السبت، 18 ديسمبر 2021

ما حملك يا عام / مجمد الحزامي /جريدة الوجدان الثقافية


 ما حملك يا عام

من أنت بإطلالة وجودك على الأفق
أعام جديد أو مرحلة من الأحداث والوفق
ما حملك هل بالسرور والأفراح
وبما يزيح عنّا الحزن و الأتراح
أم كغيرك ممّن سبقوك بالعدم
مشحونا بمسبّبات الحزن والنّحيب والألم
الله أسال وهو المقدّر للأكوان
أن لا تكون كسابقك من الزمان
بل بداية لتطهير ما فات قبلك وتنعش الوتر
فتزيل عن السّماء والأجواء ما إنتشر
تلك الغشاوة وبوارق النّحيب في الشفق
وما حمله غيرك من بروق ووباء في الأفق
مثل الكورونة والإرهاب والفناء
وذاك التّكالب والتّناحر والرّياء
فيا من تدثّرت بالحنان يا كريم
أزل عنّا ما نعاني من وباء وذميم
أنت الرؤوف الحليم بعبادك
ليس لنا غيرك إليه نلتجي إلاّ بصفاتك
هوّن علينا ما نلقاه من عدم
وإكرمنا بعام جديد يمسح الالم
ابو طارق / مجمد الحزامي

لم يكُن حُلماً/خالد عمران /جريدة الوجدان الثقافية


 لم يكُن حُلماً

لم يكُن نَسجاً من خيال الشُعراء
رؤيا واجهت الكثير
فيها
أصابني القلق
بعثرني أشلاء
ومابين تخبطي وقلقي
تقودني خُطواتي قَسراً
بيوتٌ راقية
حدائقٌ جميلة
بعضُ الحسناوات من أهل الثَراء
سألتُ واحدةً منهن
عُذراً سيدتي
أنا تائهٌ غريبٌ عن هذه البلدة
لم تَلتفت نحوي
تجاهلتني بكل ذكاء
وأنتِ ياسيدتي
وأنتِ وأنتِ
لاتجدُ نداءتي الإستجابة والإصغاء
فجأة ...
تلتفتُ نحوي سَيدة كَبيرة في العمر
ابنتها تسقي الزهور بجوارها
كأنها البدر في ليلة صفاء
مابكَ أيها الغريب
أجدُكَ في حيرة من أمرك
تتعثرُ بخطواتكَ
تشعرُ بالتعب والإعياء
تَسبقها ابنتها بخطوة
تسألني بكل هدوء
مابكَ سيدي
علامَ تَبحث
علامَ هذا اليأس والاستياء
قلتُ لها ...
أريد الذهاب الى بلدتي
عانيت الكثير للوصول إليها
لكن دون رجاء
لاعليكَ سيدي
قد تبلغُ غايتكَ
سأنادي والدي
إنه كَبير هذهِ البلدة
عارفٌ بكل الأرجاء
استرخي قليلاً
أعطني يَدك أُداويها
اشرب بعض الماء
يا إلهي ...
ما أروعها
قلبي يفرُ إليها
لعلها تطيلُ البقاء
لكن ...
واحسرتاه
انقضت فرحتي على عجل
أغضبني والدها بتلميحاتهِ الوقحة
أزعجني بنظراتهِ الرعناء
وها أنا ذا ..
صحوت والحيرة تُرافقني
أتذكرُ سِحرها وجمالها
أترقبُ رؤيتها صباحاً ومساء
بقلمي
أمير الأحلام خالد
العراق

غفتْ عُيُوني /زهيرة المالكي ( زينة) /جريدة الوجدان الثقافية


 غفتْ عُيُوني..

