ثرثرة الحزن ....

عِناسُ، وَآنِي رَبِّيَ الرِّزْقَ، لا الفَقْرا
يَئِي لِي مَزيداً إنْ وَأَيْتُ لَهُ شُكْرا
وإنَّ أَقلَّ الرِّزْقِ مَالٌ، ولَيْسَ لِي
وها هُمْ ذُوُو المِيراثِ فِيهِ عَثَوْا فُجْرا!
أَمِرْآةُ، نِعمَ المالُ ما دامَ نَافِعاً
لِصاحِبِهِ، واللهُ أجْرَى بِهِ أَجْرا
وأُوتِيَ خَيْرَ الرِّزْقِ مَنْ يُأْتَ حِكْمَةً
فَخَيْرُ غَنِيٍّ في الوَرَى مَنْ يَقُلْ خَيْرا
وإنَّ كَلامَ اللهِ أَغْنَى الكَلامِ حِكـْ
مَةً وحَديثَ المُصْطَفَى، ثُمَّ ذا الشِّعرا
(البحر الطويل)
- العِناسُ: المِرآةُ.
- وَأَى يَئِي وَأْيًا؛ وَأَى فلانًا : وعَدَه ، وَأَى له : ضَمِن ، وفي الحديث القدسيّ : يقول الله تعالى : ﴿ إِني قد وَأَيْتُ على نفسي أَنْ أَذكُرَ من ذكرني﴾، والوَأْيُ : الوعدُ الذي يوثِّقه المرءُ على نفسه ، وفي حديث عُمَرَ رضي الله عنه : حديث شريف ﴿مَنْ وَأَى لامْرئ بوَأْي فَلْيَفِ به﴾
تفسيرُ البيت الأوّل:
ها أنذا أقف أمامَ المِرآةِ أخاطبُها، أي: أخاطبُ نفسي، قائلاً: أيا مِرآةُ، لقد وَعَدني رَبِّيَ الرّزقَ وليس الفقرَ، وقد ضمن ليَ المزيدَ إن ضمنتُ له الشّكرَ ، فهو القائلُ في كتابه الكريم: ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِى لَشَدِيدٌ﴾، وهو القائلُ أيضاً: ﴿الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ ۖ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾.
مصطفى يوسف إسماعيل الفرماوي القادري
إذا كنت بِعيني حالك لا تراني!
تعالى بعين البصيرة تحداني..
.................
يخالجني شعور بأنك أنت وجداني
ففيم كِبْرك والاعراِض؟!
وانت لحن تسابقت معازف الكون فيه تطربني..
تحتل آذاني..
وفيم استراقك النظرات بِطَرْف لحظك..
ألست العصي الدمع كما عصا قبلك دمعه الحَمدانِي؟!
............ ............
ومعتلٍ جواد اباءٍ أنت له أهل..
جسور ماهزك تحليق نسور
تخطو على مهلٍ
لك العُتبَى بعينيك أتت على يابس الشعور واخضره!
ليل ..
ووتر..
يَسبقُني الليل، لُيداهم فِراشي
ويِرغمُني على سِباق
من يَغفو
قَبل الأخر
لَيلٌ، أدري ما بأخرهُ
يسرقني نحو التُوهان ،
وخطف كُل فكرة
يجندها ،لظلمته
ووتر يَعزف،لِيرتاح فؤادي
قبل الصعود للنجوم والكواكبُ
وأبدأ بالشقاء،واكتب عن دُنيا
الفضاء ،بريشته
ما أروع الوقوف بينهما حائرا
ليل يغفو معك
ووترٌ يتراقص بالنغمات
وانت مُسافر
ليلٌ ،يُسَكنْ فيك ،الهدوء
ليروي كُل أفكاره
وتكتب ما يحلو
من جبين صباحه
ووتر أثناء الحضور
يدندن ،
وينسي معك ،أوتاره
------
المختار/ زهير القططي.