الأربعاء، 1 فبراير 2023

العبور..إلى الضفة إلى الأخرى بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 العبور..إلى الضفة إلى الأخرى

هذه القصيدة مهداة إلى شاعر سمي يوما بشاعر الأرض المحتلة ويوما بمجنون الوطن.إنّه الشاعر الذي مهما اختلف النّاس في تقييمه،لا مناص لهم من الإعتراف بشاعريته العظيمة وموهبته الكبيرة،فهو المبدع الذي لم يلهه نبل مقصده عن إخلاصه لفن القول،وحقيقة الشعر،وجعل ما هو خاص عنده عاما عند النّاس،في حالة من الإدهاش اللغوي،وابتكار الصور،وسحر البناء،والتعبّد في محراب الفن المقدّس.
إنّه الشاعر الذي بيع من كتبه في العالم العربي وحده أكثر من مليون نسخة حتى العام 1977 على الرغم من أنّه أبعد ما يكون عن النموذج الشعبي،وهو الشاعر الذي كادت قصيدته"عابرون في كلام عابر"تطيح بإحدى حكومات العدوّ الصهيوني ذات يوم.
إنّه الشاعر الذي وصفه الناقد محمد بنيس بقوله:"إنّه شاعر القلق،وإنسان الوفاء في زمن نفتقد فيه الشعري والإنساني معا"وهو أوّلا وأخيرا الشاعر الذي قال:
"سجّل فأنا عربي..ورقم بطاقتي خمسون ألف..وأطفالي ثمانية وتاسعهم سيأتي بعد صيف.." وقال في مقام آخر قولا شعريا :"وضعوا على فمه السلاسل/ربطوا يديه بصخرة الموتى/وقالوا أنت قاتل.
أخذوا طعامه والملابس والبيارق/ورموه في زنزانة الموتى/وقالوا أنت سارق.
طردوه من كل المرافئ/أخذوا حقيبته الصغيرة/ثم قالوا أنت لاجئ.."
إنّه الشاعر الراحل محمود درويش..وإليه أهدي هذا القصيد..
..إلى محمود درويش في رحيله القَدَري
"الشعراء كالأوطان.. لا يموتون.."
..من يدقّ باب الرّوح
في خفوت الشمس والضّوء..
من يطهّر الجسد من دنس الركض
خلف صهيل الرّوح..
من يمنح حبّة قمح تعبق بعطر الأرض
ليمامة تاهت
في رعب السكون الهائم
من يجفّف الدّمع..
والمحزونون في سبات ملء الجفون
أوغلوا في الدّمع في لحظات الوَجْد
فأنطفأ الوجع..
إلى أين تمضي في مثل ليل كهذا !؟
والكلمات التي تركتها خلف الشغاف
تشعل شرفاتها
منارة
منارة
ولا يكتمل المكان..
..تمنيتَ لو كنتَ نورسا على شاطئ غزّة
كي تعيد ارتحالك..كلّ يوم في المياه
تمنيتَ لو تجعل من دموع الثكالى
قاربا يجتاز العتمة..
كي يرسي على ضفّة مرهقة
تحتاج يد النهر كي تعبره..
تمنيتَ لو يتوقّف..الزّمان
لحظة أو أقل
كي تعيدَ ترميم الحروف
..كي تسير بكل،فجاج الكون
بغير جواز سفر
كي تروح بنوم مفتوح الرّوح..
..يفيق على جمرة سقطت
فوق شغاف القلب..
تمنيتَ لو تبرق للبعداء جميعا أن:
عودوا..أعطوا-لمحمود*- بعض وطن !!
ها أنتَ تئنّ..
وتئنّ..
إذا استرجعت غربتك من تيه الضجّة..
وعدت بلا وطن..
إلى أين تمضي في مثل ليل-عربيّ-كهذا ؟
إلى أين تمضي..بعربات الصّبح المبكرة
ها أنّي أراك تلوّح للأمكنة الأمامية
وهي تغيب..
ثمة نورس يتلاشى في الأفق البعيد..
ثمة وجع بحجم الغيم ..
يتمطى في اتجاهنا
عبر الضفاف
ثمة شيء ما ينكسر
يتهاوى..
ولا يصل المكان..
ها..أنّي أراك..في هدأة الصّمت
تنبجس من اختلاجات العزلة..
تنبثق بياضا ناصع العتمة..من عتبة القلب
نهرا
تجلّله رغوة الإنتظار
أراك..
نهرا
تعتعه الرّحيل..فتهاوى
في أفلاج جفّ ماؤها..
ها أنّي أراك،تعبر ممرّات الذاكرة
تترك حنجرتك زهرةَ بنفسج..
تلج حجرات الرّوح
تاركا خلفك..
صهيل الرّيح
كي لا ينهمر..الوجع
ويسطو على ما تبقّى..
من مضغة القلب
سخط الزّمان..
محمد المحسن

