الجمعة، 3 ديسمبر 2021

لحظة وداع/عزاوي مصطفى/جريدة الوجدان الثقافية


 --لحظة وداع--

يوم الوداع حان
أحار في أمري
وأنا أجمع المتاع
تختلط الأحاسيس لذي
أفتقد أمكنتي ورفاقي
والخصم ينتشي لحد النخاع
سأجمع لحظاتي وأوقاتي
وآهات عانت من الصداع
وأعانق المجهول ولن أخاف
يبدو لي في الأفق الشعاع
أذكروني بخير ولن تندموا
الحق أصبح تائها في ضياع
كل من تبسموا أقول أهلا وسهلا
هم إخوتي كلهم من الرضاع
ومن رماني بسهام غدر
رميته في عرين للسباع
عزاوي مصطفى

يا من يُدرّسُ/محمد الدبلي الفاطمي/جريدة الوجدان الثقافية


 يا من يُدرّسُ

مالي أرى وعلى الورى أتوجّعُ***واللّيل داج والقـــــــــــذارة مرتعُ
إنّي ليحزنني الهوانُ بأمّتي***ويزيدني نـــــــــــهبُ الرّعاع فأجزعُ
تحلو الحياة لمارق أو مخبرٍ***فتراهُ خلف ظهــــورنا يتمتّـــــــــــعُ
ولمنْ يراوغُ بالتّوهّم نفسه***ويقودُها نحو السّراب فتطـــــــــــــمعُ
تتعدّدُ الأوهامُ في نظراتنـــا***حيناً ويوقظـــهــــــا الرّدى فتُـــودّعُ
////
كنّا نـــــــــــظنّ بأنّنا نتجدّدُ***واليوم في كلّ الـــــقـــشــور نــــقلّدُ
ما كان أنْ ندع البلاد بلا غدٍ***حتّى يحاصرَها الفســـــــادُ الأسودُ
مازال يُقــمَعُ كلّ حرٍّ ثائر***والبطشُ في وطن الضّــــعاف يُعرْبدُ
يا منْ يبدّلُ كلّ حين بدلةً***ســـــنراك حتمــــــــــــاً صاغراً تتودّدُ
قُبحاً لوجهك في الوجوه قدِ ارْتدى***بطشاً فأصبح كالصّدى يتردّدُ
////
مابالمـــــــصائب عندنا تتكرّر***وكأنّ قـــــــــمعَ الغاضبين مقدّرُ
تنمو بأمّتنا المفاسد مثلما***تنمو الحـــشائش والنّبات الأخـــــضر
أيباح نهب الكادحين بأمّتي؟***والظّلم أخبث في الحيـــــاة وأخطر
إن حلّ في وطن تشرّد شعبه***وأتتْ إليه من الخـــــطوب الأنهرُ
لو كنت أدري ما الحلول طرحتها***ولكنت مقتنعـــــا بما أتصوّر
////
ظلّت بصبيتنا المدارس تلعب***ودروسها في النّاشئــــــين تخرّب
ظلّت تعلّمهــــــم بلا لغة ولا***علم إلى أمّ الـــــــــمعارف يـنسب
كم عاجز فيها يعلّم منطقا***يؤذي اللّسان وبالتّــــــــــــأمّل يهرب
يعدي الصّغار بلهجة مذمومة***وبها يــــــعلّم في الدّروس ويكتب
إنّ الصّغار إذا تخرّب علمهم***أضحوا حميرا في الورى تتـعذّب
////
يا من يدرّس في العلوم ويفهم***إنّ الضّــــــــــمائر بالرّضى تتعلّم
دعْ عنك ســـيطرة الرّعاع فإنّها***بالجَهْلِ تغتصبُ العقول وترغمُ
وزن الكلام بحـــــــــنكة وتمكّن***واعلم بأنّك في الصّـــــغار تعلّم
واحذر معاملة الضّعيف بقسوة***واخفظ جناحك فالتّواضــــع يلزم
وإذا أصابك بالأذى متـــــــعلّم***فاصبر فإنّك في الختام ستــرحــم
////
قفْ للمدرّس فالوقوفُ يبجّلُ***واسمعْ نصائحَ من يقـــــــولُ ويفعلُ
واحرصْ على فهم الشّروح ولا تكنْ***فضّاً كسولاً دائماً تتســــوّلُ
واعشقْ منافسةِ العظام فربّما***تأتي الرياحُ بما اشْــــــتهيتَ فتنهلُ
وعليك بالعــــمل السّديد فإنّه***مفتاحُ فقـــــــــــــــــهٍ بالفلاح يُكلّلُ
والرّجسَ فاهجرْ وابتعدْ عن أهله***واخترْ رفيقاً بالصّداقة يعمـــلُ
محمد الدبلي الفاطمي

