الخميس، 25 أغسطس 2022

 ورشة نصر سامي للقصة القصيرة (علبة الأدوات) اليوم 3 تغطية الأستاذ فاروق بن حورية

 ورشة نصر سامي للقصة القصيرة (علبة الأدوات) اليوم 3

الدورة الثالثة للعام الثالث على التوالي 

رواق ريدار منزل تميم



















































 ها أنا ذا(..)  بقلم الشاعر رشيد بن حميدة-تونس 

 ها أنا ذا(..) 


********************

ها أنا ذا لوحدي هنا

على رصيف الضّياء

أجالس

روحي

الهائمة..

تتقاذفني أمواج

اللّامعنى

والضّجر

والحيرة.. 

كأوراق الخريف

أفكاري

صفراء

مبعثرة..

ومشاعري بوشاح 

من عتمة

تدثّرت

غائمة..

ها أنا ذا هنا وهناك

أجالس ظلّي

أراقص

السّراب

وتراقصني 

نظراتي

الزّائغة.. 

أمشي مع حرفي المجنون

يسافر بي 

أنّى يشاء

تستهويه

الدّروب

الحالمة..

مهما تهت إلى اللّه

عَودي

به أستنير

في الأوقات 

الحالكة... 


*********************

رشيد بن حميدة-تونس 

في25-8-2022

..


الأنثى  بقلم الشاعر حامد الشاعر

 الأنثى

 هي جنة الرجل و من الضروري بمكان أن تكون بحلة بهية و طلة شهية و بطعم لذيذ جدا  كطعم الشهد و  العسل و بنكهات متعددة كنكهة الكراميل  و بنشوة كخمرة معتقة من الزمن الجميل و أن تفوق الربيع في اخضراره  و ازدهاره و رونقه و بهائه و لابد أن تكون بمنتهى الرقة و الدلال و الجمال و بعطر رومانسي فواح و بعقل كبير و شكل جميل و أصل أصيل و طبع نبيل  و ينبغي لها أن تتباهى بحسنها الآسر و الساحر و أن تطرب كل الآذان بسحر كلامي أخاذ و أن يكون جسدها ناعما على الدوام و روحها عنوانا للجمال و في طهر و عفاف و كفاف دائم أبدي و سرمدي و أيضا يجب أن تكون مبتدى الحب و منتهاه و أن تحرك بالرقص و الشدو و الغناء و الطرب شهوة القلب و أحاسيسه و هي باختصار نعيم الله الذي يزدهي كل حين و لا ينتهي و من دونه الحياة جحيم لا يطاق فكوني سيدتي الجميلة و الحسناء امرأة بكامل الأنوثة و بأحلى الألطاف و الأوصاف

 بقلم الشاعر حامد الشاعر


قراءة لسانية دلالية في قصيدة "انتظرتك ولم تأت" لللشاعر والسينمائي "حبيب بن مبارك" بقلم الأديبة حبيبة محرزي

قراءة لسانية دلالية في قصيدة "انتظرتك ولم تأت" لللشاعر والسينمائي "حبيب بن مبارك"

 وحدة واغتراب ام وجع تحت نير الغياب؟

قصيدة نثر قامت على الصراع بين النّقص وسدّ النّقص..بين الانتظار والغياب وما بينهما من معاناة ووجع ومكابدة..

عتبة العنوان اختزلت كلً القصيدة بالحضور والغياب .عنوان ورد نصا تامً الاركان باسلوب خبريّ مثبت بفاعل هو المتكلم الشاعر ومفعول به ضمير نصب خاطب "ك" مع استئناف لجملة خبرية منفية، مثّل النفي الباتّ فيها النقص الذي منه الشكوى والاسى. اي الغياب . فالقصيدة رسالة بعدية لحدث سابق .اذن هي نتيجة لحدث قادح "لم تات" جزم ونفي يثبت الجرم على المخاطبة.

القصيدة انبنت على مفارقة موجعة .زادها وجعا التاكيد على الزمان "الليل" صار الحاضنة المثلى والذي اعطى اشارة الانطلاق للتوجس :

أغشى الليل .اي بدا يحط فمفعول الزمان والظلمة هو الذي نبش المخاوف من" الغياب"

وأخشى أن لا تأتي...خشية وتخوف مشروع لان الشاعر سيمدد الزمن ويجعل محطاته المتغاقبة "

انتظرتك وقت السحر..الى هذا الحد المنتظرة هي الحبيبة الغائبة التي لا تاتي.