دَعيني أطرّز عمري..وشاحا بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 دَعيني أطرّز عمري..وشاحا

.
.كانت لي أمنية..
أن أراكِ كما كنتُ..قبل البكاء
أن لا أرى،في شهقة الرّيح،عاصفتي
لا أرى في دفتر عمري
ما كنت خبّأته من شجن ومواجع..
..سلاما على ما تبقّى
..سلاما -على تعتعة الخمر-
..سلاما على أمّي التي أحنو على طيفها ما استطعت
..سلاما على كلّ الرّمال التي احتضنت حيرتي
..سلاما على غيمة ترتحل
عبر ثنايا المدى..
ها هنا..
أرتّق الموج،وقد أبحرت روحي
دون أشرعة
ترى..هل أقول للزبد إذا ساح إليّ :
دَعني "أقرأ روح العواصف"
فأنتَ لست في حاجة للبكاء
دَعيني أطرّز عمري وشاحا للتي سوف تأتي
عل ّ يجيء الموج بما وعدته الرؤى
فليس سوى غامضات البحار،تقرأ الغيم
وتنبئ بما خبّأته المقادير
وفاض منـــــه الإنــــــــاء..
محمد المحسن
Peut être une image de 1 personne


الداعيه الصغير بقلم الدكتور هاني البوصي

 الداعيه الصغير

بقلم دكتور هاني البوصي
الحمد لله رب العالمين والصلاه والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد
قال حدثني شيخ جليل صادق فقال هل تعرف أصغر داعيه في العالم قلت عيسى ابن مريم عليه السلام قال لا في هذا الزمان قلت هات قال لي قريب فتح الله عليه الدنيا فأغدق عليه الأموال والجاه فأصبح له شأن في الناس كبير وله في كل شيء نصيب إلا في العلاقه مع الله فهي مقطوعه تماماً لا يعرف الصلاه ولا يطرق للمسجد بابا مع وفور صحته وسعه رزقه
رزقه الله فوق ذلك ابن جميل الطلعه جمع الله فيه ما فرقه في سائر الأطفال من الجمال والذكاء والفطنه والفصاحه واللباقه وهو مع هذا لم يتجاوز عمره ست سنوات اي إنه لم يدخل المدرسه بعد جاء يوما إلى مجلس أبيه وأبوه سادر في غيه قد سمر عينيه في شاشه التلفاز والريموت كنترول بيديه يقلب القنوات
وقد فغر فاه وغاب عن الوعي دخل الطفل على أبيه ورأسه ينطف بالماء ووجهه كذلك مشمرا عن ذراعيه الصغيرتين اللتين يقطر منهما الماء أيضًا وقف أمام أبيه نظر إليه نظره طفوليه فيها كل معاني البراءه قال له أبوه سلامات إلى أين ان شاء الله
قال بلهجه بريئه فيها لثغه (إلى المسجد أروح أثلي مع الناث مع المثلمين) أنت يا بابا ما تحب الصلاه
غص الأب بريقه ثم قال يا ولد ما هذا الكلام
والله ثحيح (صحيح) ثم ولى وترك الأب في دهشته
مكث الأب ساعه إلا ربعا يدور في المنزل لا يلوي على شيء يفكر في ابنه الصغير الذي قذف في وجهه هذه الكلمات وذهب انتظره بفارغ الصبر وفجأه فتح الباب بهدوء وإذا بالصغير يدخل
قال له الأب لماذا تأخرت
قال له قلت لك أروح أثلى مع الناث
أقسم الأب أن الله تعالى حفظ هذا الصغير منه فلا يستطيع أن يمسه بسوء ولا أن يمد نحوه يده بالضرب ولا لسانه بالشتم رغم ما كان يعرف عن هذا الأب من شده وجبروت
مكث على هذه الحال سنتين كاملتين
قال الشيخ تأخر الطفل مره للعب خارج البيت فجن جنون الأب وقرر الخروج للبحث عنه بينما هو يهم بالخروج إذ بالباب يفتح ويدخل الطفل
قال له أين كنت؟ بحثنا عنك في كل مكان ما بقى إلا أن نستعين بالشرطة للبحث عن حضره جنابك
قال له يا بابا يا بابا أنت ليش ما تفهم لعبت وبعدين صليت المغرب وتكلمت مع جارنا عبدالعزيز وجئت مباشرة ما تأخرت
قال الأب لم أع بنفسي إلا دموعي تنسال على خدي إلى متى هذه الغفله إلى متى وأنا أتلقى هذه المواعظ البريئه وأنا في ظلمه الذنب من طفل أنطقه الله تعالى بالحق والله لم يكن لأحد تأثير عليه حتى أمه رغم صلاحها لم تكن تلقنه هذا الكلام ولكنه الله عز وجل إذا أراد شيئاً كان تأملته طويلاً وقد دخلتني هيبه من وقذف الله له في قلبي محبه ممزوجه برهبه لم تكن في من قبل برهه من الوقت مرت بنا وصمت ونظرات لم يقطع ذلك الصمت إلا صوت الحق ينادي لصلاه العشاء صوت الأذان الجميل الذي انطلق من المسجد المجاور الذي لا أتذكر متى آخر مره دخلته نظر إلي ولدي كمن يقول لي يا أبي خذ بيدي وهيا بنا معا إلى رحاب الله قفزت وحملته بين ذراعي بعد أن توضأت وقبلته قبله طويله خرجت من أعماق قلبي ودموعي تغطي خده الصغير وذهبت به الى المسجد ولم اكد اضع اول قدم على عتبه المسجد حتى رأيت ابني يكاد يطير من الفرح كلما لقي أحدا من المصلين الذين يعرفهم عرفهم على هذا بابا يا عم أحمد هذا بابا يا عم فلان هذا بابا يا عم فلان توافد المصلون من أصدقاء الداعية الصغير يهنئون أباه على نعمه الصلاه ودخوله المسجد لأول مره منذ سنوات طويله قال الشيخ والله لقد رأيت هذا الرجل تعلو وجهه نضره جميله بعد أن كان تعلوه كآبه وقتره وغبره رأيته تكسو وجهه لحيه جميله وكان يحدثني عن هذا الطفل أنه كان يزعجهم حتى يوم الجمعه من الصباح الباكر نوقظه ليغتسل وتطيبه أمه ليذهب إلى صلاه الجمعه
قال الشيخ كنت أرى ذلك الطفل يلعب مع الصغار في الشارع فأستغرب وأقول في نفسي أمعقول أن يكون هذا داعيه ناجحاً على صغره ولعبه ويفشل كثير منا على كبرنا وجدنا
اللهم بارك لنا في أولادنا وأنبتهم نباتاً حسنا واجعلهم قره عين لنا يا أرحم الراحمين وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وكتبه محبكم الدكتور هاني وائل البوصي
Peut être une image de 1 personne et barbe