رايتُ نورا أضاءَ
حالكَ العُمْرِ
رفْرَفَ القلبُ قالَ:
إلاهِي
يامالكَ المُلكِ...
و صاحبَ العرشِ...
تُرَى ما سِرُّ الرّحيلِ
و الفَقْدِ ؟؟
ارتجّ المكانُ
و ردّد الصّدى:
لولا الرّحيلُ
مازارتْك القوافي
و لا احتفلتِ
بشِعْرِ
خَرَرْتُ ساجدةً
إلاهي:
باهضٌ هُوَ مَهْرُ الحرفِ...
زهيرة المالكي ( زينة) ازمور / تونس

اليوم العالمي للغة العربية / الكاتب صلاح الشتيوي /جريدة الوجدان الثقافية

 


بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية انشر هذا المقال .

....
عندما تتزلج الحروف على الورق
بقلم الكاتب صلاح الشتيوي Écrivain Chtioui Slah
في هذا الصباح المشمس الجميل، أجلس تحت شجرة الليمون، رائحة الأرض البكر تملأ خياشيم أنفي فتدغدغ فؤادي، تتراقص أمام أعيني الحروف الأبجدية لا أستطيع الإمساك بها تتزلج الحروف بحرية فوق الورق المسطر ترفض الجلوس والتجمع.
سألت أحد حروف الأبجدية “الباء” ما بلك لا تطيعين ولا ترغبين التجمع في كلمة؟ أجابت فقالت: “بالله عليك بأي باء: تريد أن تكتب مقالك؛ بباء: النفاف أو “باء” التملق أو “باء” الخنوع أو “باء ” الحقد أو “باء” الرياء.. أو… أو..”.
تركت “الباء” تواصل تزحلقها على ورقي المسكين وسألته “الألف” ما بالك يا صديقي العزيز لا تبالي تواصل الرقص مع الحروف ولا تريد الانضمام إلى الكلمة؟ أجاب وهو يتأفف قال: “أتيت إلى الدنيا وأنا شامخ الرأس، جمعت مع كلمة الله التي يقدسها كل البشرية.. لتجدني أتجمع في هذا العصر المقيت مع الكلمات لا سب وأسلب وأنهب وأكذب؛ لذا لن أتجمع على ورق لأستُغل في نص كاذب”.
سألت حرفًا آخر من حروف الأبجدية “النون” عسى تستجيب وتزيل عني الحزن المقيت وتترك القلم المصدوم يرسم ما بخاطري من أحوال وأمور وهموم، فأجابتني وبتعاليها أفحمتني “ألم تعلم أني أنا النون، نزلت في سورة البقرة و قد ذكرني الله فقال سبحانه (نون والقلم وما يسطرون) والنون الذي سماه الله بي هو من خلق الله”.
قال القلم وهو مغتاظ “لتعلمي أيتها الحروف وخاصة أنت أيتها النون أن الله -سبحانه وتعالى- أول من خلق خلقني أنا القلم وقال لي أكتب فقلت وما أكتب؟ قال: أكتب القدر. فجرى بما يكون من ذلك اليوم إلى يوم قيام الساعة. فلو لم أكن أنا القلم لما تواجدتم أيتها الحروف. ثم خلق الله (النون) فوق ثم كبس الأرض عليه ورفع بخار الماء ففتقت منه السماء وبسطت الأرض على ظهر النون وتكونت الجبال”.
وجدتني في هذا الصباح الجميل شاردًا بين حروب الأبجدية المتنمرة الرافضة للتجميع وبين قلم عظيم، رفضت السكوت وبالكلام نطقت وقلت لهم: “أنا الإنسان خلقني الله وخلق عقلي بعد النون والقلم وقال: وعزتي لأكلمنك فيمن أحببت، ولا نقصنك ممن أبغضت”.
فالقلم أصدقائي الحروف ملك له أهمية على امتداد العصور في كل الأزمان والشعوب فيه تحفظ مآثر الشعوب وتاريخها وما أنجزته، ألم يخلق أول شيء في هذا الكون القلم وقال له اكتب. ومن خلال التاريخ الإنساني نلاحظ أن الكثير من أصحاب الأقلام يبلغ بهم النخوة والاعتزاز بقلمهم إلى حد كبير لاقتناعهم أن الكتابة موهبة منحها إياهم الله سبحانه.
وأكبر مثال على ذلك الشاعر المعروف في كل زمن ومكان أبو الطيب المتنبي، الذي كان يلقي شعره بين يدي الملوك وهو جالس لاعتقاده أنه “ملك القلم” فهو ند للملوك.
إن على مالك القلم وصاحبه أن يحترم ما وهبه الله من مقدرة على التبليغ والتعبير ميز بها عن الآخرين، هذه الميزة تجعله يؤثر في مجتمعه، يُحترم من بين أوساطه بما يكتبه من حق بحرية، ويكون لسانًا معبرًا عما يخالج صدور أمته من مشاكل، يعبر عن أحوال الناس وألا يكون مأجوراً كاذبًا منافقًا، يكتب فينقد ويصلح ويغير معتزًا بقلمه ليسجله التاريخ في دفتره الأبيض الناصع. وفي القلم قال أبي داود: “القلم سفير العقل، ورسوله الأنبل، ولسانه الأطول.

