الجمعة، 26 نوفمبر 2021

على جريدة منسية/نعيمة سارة الياقوت ناجي/جريدة الوجدان الثقافية


 على جريدة منسية///

أدون تراتيل الأرض...
وبعضا من الومضات...
ورحلات بلا مواعيد...
رحل العمر يا مولاتي
ياااا أيتها الأرض...
الاَوية سر الوجود...
لا طوابير أقف على حُلْمها
فتنصف هذا الشعر...
ولا سحابة تأخذني
دمعة فرح فألقاك
مدهامة بين المحاريث...
والياسمين يحبو جدلا إلى ينبوع الروافد...
رحل الصحو
ومابقي خيوط من شمس
ورعشة تلف الكلمات
وفوق المنضدة
نظارتان
وعينان مرهقتين
كعيني يعقوب
ابيضت أسى وشوقا ...
لم يبق شيئ...
غير فنجان بن أتلف نكهته صقيع المواسم...
ورقعة من بقايا الظبية الشهيدة بين أفواه الأسود...
أنا هنايامولاتي
أنا هنا أيتها الأرض
قلب معلق بين الأغصان
تنعاه أوراق الأكاسيا في موسم غريب
لا ياسمين
ولا نرجس يخفي رائحة الموت....
خذيني أيتها الريح
مزقي هذا الوريد
واكتبيني شهيدة عشق بين المواويل
علقيني أينما شئت
ولا تقطعي وصلي
فكل ما بقي
خيط من ريح
وحروف فوق جبين الياقوت....
تذروها ريح الشمائل
غرقا في لب الغياهب
فهلا انتظرتني ياغريب
خلف ذاك الفراغ
كي نعيد فصول المسرحيات...
نرتل مااختمرخلف الأبواب...
نسدل الصمت على الكلمات
في نهاية الجسر الطويل
هناك سأهديك قصيدة شعر
سأبعث لك رسالة
تحت أجنحةاليمام
المرابط في أعلى الصفصافة
سأسمعك ماخبأه العندليب
بين القشات
سأخبرك بأني وأنك قناديل بحر
على هامش الشط
نلعق الملوحة من خلف الظل...
وسأشهدك يا صاح على أننا والغريب
وذاك المُهَجَّر بدون وداع....
عابرون...
عابرون...وبعد لم نتمم قصيظة الشعر...
ولا سرحناالصرخة الأولى
لم نذرف كل الدموع
لم نكتب شيئا
لم نسافر بين فصول الفرح...
ولا البكاء أنصفنا يوم الفراق....
عابرون وبعد لم نكتب مواثيق السلام
ولا لملمنا شتات الأحلام الضائعة سدى...
بين العناد والإستبداد
تعال أشهدك على أروع صك...
فكن خير شاهد
على أن الكراسي
من خشب...
قابلة للكسر
وأن البن في فنجان العرافة أفقد الذوق
وأن رقعة الشطرنج
اَسرت كل البيادق...
تعال نوثق لأجمل قصيدة عمر...
فالجدائل بين الواحات
تنعى النخل
والنار في صمت
مازالت هناك ...خامدة في عيون السحاب
تنتظر
هبة ريح تؤجج ما اختمر من سر في عمق الدياجي...
تعال يا صاح
نختلس الممرات بين دروب الأمنيات
نتلصص بعضا من ومضات الحنين
نتلواَيات العشق القديمة...
ربمايضخ الدم في الوريد...
تعود الإبتسامات
ونصرخ بأعلى صوت
هنا كنا
وهنا نموت أو نحيا
توائم بلا بلاميز...
نعيمة سارة الياقوت ناجي

لن انساك /مصطفى محمد علي/جريدة الوجدان الثقافية


 لن انساك

لو طال
الدهر
وتراكمت
حوله الايام
والذكريات
ستبقين
حبيبتي
منذ
التقت
عيناي بعينيك
حتى الممات
*****
اعاهدك
ياملاك الحب
اني
لن انساك
رغم احزاني
واهاتي
رغم كل
المغريات
*******
احبك
وانت
تتوحدين
مع قطرات
الدم
والدمع
والذكريات
******
من لهيب
شفتيك
اكتويت
وبت اذوب
احتراقا
وشوقا
اليك يا أجمل
الملكات
******
حنيني
اليك
يغتال ايامي
مهما طال
غيابي
لحضن حبك
وريح
عطرك
سوف اعود
والفظ
الآآهات
******
أنت
ساحرتي
وقصيدتي
فرحة قلبي
عطر حروفي
واعظم
الكلمات..!!
بقلمي مصطفى محمد علي

