الأحد، 11 سبتمبر 2022

أصبوحة شعرية نظمها صالون پاروليتا للإبداع الأدبي عنوانها *لمياء المجيد قصيد يبحث عن المغايرة*. تغطية مراسل الوجدان الأستاذ فاروق بن حورية

السبت 2022/09/10 العاشرة صباحا

صباحية شعرية نظمها صالون پاروليتا للإبداع الأدبي عنوانها

*لمياء المجيد قصيد يبحث عن المغايرة*.

في قراءة يقدمها الشاعر الناقد : المختار المختاري.

*ويخصص النصف الثاني للجلسة لقراءات شعرية يؤثثها الشعراء الحاضرون مع مراوحات موسيقية. 

*المكان:المقهى الثقافي "بوزار" باب بلد بقليبية.

لمياء المجيد قصيد يبحث عن المغادرة

















































السبت، 10 سبتمبر 2022

هذيان الحروف للكاتبة عفاف عوض

 هنا على ناصيه الايام .اقف انتظر .خبر عن وصول سفن الامل .علها تحمل معها الاحلام .أغمضت عيناى .وتركت للخيال العنان.وسبح العقل فى فضا، الكون من خلال بنات الأفكار . تخيل أن السفن اتت وأتى معها الاف من الاحلام المؤجله. أو نقول التى نراها مستحيله .هنا حلم أن يثبت العمر فى مرحله الربيع . وهناك حلم اخر لوجود الحب .وهنالك حلم لتحقيق الامانى الهاربه من قسوه الايام . وعلى متن السفن احلام أخرى لم تخطر على بال. ناقشتنى بنات أفكاري .اى حلم من هذه الأحلام عنه تبحثين . حلم مادى ام مستحيل . قلت لها يابنات افكارى حلمى ليس بمستحيل . حلمى أراه يتحقق حين اكون بين يدى الله فى قيام الليل . أو حين احمل سبحتى للذكر وقت الشروق والغروب  أو حين انا جى ربى وأحادثه فى مصحف ومااجمله من حديث . ياافكارى حلمى المستحيل هو أن أجد سفن تحمل من الغرب اخلاق طيبه للبيع كى اشتريها واوزعها على فقراء الاخلاق فى بلدى علهم يأتونا خيرا قبل اللقاء الأخير . هذا هو حلمى المستحيل . فاأنا فى عامى الستين لاابحث عن حب المراه والرجل ولا حتى الربيع والخريف حبى نوع نادر ولكنه هو الحقيقى والاكيد حب مخلوقات الله فى الله وهو حب مكانه عن الله كبير 

عفاف عوض 

هذيان الحروف



 إلى حفيدي وحبيبي باسم // الأديبة   آمنه المحب.

 إلى حفيدي وحبيبي باسم

يا باسم يا حبيبي

البسمه شو بتلبقلك

يا أول فرحه بعيلتنا

ويا أحلى هديه لأهلك   

عالهدا وشوي شوي

كبرت وحبنا إلك  كبر

وكل ما غبت منشتقلك..

الله يحميك يا حلو

ودروبك ينوّرلك

ويرزقك من خيراتو

وبالرزقه يباركلك،

ويا رب هالبسمه تدوم

وتضل الدني تضحكلك

ويوفقك رب السما

وشو ما طلبت يحققلك..

    آمنه المحب.


 النَّابِغَةُ... (بمناسبة العودة المدرسيّة) بقلم الأديب حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)

 النَّابِغَةُ... (بمناسبة العودة المدرسيّة)

لِـي طَـالِـبٌ فِي القِـسْمِ يَا إِخْـوَانِي

فِـكْـرٌ يُـحَــاكِـي نَـابِـغَ "الـيَــــابَـــانِ"

السَّاحَةُ الكُبْرَى، أَجَلْ، لَمْ تَكْفِهِ

وَكَشُـعْـلَـةٍ يَـبْـدُو مَــعَ الأَقْــرَانِ

يَـجْرِي ويَقْـفِزُ، صَـارِخًا مُـتَوَثِّـبًا

كَشَـرَارَةٍ طَـارَتْ مِنَ الـبُـرْكَـانِ

أَمَّا أَمَـامِي، فَـهْـوَ جِسْمٌ هَـامِدٌ

أَلْقَاهُ، حِرْتُ وحَـارَ مَنْ وَاسَانِي.

دَرْسُ الـحِـسَابِ يُمِيـتُهُ بِتَـثَاؤُبٍ

والصَّـرْفُ مَصْـرُوفٌ مِنَ الآذَانِ

خَـمْسٌ وسِتٌّ عِنْدَ فِكْرِهِ أَرْبـعٌ

واثْـنَانِ فِي اِثْنَيْـنِ يَـبْـقَى اثْـنَـانِ

والضَّرْبُ مَضْرُوبٌ عَلَى أَفْكَارِهِ

لَـمْ تَـبْـقَ مِـنْــهُ فُـتَـاتَةٌ لِـثَــوَانِ.

الفِعْلُ، عِنْدَهُ، لا يُصَرَّفُ إِنَّـمَا

بِــ"الأَلْ" يُعَرِّفُهُ "الخَبِيثُ الجَانِي."

أَمَّا الضَّمَائِـرُ، فَالشَّفَاعَةُ، إِنَّـهَـا

مَخْـلُوطَةٌ فِـي فِـكْـرِهِ "الفَـتـَّـانِ"

أَجْرَى عَلَى "أُقْلِيدَ" سَطْرًا أَحْمَرًا

وعَـلَى "سِـبَـاوَيْـهٍ" بِـسَـطْرٍ ثَـانِ.

لِكِـتَابَةِ الكَلِمَاتِ عِـنْدَهُ أَحْـرُفٌ

وَاللهِ، لَـمْ أَعْـلَـمْ بِــهَـا بِـزَمَـــانِ.

ويُقَالُ: عَالِجْهُ سَتَكْسِبُ أَجْرَهُ

مَـا لِــي إِلَـيْهِ وَسِــيــلَةٌ ويَـدَانِ..

حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)

"خواطر" ديوان الجدّ والهزل



 إشرقات البعد الفني و تجليات الإبداع في قصيدة الشاعر التونسي الكبير طاهر مشي بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 إشرقات البعد الفني و تجليات الإبداع في قصيدة الشاعر التونسي الكبير طاهر مشي

 “جرح.. هاجع خلف الشغاف” 

 

قد لا يحيد القول عن جادة الصواب إذا قلت أن أهمية العمل الفني بعامة،والأدبي بخاصة تكمن في ما يحمله من مرجعيات وإحالات فكرية وثقافية وفلسفية،فالقصيدة العابرة للزمن هي التي تحمل إلى جانب بنيتها الجمالية همًا فكريًا،بعبارة ثانية:هي القصيدة المحملة بالثقافة المتماهية مع جماليتها،بحيث لا تتحول إلى تنظير خارج لُغة الشعر الرقيقة.

وإن علاقة الشعر والفكر تبدو للوهلة الأُولى متناقضة،فالأول يتعامل مع الحدس أما الثاني فميدانه العقل،ولكن النظرة العميقة تأبى ذلك،فالشاعر الحقيقي هو مفكر أو فيلسوف بشكل ما، يُثير مشكلات الحياة الكُبرى كالموت والغيب،يتأمل الوجود وما وراءه،ويعيد صياغة أحداث التاريخ بإعطائها أبعادًا في الحياة المعاصرة،ومفهومي هذا تُجاه الشعر لا يقتصر على الشعر المعاصر أو العربي فحسب،بل يشمل الشعر في معظم آداب العالم ومنها الشعر العربي قديمًا وحديثًا.

ويُعتبر الشاعر التونسي الكبير طاهر مشي من أهم الشعراء المعاصرين الذين تتجلى في قصائدهم سمات الشعر العظيم،وهو شاعر استطاع في جل قصائدة التي اطلعت عليها أن بقول قول ما لا يمكن قوله في زمن يزدحم بالشعراء والمبدعين على إمتداد الوطن العربي الفسيح،ورغم كل ما احتوته (القصائد ) من رؤى فكرية ومرجعيات ثقافية تراثية حافظت على شاعريتها،أما الصور في قصائده فكانت على قدر عال من الفنية رُغم وضوحها إلى حد ما،فلم تكن موغلة في الرمز،وجاءت الموسيقى مناسبة للحالة العامة للقصيدة وفيها نوع من التمرد والجدة،فلم يقد دفة الإيقاع سوى الشعور.

وإذن؟

اللغة إذا،هي الوسيلة الأولى لعملية التواصل مع الآخرين،غير أنها تتعدَّى وظيفتها الاجتماعية المحدودةَ هذه،فتشكِّل الأساس في عملية بناء القصيدة؛إذ تمثِّل الطريق الموصلة بين المبدع والمتلقِّي،فتؤدي بذلك وظيفةً أخرى،تتمثَّل في إيجاد روابطَ انفعالية بينهما،فتتَجاوز بذلك لغة التقرير إلى لغة التعبير،وتسعى للكشف عن العواطف والأحاسيس،والانفعالات الكامنة في قلب الشاعر،ومحاولة إيصالها في نفس المتلقي. يختار الشاعر الألمعي د-طاهر مشي من اللغة وإيحاءاتها،ويولّد منها ما قدر على التوليد،لا ليأتي بمعانٍ يجهلها الناس تمامًا،ولكن ليصوّر الواقع كما يراه من زوايا متفردةٍ تدهش المتلقي وتجعله يعيش إحساسات جماليةً لا تنتهي،وحجارة هذا البناء الموضوعيِّ الألفاظ،إلا أن الألفاظ في الشعر تومئ إلى ما وراء المعاني،فتُضيف إليها أبعادًا جديدة،وبذاك تتجدد وتحيا،وبغير ذلك تذبل وتموت،إذ نجد ألفاظها تقدِّم صورة إنسانية وفنية بغرَض إماطة اللِّثام عن هذه الألفاظ.ومن هنا:

تعد العملية الإبداعية في حقيقتها نفاذا إلى واقع متخيل،أين يستطيع الشاعر تحويل أخيلته إلى نوع جديد من الحقائق التي تكون انعكاسات قيِّمة لواقعه الذي يمثل مسرحا لتجربته الفنية،فتكون رؤية الشاعر لهذا الواقع مختلفة تماما عما يراه الناس،فهو لا يكتفي بحدود واقعه،بل ينفذ إلى عمقه متخطيا النظرة السطحية إلى نظرة مرتبطة بالكشف والتجاوز..

و”جرح..هاجع خلف الشغاف” هي صورة نقية عن الوطن وتعبير صادق عن طين الأرض ودلالة خلاقة عن حب البلاد،وصرخة مدوية في وجوه المتخاذلين ممن خانوا أوطانهم وباعوا ضمائرهم..

نعم هكذا رأيت الشاعر التونسي القدير طاهر مشي في هذه الأبيات صورة للرجل العربي الأصيل الذي يعشق وطنه وينتصر لرموزه،وحتى وأن أخفى هذا الحب في حضرة الواقع،إلا أن الشعر الذي دائما يمثل اللهب الذي يختزن الطاقة الداعية للتغيير كشف أمره،إنه ينظر إلى العروبة التي يختزلها وطننا العربي، نظرة لا تُنظر بالبصر بقدر ما تُدرك بالبصيرة،إنه الوطن الجميل والمفعم بكل معاني الجمال،وبأثمن عبارات الصدق،إنه الجمال الكوني كله.