للعربية أصول /سلوى بن حدو. الرباط /جريدة الوجدان الثقافية


 للعربية أصول

بين المد والجزر عقول
ألسنة ترقق الآذان تجول
قوافي من النهى الفؤول
ربيبة الجمال المكمول
سنابل حبلى في الحقول
حبوب على أوهاد السهول
كلنا راع والشعر مسؤول
بالعربية نبدع حتى المجهول
الكلام القليل عمقه سيول
يترجم الفكر بالعمل يقول
أهداب شمس حرف مفتول
بشهد القوافي نرتشفه معسول
تكمل أكوان الكمال الأصول
بالرقة تنسج الخيال والمعقول
رقوم حروفها تبدع المقول
يترنم ضادها بجمال مفعول
هامت الألباب بلغتنا والفحول
بعلومها عشقنا الحب الموصول
سلام لأهل العلم وللرسول
لنيل وصال في الله لن يحول
سلوى بن حدو. الرباط

لغتي /منيرة الحاج يوسف/تونس /جريدة الوجدان الثقافية


 لغتي 

ساحرة المفاتن 

سيدة اللغات

بديعها لؤلؤ

بيانها آيات

ساحرة المفاتن 

 حروفها بلاغة 

بيتها قصيد 

شطرها ذاك ما أريد

ساحرة المفاتن 

عربية القدود 

جميلة الخدود 

لغتي العنود

ساحرة المفاتن 

تعشقها العيون 

  مهيبة، مضيئة

 كلها فنون 

ساحرة المفاتن

حفرت في مهجتي هواها 

لغة العبادة 

منيرة الحاج يوسف/تونس

في صباح صوفي/خالد غازي /جريدة الوجدان الثقافية


 في صباح صوفي الطلعه والقسمات

تسقط من عيني أشياء تدخل في نفسي نفحات
فيا مخرج الاصباح من رحم الدجي
سبحانك قد صحوت من سكرات
ياواهب الروح سرا انني
المسجي فوق محيط الكلمات
الهي والشعر فيك عقيده
والحرف يعجز والبيان شكاه
فسبحان من ألهم العالمين ذكره
وعلمهم السبيل بالدعوات
خالد غازي

لا شوق بعد اليوم/ لا شوق بعد اليوم /جريدة الوجدان الثقافية


 لا شوق بعد اليوم

لا حنين ولا شوق يبزغ قمرا بعد اليوم
تحت إبطي ألبوم عشقك القديم
ومتخلٌدات ريائك والوهم
حتى مرآتي أنكرت أدوات التجميل
والتسريحات و كلٌ المناديل
بعد اليوم تفتٌق كلٌ حلم
وكلٌ عشق نكب ذاهلا في ربوع الماضي
ينزف حنضلا في صدر الأرض
صار وهما يقبع في متسرٌبات النهار
وكلٌ طيف تغلٌس في شتات الٌليل
كابوسا يزحف على جحافل الذٌكريات
يمنع السٌفر الجميل
يقصف بحبوحة السٌاعات
يمحق الشٌوق والحنين
على شراشف وساداتي
بقلمي الشاعرة زهرة حشاد
تونس في 17 ديسمبر 2021

