الاثنين، 6 ديسمبر 2021

مرايا عاكسة / النادي الأدبي الحداثة والوعي بقلم: السعيد بوطاجين

مرايا عاكسة / النادي الأدبي
الحداثة والوعي
بقلم: السعيد بوطاجين
لم يعد ممكنا في ظلّ التشنج الذي يميز الساحة الأدبية القيام بمقاربة نقدية عارفة بجوهر الفن وبلاغة القول، ويجب الاعتراف بأنّ ممارسة النقد الأكاديمي لم تعد مهمة، وذلك بالنظر إلى الحساسية المفرطة للكتّاب الذين أصبحوا يؤلفون مقدسات، وذاك يعني أننا بلغنا أعلى مراتب الكمال، ولا يمكن العثور في منجزنا على مثقال ذرّة من الفجوات، في حين أنّنا نسمح لأنفسنا بانتقاد الكتب المنزلة.
عادة ما هذه النصوص بالأنظمة الشمولية، مثلها مثل النصوص السابقة التي ظلت تتعامل مع المقاربة النقدية باستعلاء، خاصة إذا كانت هذه القراءات عارفة، ومؤهلة للتفكيك والاستنتاج. إبداعاتنا الحداثية تريد أن يصفق لها النقد، حتى عندما لا تبذل جهدا لترقية نفسها. لقد قال هنري ميللر، وهو يملي آخر رواياته: "الآن بدأت أتعلم معنى الكتابة "، قال ذلك بعد تجربة طويلة وقد تجاوز السبعين، وهي تجربة قوّضت السرد العالمي. أمّا الكاتب الروسي تشيخوف فظل يتساءل عن أسباب إعجاب القراء بنصوصه التي لا تعجبه.
إننا لا ننكر المستوى الذي بلغته بعض نصوصنا. غير أنّ ذلك لا يبرّر السلوك العدائي تجاه النقد، رغم ادعائنا باحترام القارئ، في حين أنّنا لسنا مؤهلين فكريا وحضاريا لقبول ما لا يصبّ في توجهنا، ثمّ إنه من الضروري إعادة النظر في فهمنا للحداثة، كما هي متواترة في الخطابات والمقالات التي تبني على الثالوث المحرّم كموضة مستهلكة. لم تظهر الحداثة في الغرب إلاّ مقترنة بمسببات تاريخية ومعرفية ودينية وفلسفية، بدليل أنّها ارتبطت بمحاولة تجاوز طروحات الكنيسة.
الكلمة تعبر عن التوجه الجديد في الفكر الكاثوليكي الذي سعى إلى إعادة قراءة تعاليم الكنيسة، وكان يطلق على هذا المنحى مصطلح التجديدية، وهناك علل لظهور هذه النزعة التي لم تقترن بالأدب في بداياتها. أمّا إذا ابتعدنا عن الموروثات فإننا نعثر لها على مفهوم عند قسطنطين كايزل، وتعني طابع الجدّة في الحقول الفنية، لكنه يضع مجموعة من الضوابط، كما ورد في قاموس لوروبير: "إنّ الأمر يتعلق باستخراج من الصيغة ما هو شاعري في التاريخي، بالتمييز ما بين الخالد والطارئ"، وهي فكرة تتقاطع مع ما ورد في بعض الطرح الفلسفي: عبقرية الذات.
هناك الشاعري والتاريخي، الخالد والطارئ. لقد سعت الأعمال الكلاسيكية إلى تحقيق ديمومتها، كما الكتابات العربية، من العصر الجاهلي إلى الآن، بل إنّ عدة نصوص قديمة فهمت جوهر التحديث، ومنها الكتابة الصوفية، الشيء الذي لم تدركه الابداعات الجديدة. سنستنتج، إن نحن رجعنا إلى التعريف السابق، بأن المفهوم له علاقة بالخالد والعارض، لذا قد تصبح النصوص الاستهلاكية طارئة، في حين أنّ الأعمال الخالدة تأتي في خانة الحداثة.
أمّا الانجليز فقد ربطوها بالأسلوب، مؤسسين على طبيعة الفن القوطي المعروف بالمنحنيات الطبيعية المستوحاة من نباتات البلد، وقد ظهرت الكلمة مع مطلع القرن العشرين، دون جعجعة لفظية. أمّا إذا عدنا إلى أصول المصطلح فجدناها في المعجم اللاتيني الذي أخذت منه الكلمة الفرنسية، ويقصد به ما له قوّة تعبيرية مميزة، تعارض به القديم في أطر عارفة، وتدخل في هذا الإطار عدة فنون لغوية وغير لغوية: التكعيبية والدادائية والجماليات البنائية التي ظهرت في العشرينيات لتحلّ محلّ النحت التقليدي، إضافة إلى اللغة المسلسلة التي تعتمد نظام الاثني عشر صوتا.