نوستالجيا بقلم الكاتب محمد الناصر شيخاوي

 / نوستالجيا /

قرب النهر
قصيدة تبكي
من أغرق النهر في بحر الكلمات ؟!
*
وَلَجْتُ كُلَّ بَحْرٍ
وما زال يُغْريني
ذَلِكَ النَّهْرُ !
*
من فرط الحنين إلى الأغصان والشجر
تَحُطُّ الطُّيُورُ
على أَشْرِعَةِ السُّفُنِ !
*
طنين نحل ؛
شدو الرباب
يفوح برائحة العسل
*
آذار ؛
عَلَى كل باب
زرياب
*
عادت فصول العام
وَمَا عُدْتِ أَنْتِ
مُذْ ذلك العام !
محمد الناصر شيخاوي

عشق إجباري بقلم الكاتب رضوان الأكحلي

 [ عشق إجباري]

------------------------
/ رضوان الأكحلي
________________________
ما الشِعر في بوحي وجعَ قسراً
هو ليس صنيعي أو باختياري
هو هاجس نبضِ
وفي لغتي أبوح بخيالِ
أنا لستُ شاعرا
وهو ليس مُحالِ
ولا كتبتُ سجعاً أو أدباً ونثراً
هو أنشودة نبضي وشِعاري
وكل أشواقي وأشتياقي
وكُل َ مُخيلتي حين ترسم خيالِ
حينَ يشتاق لِلقاء قلبي
وحنين وجدي يعانق الحب الغزالِ
أتحدى الصِعاب وأغامر بُرهةً
وجدائل حرفي تفوق إخيتاري
وغدا القلب بالنبض يهمس للقلم
ليكتب حرفاً غزلاً
يرسم لوحة لدووايني وأشعاري
أنا لستُ شاعراً مخضمراً
لكن بوحي يثور كالنارِ
وهذا القلب يعشقنى
وتلك حبيبتي وهذا القرار قراري
إني المتيم بالعشق عابثاً
بأميرة القلب
من سكنت دارها إلي جانب داري
ومن سكنت قلبي وسكنت بجواري
أحببتها حقاً
واحبها قلبي وكل حواسي ووجداني
من مِثلنا يعشق بعضهم
ويهيم الغرام كحالي
أمجنون ليلى يعشقُ مِثلنا ! ؟
وقيس الملوح . وعنتر وعبلى
تغزلو مثلنا .... نعم إنهم علمٍ كنارِ
وهم عناوين للحب بأشعاري
عبثاُ تُقارنَ أحرفي
فأنا الصعلوك حرفي وشعاري
ما الحب إلا في قلبي وطنناً
والشوق نبضِ ووجدي
ثملتُ فيكِ الهوى عبثاً
ستبوح أحرفي يوما وتكتب أشعاري
أنا من يتفلسف بالغرام
ويهمس حنينِ وأشواقي
عبثاً طال إنتظاري
كوني معي روحي
فالبعد عذابي وناري
وأنا المُشتاق لعناقك غارقاً
في حبك والهوى
وسنلتقي على ضفاف الشوق
وهذا وعدي وذاك قراري
رضوان الأكحلي
Peut être une image de 1 personne et texte