قراءة في رواية "فيضان الثلوج" للروائي التونسي عامر بشة/محمد المحسن /جريدة الوجدان الثقافية



 قراءة في رواية "فيضان الثلوج" للروائي التونسي عامر بشة*

"لماذا نكتب ... لكي لا نهلك".( دوسارتو)
إذا كان الأدب انعكاسا للواقع على الإحساس فإننا بدخولنا عوالم المبدع عامر بشة نطل على فضاءات تكون مسرحا لإتجاهات قرائية يكونها قضاء اللغة والشخوص والرؤى والحدث وفضاء السّرد.
النصوص الروائية -لعامر بشة-تلتمس تعدديتها بإختلاف القراءات وتنوعها، فتظهر مستويات كتابية جديدة، تضفي على النصوص آفاقا تأويليّة حسب استعداد الملتقي ومرجعيّته، غير ناسين حقيقة أنّ النصوص تحتوي على دوال تساعد على تفكيك النّص واستنطاقه يمكّن للقراءة الواعية استحضار ما خلف النص من إحالات، وإستثارة مرجعيات تثري النصوص وتحفّز المتلقي...
يواصل عامر بشة في روايته الثانية (فيضان الثلوج*) تلك الرحلة السّردية الشيقة التي قدّمها في روايته السابقة (البعيد**) أو بالأحرى يواصل بعدا سرديا من أبعاد هذه الرحلة وهو هذا البعد الذي يمزج الذاكرة بالتاريخ، ويستقطر من أبعاد هذا المزيج نوعا من السّرد الشعري الشفيف الذي تتميز به كتابته الروائية، فقد إستطاع عامر بشة أن يبلور لنفسه أسلوبا سرديا له خصائصه الشعرية ومذاقه السردي الخاص في الوقت نفسه، لأنّ شعر -عامر- السردي لا ينبع من معضلات اللغة،ولا من الجري وراء المفردات القاموسية، ولا حتى من الولع بالإستعارات والصور الشعرية، كما يحاول غيره من الكتاب، وإنما من الحساسية الرهيفة للتفاصيل الواقعية البسيطة والقدرة على استنطاقها بأقصى ما في طاقتها على البوح والتغيير فتبدو التفاصيل الواقعيّة عنده للوهلة الأولى وكأنها تقول الكثير
وكأنها تفاصيل بالغة البساطة لا تخفي شيئا، ولكنك ما إن تتأمّلها قليلا حتى تجد أنّها في حقيقة الأمر التقطير المصفّى لعالم ثري من الرؤى والدلالات...
تمظهرات اللغة الإيحائية في المتن السردي :
يعتمد المؤلف لغة ذات طبيعة إيحائية ورمزيّة تعتمد المجاز مثل قول السّارد في الصفحة 55 :".. وأخشى أن تسقط الأرض في الفضاء المظلم .. بمتاهاته المجهولة، فقد ثقلت بما عليها .. وتلوثت .. وأوشكت على الإنهيار .."
و يتأكّد لدينا ذلك من خلال حضور معاجم للغة التشبيه والإستعارة كلغات ذاتية تتيح التوغّل (والإيغال) في الذات وإختراق عوالم الباطن، ويتحقق ذلك من خلال الصوغ الذاتي للغة Le subjectivation وهي تسترفد من شحنة الذاتيّة، وهذا ما تتميز به بعض المقاطع في الرواية تجعلها قريبة من لغة التأملات والخواطر والإيحاء الشعري مثل:
-"وترفع رأسك.. لترسل بصرك إلى قمم الأشجار .. وإلى هالة الشمس المتسلسلة أشعّتها من خلال الأغصان الكثيفة وكأنها تراقبك أيّها القادم الغريب "الرواية ص 54.
" .. وسترى الشمس، بعد هذا، تختفي في عمق مظلم.. كالحزن.. كالتأزّم النفسي الذي يشمل روحك.." الرواية ص96.
- "..وتعب ثقيل يتعمّق في روحي.. وفي نفسي.. كما تتعمق الاحداث الماضية في الإدراك الباطني لدى الإنسان.." الرواية ص 22.