تحدثني/مسعودة القاسمي/جريدة الوجدان الثقافية


 تحدثني

نقاط وحركات
هاربة من حروفي
انها بحر لجّي
إكتوت بملوحة
معاني أشجاني
تمردت
أعلنت الانفصال
والعصيان
سقطت من فوق
ظهرها العاري
تقارع الذكرى بالنسيان
والحنين بالصد والهجران
تركب الريح
وتسافر بلا ربان
بقلمي
مسعودة القاسمي
تونس

يا من على لهب الوداع/ دكتور عبد العزيز أبو حشيش/جريدة الوجدان الثقافية


 يا من على لهب الوداع تركتني

ونشرت عشقك والدموع
ومن المآسي ..
ما لديك وما عليك
ضاع الهوى واشتد طعنك
والجفا
وغدوت منهارا يؤرقك
الجنون وبسمة مشبوهة
من شفتيك
أنا يا عذاب العمر ما
عدت الذي
يرنو إليك ويشتهي
بوح الوداع لوجنتيك
بتمتماتي
وقلمي الذي يقول:
* أنا لست أبكي منك بل أبكي عليك*
دكتور عبد العزيز أبو حشيش

إنى زرعتك /أحمد المتولى مصر/جريدة الوجدان الثقافية


 إنى زرعتك فى دمى.

....

إنى زرعتك فى دمى نبضا.

... ودماءك كونت ذرات دمى.

وصنعت لك من دمى عمرا 

.... جديدا يسكن داخل عمرى.

وجعلت دواخل قلبك لى 

... غرفا أصبحت بيتى وسكنى.

وغفوت غفوة رجل مسطول

... أحلم بضماتك فى داخل حلمى.

حلما كان بعيدا ياسيدتى 

.... أدركت صباحه أصبح بيدى.

واغرورق الفؤاد  بالفكر 

... تلحق به  ضمائر  حبى.

حتى حازك قلبى المجنون

... فحاز قلبك فاستحق شكرى.

فرعيتك بين رياض روحى

.... يهمس لك بأنات  عشقى.

واغمضت عيونك  ساجدة 

.... تبحر وتغوص ببحور عينى.

لا تفترقى ولا تبارح طياتك

.... لحظات ودقائق نمارق نفسى .

كنت الهوى ، والهوى كنت

.... أنت أميرتى اسيرة عهدى .

لقد دونت أحرف إسمك 

.... كونت منها قصائد شعرى.

وأصبحت قصيدتى العصماء 

... تزلزل دواوين عواصم الأرض 

وكتبت أنك  تاج العلا 

... فوق أسطرى تزين ورقى 

وأنت تاج العزة فى مفرق

... البلدان بين الشرق والغرب.

أنت العظيم ياثرى بلدى 

.... وأنا النبت من أصل مصرى.

أحمد المتولى مصر.