يمكننا ربط الحداثة الأوروبية بحقبة مخصوصة. لقد استغرق الصراع ما بين القدامى والمحدثين نصف قرن من الجدل، من نهاية القرن السادس عشر إلى مطلع القرن السابع عشر، وذلك بسبب رغبة الفرنسيين والإنجليز في نشر وعي جديد والعمل على النهوض بالآداب المحلية بالتخلي عن محاكاة الأدبين اللاتيني واليوناني بعد ان تسببت القواعد الموروثة في حبس العبقرية الفردية.
غير أنّ الرؤية المضادة قد تعود إلى " دي ماري دي سان سورلان " الذي انتقد الملاحم اليونانية والرومانية بسبب حمولتها الوثنية التي لا تنسجم وتوجهات العصر، وقد مدح معاصريه الذين "يتمتعون بنور الحضارة والمسيحية"، والحال أنّ الحداثة كانت محصورة في منطق ديني، أي أنّها قامت على قناعات غير أدبية، وكان قوامها النزاع العقائدي الذي خلق صراعا ما بين الوثنية والمسيحية، وهو المشهد نفسه الذي طغى على الصدام بين النزعة الكاثوليكية القديمة والتوجه الكاثوليكي الجديد المبني على الفلسفة، أو ما سيعرف بالتيار الحداثي.
لقد ظلّت الحداثة حبيسة الصدامات الدينية، قبل أن تنتقل إلى الابداع، ما يعني أنّ رهاناتها البدئية كانت تتمثل في مساءلة الدين، وفي استبدال ممارسات عقائدية بأخرى أكثر انسجاما مع الذات. لذا يجب الفصل بين أنواع المحفزات التي أنتجتها، ما بين الأدبي وغير الأدبي، ما بين الديني والجمالي. لقد ولدت الحداثة بزاد يؤهلها إلى مساءلة الموروث والفكر والممارسات الحياتية، وإذ تراجع الماضي والحاضر فإنّها تفعل ذلك بوعي، وبحمولة معرفية وفلسفية، معتمدة على النمو الحلقي.
في حين ينطلق أغلب الحداثيين العرب من رؤى الآخرين. وإذا كان بعضهم يدرك مفهوم الكلمة ويسعى إلى تثوير الكتابة بقراءة المنجز وتجاوزه، إبداعا وفلسفة وبلاغة و لغة وفكرا، فإنّ البعض الآخر يتصور أنّ الحداثة هي القدرة على نقد الثالوث المحرّم، ومن هنا تواتر هذه الموضوعات، مع انها رؤى غيرية قديمة، في حين أكدت الحداثة الغربية نفسها على الخصوصية، وهو الطرح الذي نجده عند غوته، وعند كبار الكتاب الذين اخترقوا الحدود القومية واللسانية بالابتكار، وليس بالتقليد.
حداثتنا تصدر بعيون مختطفة، ومن منطلقات وافدة تهمل القارئ، وتلك مشكلة، وتكمن المشكلة الثانية في تجاوز المعيار الصنمي واستبداله بمعيار مماثل، وفي الحالتين هناك معيارية ما، أمّا الثانية فأكثر ضررا إن عملت على إلغاء الذات بمحاكاة ساذجة، وتتلخص المشكلة الثالثة في الهرولة إلى تقليد الأشكال، مع أنّ للأشكال عللا، وهي ليست موضة مفرغة من الدلالات. ثمة دائما معنى ومرجعية.
من المتعذر الحديث عن أنظمة من العلامات الاعتباطية. كلّ العلامات والأبنية تشتغل في إطار نسقي إن قام العمل على صناعة متقنة، وما أكثر "الصناعات" في حداثتنا التي أصبحت ذيلا للجهد المستورد. لقد قتلت أغلب الأماكن والأشياء والأعراف، وقريبا ستختفي الأوطان، ولن نعثر لاحقا على إنسان يشبهنا، بقدر ما نعثر على بشر آخرين وتقاليد وثقافات تهمّ الحداثيين وحدهم، ما دامت إبداعاتهم تتغذى بتجارب جاهزة، رغم تضادها مع كياننا.
لا أحد يشكك في القفزة النوعية التي عرفها أدبنا، وخاصة من حيث مساءلة الأشكال النمطية التي كرّست عن طريق الحفظ. وثمة جهد في مراجعة القضايا البنائية والأسلوبية والبلاغية، وقد نجد هذا الارتقاء في كثير من التجارب، غير أنّ المشكلة التي ستطرح مستقبلا هي التنكر للقارئ والاستعلاء عليه بترسيخ جماليات ورؤى منفصلة عن أصحابها، وعن المجتمعات التي تعتقد أنها نخاطبها.
الحداثة، حداثتنا، تنطلق من الكوخ والناي والتراب والفقيه والدرويش ومسبحة الجد وحكايات الجدات وما يقوله العصفور في الضيعة المنسية، من أصابع الفلاحين المتشققة، من ظهور الحمالين المقوسة، من الجوع، وليس من الجاز والموناليزا والفنادق الفخمة والملاهي وناطحات السحاب وكارل ماركس: تلك ملاحق ومقويات، وليست جواهر لأنها نفي للمحلي، وللذات والمحيط.