- "..وكنت في طفولتك تتأمل زبد الأمواج القادمة.. فيخيل إليك أنّها قطع من الثلج تطفو على سطح اليم.. متجمّدة.. كتجمّد عواطفك .. وباردة كبرودة مشاعرك " ص91.
- "... والأعماق في النفس البشرية.. تجدها دائما مليئة بالأصوات المختلفة، المعبرّة عن كل ما يختلج داخلها.. تجاه الواقع بصراعاته.. وتجاه الموت بغموضه وتجاه الغيب بمفاجآته.. "الرواية ص 20.
نجد أنفسنا من خلال هذه المقاطع إزاء لغة تحمل هواجس الذات وتنزاح نحو بنية لغة الشعر من خلال اقتصاد لفظي يضمن للخطاب الروائي شروط ودافعية الإنتقال نحو لغة تجعل من الحلم والإستيهام مرجعية أساسية في استبطان أغوار الذات السحيقة.. إنّه من شأن المقوّمات أن تكشف لنا عن حضور صوت المؤلّف كملفوظ لغوي وأدبي يحتفظ بإستقلاليته داخل الخطاب الروائي.
و يمكن أن تثار على ضوء هذه الإستقلاليّة إشكالية العلاقات النصية التلفظيّة التي تتأسس على ثنائيات: المؤلف السارد، المؤلف/الشخصيّة، السارد/الشخصية وذلك من حيث كونها لا تعرف استقرارا ثابتا ونمطيا داخل نص "فيضان الثلوج " في ظل تنوع ملفوظه الروائي بين أصوات ولغات مختلفة إلى الحد الذي نتساءل فيه "من المتكّلم داخل النص (الملفوظ) ؟ "
فالمتلفظ في النص أحيانا هو السارد العليم وكأنّه راوي الرواة، أحيانا يتلببس صوت البطل الشخصية وكأنّه على دراية كاملة بالأحداث تسمح له بالتحكم فيها. فيأتي صوته أحيانا منصهرا مع صوت السارد الشيء الذي يعطي لحضور الزّمن الماضي الغالب على الافعال الحكائية الموظّفة تبريره النصي. وهكذا تحضر عبر هذا المكوّن لغة الذات المتكلمة تأتي لإدراج ملفوظاتها التثمينيّة هادفة إلى تحفيز ذهن القارىء واجتذابه لعوالمها الروائيّة وفضاءاتها التخييلية ولو عبر خطاب مونولوجي داخلي مباشر، يطلق فيه المتكلّم العنان لخياله وإحساساته كي تتداعى.
تقنيات السرد و الوصف في المتن الروائي :
عمد -عامر بشة– في نسج أحداث متن الرواية إلى طريقتين: طريقة السرد الكلاسيكي التي تأتي على لسان الراوي المتحكّم في تحريك مسارات الشخصيات
و توجيهها(الراوي يعرف أكثر من الشخصيات) وهي تقنية لم يلتجئ إليها السارد إلا في حالات نادرة. وطريقة السرد الحديثة التي يتخفى فيها الراوي و يترك الشخصيات تتحرك وفق حريتها ، فترسم مساراتها و تبوح عن مواقفها، أو تبتكر حوارات مع غيرها، إلى أن تصل إلى نهايتها الموضوعية تبعا لحمولتها الفكرية والنفسية والاديولوجية (الراوي لا يعرف الأعماق الداخلية للشخصيّات). وينطبق هذا التوجه في السرد على أكثر شخصيات هذه الرواية، وبخاصة شخصيّة حياة التي ظهرت كشخصية حرّة تلقائيّة، تعبّر عمّا يعتمل في وجدانها دون "رقابة" من الراوي أو المؤلف، وقد ظهرت براعة القاصّ في هذا التقنية واضحة، فبدت شخصية بطل الرواية بعيدة عن كلّ وصاية، في تمثل نوازعها الفردية وطموحاتها الشخصية وعلاقتها بالآخرين، أو كما يقول جورج لوكاتش (الفنان هو الذي يبدع أوضاعا ووسائل تعبير يمكن بواسطتها أن يظهر حيّا كيف تشق هذه النوازع الفرديّة أطر العالم الفردي المحض.. وهنا يكمن سرّ نهوض الشخصية الفرديّة إلى مستوى النموذجي)(1). ويلاحظ أنّ السّرد يحتلّ مساحة كبيرة من نسيج الرواية على حساب الوصف، نظرا