وإذن؟ 

الغضب إذا يا سادة،هو عود الثقاب الذي يوقد الثورة،الغضب -يا أعزائي-هو ما يدفع البشر الى أن يقولوا لا ،هو ما يبقيك حيا،هو ما يحافظ على حياتك،وهو ما يجعلك انساناً وان كان الغضب حقا لكل شعوب الأرض المقهورة المكبوتة فإنه في حالة الإنسان العربي يصبح واجبا لا يسقط الا بسقوط مسبباته.

في هذه القصيدة (جرح..هاجع خلف الشغاف) يظهر لنا الشاعرالتونسي الكبير د-طاهر مشي كما لم بظهر لنا من قبل،ولأن الأحداث العظيمة تجبرنا على الابداع،فإن قريحة -شاعرنا الفذ-قد اجترحت أفضل ما يمكن لشاعر ان يكتبه،فكتب بحبر الروح..ودم القصيدة .. 

وأترك للقارئات الفضليات،والقراء الكرام أحقية التفاعل والتعليق..


“جرح..هاجع خلف الشغاف..”


جرحي أنا

والأوطان تنزف من دمي

اليوم يبلونا الطغاة

ونحتفي

ويلي أنا من يغسل ثوبي

قد دنسته المحبرة

وتمزق جنح الظلام

شرخ أصاب الذاكرة

كيف سأخبرهم غدا

أن أثوابي تلوثت

وغدت على الأرض بساطا

أحمر..

كيف سأخبر بلقيس

عن هذه المهزلة..؟!

وماذا أقول لفرعون

الذي طغى وتجبر

جرحي..ينزف..

من سيكفكف نزفه..؟

من سيصفف شعر

البنية التائهة..؟

وماذا سأقول للغربان الناعقة

كيف سأحتمي..؟!

من النار وأثوابي ملقاة

بساطا..يدوسه الطاغية

حتى إسفلت الطرقات

قد اختفى

في رأسي شرخ

ولا أدري من سيرمم

الذاكرة!..”

 

إن قارئ - جرح هاجع خلف الشغاف -يخرج بانطباع قوي مفاده السؤال الآتي : هل توقف الزمن لتظل القصيدة شامخة تحكي واقع الأمة العربية وتنادي بعودة الروح اليها ؟ .

     إن الشاعر يهتف بصوت عال ومستمر في الزمن،معبرا عن حالة نفسية موسومة بالصدق الوجداني والفني،وعن غيرة حقيقية ورؤية شمولية لم تقف عند حدود بلد الشاعر تونس، الأرض المفعَمَة بعطر الشعر،بل تجاوز حدودها ليعانق إبداعه الوطن العربي وهذا ما تجلى في جل قصائده،ولا أتردد لأقول إن طاهر مشي شاعر فذ ومقتدر وشاعر الأمة العربية بامتياز.

ختاما أقول :

  إن قصيدة -جرح هاجع خلف الشغاف-،تمثل لحظة شعرية راقية داخل المسار الإبداعي للشاعر التونسي القدير طاهر مشي،الشاعر الذي أجاد في مناحي شعرية كثيرة وأبان عن التفوق في رسم معالم الجمال والفن من خلال الحبك والنظم وتآلف الكلمات،ولعل ما يمكن استنتاجه هو اختيار الألفاظ بعناية كبيرة للدلالة على الحزم في أفق خدمة الموضوع فإذا كان هوس الشاعر وديدنه الدعوة الى عودة الروح إلى جسد الإنسان العربي بشكل خاص والأمة العربية ككل فإن الجانب التصويري قد أدى وظيفته بامتياز ووصلت صرخاته الممزوجة بالحسرة الى كل العرب في كل الأوطان.

قبعتي..يا شاعرنا الفذ..


محمد المحسن






أحبكَ بقلم الشاعر محمد علي الفرجاوي

 أحبكَ

رغم  البعاد

و ظلم العباد

و حكم القدر

برغم انحسار

ذاك الربيع

و صمت الزهور

 و غياب القمر


أحبك

سرّا  و جهرا يساكن

صدري

يعانق قلبي

 يداعب فكري

كهمس الشفاه

إلى الياسمين

كنجما دريا

مع ذاك القمر

 احبك

ولوج  الضياء

مع كل صباح

يداعب فجر الهوى

و يجمع نجوم الغسق

من رحيق الحنين


أحبك عشق الندى

 لحقول الزهور

وعطر للربيع

و ظل الغمام

على الراحلين

أحبك

 كعاشق متيما

بليل الغرام


أحبك

بانتمائك

وانزوائك

باحتلالك

 روحي


أحبكَ

زمن البعاد

زمن السبات

 زمن الوباء

وعند الرحيل


احبك لحنا

لهاذا الزمان

وعزفا فريد

من صمت رهيب

املاه القدر


 احبك انت

يا شمس الصباح

وشمس المساء

وشمس العمر


أحبك لوحا

من تلك الايام

ايام الصغر

كطفل وليد.

احبك  انت

يااحلى النساء 

I love  you in spite of 

 the distance

And man's injustice

And  fate judgment


In spite of  that Spring regression


And the silence of the flowers

 And the absence of the moon


I love you

Secretly as openly..

 Dwelering my chest

Embracing my heart

 Tickling my mind

As a whisper of lips

To jasmine

As a full star

With that moon

 I love you

And sparks of light

Shining every morning

Caressing the dawn of fancy

And collects dusk stars

From the nectar of nostalgia


I love you,as i

 love dew

 Of flower fields

And a fragrance love  of spring

And the shadow of the clouds


Over the departed ones 

I love you

 As a night adorable lover


I love you

With your  belonging

As well as your insolation

your invasion  of my soul


I love you

In Time of distance

 In Time of Hibernation

 Epidemic time

And in farwell


Love you a  melody

For this time

And a unique play

From a terrible silence

Dictated by destiny


 I love you

Oh morning sun

And the evening sun

And the years sun


Love you as a painting

Out of  those days

Days of childhood

As a newborn baby.

I love you

Most beautiful lady



الجمعة، 9 سبتمبر 2022

رابطة الكتّاب الأردنيّين تقدّم درعًا تقديريّة للكاتب سعيد نفّاع الأسير السياسيّ المحرّر متابعة الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 رابطة الكتّاب الأردنيّين تقدّم درعًا تقديريّة للكاتب سعيد نفّاع الأسير السياسيّ المحرّر


 

رابطة الكتّاب الأردنيّين تقدّم للكاتب سعيد نفّاع (الأسير السياسي المحرّر) درعًا تقديريّة، وذلك على هامش معرض عمّان الدولي للكتاب، والذي مُنع نفّاع من دخول الأردن للمشاركة فيه. تمّ تقديم الدرع في أمسية إشهار كتاب “الكتابة على ضوء شمعة – طقوس الكتابة خلف القضبان”، والذي ساهم فيه نفّاع بمداخلة مطوّلة حملت العنوان: “طقوس الكتابة خلف الأسلاك والجدران حين يقوى الخيال على الواقع”. ستنشر المداخلة لاحقًا ومنها الآن فقرتان:

فممّا جاء فيها: “الأسير ليس فقط مناضلا ورمزا للتضحيّة بثاني أغلى قيمة لدى الإنسان بعد الحياة، الحرّية. الأسير صاحب القضيّة شعلةٌ من الإنسانيّة لا تنطفئ حين يتمنطق البندقيّة ولا في ظلمات أعتى الزنازين… هؤلاء البشر الذين حملوا، كما كلّ أسرى الحريّة في شتّى البقاع، أغلى قيمة يملكها الإنسان: الروح، على الأكفّ دفاعا عن شعبهم في وجه تتار اليوم، كلّ بطريقته، وفقط بمحض الصدف ظلّت لهم هذه القيمة، مستبدلةً نفسَها بالقيمة الثانية مكانةً؛ حريّتُهم. اولئك الآلاف المنسيّون من غالبيّتنا، يسجلّون يوميّا على أسمائهم عشرات “براءات الاختراع والاكتشاف” وفي شتّى أوجه الحياة، وسلاحُهم في غالب الأحيان بطون خاوية وإرادات عالية.”

وأيضًا جاء: “الكلمة في الأسر؛ المقروءة والمكتوبة، تحلّق بصاحبها فوق الأسلاك والجدران. الكلمة هذه تحلّق بالأسير في فضاء من الخيال الواقعيّ فوق كلّ واقع خياليّ. حين يقرأ الأسير، ونادرًا أن تجد أسيرًا لا يقرأ حتّى لو كان دخل الأسر أمّيًا فسيجد نفسه والحرفَ بعد مدّة “أعزّ صحبة”، حين يقرأ يحلّق مع الحريّة عاليًا فوق الخيال وهذا المعنى الأهمّ الكامن في القراءة ووراءها. وحين يكتب الأسير فللكتابة طقوس أبعد من الخيال وتحليقها أعلى، يتّحِد فيها وبها الكاتب بالحريّة كما المؤمن الذي يتّحد بمعبوده في الصلاة الصادقة.”


تحية مني إليك..أيها الأسير المحرّر


محمد المحسن




.شجن بقلم .. علي السعيدي / تونس

 ... شجن ....

سافري فوق سقف

هذا العالم المنهار

وقد

يلتفّ صيف الرّوح

أيّتها العابرة

مريرة هي كالبحر

لا تطفئيها ربّما

تأتيها طيور النّورس

............

في غسق عشيّة بيضاء

سنرقص في السّاحات

وسط جموع النّاس

اننّي خزين

آهٍ .

لو أطوي عليك ساعدي

فراشة المساء أنت

آهٍ

ها أنا وحدي

أطير .

... علي السعيدي / تونس



 على عتبة اللقاء...جفت الزغاريد بقلم الأديبة فاطمة محمود سعدالله/ تونس

 على عتبة اللقاء...جفت الزغاريد


تتسع حدقات حلمك أيها الطفل

وجذع أبيك 

يتهاوى قبل الوصول

وزغرودة الترحيب يجف رنينها في حنجرة اللقاء

بغتة..

حين صفرت رصاصة الغدر

في الظهر

كاد ينحني ليعانق ذراعين ماتا عطشا

ليقبل جبينا شبع انتظارا

لعين ملت الوقوف في منعطف الغياب

تحصي مسافات البعد 

محطة..محطة

ترسم طيف أب يلوح بيد بترها القهر

و ...اتشحت للتو 

وللأبد

بالعدم 


ظل العشاء "الملكي" الموعود مسجى

وحمائم الدمع تبحث عن نرجسات

ترتوي من عيون الحزن 

تغسل أجنحة الفرح المكسورة 

النظرات بلا هوية

تغرق بين صفوف المستقبلين ترتعش

والبهجة

تخر صريعة على عتبات حضور مشتهى

يرحل العائد 

دون تحية.. دون سلام

دون زغاريد

وتظل الاحضان مشرعة في انتظار غيمة ما..

فاطمة محمود سعدالله/ تونس

18/7/2018

 'هي أيّام وتمضي معنا في الصدى' بقلم الأديب مختار المختاري الزاراتي

 'هي أيّام وتمضي معنا في الصدى'

لم أعانق ظلّي على الرصيف

ولم أكتب مرثيّة زماني

كلّ الذي قلت 

ما كفاني لأقول 

أفول عمر الثواني

التي تركت صمتها ينسحب بطيء

حتى جفاني قلبي

ومشيت إلى بحر يكسوني رداء شجوني

وقوّة أحزاني...

 لم أعانق ظلّي على الرصيف

لكنّي غنّيت سكري للنخل

وردد الطير 

للمدى عنواني

أنا الذي ما تركت كفّي تكمش السحاب

لكنّي غمست قلبي

في عمق وجداني

فعنّى للخريف مولده

واختفى في مرفأ النسيان

يا كلّ كلّي

يا قمري

جودي بما ليس له في الكون مثيل

سوى أنت

والهوى الذي في قلبي يكتبني

على الرّصيف ليلا من نبيذ الخلود

وأحياه بحبّي كي وبما حباني

ما طقت غربتي يوما

لكنّي غرست في الأرض شذى لساني

وقلت الحبّ كلّه 

دفعة واحدة

كتلة واحدة

فقتلني بالوجد صباحا

وبالليل معبودتي 

أسكرني بالحبّ

وأحياني .../...