عن السّعادة بقلم الكاتب رشدي الخميري / جندوبة/ تونس

 عن السّعادة

يولد الفرد وسط عائلة فيلعب الأب دورا معيّنا في تربيته وتنمية شخصيّته وللأمّ دور آخر إضافة إلى مساعدة الأب فيما هو مناط بعهدته. كما يتدخّل المحيط العائليّ الأكثر اتّساعا للعب دورا مهمّا هو أيضا في تربية الصّغار على أسس معيّنة. ثمّ يكبر الولد فيرى بعينبه ويحسّ بجوارحه ويفهم ما بذله الوالدان لكي يسعد أفراد العائلة ويتعلّم هو بدوره كيف يمرّر لخلفه ما تعلّمه . ثمّ قد تعيش العائلة- متفاعلين مع محيطها- سعادة لا يمكن أن يقدّر حجمها غير أفرادها، لا يمكن أن تكون لنا نفس الرّؤية للسّعادة وبالتّالي يصعب على أيّ كان أن يحكم على أحد أو على مجموعة أنّهم سعداء أو عكس ذلك إلاّ بقدر ما يظهرونه أو يبوحون به. وفي نفس الوقت لا يمكن لأحدهم أن يعطينا مفهوما للسّعادة ويجبرنا على اتباعه لنسعد. المهمّ أنّ العائلة تعيش بما أتيح لأفرادها حياة على وقع وتيرة خاصّة بهم وهم الّذين يقدّرون أن كانت سعيدة أو غير سعيدة فالسّعادة في الحقيقة هي سعادات، بمعنى أنّ ما يسعدني لا يعني بالضّرورة أنّه يسعدك والعكس صحيح. ثمّ إنّ السّعادة تتحقّق بقدر ما وضع لها أصحابها من مقاييس إذ أنّها قد تكون مادّية صرفة أو ثقافيّة بحتة أو هي ربّما كلتيهما وعند البعض الآخر قد تكون بعيدة عن هذه المقاييس كأن تكون توفّر الصّحّة الجسديّة وما قلّ من المال ليسمح بالعيش. وقد يذهب البعض الآخر إلى أنّ السّعادة هي وجدانيّة بالضّرورة ولا دخل لأيّ مقياس آخر في تحقيقها. أقول، إنّه جميل جدّا أن ينام كلّ واحد منّا على الجنب الّذي يريحه، بل هذا أكثر من جميل إذ أنّ النّاس بهذا المعنى تختار وتعيش كما تختار. لكن متى يكون أجمل وأجمل بسنوات ضوئيّة؟ عندما يحترم كلّ واحد فينا رغبة الآخر الّذي بدوره وجب أن يسلّم بتلك القاعدة. وهنا وجب أن لا ننسى في هذا الاحترام المتبادل أن نحقّق بعض التّناغم حين يتعلّق الأمر باستحقاقات المجتمع ككلّ فليس لك ولا لي ولا للآخر أن يفرض رؤيته للسّعادة على كافّة المجموعة. لماذا؟ لأنّ سعادة المجتمع تتحقّق عندما نراعي اختلافاتنا أوّلا ثمّ نفهم ونعي جيّدا ما يربطنا ببقيّة الإنسانيّة في العالم فنحن شئنا أم أبينا نشترك معهم في أشياء ونختلف في أشياء أخرى، والتّعامل معهم ضرورة حياتيّة كما هي بالنّسبة لهم. وبالنّظر إلى إمكانيّاتنا وما يسمح للمجتمع ككلّ بالتّناغم، نقدّر حجم مطالبنا، ما أقصده بالإمكانيّات كلّ ما يمكن استعماله لجلب السّعادة من موارد بشريّة وطاقات علميّة وماديّة وأسس أخلاقيّة ومبدئيّة. ربّما نختلف كثيرا أو قليلا في المسألة الأخلاقيّة لكن هناك ثوابت لا محيد عنها. وما أقصده بما يسمح للجتمع بالتّناغم هو مراعاة اختلافاتنا العقائديّة والفكريّة والقدرات العلميّة والماديّة.
رشدي الخميري / جندوبة/ تونس