لما تتميز به الرواية من سمة استرجاعية، وتكثيف للأحداث، فيتلاحق السّرد في جمل فعليّة لا تكاد تترك للوصف أو الحوار حيزا وتعمل هذه التقنية على تأكيد المواقف والرؤى ومحاولة تبريرها فنيا. ومن هذه الرؤية السردية لا يكاد يلتجئ عامر بشة إلى تقنية الحوار إلاّ في مواقف محدودة، حين يتأزم السرد لتقريب وجهات نظرالشخصيات وعلاقاتهم المتصارعة.. كما يستعين السارد بالحوار أيضا في بعض الحالات لإظهار التباين الثقافي والفكري والأديولوجي، واختلاف وجهات النظر المتناقضة أو المتباينة .
أمّا الوصف،فلا مناص من أهميته في أي نص سردي، إذ يظل تقنية ضرورية لتجسيد المواقف، وتقريب ملامح الشخصيات وتحليل نفسياتها وتشيء الدلالات، في علاقة تواصلية بين الأشياء والطبيعة والنفس البشرية. ويبدو أنّ عامر بشة في هذه الرواية، حاول أن يوفق بين السرد والوصف، فيضفي أوصافا على كائنات للطبيعة (بعد قليل.. ستنحرف الشمس بالتدريج لتغوص في الأفق، وسيتحول نورها في الأصيل إلى صورة شبيهة بحريق هائل ..ص96).
وسرعان ما تنسحب إلى كائنات بشرية، وقد تأتي هذه الأوصاف في شكل تشبيهات واستعارات، تجسد عملية السرد، وتخدم مواقف السارد وتبرز الرؤيا التي يريد أن يثبتها أو يبثها في أفق انتظار المتلقي.
ومهما يكن، فإنّ الوصف في رواية – فيضان الثلوج– لا يتخذ مقاطع منفصلة بل يتداخل مع السرد، فالسارد وهو يصف، نراه فجأة يستنجد بالسرد لتطوير الحدث وما يكاد ينتهي من الصورة حتى يزاوج بين السّرد والوصف أو يهرع إلى الحوار والمفاجأة وتكاد تنطبق المقولة الشهيرة للناقد الفرنسي نيكولا بوالوNicolas Boileau (إنّنا نطنب إذا سردنا ونوجز إذا وصفنا) على تقنيات السرد في رواية-فيضان الثلوج– ...
وعلى ما تميّزت به هذه الرواية من تقنيات حديثة وأساليب فنية راقية في تشكيل المتن السردي مما يلحق صاحبها بقائمة نخبة الأقلام، من كتّاب الرواية التونسية المعاصرة- تبقى أقرب إلى السيرة الذاتية، والإسترجاع التاريخي، منها إلى الرواية الفنية التي تجسد البعد الإنساني في مقوماته الحضاريّة والنفسية والإجتماعية، وترسم آلام البشر
وآمالهم المشتركة في خضم الواقع وأطياف الصراع ومهما يكن من أمر هذا العمل، فإنّ الكاتب قد توسّل في الخطاب السردي بتقنيات خلقت تقاليد قصصية واعدة تمتاز بتكثيف الدال واللجوء إلى التكرار وتهشيم الزّمن وتقطيع السرد و الإتكاء على معجم حسي يطمح إلى احتواء غليان الداخل وتأججه..
محمد المحسن
الإحـالات :
*عامر بشة:روائي تونس أصيل جهة صفاقس متفرغ للكتابة الإبداعية وعضو اتحاد الكتاب التونسيين.من إصداراته:• “البعيد” ، 1998• “فيضان الثلوج”، 2001..إلخ
• “البرج.. و حورية الوطن”، 2003 “في غابة الإنسان” ، 2005• “الإنسان والوحش”، 2007• “زمن المسخ”، 2009• “في حالة انتظار”، 2010• “خشوع تحت المطر”، 2012• “هروب معلن”، 2013• “خفقان الحنين”، 2015• “الكنز”، 2016
** فيضان الثلوج: الرواية الثانية للكاتب صدرت سنة 2001.
*** البعيد :الرواية الأولى للكاتب صدرت 1998.
1- جورج لوكاتش،دراسات في الواقعية ،ترجمة نايف بلوز ،وزارة الثقافة ،دمشق 1970 ص 27.