يطرق الحنين/حنان لخضر /جريدة الوجدان الثقافية


 يطرق الحنين أبواب أيمني

فأتذكر أيامي معك
من زاوية قطار سريع
كم هي نائية ورائعة تلك الأحداث ..
تحتاجني رغبة في القطف
فتمتد يدي عبر النافذة
لأقبض عليها ....
لكنها تبتسم في وجهي
وترسم نظرة مخضرمة
بين حسرة وسخرية
كأنما تجهر بقولها
مجنونة أنت ... !
هيهات أين لك من
سويعات القرب
... لن تظفري ...!
أتقرب ....وأتقرب والأمل
يتملكني ...بنظرة رجاء
علها تعطف وتحنو ولو
بقسط من ثوانيها
لكن عبثا أحاول تهرول
وتهرول ....
حينها صرخ فؤادي من
بين أضلعي ...مكسرا
ذاك القفص الحاجز
ونادى بأعلى صدى رددته
الجبال ...!!
آه يا عمري الماضي
بالله عليك جد بالوصال
قد رقت لحالي دموع البشر
صخب من أجلي موج البحر
تساقطت لحزني أوراق الشجر ...!
وتعتم لأجلي الشمس والقمر
امنحني سويعات وصال
فما عاد في العمر متسع
للحرمان ولا للقهر...!!.
حنان لخضر 🇲🇦

النوافذ/فريد دركوش/جريدة الوجدان الثقافية


 النوافذ

كلما أشرقت الشمس، ابحث عن دروب وزواريب الحياة لأحمل اليك ماأستطيع مما يعينك على السعاده ...
وحين تغرب الشمس لا أدري هل وصلتك اشيأي...
وحين يكون يبزغ ضوء قمر اجعل الرسائل وسائط حبي اليك...
واتهجد باق الوقت ان ترضى ...
حين تصيح الديوك ..
ويتغنى الشماس بصوت الاجراس ..
ويهدل صوت المأذن حى على خير العمل...
تتشاطر الطيور القرب والرزق والحب مع كل الفائزين بحب الله...
فتزرع الارض ويدر اللبن..
ويسرح الخلق على بساط الرضى ..
ويعاش الوقت على أمل ان نلتقي
احبك..
في ظلال يحبهم ويحبونه...
على حوض عشق...
الى مقعد صدق...
...
تحياتي
وعلى حب نلتقي

نقوش هائمة/عزاوي مصطفى/جريدة الوجدان الثقافية


 ---نقوش هائمة----

نَاوِلِينِي قَلَمًا لَيِّنًا مِنْ كَيَانِكِ
وَحِبْرَ حَنَانٍ فِي دَوَاةٍ مِنْ دُمُوعِكِ
وابْسُطِي صَفَحَاتِ قَلْبِكِ الْبَهِيِّ
أَنقُشُ أَحْرُفًا تَلِيقُ بِمَقامِكِ
حُرُوفُ الأَبَجَدِيَّةِ تَقِفُ بَيْنَ يَدَيْكِ
وَالأُسْلوبُ سَيلُ وُدٍ جَابَ دِيارَكِ
بِأَيِّ النُّعُوتِ أبوحُ
وَأَيُّ عِطْرٍ يَفُوحُ
تَصْطَفُّ القُلوبُ بِعِشْقٍ عِنْد بَابِكِ
النَّقْشُ عَلَى قَلْبِكِ كَفُسَيْفِساءِ حُبٍ
مِنْ جَمَالٍ وَمِنْ دَلَالٍ
وَمِنْ عَقْلٍ فَاقَ أَقْرَانَكِ
لَوْ كَانَ نَقْشِي أَبَدِيًّا لايَزولُ
كَالْوَشْمِ بَادٍ عَلَى أطْيافِكِ
يَخَلِّدُ أَيَّامَ اللِّقَاء
أَيَّامَ السَّعَادَةِ وَالشَّقَاء
وَبَوْحًا نابِضًا بِالْحُبِّ
كَالشَّهْدِ يَقْطُرُ مِنْ عَبَراتِكِ
عزاوي مصطفى