تَـــــوْأَمُ الـــــرُّوْحِ/ حـسن المداني/جريدة الوجدان الثقافية


 تَــــــــــــوْأَمُ الــــــــــــــرُّوْحِ

شعر / حـسن المداني
لأَنَّــكَ مِـنْ أَصْـلِــيْ وفَصْـلِــيْ وَكُنْيَتِـيْ
مَنَحْتَـكَ مِنْ نَبْضِيْ وَرُوْحِيْ وَمُـهْجَتِـيْ
عَـرُوْسَ الـهَـوَىٰ مـاءً وَوَجْهَـا وَخُـضْـرَةً
وَفَجْرَاً خَضِيْرَ الوَصْفِ فِيْ عَيْنِ بَهْجَتِيْ
مَـنَـحْـتُـكَ يـَـا أَحـْلـىٰ حَـبِـيْـبٍ نُجِيْمَــةً
لَـعَـمـْرِيَ أَغْـلَــىٰ مِـنْ كُــنُــــوْزٍ وَثـَــرْوَةِ
الخميس3ديسمبر 2021م

هذا أنا/ أوميد كوبرولو/جريدة الوجدان الثقافية


 هذا أنا

شعر: أوميد كوبرولو
من عمق أعماق المكان
هو ذا الزمان
قد أنتفض
يحث خطاه
صوب الحياة
أما أنا...
ولكوني أنا
فقد ولدت من جديد
مثل نهار وليد
أحمل في أحشائي الفتية
ألف أمنية وأمنية .
أوميد كوبرولو
فنلندا.....////

صنعة......ام راحة بال/مهندس/ محمد عوض /جريدة الوجدان الثقافية


 صنعة......ام راحة بال

×××××××××××××××
الصرماتى والصائغ
ساعة الصباح الصرماتى فى دكانه
ينشد أغانى جميلة ويشد خياطة الابرة بحرفنة جميلة بدون النظر الى مكان الابرة ويخيط الأحذية
وبدون أن تشك الإبرة يده
ولكن جارة الصائغ يراقبه
من بعيد وهو على هذا الحال
فقرب اليه وقال له أزيك ياابو فلان
فقال له الحمد لله
فسأله الصائغ
هل ماتخيطه صنعه وحرفنه أم راحه بال
فرد علية الصرماتى بانها صنعه وليست راحه بال
وتجادلى كثيرا وكل واحد منهما مصمم على رأيه
ففكر الصايغ فى حيلة لاثبات كلامه
فدعى بصبى بعيدا عن الحى
واعطاه سمن ولحم ودجاج وخضروات وطلب منه أن يذهب
لبيت الصرماتى ويعطيهم لزوجته
ويقول لها هذه الاشياءمن عمى الصرماتى
وفى هذا الزمن لم يكن هناك موبيلات
فما كانت على الزوجة أنها طبخت
وجهزت الطعام من الأشياء الجديدة
ورجع الصرماتى للمنزل فوجد الطعام
فجلس ولم ياكل وقال لها من احضر هذا الطعام فقالت انت ارسلتها مع صبى وقال انها منك
فشتا عقل الصرماتى وزوجته ولم بتعشى ولم يستطيع القيام باى وأجب
وفى الصباح ذهب لمحله
ولم ينشد كعادته والابرة تخبط فى أصبعه وبتوجع
فدخل علية الصايغ
فقال له
ها أصنعه ام راحه بال
فرد علية قال له
بل هى راحه بال
فافتش سره وقال انا الذى أرسلت لك الطعام وهو هديه من لك لاثبت لك
انها راحه بال وليست صنعه
أديب وشاعر مهندس/ محمد عوض
3/12/2021