لكن المخاطبة ستعوض بطلوع القمر .يصير منتظرا وكانه في نفس مرتبة الحبيبة والانزياح في هذه الصورة تحدد ضمنيا كان الحبيبة صنو للقمر ، حضورها كحضوره بل قد يتزامن معها.

 المكان مقدر مفتوح يستشفه القارئ .فمتظر القمر حدث منفرد ليتجاوز الشاعر الجزء الى الكل "نيسان ".الغياب تجاوز الليلة الى الليالي استفهام انكاري .الطبيعة اكثر وفاء تحضر بانتظام لكن الغياب "أنت" عشوائي اخبار وتاكيد على النفي 

التكرار"انتظرتك "تعمد للتاكيد والاصرار على كم المعاناة والوجع الذي صور الخدث المتكرر ..انتظرتك في "محطة الذكريات"م اضافي المضاف فيه محطة اسم مكان يرتبط ارتباطا وثيقا بالانتظار والغياب لكن اضافتها الى" الذكريات", انزياح يستحضر الماضي. "وفي بهو الحنين" ضيق الحاضر والشعور بالاغتراب اضاء الماضي واكسبه اتساعا وانطلاقا وانفتاخا للحنين بهو لكن في الماضي الجميل ليحضر الزمن المحدد "

حين كنا نلتقي..حين ظرف حدد انقضاء كينونة حدث صيغة فعله مضارع استمر في الزمن الماضي "نلتقي" ديمومة زمن الوصال في الماضي.

واللقاء كانت له طقوس وتقديسات "شموع. وآلهة الحب وترانيل الكونيات" قداسة وسمو وخشوع في تناص مع ابي القاسم الشابي "صلوات في هيكل الحبّ"

لكن الاستئناف بجملة منفية "لم تات " اثبات وضبط حالة مستجدة وليدة زمن الحاضر المثلوم المنقوص . ليحصر للشاعر كل معاناته وانتظاره وهيبته ووحدته في "السراب" هو النظر والانتظار والعطش وانعدام الماء. وما حضور الحمام رمز السلام وتبادل الرسائل بين العاشقين والذي تغنى به الشعراء قديما وخديثا "لم يقل شيئا" انزياح وتشخيص للحمام بنفي القول عنه كناية عن "الغياب" غياب الوصل 

....حتى صار صوتي..حتى تفيد انتهاء الغاية الزمانية اي نقطة الوصول تحول "صار" ليتجانس الصوت مع الضجيج والزحام والضباب والصداع .تبعات النقص وغياب الحبيبة والذكريات اغرقت الشاعر في ضوضاء وصخب بدل الهدوؤ وانتظار القمر والشموع .

ليرخل الليل الحاضن للغياب ليكون المآل والقرار الحاضر الحدث المستمر المفروض فرضا:

"ها انا اغفو .. ليصير للنسيان هضابا وللامل مواقد .

لكن لا صدق ولا قرار ولا نسيان مادام ""غطائي صورة لايام مرّت" ليكون سقف الاماني والمنى و"ادماني " هي القفلة التي عصفت بكل قرارات النسيان والهجر لتصير الحبيبة ادمانا لن يبرأ ولن يتوقف ليبدا العد من جديد في ليلة اخرى قادمة لاحقة بانتظار وشكوى النقص ولوعة الغياب .

قصيدة كتبت بصدق عفوي وبوجع وجداني يطفو خد انتظار القمر ويخبو حد اتخاذ الغطاء من الذكريات.

حبيبة المحرزي 

تونس


إنتظرتك ولم تأت


أغشى الليل وأخشى أن لا تأتي...

إنتظرتك وقت السحر 

إنتظرت طلوع القمر 

فكيف لنيسان أن يأتي 

وأنت لم تأت..

إنتظرتك في محطة الذكريات 

وفي بهو الحنين

 إنتظرتك حين كنا نلتقي

 على شموع المنسيات..

 وٱلهة الحب..وتراتيل الكونيات..

 ولم تأت


كل الذي مر هذه الليلة لا شيء..

لا شيء غير السراب

وسرب من الحمام لم يقل شيئا..