التأسيس للمعنى من خلال عتبات ديوان "شذرات من ذاكرة أنثى" لعائدة دشراوي بقلم الكاتب: محمد المهدي حسن.

 التأسيس للمعنى من خلال عتبات ديوان "شذرات من ذاكرة أنثى" لعائدة دشراوي:

.........................................
تقدّم الكتب للقرّاء على شكل علب مغلقة أ صدفات ملتصقة لا أحد يدري ما تحتويه من محّار أو جواهر. لكنّ هذه الهدايا المثيرة للحفيظة لا بدّ أن نجد لها مفاتيح لنفكّ شيفرتها ونطّلع على مكنوناتها. قد يستعصي الأمر على المتسرّعين أو يعزّ على الفرحين بهديّتهم أن يمزّقوا أغلفتها منذ أوّل لحظة.
هديّة عائدة للقرّاء تتمثّل في ديوان بكر عنونته بـ "شذرات من ذاكرة أنثى"، كتاب أنيق يزينه غلاف جمع بين الألوان الساخنة و الدافئة ، يحيط بها السواد كإطار محتشم.
لعلّ محتوى وشكل الغلاف يكون أوّل العتبات التي يتوقف عندها القارئ قبل أن يرتمي في حضن الصفحات كإرتمائه في مياه البحر.
على غلاف ديوانها، فرشت عائدة أزهارا بألوان عديدة ثم رسمت بالورود طريقا يصّعّد إلى الأعلى مستعملة تقنية الــperspective لتجعل الطريق يتجه إلى عمق اللوحة أو إلى مستواها الثاني point de fuite مخترقا مسافات متصحّرة أو مغيّمة توحي بالرّحيل إلى آفاق بعيدة : من الأراضي الخصيبة مثلا نحو الصحاري القاحلة أو من العالم الأرضي نحو السّماء، طريق رسمت عليه بالورود الزّاهية آثار مرور أنثى مغيّبة الملامح، نراها تقف بكلّ شموخ ، هناك، أعلى الصورة و تمسك برمز القلب بشكل مضخّم حتّى لكأنّ الشاعرة أرادت أن تقول أنّ الفناء مصير الجسد لكنّ الخلود للأحاسيس النبيلة والمحبّة: ماذا يمكن أن تكون مدلولات هذا الاختيار غير رؤية حصيفة مشحونة بالحسّ الإنساني الرّفيع الذي لا يغيب على شاعرة.
العتبة الثانية المتاحة قبل اكتشاف القصائد قطعا ستكون العنوان: "شذرات من ذاكرة أنثى"
و الشذرات هي ما رقّ من الشيء وتبعثر حتّى صار يوحي بمادّته ولا يعرّف به كفاية.
شذرات من ذاكرة، والذاكرة قد تكون وعاءا مثقوبا يسقط منه البسيط التّافه و يرسّخ المهمّ القيّم.
أمّا الذاكرة هنا فهي ذاكرة أنثى، أنثى تظلّ مبحثا مغر للنقّاد والفلاسفة و علماء الاجتماع فهي قطعا إشارة للمرأة في محيطها الجغرافي والتاريخي والحضاري.
من خلال هذه العتبة، يمكن للقارئ أن يطمئنّ لكون مواضيع القصائد ستتناول المرأة كموضوع رئيسي لكن لحد هذه اللحظة يصعب الجزم بأن حديث المرأة الكاتبة سيكون سيرة ذاتيّة أو بحثا مجرّدا. حتما سنستقصي هذا من خلال تفحّص عتبات أخرى قبل أن ننصرف لفحوى القصائد.