الوسادة والدموع/عادل خطاب العبيدي / بغداد/جريدة الوجدان الثقافية


 الوسادة والدموع

………………………..
بئر من الأسرار
وسادتي …….
أسألها ….
كم من الدمع احتويتي
من بكاء وعويل
لم تفضح النساء
بسرها …..
ولم يبكين بحضن
الأمهات ….
بل كانت الوسادة
هي ملاذ …..
تقول الصدق لها
دون خجل و تردد
لم تفضح …
ولم تبوح بما فعلت
بها من النكبات
دموع ندم …
وخوف ….
دموع شوق وهيام
دموع حزن ….
وآلام الفراق ….
كثيرة هي المصائب
قوية انت ِ …
لدرجة الانكسار
تتألمي بصمت
ولا أحد يراك
تضاجعي اوجاعك
وتلد ِ الاحزان
بعمق الجراحات
لا تلعبوا بمشاعر الخلق ِ
فأغلبهن ….
لم يطقن الغدر
والهوان ….
لا تخذلوا من أعطاكم
الثقة يوما
ولا تبيعوا قلبا
اشتراكم
لا تتركوا في النفوس
الجريحة جرحا
ولا كسرا دون جبر
( فرفقا بالقوارير )
…………………………..
عادل خطاب العبيدي / بغداد

أمض إلي/دجلة العسكري/جريدة الوجدان الثقافية

 قصيدة أمض إلي

وان غادرت عن الأعين باحثا
لسماء الالهِ
مناشدا
معشوقتك في السهد ذابلة
كل عنوانيها غائبة
في ليالي الحزن اختنقت
حُملت خطيئة الحب ف تمردت
هجرت صحائفك فتسللت
لغربتها المظلمه مضت
أقامت صلواتها فبكت
رجوت ،فأنذرت شموع الرجوع إليك
وتنهدت ، لمضجعك توددت وتوسلت
فأقم صلواتك في محرابها ، عن العيانِ أعتزلت
، ليوم القيامة تمردت، لرحيق ثغرك أثملت، في نشوة الحب
تبسمت ،بين ذراعيك غفوت،في جنتك استباحت وخٌلدت،
في قصيدتك كُتبت ، لغرامها أنشدت ، تمايلت تراقصت
تحايلت في ليلة عشق لها قُدرت،
معشوقتك في جنة الخلد بك استوطنت
دجلةالعسكري

سحر عامي / شاذلي محمد عبدالرحمن حسين/جريدة الوجدان الثقافية


 

🌹🌹🌹🌹🌹🌿 سحر عامي 🌿🌹🌹🌹🌹🌹
حتى إسمه . من العوام
يعني . مش محتاج . علام
سهمه . غير . كل السهام
سحره . نافذ . للقلوب
كل كلمة . جاي معاها . ١٠٠ سلام
شعره . غير . كل الكلام
كل موقف . ليه مقام
والبساطة . طبعها . من غير لجام
والمعاني . جاية منها
كل معنى . معاه . وسام
لما يبقى . الشعر . عامي
يعني . ده مكتوب . بدمي
اللي شاله . تراب . بلادي
من نصيحة . قالها . أبويا
وإترسم . وياها . إسمي
وإتكتب . من . دعوة أمي
مش بقولك .سحر عامي
🌹🌿🌹🌿🌹🌿🌹🌿🌹🌿🌹
أحلى تحية من شعراء العامية
كلماتي / شاذلي محمد عبدالرحمن حسين

صباحي/غانم ع الخوري/جريدة الوجدان الثقافية


 . صباحي

بكير ع الصبح دقيت باب بيتها
و زادوا دقات قلبي بسماع صوت نقلتها
فتحت الباب و قالت تفضل ياجار
موسيقى ما بعرف كيف نغمتها
وغابت لحظات ورجعت معها دولة الأهوي فايح عطرها عطور المسك والهيل
تنعش القلب بتزيد السرور و الأفكار براسي عم تدور
لما قدمتها اختلست النظرة من نظرتها بعيونها حكايا وأسرار مع البسمة مشروب الهنا قالتها
من أول رشفة/ي سافرت للبعيد
بطيب الطعمة/ي وحسن طلتها
لمّا بشفتها الناعمة/ي رشفة الفنجان
وقتها تمنيت كون بموضعه/و
حتى تبوسني ولامس حفايف شفتها
.. غانم ع الخوري ..
٢٠١٦/١٢/٣