09/09/2022

المختار المختاري 'الزاراتي'



الخميس، 8 سبتمبر 2022

 (من الشعبيات) قصيدة 'نسيت ننسا' بقلم الأديب مختار المختاري الزاراتي

 (من الشعبيات) قصيدة 'نسيت ننسا'

نسيت ننسا 

ونسيت نكمل طريقي وحدي

ونسيت نبطل نقسا

ونسيت نكوي بالنار الحامية كبدي

---

نسيت نشّح لقدام

ونمشي في طريقي معدّي

وننسا كل من تبع خطوة لحمام

وخطوته باعده من عندي

ونسيت نخليهم للوهام

ونظمّ قلبي وفمي على الكلام الصندي

ونسيت غدوة يتجلا الغمام

وما يلقوني غير في جناين كدّي

---

ونسيت قداش قلت كلام

الجبل كان سمعه تشوفه يندّي

قداش في الناس قلوب ظلام

لا حاسبه حساب كان للي يجدّي

وقداش من خطوة مشيتها لقدام

بالك ريح الغلط فيهم يهدي...

---

نسيت ننسا 

ونسيت نكمل طريقي وحدي

---

واليوم تفرقت لقسام

وكل من غدر الحبّ 

وشاف روحه اليوم زمانه وردي

غدوة تعري لأيام 

قدامه شوك وجمر مقدي

وغدوة يتفكر كلام 

لا من حبه وتمناله الخير قدّي

واليوم هاني نسيت ننسا 

ونسيت نكمل طريقي وحدي

---

هي ليام داله بداله

ولا يعجبك حال 

كل ساعه مبدلات حواله

والبلاد صغيره

تكشفله حبّ اللي في الطريق غداله

وتخبره بللي ترك كلام الحقّ

ودار في روحه بالجهل والكذب حاله

واني بالنهاية ننسا ونلقا الخير

في كلّ مطراح ننثر وردي

وكنك تذكرتني 

خوذي سلامي بكل الحبّ اللي ليك عندي...

---

نسيت ننسا 

ونسيت نكمل طريقي وحدي

ونسيت نبطل نقسا

ونسيت نكوي بالنار الحامية كبدي

07/09/2022

المختار المختاري 'الزاراتي'



 ارتضيتُك موطناً..! بقلم د. وليد جاسم الزبيدي.

 ارتضيتُك موطناً..!

د. وليد جاسم الزبيدي.

كمْ مرةٍ دق الفؤادُ وما ونى

وتدفّقَ النبضُ الذي منه أنثنى..

وتجادلتْ صورُ العتابِ غمائماً

تُربى تشارينُ الملامةِ بيننا..

والعاذلونَ تسابقوا بشباكهم

يتصيّدونَ يُقوّلونَ الألسَنا..

فعلى امتدادِ الليلِ أفرشُ أحرفي

لكِ مجلسٌ فيهِ الهوى بعضُ الُمنى..

وكؤوسُهُ الأطيافُ تسحرُ أنجماً

ونديمُنا قمرٌ دنى ثم انحنى..

للنهرِ موجُ كانَ حرّاساً اذا

شهقَ النسيمُ وقد تظلّلَ مأمنا..

وطروبةٌ أغصانُ اشجارٍ شدتْ

لليلِ، للذكرى، بهمسٍ يُجتنى..

إنّي اصطفيتُكِ مسكني وحكايتي

يا كُلّ عمري وارتضيتُك موطنا..



 من شرفات الحلم بقلم الشاعرة زهرة نابلي ثابت 

 من شرفات الحلم

تستفيق القلوب الضيقة على همس الرؤى الشاسعة..

كوميض سحري ينفلت 

من فيض الدجى

يخترق عتمة الرياح العنيدة

ينادي لمعضلة الحياة..

ليست تلك الرؤى السطحيّة

القابعة في غصة دمعة

وليست تلك الشمس المتباهية بجدائل وهمها

تغار من قطرة مطر..

فالحياة درب

يبدأ في كل صباح

بعد ليلة أرق تمْضغ حدّ السهو رماد وجعها..

حين تبتسم القهوة

لأول قطرة ضوء 

تشبه ابتسامة طفل،

تعيد أبواب الليل حكمتها

تصبح الشرفات كتبا بلهفة جنون

يتنفّسها الحلم

ويرتّل لها الياسمين آية من  عبق معجزة

وتتدلّى الحروف الصامتة كعناقيد فجر يتوق لشدو الطيور، 

تملأ نسائم السهو الندية ثقب الضيق

بجدائل الوحي، 

وفي لحظة ما

ترى الحياة على كل جدار قصيدة

تنبئ بالغيث.


زهرة نابلي ثابت 


مقتطف قصير  من المجموعة الشعريّة الرابعة .. للشاعرة فتحية جلاد.

 من مجموعتي الشعريّة الرابعة ...عمّا قريب ...مقتطف قصير:


سأحدّثكم عن جدي الأكبر 

غازل ذاته فتشظّت 

ألقى جثّتها على نورج عنيد.بنصف وجه

يريد ترميم الغسيل

كامل ترابنا صاغه رحيقا للفراشات

ومن موائد أشعاره احمرّ التفاّح 

فاشتعل قميص العطر حينها غرّد :

في خيمتي ضيّعت قافيتي

 والحزن غطّى لحن أقبيتي

تحت أجنحة المحال طوى جدّي الأكبر الشّهب 

دهس الأمواج ثمّ ضاجع الأوراق و وقّع مع الشّيطان على عهرنا ورحل... 

إلى أين ؟ لا ادري ربّما أنتم تدرون...

فتحية جلاّد



 ** مشوار ماذا ؟ .. ** بقلم الأديبة كوثر_بلعابي

 ** مشوار ماذا ؟ .. **


مشوار" الألف ميل".. عبارة تطلق في العادة على رحلة كفاح طويلة و شاقة كُلِّلت بالنجاح أو أنتجت إنجازا يُذكَر فيُشكَر..

لست أرمي الآن إلى الإخبار  عن حكاية رحلتي الشخصية مع الكتابة و موقعها من رحلتي مع الحياة بين زمن و وطن و الوان  أحلام و أحزان.. إنما أودّ فقط الحديث عن رحلة رَهَقٍ متعدّد الأوْجُهِ أطول من دهر و فترة حرب عشتها يوم الأربعاء 7 سبتمبر 2022.. لم أفكّر قبلًا في مسألة الإصدار و النّشر إلى أن انتابني شعور ما بعد سنّ الخمسين بأنّ العمر أصبح خلفنا و لم يعد أمامنا و أن ما نكتبه نظلم أنفسنا و نظلمه إذا تركناه قيد الأدراج فجاء قرار الإصدار لمجموعتي الشعرية : من جرحها تزهر... على نفقتي الخاصّة و التي رأت النور في سبتمبر 2021.. و قد أهديت نصف الكمية المسحوبة منها إلى الأصدقاء و الأقارب و بعض مكتبات المعاهد الثانوية و المدارس الإعدادية و ظلت الكمية الباقية تنتظر مصيرها  لكوني لا أجيد التّسويق للكتب و خاصة في زمن العزوف عن الكتاب.. انتظرت سنة كاملة حتى فتحت وزارة الثقافة أخيرا مجال دعم الكتاب خلال دورة 2021_2022 عن طريق لجنة الشراءات و شرعت  في جمع المستندات لتقديم طلب دعم كتابي.. و بدأت الرحلة المُضنية بين دار النشر و المكتبة الوطنية و الإدارة العامة للمطالعة و الكتاب في يوم قائض لا عهد لي بمثل حرارته خلال مفتتح سبتمبر و كأنّ الصيف يعتلق بنا و يرفض تسليمنا للخريف.. مقرات إدارية متباعدة رغم انتمائها إلى ذات الوزارة و اضطلاعها بذات المهمات و الخدمات.. موظفون حريصون على التّعالي بممارسة البيرقراطية الزائدة  على الأدباء و إن كان معاونوهم يشعرون بتعبك و يحاولون مساعدتك في حدود المتاح لهم.. و عندما تصل إلى المرحلة الأخيرة يرفض الملفّ لأن هناك مستند تفاصيله منصوص عليها في العقد و موثقة على غلاف الكتاب  فلم تسلمه لك دار النشر التي لم يتمّ التنسيق معها و اخطارها بما يخصّها من التّوصيات المتعلقة بمثل هذه التراتيب الإجرائية.. ينضاف إلى هذا مشقّة التنقل في ظرف المواصلات غير متاحة رغم كثرتها حين تنظر إلى الطرق الغاصّة بزمجرتها.. فسيارات الأجرة تكاثف عليها الطلب إلى درجة أن أصبح سائقوها لا يحتفلون بوقوفك على الطريق و إيماءاتك.. و حتى إن تواضعوا فتجدهم يختارون الحرفاء حسب الوجهة و نوع الطريق و يرفضون خدمتك إذا كانت وجهتك لا تروق لهم.. و الحافلات عليك انتظارها ساعة من الزمن لتُقِلّك واقفا في مساحة لا تتجاوز بضع صنتمرات وجهك في إبط أحدهم و كتفك تحت حقيبة آخر.. أما المترو فذاك عالم كامل من المآسي و القضايا الشائكة بدءًا بالروائح المتنوّعة و الأبواب المفتوحة وصولا إلى النظرات التي تفحصك عن قرب فضولا او اشمئزازا أو حتى بحثا عن شيء ثمين لديك يقع قنصه إن سمحت الفرصة.. لذلك كان لزاما عليّ ان أشطب كل مرة التنقل عبر إحدى هذه الوسائل و ان أمشي كامل المسافة الفاصلة بين هذه الإدارة و تلك على قدمين منهكتين تورمتا فقط من طول الانتظار..

هذا جزء من حكاية مشوار الكتابة في وطننا و زمننا لا أجد له إسما أو وصفا.. مِن كَبَدٌ الإنشاء و التّدوين و التّدقيق و المراجعة إلى كَبَدٍ التسجيل و حقوق التأليف و الوثائق و و و وبعد ذلك كلّه قد يُقابَل ملفّك بالرفض.. في زمن الانترنت و الرقميات الذي كان يمكن لتطبيقة في منظومة إعلامية بسيطة أن تُيسّر على الإدارة و المؤلِّف كليهما الإنجاز و تغنيهما عن كلّ هذا المشوار بما يشمله من عذاب و إهدار للوقت و تبذير للأوراق خاصة و البلاد تعيش الآن على وقع أزمة  النقص الفادح في الورق و مشاكل توريده.. 

 أ لا يكفينا أنّنا نقتطع مِن دَخلِنا المحدود و من وقت التزاماتنا العائلية و نومنا و راحتنا و من جهدنا و صحّتنا من أجل أن نصدر كتابا فيه ما يُدخِل شيئا من وعي و متعة و بهجة في نفوس الآخرين؟؟ أ لسنا حقيقين بالتشجيع و الدّعم مِن قِبلِ دولتنا بدلا من هذا التّنكيل البيروقراطي الذي يُحبِط العزائم و ينفِّر أصلا من الكتابة و الإصدار؟؟


                     كوثر_بلعابي



               .حين يصبح-الإرهاب-في حجم القوّة التي خلقته بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 على هامش ذكرى احداث مانهاتن


               .حين يصبح-الإرهاب-في حجم القوّة التي خلقته


..لا تعدنا بدايات القرن الحادي والعشرين بعالم أفضل وبإنسانية أرقى،ذلك أنّ-الجنون-غدا المحرّك الأساسي لعالم دائم القفز إلى بداية جديدة:قبل وبعد،كأنّ شيئا لم يكن قبل -أحداث مانهاتن-وكأنّ ما بعدها فاتحة على الجحيم.كلمة السرّ الوحيدة التي تتداولها صناعة التّاريخ الآن هي:الإرهاب والحرب على الإرهاب.