نسائم الحزن/الأستاذ: عبدالحميد دحمان /جريدة الوجدان الثقافية


 نسائم الحزن

وأكسرت قلبي بعد أفراحه
ألم تعلمي أني لك عاشقا
ياسيدة النساء ماذا فعلت
بداخلي حزن لم أعد مشرقا
سحب من الأوجاع غطتني
تلعثمت كلماتي بعد التعلقا
طالتني هموما وقد ودعتها
والنظر إليها كان لفرحي سارقا
كلما ظننت ملكت السعادة
هدم سروري والحمق نطقا
ياغربتي في ليالي الشتاء
أتساءل هل حان زمن التفرقا؟
ولو عادت وأضيئت شموعي
مللت غدرا منك لفؤادي مزقا
ماعدت لسهام الوجع أتحمل
وحبي أنرته بوفائي الباسقا
أتريدين قتلي لكوني أحببتك
وخلف خطواتك هراء منمقا
قد ذكرت الوعد من باب الوفى
أهواك بجنوني ولا أزال محترقا
أذبت الفؤاد وسرقت عواطفي
ياليتك تعلمين تزلزلني الأشواقا
تعذبينني بنار الهجر ولاتبالي
ويدمرني الحزن بعدك الخانق
الأستاذ: عبدالحميد دحمان

إنتهى النبض /المختار/ زهيرالقططي /جريدة الوجدان الثقافية


 إنتهى النبض

إن البؤس يحطمني
أبحث عن أمل يعينني
لم أعدعلى سجيتي
أحتاج لدليل برائتي
كي أفوز بحريتي
بحاجة لرؤية الطريق
الصداقة لا تنتهي أبداً
قلبي سيعاني الوحدة الآن
بريء من صنع شيء
أبعدت كثيراً
وأبحث في الداخل
تحتل كياني
أراك في كل مكان
منك إنفطر قلبي
واحترق
كم يجب أن افكر
لدي كثير من الأسئلة
إنتهى النبض
وظل صامتأ
---
المختار/ زهيرالقططي

كيف يكون الانتظار/هاشم عباس الرفاعي /جريدة الوجدان الثقافية


 ......كيف يكون الانتظار....

شجرة الزيتون ...انتظرناك
شجرة الود مع هولاء
نصحتني امي الود ..خدعه
والحب ..هو الصدق
ابحث عن حياتك
بين الطين ...والظل ......كيف يكون الانتظار....
شجرة الزيتون ...انتظرناك
شجرة الود مع هولاء
نصحتني امي الود ..خدعه
والحب ..هو الصدق
ابحث عن حياتك
بين الطين ...والظل
وبحث عن عيشك
بين المسطر ..ولا تعود الى بيتك ...
الموت ينتظرك
وزوجتك والطفله هي امانتك
ان فرطت
فانا براء'منك
وان صينت فالصيانة
ترميم لعظامي
ولا تنسى ...نيران اليهوديه
تلك الطفله التي
ولدت لا نعلم ..متى ..وكيف والدت ...نيران
لكنها ولدت وخريطتك
يا بلدي في وجه نيران اليهوديه ....
كم انت رائعة الفكر
وبه بهيه ..
وعزيزتي غفا هجرت
ومها عن الباب تنظر
عودتك يا غفا
وامي ..مشغولة
بفسيلة نخل
..وجبيبتي بين الشباك
وبين..مغريتي
مغرتي ..تهتم بالعري
لانها تحب عربها
اه ما افسدك يا زمن
العمامه لا بل زمن التما.
وبحث عن عيشك
بين المسطر ..ولا تعود الى بيتك ...
الموت ينتظرك
وزوجتك والطفله هي امانتك
ان فرطت
فانا براء'منك
وان صنت فالصيانة
ترميم لعظامي
ولا تنسى ...نيران اليهوديه
تلك الطفله التي
ولدت لا نعلم ..متى ..وكيف والدت ...نيران
لكنها ولدت وخريطتك
يا بلدي في وجه نيران اليهوديه ....
كم انت رائعة الفكر
وبه بهيه ..
وعزيزتي غفا هجرت
ومها عن الباب تنظر
عودتك يا غفا
وامي ..مشغولة
بفسيلة نخل
..وحبيبتي بين الشباك
وبين..مغريتي
مغريتي ..تهتم بالعري
لانها تحب عريها وانا احب رائحة الجسد
اه ما افسدك يا زمن
العمامه وما افسدها
افسدت حياة الناس
تلك الغمامه ...تلك العمامه
..........هاشم عباس الرفاعي
١٩...١٢...٢٠٢١..الاحد