الصُّحْبَةُ/محمد جعيجع من الجزائر/جريدة الوجدان الثقافية


 الصُّحْبَةُ :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كَمْ طالَ لَيلي واسْتُثِيرَتْ أَوْجِعِي ...
يا رُوحَ قَلْبٍ نَابِضٍ لِلْجَعْجَعِ
يَسْرِي بِجِسْمٍ كَامِلٍ فِي دَوْرَةٍ ...
خَفَّاقَةٍ .. نَبْضٌ لَهَا بِالأَضْلُعِ
قَدْ كُنتَ رَبْعِي بَادَلًا لِي عَنْهُمُ ...
فِي مَا مَضَى مِنْ صُحْبَةٍ لِلْأَنْجَعِ
وَاليَوْمَ تَمْضِي تَارِكًا صَحْبًا لَكَ ...
يَبْكِي فِرَاقًا هَارِقًا لِلْأَدْمُعِ
يا صَخْرَةً في صَدْرِكَ الْجَافِي بِهِ ...
مَاتَتْ خِصَالٌ مِنْ طِرَازٍ أَرْفَعِ
يَا خِلَّةً مِنْ خَيْبَةٍ ، بُنْيَانُهَا ...
مِنْ رَمْلَةٍ .. تَأْسِيسُهَا مِنْ خَالِعِ
لَا صُحْبَةً غَيْرَ الّتِي تُبْنَى عَلَى ...
أَرْضٍ بِهَا مِنْ نَافِعٍ مُسْتَنْفَعِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد جعيجع من الجزائر ـ 13 فيفري 2021

العهد/حنان لخضر /جريدة الوجدان الثقافية


 ** العهد**

قالت:
لازلت ممن يحفظ
العهد ولا يخون
لست ممن يرتدي
القناع فيتنكر
لست ممن يخدع
ويهجر
لست من يكذب
ولا يصدق
بل أتمسك وأتشبت
لست ممن يدير ظهره
ويرحل ....
بل أترك شرف المبادرة
لطرف الآخر ...
لكن ما أخشاه عليه
هو لحظة رحيلي هو
سم بطيء قاتل ...!
ان اخترقت السماء
أحلق لأبعد مدى
أعصر فؤادي بين
ضلوعي
أسحق ذكرياتي تحت
أقدامي ولاأبالي
بنزف دمي.....!
لا أترك بصيص أمل
للعودة من ثاني
ولن يحلم فاقدي
بمصافحتي
ولو بغفوة منام
حنان لخضر 🇲🇦