احلام المساء/ توفيق حجلاوي/جريدة الوجدان الثقافية


 _____احلام المساء _____

كنتِ لي يوم المنى
كنتِ نورا و ضياء
نجمة تتلألأ .....
مشكاة بين الأرض والسماء
كنتِ لي رمز الوفاء
قبل السهد و الغفى
حتى إن ران الكرى
همس الملائكة من طيفك خجل ..فأدبر
انتِ الكرم و العطاء
حتى إن جفّ الطلى
رضابكِ صلاة استسقاء
همسكِ مناجاة و دعاء
منيرة احلام الدجى
في ظلكِ أسير انا
أكنّة في ليل شتاء
لفاف اخف من وقع الندى
تهرّى بعد إرتخاء
كان حبا في صفاء
قبل الهجر و النوى
سواد الليل دنا
سرنا معا للوراء
لنقطة ما قبل اللقاء
تاهت هي ...
تهت انا ....
أضحى الفراق عناء
بَعِدْنا بُعدُ الخطى
كِلانا إلى الدبار ردى
كلانا عن الديار نأى
ما اخفاه القلب جلا
أمسيت ندرة من بثمالة الحب انتشى
تجرعت كأس العزاء
رفيق الخيال بيننا
دريّة له مني انا
بعدما سرنا في الدرب سوى
جرحي عميق لم يندمل
لا بلسع الجمر و لا بحديد الكوى
سأظل أرنو للقاء
في القبر نعش حياة الفناء
في البرزخ نحيا سعداء
حياة المنى ...
الجنان لنا...
نلهو كما كنا في الصباء
لا رقيب ...
لا مسى...
و ننعم بأحلام المساء
___ بقلم توفيق حجلاوي___
2021/11/23

ما قلَّد الزمن/المهندس حافظ القاضي/لبنان/جريدة الوجدان الثقافية


 ما قلَّد الزمن. (البحر البسيط).

مَا قَلَّد الزمَن، الّذِي ،وَاكَبَ الحلُم،
عِرق يَفِيضُ، دمَاً، درءَاً عنِ العتبِ.
أفعالها ، أدبٌ ، أعراقِها ، شِئمٌ،
فخر بِما وصلت ، كنز لذِي النخبِ.
واكَبت جُرحَكِ، يا مستغفِر الألمِ،
جرحٌ بدا خَثر ، باقٍ على الندبِ.
ضمدت من وهب الرحمن، من كرم،
خفض لذِي، أَلَمِكْ، قطبت لكِ الندبِ.
نثر ذَرىْ ، ذهَبَاً مِنْ شعركِ الفهِمِ،
كنت الاديب لِذِيْ ألفاظِكِِ ، الادِبِ.
فاض الحنين،وساح ، العرق بالهمم،
نجمٌ أصيلٌ، يُوافِيْ، الكَوكَبَ الشُهُبِ.
كِحلٌ يَجُولُ ، كَمِغزَالٍ ، مِنَ القلَمِ،
وَهجٌ عنِيد ، كَبركَانٌ ، مِنَ الصَخَبِ.
أفعالُكَ الادبُ ، أوتادكَ القِيمِ،
نور عقِيدتهُ، المستبعِد ، الغضَبِ.
أسرجتكَ، النبضَ،ذود عَلى العشَمِ،
نور يليِق بِكَ ، النِبراسَ ، لا الضَبَبِ.
ومَا زالَ ،شِعرِكَ ، وشْمٌ، كَماَ الشِّيَمِ،
رصعٌ يصَاغُ ، كَعنوانٍ علَىْ الكُتبِ.
المهندس حافظ القاضي/لبنان

إطلالة البدر/ سليمان كااااامل /جريدة الوجدان الثقافية


 إطلالة البدر .....................

بقلم // سليمان كااااامل .....

************************

حين تشرق الروح........... لا أدري 

أوجه حبيبتي..... أم إطلالة البدر

......

وحينما تزهر....... نشوتي للحياة 

فقد غلبت إبتسامتها ظلمة الكدر 

......

بأيهما أبدأ يومي............. ببهجته

أعينيها .....أم برنة صوتها العذري

......

تفاجئني.............. كل حين بأنثى 

وهي كل الإناث بحديثها السحري

......

فماهممت لشيء .......ينويه قلبي 

إلا وبادرت وكأنها في الدم تسري

......

يالروعة الحسن......... في عينيها 

وإيماءة منها ....تنشلني من القهر 

......

فحديثها .....أنشودة عشق رنانة 

صداها في أرجائي سعادة العمر 

......