إنتظرتك حتى صار صوتي 

ضجيجا في زحام الضباب 

وصداعا في سماء الغياب

رحل الليل ولم تأت

وها أنا أغفو على هضاب النسيان

ومواقد الأمل

وغطائي صورة لأيام مرت

وسقف الأماني وبالمنى أنت إدماني

  

                                 حبيب بن مبارك




 لله در الحب يرمي مهجتي بقلم د. زهيرة بن عيشاوية 

 لله در الحب يرمي مهجتي

في النار طوعا كيف لي أن أتبعَهْ ؟


و يزج قلبي في الحريق يقول لي 

صبرا جميلا كيف لي أن أسمعَهْ ؟ 


أما الحبيب فجفن قلبه نائم

والنوم يهجر مقلتي ما أبرعَهْ


وقع الفؤاد بفخ حب ظالم

بِشِراكِ حبٍّ ظالمٍ ما أوقعَهْ ؟


الليل سجن مظلم من دونه 

ليل ثقيل معتم ما أفظعَهْ 


نزَعَت نجومُ الليل نورَ بريقها

والبدر غاب عن الليالي الموجعَهْ


د. زهيرة بن عيشاوية 

                                        Zouhaira Ben Aichaouia



 ولي قصائد من لُّبَ الفؤاد   .بقلمالشاعرة. هدى الشرجبي.

 ولي قصائد من لُّبَ الفؤاد  

كأنها التوليب في ربيعه .....

والوانه كالسحر ....

 معانقا نبضه ..

      ينادي حنانه ..

ويوقظ حنينه....

       يا عشق العمر ...

والهيام ....

الذي زلزلز في أعماقي 

      صمت ونبع  الكلام .

تعال لفصول  الحب . 

        واروي من الشهد 

 سنوات عجاف

          أرهقت وتينه ..

              لملم  الوجد...

 والجم الشوق ..

    فقد ضج صبره . 

             وفاق  أنينه...

.. هدى الشرجبي.

𝓐𝓛 𝓗𝓤𝓓𝓐



عصف ذهني  بقلم "نعيمة نوار

عصف ذهني 

بقيت  اليوم في  داري

ضباب يغمر الارجاء

أردت سبر اغواري

وبحث عن إجابات

  تضاهي  بوح اشعاري 

ورفض للهوى ودمي

  يضخ رغبة حمقاء

لم تعشق سوى سالي

  وشوق ليس يستشعر

من البائع من الشاري

لجأت لليلة  ظلماء

  ابث إليها أوزأرى

 فهل تمعن لي الإصغاء

 ام تعبث باوتاري

قلت لها اغيثيني

وان ضقت فضميني

فإني تهت في الأضواء

وما عادت لتغريني

عيون ترصد الأخطاء

تحاصرني وتضنيني

خلى ذهني من الأهواء

واغراض الملاعين

لماذا أناشد الارضاء

لمن قربه يؤذيني

لإن شحت عطاياه 

فستر الرب يكفيني

بقلمي "نعيمة نوار



 سلاح العزّ~~~ بقلم عبدالحليم التميمي

 سلاح العزّ~~~

لابالسلاح تنال العزّ في الأمم

ولا ببرج غدا كالوحش في القمم

ولا بعضد كيانا بات منهزما

ولا بوضع ذوات الرأي في الظلم

العزّ يأتي من الأبناء في بلد

سلاحها قلم قد فاض بالقيم

ينال أسمى الأماني كل ذي قلم

لأنّ حامله أعلى من الهرم

يخطّ حرفا يضجّ الكون مرتعشا

كم دولة سقطت في جرّة القلم

فيا شباب الدنا في كل زاوية

لا تتركوه بلا بريٍ على الأكم

يصبّ دمعته السوداء في ضجرٍ

وحبره طافح بالجود والكرم

بل صاحبوه بلا غلٍ ولا حسدٍ

دعوه يدوي كتيّارٍ من الحمم

فكم عرفت شبابا شابهم وهن

حين استعاضوا عن الأقلام بالكلم

خط اليراع له فضلٌ ومعجزةٌ

فاقصد إليه كظمآنٍ إلى الشبم **

واكتب على السطر ما تهوى سيذكره

اهل البيان كذكر الله في الحرم

~~~~~~~~~~~~~~~~~~

الشبم**/الماء البارد

عبدالحليم التميمي آب 2022

العراق