قربان الحلقة الأولى بقلم الكاتبة حورية اقريمع

 قربان


الحلقة الأولى
....أخذ مكانه بين الحضور فقد كان من جملة المدعوين لحفل تسليم الجوائز للتلاميذ الذي تفوقوا في المرحلة الاعدادية..
إنه الشيخ عبد الله الرجل الذي كان قد استهل العقد السادس من عمره والذي اكتسب شعبية واسعة في إقليمه حيث كان يلقي دروسا بمساجده...
عدل من جلسته وهو يرمقها من طرف خفي حين اعتلت المنصة لتستلم جائزه تفوقها الدراسية حيث أنها حصلت على أعلى معدل في الصف الثالث الاعدادي على مستوى الإقليم...شعرها المنسدل على كتفيها وثوبها الأبيض الذي يكسوها من مقدمة رأسها إلى أخمص قدميها وكأنها عروس ليلة زفافها أثارت انتباه الشيخ فتركزت عليها كل اهتماماته...مال جهة تابعه المقرب وسأله عن الفتاه فهم التابع بعدها أن الشيخ عازم على خطبتها من والدها فقد كان معروفا عليه أنه رجل مزواج يستبدل في كل مرة الواحدة بالأخرى أكثر جمالا وشبابا....
انتهى الحفل وانفض الجمع....
في ذلك اليوم وبعد صلاة المغرب توصل الشيخ عبد الله بكل المعلومات حول زينب تلك التي ألهبت كل غرائزه وسلبت لبه....
علم الشيخ من تابعه أنها ابنة الفلاح البسيط"عمي علي" الذي كان يتردد على المسجد لآداء الصلوات الخمس وأنه في حكم أتباعه الكثيرين فاستبشر خيرا...
.....كانت زينب كبرى شقيقاتها الخمس إذ لم يكن والدها قد رزق بالصبي ...كان يعمل بجد في حقله ويعيل أسرته الصغيرة ليوفر لبناته كلما تحتجن إليه...كان حلم زينب أن تلتحق بالمدينة لتكمل دراستها الثانويه بعدها الجامعية وتحصل على وظيفة غايتها في ذلك أن تخرج عائلتها من الفقر.
... الظلام لا يزال يرخي سدوله على الحي والطقس بارد جدا...دلف الشيخ عبد الله بخطى حثيثة السكون يملأ المكان كله
كل أبواب المنازل موصدة والشبابيك تغرق في صمت شاحب لشحوب السماء الخالية هذه الليلة من بصيص نجم ومن وهج قمر...التقت نظراتهما فرحب عمي علي بالشيخ ودعاه للمنزل لكن هذا الأخير ربت على كتفه نرجعها الى مرة لاحقة وأردف قائلا: سأختصر عليك تخمين مجيئي إليك على غير العاده...أريد كريمتك للزواج ...متى نحتسي فنجان الشاي عندك...هي مناسبة كي أراها عن قرب....!!
لم يصدق عمي علي ما سمع تهللت أساريره...: مرحبا مرحبا لك ما أردت يا شيخنا الجليل...
مضى عمي علي مستبشرا إلى زوجته خديجة يزف إليها بشرى إعتزام الشيخ عبد الله خطبة بنتهما البكر....
.....يتبع
حورية اقريمع
Peut être une image de type animation

** همسة شوق ** بقلم الكاتبة عفاف الفندري

 ** همسة شوق **

أكتب كلماتي الى الذي ...
يبكي قلبه حبا ليسكنني فيه ...
وتبكي روحه شوقا للقائي به ...
وتبكي احضانه توقا لتغمرني بينها...
لك انت يا من تتسارع نبضاته
وترتجف شفتاه ابتسامة خجولة
عندما يشعر بآهات البعد
تمزقني وتخنق انفاسي
وتكبت دموعي ...
لك أنت فقط .. تهرب كلماتي
وتهرع احساسي شوقا ..
** عفاف الفندري **
تونس
Peut être une image de 1 personne et intérieur