وإن غابت شمس النهار أضاءت 

ثناياها خيالاتي والرؤى كومضة الفجر 

......

فحين ينام جفني على خاطرها

فالأمن بي دونما خوف كنومة الفهر 

......

والله لو تعلمون مدى حبي لها 

لقلتم ...قليل بحقها كل الحب والبر 

...................................................

سليمان كاااااامل ......الخميس ...إطلالة اليوم

2021/11/25

أنتِ الحياة /زهير جبر التميمي/جريدة الوجدان الثقافية


 أنتِ الحياة

*********
أيا..
شجرة بلون كل الورود
وياعطر البنفسج
وعشق البشر
ناديتكِ
بأعذاب مايكون
هلمي لعشق
يجافي السهر
أحُني أناملكِ
بشوق الحياة
وحُب البلابلُ
لزهو الشجر
قلتِ بصوتٍ
يفوق الخيال
رقيق المشاعر
كنبع النهر
كأنهُ لم يطرق
من قبل مسمعي
ولا يطيب بدونه
يوم السمر
نعم أنتَ الحبيبُ
وأغلى البشر
وأنتَ عنفوان
كل الشباب
ونبضات
قلبي المنتظر
وأنتَ الطريق
الى غايتي
وأنتَ المرصع
بتاج الفخر
قلتُ لها
وقد هَدني شوقها
هلمي لعشقٍ
يلف الجبال
ويرجع لحضنك
المستتر
وأرجع أقُبل
رحيق الشفاف
كما النحلُ
يلثم طيب الزهر
فما أنتِ
وسحر الجمال
كعمق المحيطات
وعمق البحر
وتلك النجوم
حول القمر
زهير جبر التميمي

ودعتهم /الشاعر. د.ثامر حسين النعيمي/جريدة الوجدان الثقافية


 قصيدتي ودعتهم

ودعتهم والقلب بين صبر وفرج
نوبه نواح ونوبه بالحسن شادي
الفارق احبابه يبكي مابو حرج
مابين ذكرى صفا اتنسم علاجي
اتذكر الصدفه طالع انا درج
جت العين بالعين واتحسن مزاجي
ارجع من الصفر وصدري انثلج
على شوفك دوم ادعي الهادي
ربي عطاك عيون سود ودعج
وراجع الرحمن واطلب مدادي
كثر الهموم ياريم قلبي اختلج
مدري حسد مدري ظلم العبادي
بقلمي الشاعر. د.ثامر حسين النعيمي

صراخ فى شوارع إستكهولم للشاعر / عماد زايد/جريدة الوجدان الثقافية


 صراخ فى شوارع إستكهولم

للشاعر / عماد زايد
******************
طيور الشرق سبقتنى
إلى حبيبى
تغرد ليسمع ندائى
ويعرفنى
تجوب شوارع إستكهولم
ليقرأنى
أنا حبيبتك
أنا المكتوب فى عينيك
لتلقانى
وفى أحشائى من وجع
دوائى أنك تلقانى
أنا السهرانه طوال الليل
لعل الفجر يعرفنى
وأخشى أن تتوه ملامحى
وأنا أحلم بك حبيبى
أعرف أننى أطلب المستحيل
وأرسم من أفكارى جنونى
سأصرخ فى شوارع إستكهولم
حتى أراك
وإن رأيتنى فلاتلومنى
وهل لمثلى حين تعانى البعاد
أن أحاسب على جنونى
ياحبيبى أنا ؟
*************************
( من ديوان : حبيبى ياأنا )
للشاعر / عماد زايد

طوفان من الحلوى في معبد الجماجم// لأمّ الزين بن شيخة المسكيني/ محمّد مجيد حسين – كردي سوري/جريدة الوجدان الثقافية