ولكن..

الكل يعرف الإرهاب،ولا أحد يريد أن يعرّفه.فما هو إرهاب هنا يسمّى دفاعا عن الحرية هناك..ولا يبدو أنّ الإنتقائية هي التي تشوّش المفهوم بقدر ما يبدو أنّ الأقوياء هم سادة المفاهيم القادرون على تقسيم العالم إلى حارتين:حارة البربرية،وحارة الحضارة.!

"من ليس معنا فهو مع الإرهاب"مما يعني الإنحياز الكامل للتعريف الأمريكي للإرهاب،ويعني كذلك تأييد الحرب الأمريكية الشاملة على ما تحدّده من أهداف معلنة وغير معلنة،الآن وغدا،دون أن يعرف أحد ما هي تخومها..!!

والسؤال:

هل نقنع أنفسنا-والحال هذه-بعقم البحث عن الإناء الذهبي المتمثّل في صياغة تعريف مناسب للإرهاب؟وهل يمكن القول في غياب هذا التعريف الأساسي ما إذا كانت الظاهرة التي نطلق عليها إسم الإرهاب تشكّل أي تهديد،وما إذا كانت ظاهرة ذات طبيعة مختلفة عن سابقاتها،وما إذا كانت أية نظرية عن الإرهاب ممكنة في الأساس!؟

إنّ مثل هذه الأسئلة-ليست مجرّد لعب على الكلام،أو التعبير عن راهن كوني تراجيدي بكلام بارع-فالأحداث تؤكّد يوما بعد يوم أنّ الإنسانية قد ولجت مرحلة تاريخية موسومة بالذعر ومحكومة بالخوف والعنف وأيديولوجيا القوّة والسديم،حيث يظلّ الضعفاء خلف شعاع الشمس محرومين تبعا لأكثر من قرار دولي،من العدالة والديمقراطية وحقوق المواطنة والسيادة،وحيث يظلّ كذلك الفلسطينيون"قابعين في إحدى زوايا التاريخ ينظرون بعين"الرضا"إلى وجودهم البيولوجي البائس بما يؤمّن استمرار الإحتلال الإسرائيلي ويدعم أسس الصهيونية ويزيدها امتدادا سرطانيا كثيفا في الجسد العرببي"!!

وإذن؟

لقد انخرطنا جميعا إذا،في حرب كونية غير معلنة قد يخرج منها الواحد منّا يحمل تشوهاتها المستديمة،إلا أنّها ليست الحرب الثالثة،بل الرابعة والوحيدة العالمية حقا،فالأولى أنهت الهيمنة الأوروبية والحقبة الإستعمارية،والثانية أنهت النازية،أما الثالثة التي لم تقع،كانت الحرب الباردة الردعية وأطاحت بالمعسكر الإشتراكي بعد أن أصابت الشيوعية في مقتل،ومن حرب إلى أخرى،هرولنا بخطى حثيثة نحو نظام كوني واحد،واليوم فإنّ العالم،الذي صيغ وفق المقاس الأمريكي،يواجه قوى تناحرية،مبثوثة في قلب الكون وفي كل اضطراباته الفعلية..حرب كسورية حيث تثور كل الفرادات تماما كما تفعل الأجسام المضادة،ونزاع لا يسبر غوره،إلى درجة تحتّم على المرء أن يحفظ بين وقت وآخر إنتاجات استعراضية من نوع ما وقع في كابول أو ما شهدته بغداد..لكنّ الحرب الكونية الرابعة تقع في مكان آخر،إنّها تلك التي تسكن كل نظام كوني،وكل اخضاع مهيمن:إذا هيمنت قوّة متغطرسة على العالم،فإنّ الإرهاب سوف يقاتل ضدّها،ذلك أنّ

العالم ذاته هو الذي يقاوم الإخضاع.هكذا أصبحت عولمة الخوف نبوءة ذاتية التحقّق،ومجلس الأمن الدولي،على نحو آلي تماما تبنّى"الشيك على بياض"الذي منحه الكونغرس للبيت الأبيض من أجل "تخليص العالم من الشرّ"!تاركا طيّاري القاذفات الأمريكية،وهم يلقون على خرائب كابول القنابل العنقودية ويمطرون سماء بغداد بالصواريخ الحارقة،الأمر الذي جعل من الترهيب القوت المفضّل للإمبراطورية التي لا يُلوى لها ذراع..!

ذلك يجري بالرغم من أنّ هذه القوّة المتغطرسة،بوسيلة جبروتها الذي لا يُحتمل،هي التي استولدت بالتالي هذه المخيّلة الإرهابية التي تسكننا جميعا دون وعي منّا..!

ماذا يعني هذا؟

هذا يعني أنّ لا مناص للترهيب من أن يستولد الترهيب،والحكمة المتعبة تذكّر أبدا بأنّ من يزرع سوف يحصد،إلا أنّ هذا الرعب الغريزي الذي يشعر به كل أدمي لمرأى أعداد كبيرة من النّاس الأبرياء-هنا وهناك-ينبغي أن لا يجعلنا ننسى الدّور الذي لعبته في الأحداث المؤلمة سياسة الولايات المتحدة وسياسات حليفاتها في مجموعة-السبع الكبارG7،ناهيك وأنّ وسائل الإعلام لم تبذل الجهد ذاته ولا التغطية التي تليق بحجم المآسي،حين غطّت الضحايا العراقيين الأبرياتء،أو قصف حلف الناتو لليوغوسلاف،أو ذبح الفلسطينيين في صبرا وشاتيلا بأوامر من –سيء الذكر-شارون وما يتعرّضون له اليوم أيضا من مذابح يومية على يد -قتلة تل أبيب-،أو أسرى الحرب المصريين الذين أُعدِموا بالدّم البارد،واللائحة أطول من أن يتسع لها المقام.

والنتيجة:

في احتدام الصّراع بين الخير والشرّ يكون النّاس هم القتلى دائما..ولا يقتصر الأمر على السخط والمظالم في الشرق الأوسط وجنوب آسيا،فمنذ إنتهاء الحرب الباردة والولايات المتحدة،أسوة-برفيقات دربها الحميمات-وبريطانا أساسا،تمارس قوّتها وتسيء استخدامها،في حين أنّ الإنقسامات على أبناء البشر تتفاقم على نحو غير مسبوق.والترهيب الغربي جزء من التاريخ الراهن للإمبريالية.

طرد سكان جزيرة دييغو غارسيا على يد حكومة ولسون في الستينات لم يحظ بأية تغطية صحفية عمليا،كما أنّ موطنهم غدا اليوم مستودع ذخيرة تقلع منه قاذفات الولايات المتحدة نحو الشرق الأوسط.

وفي فيتنام كان إقتلاع وتعطيل وتسميم أمّة بأسرها قياميا،لكنّه تقزّم في ذاكرتنا بفضل أفلام هوليود وما يسمية الراحل إدوارد سعيد بحقّ" لإمبريالية الثقافية"وفي سياق "عملية العنقاء"في فيتنام،رتّبت المخابرات المركزية مقتل قرابة خمسين ألف شخص،وقد كانت تلك العملية هي النموذج الذي سينقَل إلى تشيلي ويبلغ أوجه مع إغتيال الزعيم المنتخَب ديمقراطيا سلفادور أليندي،ثم سحق نيكاراغوا بعد عشر سنوات.

كل هذا كان خارج القانون واللائحة أطول من يستوعبها هذا المقال.

هل بقي لديَّ ما أضيف..؟!

قد لا أضيف جديدا إذا قلت إنّ من نطاق العنف يُخلق العنف والإضطراب أيضا:الألم..والخوف..والتعصّب..والكراهية..والجنون.كما أنّ الإرهاب لا وطن له فهو مثل-الفيروس-ينتشر في كل مكان.وإذ ينغمس كونيا فإنّه مثل أيّ نظام هيمنة،جاهز لكي يولد هنا وهناك،وينأى في ذات الآن عن أيّ تعريف،ويصبح بالتالي في مواجهة القوّة المتغطرسة.وهنا أضيف:إنّ الكراهية المضاعفة لواشنطن سوف تستولد آلاف المرشحين الجدد الجاهزين للثأر من الأهداف الأمريكية،ولكن حين تسند إلى ما تملك من قوّة عسكرية إرهابية كل هذا الدور الحاسم والفاصل في تنفيذ أغراض هيمنتها،ألا تبدو المؤسسة الحاكمة في الولايات المتحدة وكأنّها استقرّت على خيار؟إنّها،وبمعزل عن الرعب والقتل الذي ينطوي عليه هذا الخيار،محكومة بالفشل الختامي لأنّها تغذّي بذور كره الولايات المتحدة على إمتداد العالم بأسره.

وهنا أختم: قد يكون من العسير على الولايات المتحدة تشكيل جبهة موحّدة ضد الإرهاب،ذلك أنّ تو حيد جبهة موحّدة ضد الظلم الإجتماعي العالمي هي وحدها التي يمكن أن تفيد لا سيّما وأنّ النّاس ليسوا من حجر،ولا هم أغبياء..إنّهم يرون استقلالهم مصادرا،وثرواتهم وأرضهم وحياة أبنائهم مستلبة،وأصابع الإتهام التي يرفعونها تتوجّه إلى الشمال:إلى المواطن الكبرى للنهب والإمتياز،ولا مناص للترهيب من أن يستولد الترهيب..وقد صدق-أحدهم-حين قال:"إنّ هذا النظام الذي صنع الأبقار المجنونة،يصنع البشر المجانين أيضا،وهؤلاء البشر المجانين،المجانين بفعل الكراهية،يتصرّفون على غرار القوّة التي خلقتهم..


محمد المحسن



 وقفوا بعدَ ثلاثينَ عاما صُفوفاً في مدرستهم! بقلم الشاعرة عزيزة بشير

 وقفوا بعدَ ثلاثينَ عاما صُفوفاً في مدرستهم!


كيف اجتمعتم بعد طولِ غِيابِكمْ

ووقفتُمُو صفّاً أراهُ…. ……جميلا؟


لِتُعيدُوا عمراً للصّداقةِ قد مضى

وتُعيدُوا فرْحاً غابَ ……عنّاطويلا؟


لتُعيدُوا عمراً للبساطةِ والهَنا

عيْشاً نقيّاً خِلْتُموهُ ……….. عليلا؟


لتُذكّروُا الدّنيا بفضلِ مدارسٍ

نوراً لِعلمٍ قد هَدانَا…. ….سبيلا؟


فضْلَ المُعلّمِ مَع طويلِ عصاتِهِ

لِيَشُقَّ فينا مَدارِكاً……….. وعقولا؟


-لوْلاهُ ما كانَ اشتِياقُ لِفَصلِنا 

لِوُقوفِ صفٍّ قد نسينَا….. فُصولا 


كلٌّ مَضى ضلَّ الطّريقَ بِفُرقَةٍ

وأضاعَ عمراًفي النّوى…….. وخَليلا


وأضاعَ أرضاً كانَ فيهَا مُسيّداً

وغَدا بِغابٍ قاتلاً ……………وقتيلا   


قد عادَ يجترُّ الصفاءَ لِعيْشهِ

وَيُعيدُ رِفقَةَ عُمرِهِ……….. وَحُقولا


-عِشتُمْ وعاش الحُبُّ يَجمعُ بينكم

وَيُعيدُ صرْحاً…. …… للوِفاقِ دليلا


-كلٌّ يُعيدُ الحبَّ يغمُرُ عيْشَهُ

لِنكونَ نوراً للهُدى………. وَ رَسولا!