العتبة الثالثة اخترناها فهرس القصائد. ونرى أن عائدة دشراوي وزّعت قصائدها بعد التقديم وكلمة الافتتاح، في أربع باقات أولاها بعنوان "هوية الانثى الكاتبة" ولعمري ليس أوضح من هكذا عنوان حتّى تكون علاقة القارئ بالأثر بمثابة غوص لاستكشاف رؤية كاتبة تنصّلت من جنسها حسب التقويم الاجتماعي و الطّبيعي وتلبّست بهوية الكاتب أو الشّاعر الذان يصعب تحديد جنسهما، حيث تقدّمت الشاعرة للقرّاء على شكل "معزوفة قلم" يسأل "من أكون؟" ويجيب علي السؤال سريعا بقصيد "أنا".
لكن قد لا تفي القصائد الستّة للتعريف بهويّة الكاتبة عندها عمدت عائدة دشراوي للتعرّي برمزيّته الدلالية وجعلته عنوان الباقة الثانية ، وهي الأطول، فهل ثمّة ما أسهل من اكتشاف أنثى بدون قناع؟
تفاجئنا في الباقة الثالثة بعنوان "عتاب" وتستهلّها بقصيد "من أنت؟" لتحيل على الرّجل او الذكر ذاك الذي يكره الصّراحة "صارحني" ويلبس القناع "انزع قناعك" ويتصور نفسه الأقوى أو "المغتصب"، لكنّها سرعان ما تعلن ضدّه المعركة وتأمره بالرحيل "ارحل" و تنهي معه التفاوض بقولها "كش مات" إعلانا لإنتصارها عليه.
إنّه لتمشّ مدروس عن وعي ربّما سنلمس أبعاده في الباقة الأخيرة بنفس العنوان "وعي". لكن قد تشتبك المفاهيم ويستعصي على القارئ الحسم في جنس هذه الكتابة لأنّ عائدة تطرّق لمواضيع سياسية وايديولوجية يشترك في الاهتمام بها الرجال والنّساء من حاملي القلم بدون فوارق.
جاءت العتبة الرّابعة على شكل قصيد مطبوع على الوجه الخلفي للغلاف وكان مدلوله مميّزا، لأنّه من المؤكّد أن الشاعرة اختارته لغاية في نفسها ولتوجّه قرّاءها قبل أن يغامروا بالغوص في بحر كلماتها الدافئ.
الكاتب: محمد المهدي حسن.
Peut être une image de 1 personne et texte

.... بَثّ الروحَ في الروحِ .... نهــــى عمـــــر

 .... بَثّ الروحَ في الروحِ ....

بعد الجفاء وبعد شوك تَصَبُرٍ
في الروحِ بَثَْ الروحَ .. كي ينسينا
بعض العَناءِ، وكربَتي، وقَساوةً
جعلت فؤادي ناضِباً، وحزينا
نفخ اليبابَ منَ الرٍئاتِ مُعَطِّراُ
والحسُّ أنعشَهُ، فَفاضَ حَنينا
وتَهامَسَ القلبانِ حتى أينَعت ..
صحراؤهُ فُلاًّ، وَ راقَت ياسَمينا
والعينُ تُفصِحُ للعيون شُجونَها
وتكادُ مِن فَرطِ الهيامِ تُرينا
سِرَّ القلوبِ، وكيفَ لوَّعَها الهَوى
ينمو جُنوناً صاخِبا وَجَنينا
نهــــى عمـــــر