 النزوح خارج اللغة في رواية

(طوفان من الحلوى في معبد الجماجم) لأمّ الزين بن شيخة المسكيني.
(لم يعد في مقدورنا في هذا العصر إنتاج قيمنا الأخلاقية وصقلها بسبب غياب التربية الإنسانية وتغول العلم بتجريده وعمومياته، أصبحنا مجرد مستهلكين للرصيد الأخلاقي الذي كونه أسلافنا، فالفضيلة الآن كلمة بلا معنى يضحك المرء منها، وويل لمن لا يضحك). فريديك نيتشه
استهلال
لننحت بحواسنا الهاربة من دلالة النار
لنُفكك ماهية اللغة عبر صدى صرخات الجياع
ولنرسم بدموعنا الساهرة خلف متاريس الضباب
ولنبكي خلسة ولنبتسم حتى تحت أعواد مشانق الفيروسات.
ولنسمع الموسيقا بأرواحنا المُتعبة
ولنسترسل بعمق لنُعانق حبيباتنا خارج منظومة الملموس
ولنسكب ماء الورد على مُحيا الإيقونة أمّ الزين بن شيخة
ولنذوب في طوفان من الحلوى
ولندرس جماليات العبثية في معبد الجماجم.
الخلاصة
استدعاء مركزية اللوغوس عبر التشارك ما بين جذور المنطوق والمكتوب من خلال مونولوج كثيف الدلالة رغم حيز الإشكالية في نواته الضامنة للعبور الآمن لرؤى الروح والمُتمثلة بالكائن التاريخي من جهة والكائن الحداثي المُنتمي لقيم العصر عبر العقل القادر على تفكيك رمزية الحروف وماهية اللقاءات فيما بينها والمنبثقة من مزج عالي التركيب ما بين الإيقاع وجمالية الشكل, هذه الوجبة النادرة تنجح في تحقيقه الروائية أم الزين بن شيخة عبر روايتها طوفان من الحلوى في معبد الجماجم وبمهنية رفيعة خاضعة لجُل مفاهيم علم الكتابة وفقاً (لجاك دريدا).
إرهاصات
أطفال اليوم في العالم الإسلامي عندما يكبرون هم مشاريع للموت إما قتلة أو ضحايا أو سيتباعدون خوفاً من الفيروسات أو سيُقمعون من حكامهم.
والفتيات انحسرت مساحة الجمال في مُخيلتهن, حتى ذاك الحلم العميق والمُتمثل بارتداء الفستان الأبيض وهو الحلم المتفق عليه بين معظم الفتيات في العالم وتحديداً في العالم الإسلامي بات صعب المنال.
هذه الويلات أدخلت الضبابية إلى عالم معظم الشرائح الاجتماعية ..
عودة الأصولية , انتشار فيروس كورونا , ظلم الحكام , الظلم الاجتماعي المُتأصل والمُتوارث وأزمة العقل هذه المنظومة الفظيعة غيرت الموازين وبشكل مُدمر ..
رسائل إلى القتلة:
( نخيل تدمر لا ينحني ) قالها بشموخ عالم الآثار السوري خالد الأسعد وهو مُحاصر برشاشات القتلة فرحل بشموخ.
لهؤلاء المستوطنين في جبلي مغيلة والشعانبي أشجار الزيتون لا ولن تركع للقتلة.
هذه أنفاس أمّ الزين بن شيخة الناطقة باسم الحياة والعقل هناك في بلاد قرطاج.
وصوت الكلمة سيعلو على صوت الرصاص, المجد للإنسانية.
وهناك في كوباني وقفت آرين ميركان الكردية بعزيمة الجبال وتحدت القتلة والموت واستشهدت مُنتصرة.
الرواية والروائية
الروائية التونسية أم الزين بن شيخة نموذجاً:
من خلال روايتها طوفان من الحلوى في معبد الجماجم, قال جبران خليل جبران:
(المرأة التي يتحسن مزاجها من كتاب، قصيدة، أغنية أو فنجان قهوة.. لن ينتصر عليها أحد؛ حتى الحياة تخسر أمامها)
سأمنح نفسي تذكرة سفر في العوالم النفسية للروائية أمّ الزين فهي كتبت هذه الرواية من منظور عقلاني يرتكز على منظومة من الطمأنينة والتصالح الداخلي, أي أنها نظمت علاقتها مع ذاتها ومع الحياة من خلال التوافق الانسيابي ما بين المشاعر والعقل, وهو بدوره يعمل عبر المشاعر.
هنا يُمكننا أن نستنتج بأن التفاعل ما بين العواطف والعقل قد يمنح الكائن البشري بوابة لفضاءات قد تؤسس لكينونة حقيقية.