لِنرُدّ أرضاً عاثَ فيهَا عدُوّنا

ونصيحَ بالباغينَ فيهَا …….أُفولا!


عزيزة بشير




 قراءة في مجموعة الشاعر التونسي القدير جلال باباي «ركض خلف صهيل الريح» بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 قراءة في مجموعة الشاعر التونسي القدير جلال باباي «ركض خلف صهيل الريح»


تصدير: ليس الشعر أن تقول كل شيء، لا أن تحلم النفس بكل شيء (سانت بوف.)


القصيدة تطرح أسئلتها،وتنفتح عند تفاصيل الدهشة حيث النص يخترق الذاكرة،ويلملم الحلم والغياب في مشهد يتشكل كلوحة يتوغل فيها السحر والمعنى والاحتفال..

هذه القضية تفتح نوافذ الشاعر (جلال باباي) على مساحات سرية تقفل رؤيا الشاعر على قراءة الرمز والحلم بين تراكيب لغوية مكثفة يتشيأ فيها (النص) أحيانا كوحدات قلقة..

يفتض عوالمه المشبعة بالحلم والاتساع..أو بين (تهويمات) غنائية،يسعى فيها الشاعر الى استبطان الداخل اللغوي المشبع بسرد انتقائي،يحاول أن ينفذ منه الى حيز آخر، يحيل فيه النص الى علاقة وصفية / رؤيوية...تمزج بين اتساع الحلم ومحدودية اللغة.

في مجموعته الشعرية (ركض خلف سهيل الريح) يتمثل الى هذه المحاولة القلقة القائمة على مساحة من التأمل والانفعال باللغة والمعنى... واغواءات الحلم، حيث يحتال بالانفعال في تتبع لغة تخرج من ثقوب ذاكرة غائمة متعبة،أثقلتها الخيبات والمواجع،كي تكتب فاتحة الرؤيا للحلم الذي يملك سر الكلمة والبراءة: يقول الشاعر في ص 84: كنا نرفل بعطر الألوان / على هضاب اللوحة / ورصاص القلم / يكتسح أفئدتنا الخجولة / تتسع الرؤى... والمرسم / يستجمع شتات الفصول المتوحشة / ثم... تمتد مساحة الحلم / عند نقاط الهروب.

إن مسعى الشاعر الى اقتفاء تضاريس النص، هو محاولة إيقاف حركة زمنه الشعري عبر محاولة استقراء حلمه،في رؤيا تستبطن كشوفاته،وتشكل تواصلا مضادا إزاء زمنه المجهض المغمور بالغرابة والتماس المعنى الشمولي عبر وعي اشكالي يمكنه ان يكشف جوهر هذا الزمن بكل ما يحمله من اضطراب وغياب... وموت... 

انه زمن خام..قلق..غير مبرر احيانا يتوخى فيه الشاعر فكرة الجوهري / الشعري المشرع على احتمالات التأويل والمبني على (الهمس والتلمس والحس) وهذا الزمن الذي يحاول قراءته الشاعر يحيل حتما الى محاولة كشف استبطانات اللغة التي تعتبر الشعر ضرورة كما يقول جان كوكتو في استحضار الحلم والرؤيا والاحتفال.."وكم بعثرتك / أجنحة الحلم رقصة السحب / هذه النجمة شعلة القلب أحملها / وشوشاتا لقاع الصمت / لهذا الفتى / عرى الحقيقة / ولكم سائر ما تبقى / من تمتمات الكذب.."

 انه حلم تقيم الدهشة والغرابة طقوسه التي تحيل اللغة احتفالا له طابع هلامي يتوغل أحيانا عبر الذاكرة المفزوعة بالخراب والفوضى وذكريات الراحلين .

إن قصائد مجموعة «ركض خلف صهيل الريح» لا تذهب بعيدا عن محاولة إعارة النص بعض التفاصيل التي تشبع الحلم بسرد انتقائي..يلتمس تفاصيله الشاعر عبر شبكة من العلاقات اللغوية / الصورية التي تستبطن (معنى) قائما سلفا،حيث تلج المرأة تضاعيف الذاكرة: الآن... يكتوي القلب / بعصير الزنبقة / مدفئة البيت يا حبيبتي / ترتعش / وحطب الذاكرة ركام من أريج الوشق ص 50.

وتمور الذكريات الأليمة في وجدان أرهقته المواجع: القلب كان إضيق من فسحة المدى / والصدى ذبيح على شفتي المتحجرة / من قاد الرجل الى ربوة الدهشة / الى أين تمضي..يا..ظله برمضاء القصيدة؟ ص111.

ليستمرئ الشاعر لحظتئذ وقع حلمه...إزاء زمن ملغوم بالدهشة والغرابة..

انه زمن (الخارج) الذي يهزم فيه..ويحاول عبر حلمه إيغال الرؤيا في تفاصيل تجعل النص الشعري احتفالا ما،يبهج الشاعر أو يؤلمه عند تخوم العطب...

ولصياغة فضائه الشعربي إزاء هذا الحلم يبدأ الشاعر بالكشف عن تراكيب تندغم فيها الصور سريعة مقطوعة،بمساحات صورية أخرى...بطيئة تحتال باللغة وتتورط معها في استطرادات تثقل النص احيانا بالتجريد والتعمية المقصودة..

وهذه التراكيب الصورية التي تشكل فضاء النص تبرر الى حد ما وعي الشاعر إزاء تركيبة النص الحداثي..فالنص المفتوح على الاحتمال والمعنى تكشف فيه الرؤيا عن عوالم متراكبة مأخوذة بالاستطراد كإشكال لغوي وبالتوالد كإشكال بنيوي..

انه يأخذ في قصيدة (أنثى الخريف ص 107) مثلا إيقاعا شكليا متفاوتا يمزج بين (نثرية) المعنى والخطوط الحلم التي لا تفتأ أن تكون إيقاعا آخرا يتلجلج بشعريته وسط متون متفاوتة في شدها واتساعها،بحيث لا يخشى الشاعر إزاءها فراغات النص..وبياضه..

انه يقترح فضاءا مفتوحا ومبررا حيث تستحيل فيه اللغة الى حلم او خطاب يستبطن الوجد الطاهر في تجلياته الخلاقة...

إن المناخ الشعري الذي تبرعمت في ظلاله أشعار جلال باباي يتسم في مجمله بالتفاعل الخلاق مع الجانب الحداثوي وهذا ما أعطى قصائده تحديثا شديد الألفة، من خلال لغته التخييلية المشكلة تشكيلا عضويا ساعد على خلق معادل فني تلعب الذات دورا بارزا في أساسيات نموه وبالتالي تحوله الى وحدة تكوينية تجمع بين تشكيلاتها المتناهية الدقة كل ما هو متنافر ومتضاد حيث تؤدي هذه الأضداد وظيفتها في إنجاز الهيكلية الهندسية للصورة الشعرية المتوافقة مع إيقاع حركة الواقع والمتعارضة معه. عندما يحاول ذلك الواقع أن يفرض منطقا عقلانيا يتعارض والفضاء التخييلي للغة الشعر. 

إن هذا البناء اللغوي،سوى في خاماته الأولية او المنتقاة لا ينسحب على القصيدة الحديثة فحسب بل يتعداه الى التجارب التي اتخذت من قصيدة النثر وعاء تصب فيه ما يترشح من عملية التغطية التي تتعرض لها ذات الشاعر..

ومن هناك فان شعرية قصائد المجموعة،تمثل خطوة أخرى باتجاه قراءة النص الآخر الذي بدأ يشكل خطواته في مسار القصيدة العربية وهي تتململ اليوم بكل اختزاناتها وسحرها وقلقها للخروج الى برية الاتساع حيث الشكل يمسك لذة الحلم،وحيث الحلم يفور في مسارب المعنى..والشاعر يقيم طقوسه على تفاصيل الاشياء..حالما او كاشفا او قائما وسط حرائقه وحرائق الآخرين، يفتش عن أشياء اخرى بلون الجمر او لون النساء او لون الحرية..

وهذه القصائد لا تخرج عن محاولات الشاعر جلال باباي في التماس بنية نصه الحداثي المجبول على كشوفات الرؤيا وتكثيف الايقاع في تركيبة تزاوج بين شكل (تقطيع) وسردية حلمية تتكرر دائما كما وجدنا ذلك في مجموعته الأخرى (شطحت على إيقاع العشق) التي سبق وان عرضنا لها... 

ان قصيدة الحلم تظل عصية..والشاعر يظل قاسيا مأخوذا ومقموعا بالنص يلم جسده واحزانه ويسافر غاويا وسط ايقاعات يتداعى فيها كل شيء..يخرج من ذاكرة تكتب النص كتاريخ..انها ذاكرة الآخر الذي مازال يقيم وسط الأشياء حادا وطاغيا..يكتب للآتين في موكب الآتي الجليل..ولعل هذه جدوى أخرى تضاف لمجموعة جلال باباي التي تلتمس بصدق وجدية الخروج الى الجمال والحلم والاتساع.

على سبيل الخاتمة

إن الشاعر جلال باباي وهو يسابق الزمن في ركض محموم خلف الكلمة الشعرية المشبعة بالسحر والجلال، انما نراه يحاول من خلال تشكيل شعري يصل في كثير من تكويناته الى درجة من الشفافية والعفوية،أن يحقق القدرة على التوفيق بين أداته «اللغة داخل الشعر» وبين ترويض تلك الأصوات الضاجة في داخله الذي تمارس استمرارية طقس الاحتراق. 

ومن هنا فهو يتموقع بين نزاعين يتطاحن فيهما الوعي واللاوعي،اليقظة والغياب،واختيارات لا حد لها،لعل من أشقها ان يختار المواصلة او النكوص،الا ان «الدهشة الشعرية» تتغلب في الأخير على حوار المنطق العقلاني لتمسك بدفة القارب الشعري في محاولة للعبور نحو الضفاف المبتغاة..

وأخيراً،لقد استطاع الشاعر التونسي الكبير جلال باباي  بفضل موهبته الفنية،وثقافته الواسعة ومقدرته اللغوية وبأسلوبه الأصيل والمتميز أن يصقل ويطور أدواته الشعرية الفنية،ويسمو بها نحو الإبداع والتجديد ليلائم مقتضيات التطور والحداثة في المسيرة الشعرية المعاصرة.

وهذا ما سيمهد السبيل الى أرض «معطاء» تليق ببذار الديوان القادم على مهل..


محمد المحسن


*ملحوظة : 

لا بد للناقد الأدبي من منهج ينطلق منه،دون أن يكون مقيدًا به حتى لا يقع في خطأ قراءة منحازة ذاتية فيفقد مصداقيته. 

من هذا المنطلق،رأيت ألاّ أخوض في مغامرة نقدية شاملة لديوان "ركض خلف صهيل الريح" للشاعر التونسي الألمعي جلال باباي قد لا تعطي هذا العمل قيمته الأدبية،واكتفيت بالتعليق على هذا الديوان بصورة بانورامية شاملة.


* نبذة عن سيرة الشاعر التونسي:

جلال باباي

من مواليد مدينة أكودة في ٣٠ جانفي ١٩٦٤ .

أستاذ مميز للشباب.

عضو باتحاد الكتاب التونسيين منذ سنة 2000 .

رئيس ومؤسس الصالون الثقافى " الشجرة" بأكودة.(سوسة).