*ثالثهم الشيطان * قصة قصيرة للكاتبة حبيبة المحرزي تونس

 *ثالثهم الشيطان *

قصة قصيرة
استفاقت صباحا على هرج وجلبة ودق نعال . أطلت. شرطيان وأعوان الحماية بازيائهم البرتقالية يدخلون غرفة النزيل الجديد "عم زيدان"، لعلهم جاؤوا لياخذوا أقواله لمعاقبة من اذنبوا في حقه. تمنت لو حدثتهم عن بيتها الذي باعه ابنها بتوكيل مزور .
البارحة، سهرت مع العم زيدان إلى وقت متأخر في قاعة الجلوس امام التلفاز .وطأت الصوت .سألته عما أوصله إلى دار المسنين.
لم يفكر ولم يتريث، لكنه اشترط عليها أن تبقي يدها بين راحتيه كي يقدر على الكلام المتحجر منذ سنوات في صدره. تنهد بعمق. مرر يده المرتعشة على وجهه اليابس وقال:
_مات ولدي الوحيد منذ ثلاثة أعوام أو أكثر في حادث مريع . كان يسكن معي في شقتي هو وزوجته وابنته . بعد العزاء مباشرة نقضتني في الشرفة الخلفية قائلة :
_حرام أن تنام هنا ..سيكون الشيطان ثالثنا ...
ظللت هناك بغطاء صوفي من نسج المرحومة زوجتي اتدثر به شتاء وافترشه صيفا .لا ادخل الشقة الا لأذهب إلى الحمام الجانبي الخاص بي، بعد توسل وتضرع.
في الليل ترمي لي ببقايا الطعام في آنية فخارية قديمة متهدمة . كنت كمن تجثم على صدره جبال الأرض كلها ، لم أتكلم ولم اثر حتى وانا ارى شيطانا ثالثا يعيش معها وينام عندها ووو...
بكى. مسحت دموعه بطرف شالها الصوفي. لتساله:
_وكيف خرجت ؟
لا ادري كيف انطلقت حنجرتي بالصراخ وهي تجلد ظهري بالمكنسة كي أصمت. رجال النجدة اقتحموا الشقة وجاؤوا بي الى هنا.
ارتدت ببصرها فراتهم يغادرون مسرعين وبينهم نقالة عليها جثمان العم زيدان ملفوفا بلحاف ابيض ناصع.
حبيبة المحرزي
تونس
Peut être une image de personne, enfant, debout et texte

دائرة وجعي بقلم الأديبة صليحة الهلولي

 اكتملت

دائرة وجعي
امتلأت
انينا
فاضت وهما
اكتفيت
منكَ منهم
ومن كل
شيء
صليحة الهلولي
Peut être une image de 1 personne et texte

