قائلها فقالوا له : إنه الشاعر السوداني《ﺇﺩﺭﻳﺲ ﺟﻤَّﺎﻉ》 وهو الآن ﻓﻲ ﻣﺴﺘﺸفى ﺍﻟﻤﺠﺎﻧﻴﻦ .
فقال العقاد : ﻫذا ﻣﻜﺎﻧﻪ !!!!
ﻷﻥ ﻫﺬﺍ الكلام ﻻ يستطيع قوله ذوو الفكر والعقول !
إن مشهد الحسناء ووله الشاعر المفتون يذكرني بمطلع معلقة الأعشى (اللاميّة) العصماء:
ودّعْ هريرة َ إنْ الركبَ مرتحلُ / وهلْ تطيقُ وداعاً أيها الرّجلُ؟
غَرّاءُ فَرْعَاءُ مَصْقُولٌ عَوَارِضُها / تَمشِي الهُوَينا كما يَمشِي الوَجي الوَحِلُ
إدريس جمّاع والأعشى يلتقيان كلاهما هاهنا في مشهد الوداع وفي لحن الجمال ووصف الإبداع الربّانيّ على حد سواء.
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺫﻫﺒﻮﺍ بإدريس جمّاع ﺇلى ﻟﻨﺪﻥ ﻟﻠﻌﻼﺝ أُﻋﺠﺐ ﺑﻌﻴﻮﻥ ﻣﻤﺮﺿﺘﻪ ﻭﺃﻃﺎﻝ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ، ﻓﺄﺧﺒﺮﺕ ﻣﺪﻳﺮ المستشفى ﺑﺬﻟﻚ،ﻓﺄﻣﺮﻫﺎ بأﻥ ﺗﻠﺒﺲ ﻧﻈﺎﺭﺓ ﺳﻮﺩﺍﺀ..ﻓﻔﻌﻠﺖ،ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺟﺎﺀﺗﻪ ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺟﻤﺎَّﻉ ﻭ ﺃﻧﺸﺪ يقول :
وﺍﻟﺴﻴﻒ ﻓﻲ الغمدِ ﻻ ﺗُﺨشَى مضاربُه
ﻭﺳﻴﻒُ ﻋﻴﻨﻴﻚِ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﻦ ﺑﺘّﺎﺭُ
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗـُﺮﺟﻢ هذا البيت ﻟلمممرضة ﺑﻜﺖ بشدة ..
ﻭقد ﺻُﻨﻒ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﺖ بأنه ﺃﺑﻠﻎ ﺑﻴﺖ ﺷﻌﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺰﻝ ﻓﻲ الشعر العربي في ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ .
وهذا الشاعر إدريس جمَّاع هو صاحب الأبيات الشهيرة التي يقول فيها :
إن حظي كدٓقيقٍ فوقٓ شوكٍ نثروه
ثم قالوا لِحُفاةٍ يومَ ريحٍ اجمعوه
صعب الأمرُ عليهم ثم قالوا اتركوه
أن من أشقاهُ ربي كيف أنتم تُسعدوه



ممحمد المحسن