صدر للشاعر:

١- شطحات على إيقاع العشق / سنة ٢٠٠٠

٢- ركض خلف صهيل الريح/سنة ٢٠٠٣

٣- مسرٌات وحصار/سنة ٢٠٠٦

٤- الأصوات تنفذ إلى مآقي الماء/سنة٢٠٠٩ الذي ترجم إلى اللغة الفرنسية والإنجليزية.

٥- المتلألأة برحيق الخزامى(شعر)

٦- عيد خرافي .. خريف الغياب(شعر) ٢٠١٧

٧- عزلة(شعر) سنة ٢٠١٩

عضو الموقع الافتراضي poetas delmundo

* متحصل على الصنف الرابع من وسام الاستحقاق الثقافي(تونس). سنة ٧..٢ .

* له تحت الطبع مجموعة شعرية بعنوان:" قلق حامض" / تقديم الشاعرة التونسية: آمال موسى، ستصدر له قريبا عن دار ميسكيلياني للنشر والتوزيع تونس.

* يفكر في إصدار مجموع الكتابات النقدية والمقاربات التي كتبت في شأن تجربته الشعرية.

* يشرف على تنشيط وتسيير مجلس" اتيكودا" الأدبي بدار الشباب أكودة ، منذ سنة ٢٠١٦ .

* نائب رئيس فرع اتحاد الكتاب التونسيين سوسة.

* عضو مؤسسة الوجدان الثقافية.

* عضو ديوان العرب للنشر والتوزيع - وطن العرب - على الفايسبوك.

*عضو المنتدى العربي علي الدوعاجي للأدب والفكر.


*نشرت هذه المقاربة بصحيفة الشروق التونسية سنة 2005 وأعدنا نشرها اليوم تكريما للشاعر الفذ جلال باباي.





 اِستَترَفَ  البعاد .....بقلم الشاعرة ..هدى  الشرجبي

 اِستَترَفَ  البعاد .....

وسؤال ينتظر الجواب. 

           إنعدم الغيث......

 عم الجفاف. 


     ونار الشوق تحرق بقايا الخطاب .

       .....أعلن الموت. 

وأقيم الحداد 

يلعنُ الذكرى...

.

.

 ويُغلق للحنين كل باب .....


..هدى  الشرجبي.الهدى



الأربعاء، 7 سبتمبر 2022

 - صراخ مجنون -3  بقلم الشاعرة -(  روضة بوسليمي ) تونس 

 - صراخ مجنون -3

  -----------(  روضة بوسليمي ) تونس 


 لا ريب عندي

 أنّ الشّعر انقلاب .

لا أشكّ أبدا 

 أنّ الشّعرَ ضرب من النبوّة

تراني في كلّ اعتكاف 

اتخيّر كلماتي 

اصطفي مجازاتي

اتّخذها اشرعة لسفني

التي شرفت بالملح 

لا جدال في قولي :

إنّ الحزن في الشّعر 

كالشّيب في الرأس

لا يزيده إلاّ وقارا -

الانبياء ؟! 

 يصلبون ، 

يقتلون ،

يُلقون في صرح من نار ...

فكيف أقفز نحوك ؟!

لأستويَ على عرش صدرك ؟

بوحك المغمّس في عصارة العنب

 يعبث برأسي الخجولة ، 

يسكرني ...

كيف لك ان  تقفز نحوي

بكلّ حنوّك الهتان  ؟!

لتزيح خصلات شعري اللّيلي المهوش

وتحصي - أربعين عاما - 

أنفاسي المزهرة على الشّفاه

و على مهل ، تسائل فؤادك :

- كيف لي أن أقف بين يديها ؟!!

لاقول لهذا الوجه :" كم أنت جميل !!

 يا قمري !! "

و تمسح ما فاض من دمعي 

فأعانق ظلّ الأمل 

وأطلق اجنحتي 

وقد شاغبت شفاء النّصّ 

عساه يبتسم آبتسامة عينيك

وابتسامتي /



 ،،،،،.ابنةُ النُّورِ.،،،،بقلم الشاعر ،  أحمد صلاح 

 ،،،،،.ابنةُ النُّورِ.،،،،، 

يَا ابنةَ النُّورِ قلبي اليومَ مشغولُ 

مُتَيَّمٌ في هواك ِوهوَ مكبولُ


مُذْ شعَّ نورُكِ في أحداقِ لهفتِهِ 

تباينَ الحسنُ ممزوجٌ ومشمولُ 


أنتِ سعادي الَّتِي زانتْ شمائلُها 

وبانَ طَرفُ حلاهَا وهوَ مكحولُ 


يا خيرَ منْ أشرقتْ فِي الأَرضِ طلعتُهَا 

فَازْدَانَ في قرصِ شمسِ الكونِ تمثيلُ


إنْ جئتُ أمدحُ فيكِ الحُسْنَ سَيِّدَتِي

تنازعَا في مديحي العرضُ والطُّولُ 


والقدُّ والخدُّ والوردُ النَّدِيُّ بهِ

والفرعُ والرِّمشُ والأهدابُ واللَّيلُ


والثَّغرُ والبسمةُ العذراءُ في شفةٍ 

كأنَّ لؤلؤَهَا المنثورَ مصقولُ


والأصلُ والفصلُ إن جازتْ مفاضلتي 

فجدُّهَا في رُبَى الأمجادِ إكليلُ


حوريَّةٌ في جبينِ الدَّهرِ يُبْلِغُهَا 

إلَى سليلاتِ ذاتِ المجدِ مدلولُ


غيداءُ جيداءُ في قلبي محبَّتُهَا 

وفي عيوني لها حضنٌ وتدليلُ 


هيفاءُ شرفاءُ من قومٍ كنايتُهُمْ 

في العارفينَ لهَا قدرٌ وتبجيلُ


حوراءُ خضراءُ كالدِّيباجِ بشرتُهَا 

لَهَا جبينٌ يشعُّ النُّورَ قنديلُ


تمشيْ الهُوَّينَا كما الورقاءِ خطوتُهَا 

قوامُهَا كغصينِ البانِ مجدولُ


رِيْمٌ خجولٌ تَجُرُّ الصَّوْتَ غُنَّتُهَا

كأنَّمَا صوتُهَا المبحوحُ ترتيلُ


مَا فِي النِّسَاءِ بأرضِ الكونِ يشبهُهَا 

وليسَ عنْهَا لقلبِ الصَّبِّ تبديلُ 


أَكْرِمْ بهَا وبطيبِ الأصلِ منبتِهَا 

أكرم بأخلاقِهَا والصِّيْتُ مكفولُ


أحببتُهَا وأنا المنسوبُ فيْ نسبيْ

لخيرةِ القومِ آلِ البيتِ موصولُ 


لنَا المكارم ُوالأخلاقُ نلقفُهَا 

ميراثَ عزٍّ وتاريخٍ لهُ نيلُ


لَا يستويْ منْ بأمرِ اللهِ قامَ ومنْ

أطاعَ أمرَ هواهُ مَالهُ حيلُ


يستنقذُ النفسَ من أهواءِ نكبتِهَا 

لأنَّهُ عنْ نجاةِ النفسِ مسؤولُ

|

أحمد صلاح 

اليمن-صنعاء

٢٠٢٢/٨/٦م


إلى من أفل نجمها واختارت الرحيل بقلم الشاعر محمد علي الفرجاوي

 قبل الرحيل

وحين المساء

سارسم في مقلتيك

وصايا....

كي نلتقي

.قبل الرحيل 

سيندثر القصيد 

الى جزئيات

و بذور امل

وفي غيابك

 تموت

الحروف الغبية

سترحلين

ويبقى الفؤاد 

محنط

يغيب طيفك 

عن كل الليالي

وتصمتين

ربما

 لن تجدي

مثيلي 

ويبقي العشق

باب امنيات

ربما يزين

 طيفك 

  حروف القصيد

واسمك  يكون

اصل النواة

كطفة انت

تريد الوداع

نص

محمد علي الفرجاوي



 ( على أعتاب العقد السابع) بقلم د٠جاسم الطائي

 ( على أعتاب العقد السابع)

يمّمتُ وجهي واعتصرتُ دَواتي

لِتَنزَّ كالينبوعِ قَطْرَ فُراتِ

فتوضَّأتْ منهُ الحروفُ نقيةً

وفضَحتُ ما يَخفى من العَبراتِ

وفتئتُ أشربُ كأسَ منقوعِ الأسى

يا قسوةَ الهذيانِ في السكَراتِ

وقصمْتُ ظهرَ القلبِ حين زجرتُهُ

من للعيونِ تفيضُ بالدعواتِ

من للّذي خَبِرَ المزالقَ كلَّها

ومضى بخطوتِه الى العثَراتِ

فإذا الأنينُ بداخلي رجعُ الصّدى 

وإذا الحنينُ يثورُ في خلواتِي

لِيُمزِّقَ الصمتَ المقيتَ رداؤهُ

فإذا بهذي الروحِ كومُ شَتاتِ

وأنا أشاكسُ بعضَ ما سكنَتْ بها

من ذكرياتٍ هُنّ كالآياتِ

قد خانَني زمَني فصِرتُ زَمانةً

وعلى الزمانِ تَحمُّلُ العقباتِ

فرجعتُ أدراجي أسامرُ خافقي

يهذي بما قد مَرَّ مِن صَبواتِ

تاهَت ظنوني خلفَ مدٍّ أشتهي

خلجاتِهِ والجَزرُ كالمشكاةِ

وأنا أنا وعقاربُ الدنيا تُطا-

- ردُ نفسَها مجنونةَ الحَسراتِ

وأنا وهذا العمرُ والغسقُ الذي 

أبلى بيَ الآمالَ ،طوقَ نجاتي

أزفَ الرحيلُ محمّلاً بمواجعي 

وخطايَ تثقلُ في مدى الآهاتِ 

يا خيبةَ الستّين قَسَّمَكِ الأسى

هي ستةُ الآجالِ تسكنُ ذاتي

في كلِّ عَقدٍ أستفيقُ هنيهةً

فأثورُ كالبارودِ في الميقاتِ

جسداً تشظى والمهالكُ صحوةٌ

لأعودَ ذكرى ترتَمي لسُباتِ

هذي الصحائفُ في خريفِ فصولِها

تبكي على ماضٍ يضمُّ رُفاتي

دوَّنتُ فيها ما يَنوءُ بحملهِ

سِفْرُ الحياةِ لِحرقةِ الكلماتِ 

ورسمتُ فاصلةً ورسمَ تعجُّبٍ

بين الأهلّةِ أسهماً لرُماةِ

يا ركبَ ستٍ من نهاياتي التي 

أبلَت بلَفحِ هَجيرِها قَسماتِي

ما بين فجرٍ والعشيةِ رحلةٌ

مرّتْ كطيفٍ تاهَ في صلواتِي

----------

د٠جاسم الطائي



الـودق ( الجزء الأخير) بقلم الكاتب عبد الكريم احمد الزيدي

 الـودق

( الجزء الأخير)

.........................


لم يكن النهار كما كان بالامس ولا قبله ، لم يكن الصباح كما كنا نراه ، لم تكن الساعات كما عهدنا ، كل شيء ما عاد كما كان ومضى ، هكذا كان اليوم كما مر في أوله على  ( جواد ولهيب) بعد أن نظر كلا للآخر بنظرة أخفت كل الوجع والحسرة وآهات الشرود والخوف ، نعم لم يكن هذا اليوم ليشهد فرقة القلوب وضياع الأرواح وتياه الفكر وحرقة النفس التي غارت بلهيب ظل يسعر بلا انين ويأكل في الاحشاء كما تفعل النار في الهشيم .