عصفٌ الأبدانِ بقلم الأديب حميد شغيدل الشمري

 عصفٌ الأبدانِ

....
أتبكي لتَسلوكَ الدُمُوعُ النَواضحُ
على خِربةٍ قَفراءَ فيها نوائحُ
ودارٍ عَفا فيها الزمانُ وهدّها
ببؤسٍ توالى والوجُوهُ كوالحُ
بها يَرتمي الأخيارُ حتى كأنَهم
عقيقٌ بإيدي جاهلٍ يَتَباجَحُ
وإني أرى الأيامَ سُرعى كأنها
تهاوتْ من الأعلامِ سيلاّ يُجامحُ
وعَصفٌ عَلى الأبدانِ مرَّ كأنهُ
على بَلقعٍ جَرداءَ ريحٌ لواقحُ
فاني بارضٍ أحكمَ اللهُ خَلقُها
فصارتْ جِناناً والمُروجُ مَسارحُ
وصُبَّ عَليها الخَيرُ صَبّاً كأنهُ
مَزاريبُ غَيثٍ في البوارِ يسافحُ
فَيا وَيحَنا بتنا نَعدُّ أوارها
وقد عاثَ فيها مُستبدٌ وطالحُ
وللهِ أمري يا أُخيّ فإنني
أرى دَورةَ الأيامِ فيها قبائحُ
سَنمضي عَلى الشطآنِ يَحضنٌ بَعضَنا
حنانا وما بينَ القلوبِ صفائحُ
وَنَمضي بدربِ الشَوقٍ عِزاً ورفعةً
(لسلوى) نُجافي (للربابِ) نُصالحُ
ونُملي خَوابي الشوقِ زهراً ونرجساً
فما أجملُ الأيامِ حينَ نسامحً
وأهلي إذا ماجدَّ جدٌ تسابقوا
وما فيهمُ قومٌ ذلالٌ أباطح
وإن أسرجوا خيلاً تطولُ رقابهم
بحمحمةِ الأجيادِ تدنو البطائحٌ
بلادي بلادُ الحُبِ والشوقِ والهوى
بلادي وإن ذَمّتْ إليَ مدائحُ
فَفيها ليالي الوصلُ والنخبُ والهوى
وفيها نقاءُ الروحِ حينَ نمازحُ
وفيها عليٌّ والحسينُ ورهطهُ
وفيها لكلِ الأنبياءِ ضرائحُ
بها العَينُ تَبكي والقلوبُ تألمتْ
من الجَورِ حتى سُقمها يتصافحُ
تعالا نريقُ الدّمعَ شوقاً كانهُ
سواقيَ عشقٍ بالرصافةِ واضحُ
تعالا لنَبكي غُرةَ الشمسِ حينما
أطلّتْ على شُمِ الجبالِ ُتناطحُ
لنبكي عراقاً هدّهُ الجوعُ والأنا
وداءٌ على دجليه ِفضٌ يُرادحُ
ولكننا نَبغي من اللهِ لفتةً
وإنّ إلهَ الكونِ للحَقِ مانحُ
حميد شغيدل الشمري



الأحد، 5 ديسمبر 2021

أحلامنا السجينة بقلم الأديبة زهراء كشان

 أحلامنا السجينة

يا سابحا على أمواج الزمن الحزينة
يرقد حلمك في شجون رهينة
و ينبض الوجع في هدوء و سكينة
تعال نرفرف مع كناري
و أغنياته الجميلة بين قفر و خميلة
و نعلوا إلى غيمات مكينة
نحرر أحلامنا السجينة
ثم نحط على شراع سفينة
ترحل بنا إلى ثنية أمينة
تسافر بنا إلى بحر و مدينة
بقلمي: زهراء كشان



أين..أنت ؟ بقلم الشاعرة نزيرة فواز الشوفي

 أين..أنت ؟

أين أنت من
حروفي ونبضي
وأشعاري...
أليس للصبر
حد
..ألا تعلم أني أهزم
حتى إنتظاري؟!
لم تبغي
أن تشتتني ووجعي
لم تلاعب
وحدتي فيك
وإنصهاري؟!
أين.. أنت
متى تمسح
الدمع
متى ترمم أوصالي...
أما علمت أن الألم
كبلني.. أوجعني
وأصبح كل أسفاري
لا أقل .. هزمتني
أو دمرتني
لكن غيابك
قدد أشعاري
أركنني حيث
سهدي
وشهقة أحباري
فماأتعس
الأقدار
وماأظلمها.....
اذ جعلتني أتخبط
وقراري
لهفي عليك كلك
دلني كيف
الوصول
إليك ..
لأعلن إما
عجزي.. وإما
انتصاري
نزيرة فواز الشوفي


موعد اللقاء بقلم الشاعر محمد الزيتوني

 \ موعد اللقاء /

_________
حيثُ.ما إنتظرتُ أتأمّل
رفيقي ما شابهَ الخيال منّي
ينتظرُ..
ظلّي يتوه بين الخفاء وظلّهُ.
يضيء بين إسمي روح ونقاءُ.
إن كنتُ أنا...
من صفات القلب أذكرُ..
كل إنتظاري
أسأل رحلة القُربُ منّي.
وذات النبض دقّات تقتربُ
هو الهوى..
إن أرى ..
ولا أرى الفؤاد قدمٌ..
بل الآتي رجل القصيدة..
كيف.ما...؟
أشرق الحرف؛؛؛؛
ولو بعد فهرسة النهاية .
على أشباه المقام
إلتقينا عابرين الثواني..
على أمل الطريق .
والشوق من حرير الذكريات
جلسنا سواء ..
// بقلمي : محمد الزيتوني
الإهداء : إلى صديقي هادي قريدة.
05/10/2021