~~~~~~~~~~~~~~~~~~

 القصيدة عند الشاعر التونسي الكبير طاهر مشي عمليّة استشهاد على الورق بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 القصيدة عند الشاعر التونسي الكبير طاهر مشي عمليّة استشهاد على الورق


 قد لا يحيد القول عن جادة الصواب إذا قلت أنّ القصيدة عند الشاعر التونسي الكبير طاهر مشي عمليّة استشهاد على الورق،فهذا الشاعر-دون مجاملة ولا محاباة-يقف -كرجل سلطة- بحكم قدرته على الوصول إلى الجماهير والإمساك بنبض الشارع،بلغة تتغلغل في فقر الفقير، وتتجول على عربة البائع المتجول،وتجعل نفسها في موضع آخر وردة تعبق بعطر الجمال على رموش حسناء،فالشاعر التونسي د-طاهر مشي يرفض في كل الأحوال قصيدة مثل قصيدة زهير بن أبي سلمى،القصيدة التي تعيش نصف عمرها مرتجفة الكلمات في خيمة وتخاف ساعة الخروج إلى الناس.

وهنا أقول : هناك قراءات متعددة للنص الإبداعي،ولكن حين يتعلق الأمر بشاعر له قامة شاعرنا القدير د-طاهر مشي فإن قراءته تشكل تحدياً للقارئ والناقد معاً.

وأنا من المؤمنين أن لكل نص خصوصية،تفرض على القارئ رؤيته ومنهجه الخاص في التعامل معه.واعترف أن قراءة جل قصائد طاهر مشي فرضت عليّ نوعاً من الحصار لم أستطع منه الفكاك،كان ما سيطر علي هو رؤية الشاعر للعمل الإبداعي من حيث عملية الخلق،واللغة والصورة والتجربة.ولعلي أجد دور الناقد لا يبتعد كثيراً عن رؤية والاس مارتن الذي يقول :

(فمسؤولية الناقد،هي اكتشاف أو خلق منظومة من العناصر ضمن ثقافة عصره بحيث تجعل الأدب مفهوماً.وكثيراً ما يتحتم عليه خلق البناء الضروري الذي يتم بوساطته تعليل الفوضوية “الطبيعة” للأدب،غير أنه على العكس من الكاتب التخيلي ،فهو يعمل ضمن حدود أنظمة من الكوابح الموضوعة من قبل ثقافته وغرض نشاطه.

فهو لذلك أشبه ما يكون بعامل متجول بين شتى الحرف ،حيث يعمد ببراعة إلى تطويع مجموعة متنافرة من الأشياء لحل مشكلة عملية .(ما هو النقد – والاس مارتن: مقالة ويليم ستانلي ميروين ص 90-91)

والسؤال الذي ينبت على حواشي الواقع : هل يمكننا الدخول إلى فهم رؤية الشاعر من خلال شعره ؟ بنفس الطريقة التي يمكننا بها معرفة شخصيته من خلال شعره.

يقول ستيفن سبندر: “ولكن الشعر مسألة أخرى؛ فشخصية الشاعر هي شعره. إننا نعرف الرجل عن طريق شعره أكثر مما نعرفه عن طريق دقائق تاريخ حياته، بل إن ما يجذبنا إلى قراءة سير الشعراء والفنانين هو أننا نعرف ماذا كانوا من خلال إنتاجهم وما لم يكونوه عن طريق وقوفنا على دقائق حياتهم”. (الحياة والشاعر : ص. 65

في هذا السياق،يؤكّد الشاعر التونسي طاهر مشي أن الحياةَ داخل القصيدة غير الحياة التي يعرفها الآخرون،فالقصيدة لدى-هذا الشاعر-حياة جديدة تتعانق فيها رعشات الإحساس ونبضات القلب ونتاج العقل،وقد جسّد في بعض قصائده التي اطلعت عليها من زاوية نقدية،فكرة الزمان والإنسان وعلاقة الإنسان بالأزمنة وامتداد الهاجس المرافق للحس الإنساني،ليرسم لنا لوحات شعرية خلابة تترجم معالم الحياة في قلب وفكر الإنسان لحظة بلحظة.