العقل في ضيافة العاطفة, والعاطفة في حضرة العقل من أجل خلق الأجواء الأكثر ملاءمة للإنسان المُعاصر.
ميّارى
هل تنتهي الهجرة باللغة أم تُساق إليه بغفلة من السماء,
وهل تحرير الأنوثة من التوحش الذكوري بحاجة إلى النزوح خارج اللغة,
وهل التربص هناك بمحاذاة زبدة الذكريات الممكنة في عالم يخوض معارك من الافتراس بدوافع وجودية, في خضم هذا العويل هل يُمكننا رصد جغرافية آمنة للجمال؟
ميّارى هي روح أمّ الزين ورمز الحياة التي تعاملنا بلطف وعفوية, وأحياناً بأنانية بيضاء في ظل تعطل ولو مؤقت للعقول, وهي تُمثل عالم المرأة الداخلي أيضاً في ظل تضخم حجم الأنا في اللاوعي في عالم شاسع تم اختزاله في قرية صغيرة.
مُغامرة في عمق الطوفان:
حلوى حياتنا تُغرق سيوف القتلة, وماء الزهور النابعة من قلوبنا العاشقة للحياة تُنعّم حتى أشواك الكراهية في قلوب القتلة, حيث ستسود ثقافة انتصار البياض على السواد.
فجماليات المساحة تختلف من خلال الأشكال الهندسية ,وكينونة الطيور في السماء تختلف من زمنٍ إلى آخر, وأحمر الشفاه يتباين على شفاه الروائيات بحسب انسجام الملامح.
ومشاهد القتل تختلف من مكان إلى آخر وفقاً لمنسوب التماهي مع الموروث الثقافي وضعف الانتماء لقيم العصر وعجرفة القائمين على إدارة الآخر.
ثمة اشتغال تحفيزي في اللاشعور على مواجهة منطق العقل عبر منظومة التخويف والترهيب وباستراتيجية مؤلمة تستهلك طاقاتنا وتشغل تفكرينا أي أنها تُحجّم مساحة البياض في أعمارنا.
ثنائية الموت والحياة تم التطرق إليها منذ القِدم كما هو شائع في النص الأقدم تاريخياً ملحمة جلجامش فما كانت رحلة جلجامش وأنكيدو إلى غابة الأرز حيث الخلود المزعوم إلا محاولة للهروب من جبروت الموت ومن ثم عودتهم بخُفّي حنين, وفي السياق التاريخي تناولت شريحة واسعة من الكتاب هذا الصراع ما بين الحياة والموت, وهنا تتناول المُبدعة أم الزين بن شيخة المسكيني أبعاد الصراع عبر مزج الدوافع الذاتية المُنبثقة من الموروث الثقافي والتربية المنزلية وكذلك المجتمعية من جهة, وكذلك مصالح الدول العظمى التي تُساهم في خلق الأجواء العدائية ذات البُعد الوجودي.
هنا لنقبض على شهد الكلمات من رابية التاريخ ومن خلال عفاف ذاكرتنا العميقة التي تمنحنا جملة من السرديات في فضاء العزف المُنفرد وفي أصداء المواعيد التي تتظلّل في غياب شبه تام للظل الموضوعي في عالم يتغذى على العدائية الخالدة.
رواية طوفان من الحلوى والتي تجري أحداثها في تونس تطرح إشكالية الحياة المُعاصرة وتحديداً منذ 2011 وما يسمى بالربيع العربي وما تلا ذلك المُنعرج من تحولات مؤلمة كظهور الجماعات الأصولية كداعش والتي كانت أكثر الجماعات انتشاراً وسفكاً للدماء والتي نشطت في سوريا, والعراق, وليبيا, وتونس, وجماعة الحوثين في اليمن وجبهة النصرة في سوريا ولبنان و..
هذه المنظومة التي تتشارك في اتخاذ القتل وترهيب الناس كمنهج لعملها اللاإنساني واكتمل المشهد الظلامي بانتشار فيروس كورونا وباتت الحياة كمنظومة قاتمة وانحسرت الحياة الاجتماعية, هنا أعلن الموت تفوقه العميق على الحياة.