أجنحة الحلم /فضيلة الزاوي تونس /جريدة الوجدان الثقافية


 أجنحة الحلم

طال مَدى الحُلْم
والحلم ان طال مداه
صار الأرق
نام
ونِمْنَا
خدَعَنا وهمُ الغَسَقْ
كان لا بُدّ مِنْ طرد الكرى
من انتظار الفجر
يرسُمُ درب الرّؤى
كان لا بُدّ ان ننطلقْ
قبل استفاقة الشّمس
وقبل تقبيلها ثغر الافق
كان لا بُدّ ان يكبُر الحلمُ
وان يستَبدّ بنا حتّى الغرقْ
وان نمتطيه
لا نخشى ظلاما ولا دوارا ولا قلقْ
دعنا نُحلّق
او بنا الحُلْمُ يُحلّق
إلى أجنحة يشُدّ نا
او إلينا تُشدّ
فننطلقْ
دعنا نرى ما به الحُلْمُ وعَدْ
ما به امْتَدّ
عمر الشّوق
والشّوقُ مَدَدْ
ايّتُها الأرض إنّا نُحبّك
لكنّا نشتاق بلوغ السّماء
كي نراك
فنوقن انّك اكثر بهاء
ايّتها السّماء
ساعدي جناح الحلم كي يطير
مُدّي اليه يدا للعناق
داعبيه باشتياق
فيعشق درب السموّ
ويصير لكِ من العُشّاق
فضيلة الزاوي تونس

القصيدة البريئة /الشاعرة. د. رنيم رجب /جريدة الوجدان الثقافية


 القصيدة البريئة

على قمم الحلم ...
تثلج كقصيدة عذراء بريئة ...
ظللت سكونها ...
شغفها الغيم حبا ولقاء
تحتسي نخب ثمارها
تنادي في فيافي الظل البعيد
أين أنت تعال إلي ؟؟؟
أتريدني أن ألتقيك !!!
لألملم بريشتي شتات الصورة
أم تريدني أن أبقى ...
خلف خطواتك...
تارة مذعورة...
وتارة مسرورة
أتريدني أن أحلق معك
فتثلج على مدينتي
أم أن أبحر معك
في مجرات سعادة أقبيتي
وأرتدي ثوبها ليوم
أم أن أعتلي سفح
حروفك المشهورة
فقصيدتي نسجت أنغامها
على كف أستلهم
فواصله من النجوم
وأنا مازلت أتتبع سرابا
تعمدت إخفاء أثره عني
بأصابع الزيف و الكتمان
تذكر بأنك من كان يناديني
ياعذراء الحلم / ياخاطفة الحضور
تذكر بأنك كنت تقول :
أطلقي نسماتك علها تغزوني
في سربي لتعيش ...
أطلقيها لتتنقل بين أسراري تجول....
بقلم الشاعرة. د. رنيم رجب