تلك كانت سويعات الصباح الأولى حين جهزت ( لهيب) حقائب العودة بعد أن تركت في خاطرها كل احلام اللقاء وحنين دقائق اول نظرة علقت في مخيلتها ساعة ان رأت فيها (جواد) لأول مرة في أعتاب باحة أبواب المسافرين الواصلين في مطار المدينة ، عجبا لتلك الدقائق من الوقت التي مرت به كأنه شريط حلم سجلته مخيلة ( جواد) في طرف آخر وهو ينظر إلى ( لهيب) التي كانت بجانبه في الباص بعد أن شردت منه كل حروف الهجاء وسافرت كما رحلت مخيلته إلى حيث امل ورجاء في قابل الايام لموعد لقاء عسى أن يكون قريبا .


مر الوقت مسرعا باتجاه مطار المدينة والباص الذي حملهما بالامس هو نفسه الذي سيلفظ بهما ثانية إلى حيث يفارق كل منهما الاخر بطريق لا يعرف اتجاهاته الا أنفاس صارت تلفظها ( لهيب) بأسىَ وحرقة وهي تضع برأسها على كتف ( جواد) داخل الباص الذي طار بهما من أجمل احلام اللقاء ليسابق الريح ويمتطي امواج السراب إلى حيث لا رجعة فيه ، وكأن ( لهيب) أرادت ان تخفي وجهها وتغمض عينيها حالمة بتلك الايام التي مرت كطيف في منام ولربما أرادت ان تخطف من ( جواد) بقايا عطر الخلود الذي ظل عالقا بين شهيق وزفير أنفاسها مواسيا لها جرح الفراق .


كان الترقب والخوف والارتباك واضحا في معالمه على ( جواد ) الذي استفزه خبر حاجته إلى باص ثان ينقلهما من جديد إلى المطار الذي يقع خارج  المدينة والذي يتحرك بنظام الوقت الذي صار يحرج حركتهما ولربما لن يصل بهما حسب ما برمج أوقاته  ( جواد ) ونظرات ( لهيب) لا تكاد تفارق تقاسيم وجهه الذي صار يلوح به عنها وكل هذا التخبط والارتباك حتى لايزيد في الكيل وزنا وتظهر في قسمات وجهه الذي علته سحنة من الغضب والتعصب ما يثير قلق ( لهيب) وتوترها .


في المطار كان الناس في زحمة وحركة وكانت وجوه المغادرين مثلها مثل رسوم الشجر على الماء ، فمرة تركد وتستقر ومرة تهيج وتضج وكان هذا ما ألفه ( جواد ) وامتص شيئا من ارتباكه ، وما أجمل وجه ذاك القمر الذي ظل شاخصا أمامه كلما دعته فرصة للنظر إلى ( لهيب) ليبتسم لها قائلا :

الحمد لله.. الحمد لله فلدينا وقتا نستطيع فيه ان نجلس قليلا في اي مكان نجده بين مقاعد الانتظار ، ابتسمت اليه ( لهيب) وهي تمسك بكيس كانت قد جمعت فيه زادا لمثل هذا الحال  وقالت  :

تعال حبيبي.. تعال ولا تضيع علينا هذه اللحظات ودعنا نتزود بما حملته من البيت فكلانا لم يأخذ فطاره كما كنا قد تعودنا ولتكن هذه مائدة الرحمة التي نتقرب بها إلى الله عسى أن يجعل لقائنا التالي افضل حالا واقرب موعدا .


كم كانت جميلة هذه الكلمات وقد احسنت ( لهيب ) التصرف في حينها حتى أخفت كل ملامح التوتر والقلق والارتباك وعاد إلى ( جواد) في لحظة، كل قسمات الأمان والراحة والسلام واستسلما معا لدقائق من الارتياح بعد طول الطريق وعناء النقل والانتظار.


لكن ما يكتب على الجبين لابد أن تراه العين كما يقول المثل، واشارة المغادرة بدأت علاماتها تظهر على شاشات القاعة الداخلية للمسافرين وصار لابد التحرك للبدء باجراءات المغادرة ودفع الحقائب وباقي الخطوات التي تنتهي بانفصال ( لهيب) التي تسبق في مغادرتها وقتا قصيرا عن مغادرة ( جواد ) الذي لم تعد قدميه قادرتين على الحركة ، كانت هذه اللحظات ربما هي الأشد عليهما ولكن لا محالة من المحاولة ثانية وقد ازفت لحظات الوداع ، لم يكن ( جواد) قادرا على معالجة مثل هكذا موقف وعمد إلى حركة أراد بها ان يختبر صبر ( لهيب) ويطمئن على مغادرتها بسلام  قائلا :

ساتركك قليلا هنا ولازال لديك متسعا من الوقت ريثما اذهب لانهاء إجراءات سفري ودفع حقيبتي وسأعود إليك سريعا فلا تقلقي واطمئني ،  كان هذا الحوار بينهما وهي تمسك بيديه وندى الدموع التي صارت تنهمر على خديها بصمت وانين يفجر في ( جواد) كل محاولاته للصمود والتظاهر برباطة الجأش والرجولة التي تحتم عليه مثل هذا التصرف في مثل هذه المواقف ، احس بارتعاش يديها التي ظلت ممسكة به وهو يردد لها بأني عائد إليك من جديد .


في تيهٍ ظلت ( لهيب) وتجمدت كل أطرافها ، واقفة شاخصة بعينيها إلى حيث كان مرور ( جواد) من أمامها ، هي تنظر إلى ما لا ترى منه غير شخوص متحركة وضجيج حركة المسافرين الذين كانت رحلتها معهم وأصوات لا تفقه من معانيها الا تلك الكلمات التي غفت ساكنة في خيالها وخطوات ( جواد ) الذي تركها قبل قليل في عالم لا تعرف فيه ولا عنه معنىً ولا دليل لها إلا ما تبقى من عطر يديه التي ظلت ممسكة بها لا تريد لها الأفلات ، لكنها بشرودها هذا احسّت بيدي ( جواد) يحتضن ذراعيها يعاود التعلق بها يشد عليها وكأنه يريد اعتصارها شوقا ولهفة ممزوجة بمعاني الألم والوجع والحسرة، كانت لحظات بل ربما دقائق غاب كلا منهما في دوامة تحاكي خاطره وتبدد الضباب الذي اسدل بحرقته على أرواح ما عرفت من اللقاء هذا إلا معاني الوداع ، انها فعلا دهرا من التيه والضياع وعمرا راح يغادر بلا استأذان إلى حيث لا يعرف وجهته ، أراد ( جواد) برجعته هذه ان يترك قبلة توهجت بنيران الشوق واللهفة وان يهمس في اذن ( لهيب) ان لنا لقاء يتجدد عن قريب..


....................................................


عبد الكريم احمد الزيدي

العراق /بغداد



 مدينة العشق بقلم الكاتبة لطيفة الشامخي_ تونس

 مدينة العشق


قل لي..أحبكِ

أيها الجوَّال في مدار الحروف

قلها بكل فخامة الحرف

و جلال الكلمة

قل أحبكِ

فأنا أعشق ترنيمة الحرف

و رنين خلاخيل الكلمات


قل أحبكِ

لتشرق الشمس بصدري

يستدير بعيني القمر

و يهطل المطر من رموش القصيد 

مازال لي في ظلمة الصدر قلب

يطرب لعزف الكلمات

و ينتشي من تغريدات الحبر على البياض


فاجمع كلمات العشق من كل الأزمنة

و حمّلها قافلة تحط على حدود فؤادي

أو سفنا تجوب البحار و ترسو على ضفافي

فأنا أنتظر أن أتعمَّد بالعشق

أعتكف في صومعته أربعين ليلة

أنقش على صدري بالوشم قواعده الأربعين

و أتلو في محرابه صلواتي


قل لي أحبكِ

و لو مرة واحدة

فأنا في انتظار تصريحكَ

لأدخل مدينة العشق

حافية

أنتعل لهفتي

أتعطّر بالشوق

و ألبس ثوبي المطرَّز بالكلمات.


بقلمي: لطيفة الشامخي_ تونس


الثلاثاء، 6 سبتمبر 2022

 نسج السجاد: حرفة شاهدة على حضارة الإنسان الأذربيجاني بقلم: عبد الحميد الكبي

 نسج السجاد: حرفة شاهدة على حضارة الإنسان الأذربيجاني

بقلم: عبد الحميد الكبي

 كاتب يمني مهتم بالشأن الأذربيجاني 


تتميز أذربيجان عبر مئات السنين بفنون إبداعية، من مزيج رائع من الأساليب المتنوعة التي تعكس التحولات الثقافية، والاتجاهات المُتغيّرة التي عَاصَرها الإنسان الأذربيجاني المُبدع بتلاحق العصور على أرض أذربيجان التاريخية.


لذلك، أصبحت أذربيجان المصدر المُلهم والمقصد المُفَضّل للمتابعين والزوار والسياح، للإطلاع على الفنون الأذربيجانية، إذ تتميز أذربيجان بأشكال كثيرة من الفنون التقليدية، واحدة منها نسج السجاد الذي يُعد الرمز لأذربيجان والشعب الأذري وثقافتة على مدار التاريخ، إذ ظهرت حرفة السجاد في أذربيجان منذ قديم الزمان، ولهذا هي تُعتبر صناعة تقليدية عائلية تتوارثها أجيال الأذربيجانيين جيلًا بعد جيل، ويكتسبون في إبداعاتهم فيها مهارات متجددة، تعكس واقع وأماني الشعب الأذربيجاني، ذلك انها تمثل الجزء البارز من الفنون والثقافة الأذربيجانية منذ آلاف السنين. ولهذا، فقد تم إدارج السجاد الأذري في قائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية، في عام 2010م.


تتنوع أشكال وألوان السجاد الأذربيجاني التقليدي الذي يتميز بالنسيج الكثيف، انسجامًا مع تقاليد المناطق الأذربيجانية المختلفة التي يُمارس فيها فن النسيج، فلكل منطقة أذربيجانية طابعها الخاص في صناعتها للسجاد الذي يَشتهر بتنوّع التركيبات والألوان الزاهية والزخارف.


في العاصمة باكو تم إنشاء متحف صُمِّم على شكل سجادة ملفوفة، وهو يُعد أول متحف متخصص في دارسة وحماية السجاد القديم لأذربيجان، ويحتوي على قطع سجاد نادرة وتصاميم متميزة، كما وهو يُعتبر أول متحف للسجاد في العالم، حيث يتم عرض السجاد الفاخر بالذات أمام الزوار المحليين والسياح، ويُحتفظ بالقطع الحساسة منه في غرف معزولة حراريًا لحمايتها من التلف وتقلبات الدهور.


يُعتبر هذا المتحف مركزًا بحثيًا وثقافيًا وتدريبيًا نادرًا في طبيعته وأهدافه الثقافية ومراميه الحضارية، إذ تقام فيه فعاليات المعارض والندوات الدولية، فغدا إذ ذاك منذ تشييده مَعلمًا تاريخيًا في العاصمة باكو، يجذب السياح الأجانب والزوار المحليين، للاطلاع على جماليات الفن الأذري المُبهرة، والتي تروي قصصًا غنّاء من ثقافة الشعب الأذربيجاني. وبالتالي، يتم الحفاظ عليها عبر الأزمان كإرث تراثي قومي – عالمي.


ولا يُمكن ان تكتمل هذه المقالة دون أن نوجه الشكر لحكومة ودولة أذربيجان لحمايتها هذا الإرث التاريخي للأجيال الوطنية والأممية، إذ أنها تولي إهتمامًا كبيرًا لهذه الحِرفة، ولهذا تم تأسيس سبع مدارس رئيسية تختص بنسج السجاد، لكل منها أنماطها المختلفة والمميزة.