وإذن؟

إنها إكراهات القصيدة إذا-نراها-،تمارس سطوتها على وجدان الشاعر،لم يعد للوعي مكان لأن اللاوعي استحوذ على أمكنة النزيف والبوح،إلهام كالسيل الجارف يحمل إلينا عبق الذات المنصهرة في صفحات الزمن،يحمل إلينا عبير فسيفساء فكرية رائعة..

تفننت قريحة الشاعر طاهر مشي في رسم قصائده الشعرية لتصير غواية البحث عن أسئلته الرابضة خلف دلالات-القصيدة-هاجسا جميلا يطارده في كل لحظة،لأنه اختار القصيدة منفى له يفر إليها من واقع مؤلم باحثا عن فوضى جديدة ولكنها أجمل من عالمه الخارجي،وألذ فراش ينام عليه ساعة الإمتزاج بالقصيدة والسفر إلى عوالم الحس الفلسفي بسريالية جميلة دون سابق إنذار.

هكذا يسافر الشاعر التونسي القدير طاهر مشي داخل ذاته ليعيش غربة أنيقة مع خلجات الذات وزخات الفكر متطلعا إلى غذ أفضل في مأمله وأمنيته.

ختاما أقول : صحيح ان طقس الكتابة،يشبه موعدا مع الغياب،قد يأتي وقد لا يأتي .قد يجيء ولا يأتي ،ولكن المبدع المجتهد ،بعد كل خطوة ناجحة،مضطر لمتابعة التقدم في الكتابة، لتحصين خطواته السابقة،وتطوير حضوره .فبعد النجاح،لا يعود التوقف الإرادي ،مُباحا ولا يجوز.

ولكن..قصائد طاهر مشي التي أبهرتني هي قصائد جماليّة(وهذا الرأي يخصني) ترتسم رؤيتها بهندسة نسقية متفاعلة الخطوط، والألوان،والإيحاءات،والظلال اللونيَّة،والإيقاعات الداخليَّة؛إذْ تتفاعل الشذرات التصويريّة فيما بينها بأنساق مؤتلفة تؤكد فنيّة القصيدة،وتنظيمها النسقي الفاعل لديه في إضفاء طابع جمالي منسق على اللوحة المشهديّة ككل،كما لو أنَّها مرسومة بريشة فنية دقيقة ترصد الأبعاد والمشاهد والرؤى بدقة متناهية للمتلقي.

وها أنا..أرفع قبعتي-بتواضع شديد-انتصارا مطلقا لخطابه الشعري الوهّاج..

(متى لقيانا)

فتك الغياب

ملامحك

وبات الحنين مشتتا

بين الماضي والأمس القريب

تفتت نبضي

قربانا

لذالك المحيى

وها أنا اليوم

أعلمك

أن الغياب بنا متربص

منذ التقينا

وما أزال لا أقوى على المسير

فأين سارت خطانا؟

وكيف تشتت نبض نجوانا؟

وبين الغياب وذكريات الأمس

بتنا في سجن

وهاهو ليلي

يسوقنا بين الثنايا

هيام

وشوق فمتى لقيانا؟

(طاهر مشي)

قد تميزت لغة شاعرنا بالشفافية والوضوح،فهي بعيدة عن لغة التعتيم والتهويم في سرف الوهم واللاوعي،تلك اللغة التي تلفها الضبابية القائمة والرمزية المبهمة،فلغته ناصعة واضحة لا غموض فيها ،وتعبر عن مضامينه بأسلوب أقرب فيه إلى التصريح المليح منه إلى التلميح،هذا يعني أن الشاعر ذو مهج تعبيري سلس،وقاموسه الشعري لا يحتاج إلى كد ذهني وبحث في تقاعير اللغة ،وأنا إذ أصرح بهذا إنما أغبط شاعرنا على الرؤى الواضحة والألفاظ المعبرة بذاتها.

ختاما أقول : يحاول هذاالشاعر القدير(طاهرمشي) أن يتحفنا-حينا-بما جادت به قريحته ، وأن يحلق بنا في خيالاته العلوية،ويصهرنا في أتون ثورته الداخلية الوطنية المعطاءة حينا آخر، ولا يسعنا إلا أن نتمنى له ديمومة الإيداع ونأمل منه المزيد،ونهمس في أذنه بألا يكرر ذاته، وان يكون دائما ودائما متجددا.


محمد المحسن