الملهمة والشاعر /سامية خليفة-لبنان/جريدة الوجدان الثقافية


 الملهمة والشاعر

تهتَ عن محطّةِ اليقينِ حتّى أمسيتَ الشّاعرَ الأعزلَ
ها هي ملهمتك تذوي
فكيف ستستعيد منها قصائدَكَ المؤجلةَ؟
اركض خلفها سترحلُ بلا قطارٍ
فالمحطة بلا سكة والصدأ يأكل الحديد
والصّدأُ يتلفُ في قلبِها الوتينَ
صدأ النُّكرانِ والهروبِ والهجرانِ كم هو أدردُ !
قميءٌ كما مستنقعٌ غطّتهُ الطّحالبُ والعفونة
لا تسلْ لِمَ قدماها المقيدتان تمردتا
حتّى أخذتا معهما المسافة
لمَ الزمن تبرأ منْ روزنامتكَ
لا تنظرْ بعد الآن إلى عقاربِ السّاعة
الزمنُ حتْمًا سيتوقَّفُ مع رحيلِها
فاركضْ خلفها
أيا ملهمةَ الشّاعرِ
أتحملين الحقيبةَ بكفِّ العنادِ أتأخذين معكِ العطرَ والأنفاسَ
أتتركينَ خلفَكِ غبار الذكرى
وترحلينَ ممتلئةً بُعدًا
تتركُينَ البصماتِ في كلِّ ركنٍ
يا لنقاء آثاركِ المائيَّة
فرحيلُكِ وُلدَ مع زخّاتِ المطرِ
هيّا اجمعْ يا شاعرُ باقةَ الحنينِ
ومنها استنشقِ الحلمَ
هيّا اجمعْ شتاتَ أحلامِك
ومعها أذبْ حرارةَ الأشواقِ
استنشقْ بخورَ العشقِ
اصرخْ بقلبِكَ فلسوفَ تسمعُ منهُ النّداءَ
هيّا يا شاعر أعدْها إلى صومعةِ الوجدِ
عرِّ جبالَ المستحيلِ من ثلوجِها
واحيِ دفءَ الإصرارِ
دعِ المحرَّمَ يفقد رشدَهُ
ليميتَ في النّايِ الأنينَ
قلْ أنَّكَ لن تحوكَ بعد اليومِ قصيدتَك وهي مصفّدةٌ بالسّلاسل
بلْ ستحوكُها مطرّزةً بخيطانٍ من حريرِ
قل أنّكَ لن تستطيعَ أن تنامَ وديوانكَ خاويَ الوفاضِ منَ القصائدِ
بل قلْ أنَّك سترسمُ لوحاتِ قصائدِكَ بأهدابِ السّهرِ
وأنّ معَ ملهمتِكَ سيغدو الحبّ خيّالاً
جوادهُ سيسابقُ الرّيحَ ليصهلَ عشقًا
إنْ شاكسْتَه مزَّقَهُ الجموحُ
إنْ زرعتَهُ أملاً في جسدِ الصّباحِ
قطفْتَهُ وردةً في آخرِ اللَّيلِ
ها أنّ طيفا آتيا في السَّحرِ
المحُهُ ينثرُ البتلاتِ يجرجِرُ خلفَهُ الكلماتٍ
هو طيفُ ملهمتِكَ يدنو من منضدتِكَ
قمْ ورتِّلْ معها أناشيدَ الفجرِ
اغرسا في روحيكما أملاً جديداً
يزهرُ حبّاً يحيي روحاً
ليمسي حنانُك فجرًا لأيّام تنتظرُ الفرحَ
المتسرّبَ قسْرًا من خوابي السّنين
ليشرقَ مع الحلمِ الأملَ
ليمسيَ حنانُك دفئًا عاريًا من جسدِ اليأسِ
ملهمتُكَ عادتْ رغمَ أنّها أحكمتْ إغلاقَ أبوابِ الرحيلِ
أنت يا شاعرُ ما اعتزلتَ الشّعرَ
بل كاد أن يموتَ فيكَ الشِّعرُ
عادتْ ملهمتُكَ فاحيِ تجلياتكَ
تجلّياتٌ كانتْ في انبعاثاتِها
كلمسةِ الأرواحِ للأرواحِ كدفقِ شلّالات
يا للدموعٍ التي كنتَ ترتشفُها
وأنتَ أعزلُ من أبجديَّةِ القصيدِ
ملهمتك حينَ رحلتْ رحلَ معها وجهُ الحياةِ تلبَّدَ خدُّ السّماءِ
حينَ ورود الحقولِ خلَتْ من النَّدى
اقشعرّ بياضُ الرُّوحِ هامَ على وجهِهِ
ينثر نقاطَ البياضِ على صفحاتٍ سوداءَ
لا تقنطْ أيُّها الشاعرُ تخيّل فقط
لو مزّقتِ الشَّمسُ سوادَ اللّعنةِ فماتَ السَّوادُ غيظاً
وأمطرتِ السّماءُ قبلاتٍ
تخيّلْ لو أنّ الدمعةَ العذراءَ ما تزالُ تتمايسُ على الخدِّ الأسيلِ تنتظرُ لمسةً من يدِكَ.
سامية خليفة-لبنان