مبروك لأذربيجان الرئيس والدولة والشعب لروحيتهم الموحَّدة في العمل لحماية وصيانة التراث الاذربيجاني بأشكال متعدّدة، ليس النسج والسجاد سوى واحدة منها، وبهذا يكونون مِثالًا يُحتذى عالميًا للحفاظ على التراث القومي – العالمي وتمجيده بتلاحق الأجيال، ما يُتيح للعَالمَين الحالي والمقبل الاطلاع على هذا الفن ومعانيه الحضرنية الراقية، والتمتع بجمالياته، ونشره بين الأمم كرسالة إنسانية سامية.



قلب ال بغاك كلمات هالة العويني 

 مساء النور هذي قصيدتي الجديدة انشاء الله تعجبكم 🌹🌹🌹


قلب ال بغاك سنين شعلت نارا 

انشد عليه وشوف شنهي اخبارا


انت ريدي

انت مقاصد مقصدي و قصيدي

طعم العسل والشهد ذقته بيدي

لقيتك عسل معصور في بلارا

وسعات كيف نضيق بتناهيدي

لحن السعاده تعزفلي اوتارا


يامضنوني

قول رنت الجوال توصل هوني

ويدق قلبي لاسمعته يصوني

دقان منهي عاشقه محتاره

نهديك قلبي وفص ميم عيوني

وباقي البدن الكل موش خصاره


 ضقت عسل 

انتي ليتربط فرحتي وتحل 

اذا بعد زولك عالعموم نمل 

ونحس عمري بلاش بيك خسارا 

وقت اللي تقرب يا عزيز  اطل 

تشعل شموع الفرح تضوي اوكارا

🌹🌹🌹🌹🌹


 شموع هنايا 

وتبري لوايع ساكنا فاحشايا 

انتا همومي وراحتي وزهايا 

زي القمر في سماي درت شرارا

انتا لي تمسح دمعتي فبكايا 

تمنيت كن حذاك نسكن جارا


كلمات هالة العويني 





 قالت كن لي" دانيال " بقلم الأستاذة سهام الشريف

 قالت كن لي" دانيال "

يستهويك لون فستاني.

تقتفي خطواتي تبحث عن لحن الخلود 

اكون لك 'اانا '

ازرع الورد على سفوح الجبال

 تقطفه انت بنظرانك 

تصتع تاج الحنين يدثرني يوم البرد.

 قال :كن  لي  ليلي  تلملم اصابعها النار

 تصنع فانوس الوجد في تلاتيل  النهار 

قالت كن لي جورج عن عرشه  تنازل 

لتكون ولس سيدة كل الأمصار 

 يبوح لفنجانها ببعض الأسرار                         رشفة و حب في تلكم الشرفة  في شقة باريسة 

 جميلة هي قصص الحب الناصح في كتاب الحياة

 العصافير تختبي لكي  تموت 

و غدا تشرق الشمس 

و نذهب سويا الي البحر 

نبحث عن العجوز و الحوت. 

ولمن تدق الاجراس 

 تعلن ميلاد الوجد بيننا و يتحول الملك العاشق الي المريض الانقليزي 

يصرخ وداعا للحرب 

و وداعا للحب.   

 انا لا حب ان اكون ديدمونة 

و لا أريدك أن تلبس ثوب 

اوثولو 

فقط كن جناح نسر لا يمل السفر 

فقط كن و استكن لعه الحب زمن الوباء. @سهام الشريف 5سبتمبر2022



 ولأنك أنت بقلم ربيعة الرحالي رونارد

 ولأنك أنت

ولأن القمر أفل من نورك

ولأن الشمس غابت حين أشرقت

ولأنني بنيت لك قصرا في قلبي

ما عاد اتسع لحب غيرك

ولانك أنت

شموع ليل وحدتي

أغنية بلحنها أطربتني

جنوني وهدياني

حتى هلوسة في منامي

لأنك أنت

من أطالت بحبها عمري

أزهرت مشيبي في رأسي

فتغنيت لك من كل قلبي

كل عام وانت حبيبتي

ولأنك أجمل من النجوم

ولأنك أبهى من القمر

ولأنك دنيا المجر

صحوتي من نشوتي

يا نبيد العمر

يا آخر العمر

يا كل العمر

وبعد العمر عمر

ولأنك أنت

تهون كل الصعاب إن كان آخرها عيناك

أحبك

مامينا

بقلمي: ربيعة الرحالي رونارد



حين تكتب القصيدة بوح الشاعر التونسي القدير جلال باباي.. بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 القصيدة..تكتب شاعرها"


حين تكتب القصيدة بوح الشاعر التونسي القدير جلال باباي..


( أرادت المواجع أن تنخره وتقعده..فتحداها بالقصيدة المزلزلة..المخترقة لسجوف الصمت والرداءة..)


قد لا يحيد القول عاجادة الصواب إذا قلت أن الشاعر المبدع -في تقديري-هو الذي يبرع في عزف الحروف على نبض شعور قارئه ويجعل من هذه الحروف أجمل وأعذب الألحان وبالتالي يوفر له المتعة الجمالية،والذي يأتي بصيغ شعرية مستحدثة وغير مستعارة من هنا وهناك،وهي الذي يعتمد على الرمز والتكثيف،ويعتمد في لغته وصوره على معانٍ واضحة.

أما بخصوص القصيدة الرديئة فهي تفتقر إلى المقومات الشعرية، إذ لا تعبر عن تجربة ولا تمتلك الحس الفني الذي يزودها بالدفء والحرارة. فالشعر هو نتيجة موهبة في الأول والأخير إلى جانب اللغة والوزن والقافية والخيال والاطلاع،وهي كلها أدوات تمكن الشاعر من اختيار وكتابة الأفكار والعبارات بأسلوب سلس؛وتحويل مرارة العدم والوجَع إلى سعادة،والألم إلى مكرمة.ومن هنا، فسمة الشعراء المبدعين المؤثرين تتمثل في قوة حضور نصوصهم بلغتها المتفرّدة،وبكونها مُلهمة وتغري المتلقي بحفظها والاستشهاد بها،وقدرتها على التأثير في تجارب الشعراء الآخرين. أيضاً تتمثل قوة نصوصهم في الأصالة التي هي الابتكار والإضافة، والحس الإبداعيّ.

وهنا أضيف : هناك الكثير من القصائد الجميلة التي تركت بصمتها في الساحة الشعرية، وحازت على رضا وإعجاب المتذوقين والمحبين للشّعر.ويرجع جمالها إلى ما تحتويه من أفكار راقية،وما تمثله من القيم الأصيلة والهوية العربية..وهذه القصائد الجميلة تتميز بالكلمة الجزلة والبوح الصادق والإحساس الرقيق والأسلوب المشوّق.

وهذا ما أبدع فيه..الشاعر التونسي القدير جلال باباي..

تحية مني إليك يا جلال..من خلف شغاف القلب


محمد المحسن




زفرة بقلم الكاتبة فاطمة بوعزيز

 زفرة


لا حزن يحلو

من دون بكاء 

ولا ساق تخطو

بنصف حذاء

بين مُفترق الأشياء

نئد أثمن ما عندنا

وحين يفقدنا الفقد

نسير بدرب

على غير هُدى

كلّ الكون خلق ليحيا

فقط من بُعِثتُ

لأحيا الفناء ...


فاطمة بوعزيز

           تونس



 خاطرة ..الأديب. حمدان حمّودة الوصيّف. تونس

 خاطرة ... حمدان حمّودة الوصيّف. تونس

أَخْـفِـي عَيْـنَـيْكِ بِـنَـظَّـارةْ

يَا فِتْـنَةَ قَلـْبِي الـمُخْـتَـارةْ

في القَـلْـبِ تَسبَّبَ سِحْرُهُمَا

وَيْـحِي، فِـي أَلْــفَـيْ غَــارَةْ

رِفْـقًــا بِـفُـــؤَادٍ ذِي وَ مِـقٍ

أَشْـعَــلْـتِ لَـهِيـبَـهُ وأُوَارَهْ

فَأَرَاهُ يُـغَـنِّي فـي شَـجَــن

في كُلِّ مَكَـانٍ أَشْعَـارَهْ.



 السّاعة الآن  بقلم الكاتبة بقلم هاجر العوري.

 السّاعة الآن 

تمام السّفر وأربعون شوقا

على حافّة الصّمت أمشي مدثّرة القدمين 

حافية من شي ما 

السّاعة الآن

 أنت في تمام الضّياء تشرقين كحب ََالعذارى 

بيني وبينك قسم السّماء والطارق 

و ألف عهد وأربعون قلبا

ووعد باللقاء 

الساعة الآن 

  أنا.. أنام في يدي من فرط تعبي

والكلام مسافر كالغياب 

وصوتك عصفور تيّم قلبي بالغناء

أنا... محكومة بمزاح السّماء 

تطوّح بي مراجيح البعيد 

بين لقاء كالحميم ورحيل رجيم 

الساعة الآن 

تمام الأمّ  وأربعون دمعة


سلاما إليها 

بقلم هاجر العوري.


 "طفحت الصبر" بقلم الشاعر الدكتور: ماهر حنا حدّاد

 "طفحت الصبر"


عـزفتك والحروف على جبيني    

بـقـلب لــم يــزل فـيـه حـنـيني


أراك كزهـرة فـي الـسهل تـسمو     

بــزيــتـون يــجــاورهـا وتــيــن


أحـــن لـقـريـتي حــبـا وشــوقـا     

بـعـشق قـد تـرعرع فـي يـقيني


أسـطّر مـن قـوافي الشعر بوحا     

بــقـافـيـة كــعــطـر الـيـاسـمـين


دخـلت الـدار أبـحث عـن جـدار     

أفتش عن صدى العشق الدفين


تـنـفـست الـنـسـيم لـعـل عـطـرا     

بــزهـرك صــار بـالـعطر الـثـمين


نـظرت الـدار فـي الـعلياء تـزهو     

طـرقت الـباب فارتجفت يميني


فــجـاء صـــداي مـرتـدا حـزيـنا     

لـمن يـا زهـرتي أشـكو حنيني؟


جـراحي فـي المدى نيران بعث    

وفي وسط اللهيب صدى أنيني


***                                           

سـلكت الـبيد فـي ركبي وحيدا     

وقـد نـفضت غـبارا فـي جبيني


وجــاء الـلـيل يـغـمرني ظـلامـا    

ونـــاء بـكـلـكل أوهـــى مـتـيني


أعــد مــن الـدقـائق مــا أمــدّت     

كــأن الـشـهر يـمـضي كـالـسنين


كــــأن الـبـحـر يـغـمـرني بــمـاء     

وتــحـت الـمـاء أرنــو كـالـرهين


وبـــت أراك فـــي لـيـلي ضـبـابا     

وذاب الشوق في مائي وطيني


أنــا فـي الـبيد أحـلامي سـراب     

عـواصـف رمـلـها تـأسـو رنـيني


تـعـالي زهــرة الـدحنون سـهلي     

أزيـحي الـهمّ عـن قلبي الحزين


أزيـلي الـرمل عن دربي لأمشي     

بـمـسلكها عـلـى الـحـق الـمـبين


أنــا طـفـل أعــود بـرغـم عـمري     

أنـــا بـالـعـشق ابـقـى بـالـهجين


نـزفـت الآه فــي صـمـت كـئيب     

فـــأودى نـزفـها صـبـرا مـعـيني


طفحت الصبر حتى بات صبري     

كـصـبـر شــائـك يـبـدو جـبـيني

،،،،،،،،،،،،،


مع

تحيات

عاشق النوّار

الشاعر الدكتور: ماهر حنا حدّاد