وبالعودة إلى ينابيع الرواية التي تطرحها أمّ الزين بن شيخة في روايتها طوفان من الحلوى في معبد الجماجم, عندما تقول: ( وأشجار احمرت أوراقها من شدّة كرهها للون الأخضر .. ) هنا نستطيع أن نستشفي جملة من الأفكار من هذه الكلمات: فأوراق الأشجار تم تشبيهها بشكل مُعاكس, فهي خضراء وباتت تُعادي ذاتها, هنا ثمة انزلاق مؤلم في النظرة إلى ماهية الحياة, الأخضر وهو رمز الحياة يتحول إلى الأحمر وهو رمز الموت, ثمة انتقال من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين, فتخلخل المجتمع نتيجة ظهور هذا التيار الدموي, واستقطابهِ المُهمّشين والبسطاء و تجنيدهم لقتل الرعاة والأبرياء حيث بات القتل مصدر عيشهم.
لنقطف زهرة أخرى من حديقة الإيقونة أمّ الزين بن شيخة
(الصيف على الأبواب.. وكل البيوت مُقفلة تواجه الفيروس وحيدة.. والمدينة تسقط ببطء شديد وتتظاهر أحيانا بالنعاس.. بين الموت والنوم لا فرق يُذكر)
هنا ثمة تسليط للضوء على العتمة التي خلقتها كورونا فلا يُمكننا عبور الصيف من وراء الأبواب والنوافذ, تتضاءل الفوارق ما بين موتنا وراء الأبواب المغلقة والموت التام, فالمكوث الإجباري يُمكننا مقارنته بالموت السريري, فأجواء الحظر أنتجت مساحات مُخيفة في اللاوعي من الخوف, وسلطت الضوء على جغرافية الهزيمة الداخلية.
هنا ومن خلال النموذجين السابقين من هذا النص المُذهل نستطيع أن نستسيغ جملة من حديقة الفيلسوفة أمّ الزين بن شيخة وهي قدرتها المُتشعبة في رصد فائق الدقة لمنغصات الحياة وجمالياتها, أي أنها تختزل المنحى الظلامي في مشاهد تكعيبية صارمة التأثير, فهي تستهل برفع الستار عن كامل مكامن الجمود والجبن في عقولنا مروراً بالضياع نتيجة إيماننا الهش بالعلم ووصولاً إلى المساحات الضائعة والضبابية في ذواتنا كانعكاس للجانب المظلم للحداثة.
وفي سياق الرواية التي تأتينا ملفوفة بحنان ورُقي لغوي مُنقطع النظير,
الروائية تُجيد الحنكة اللغوية من خلال الربط ما بين إيقاع الكلمات ومدلولاتها المؤثرة والمُتبرعمة, ثمة طرح يكشف للقارئ الحصيف أهمية دراسة تاريخ الأفكار عبر تقسيمات موسيقية, أي أن عملية الانتقال تُحدث ارتباكاً يترافق بمسحة من نبيذ الكينونة التي تمنح الكائن البشري نشاطاً وطاقة لمواجهة تخبطات الحياة.
هنا سنتطرق إلى مفهوم الجمال والفن في مواجهة القتلة, وسنبدأ بتشريح معبد الجماجم, ثمة تشفير لماهية الدلالة, فالمعبد هو مكان للعبادة كيف بات مأوى للجماجم, هنا تُحفزنا الروائية على تعميق منبع التساؤلات للوصول إلى الضوء الكافي لرؤية التفاصيل التي تُساهم في بلورة مفاهيم مُختلفة قد تنسجم مع آلية الحياة الحديثة المُتداخلة ومن مسافات مُتباينة من خلال جملة من التساؤلات المؤثرة ما بين المرء وذاته, فالأطفال حائرون وقلقون, فهم في المستقبل وفي ظل الظلامية السائدة هم مشاريع للقتل إما أن يُقتلوا أو يَقتلوا, أي أنهمُ محكومون بالانزلاق صوب منظومة القتلة لطالما نواة الخطاب السائد تُغذي هذه المنظومة.
لنضع أسس المعادلة من خلال الرسام كوشيمار وحبيبته ميّارى رمزي الحياة في عالم أمّ الزين, حيث تُسلّمهما مشعل الحياة في مواجهة القتلة في جبل مغيلة, أي الفن في مواجهة الكراهية المقدسة وفقاً لمحمّد أركون, هنا يتبرعم الصراع ما بين طوفان الحلوى ومعبد الجماجم, وفي نهاية المطاف يقتحم طوفان الحلوى أركان المعبد, هنا ارتكزت أمّ الزين على المدلول التاريخي لمفردة الطوفان الذي يعني القوة المُتفوقة وفقاً للأسطورة الغيبية ميلاد البشرية الثاني الذي جاء نتيجة طوفان النبي نوح الذي جاء بتعاليم جديدة, هنا تسعى الروائية أن تصل بنا إلى منعطف الحلوى التي تُغرق معبد الجماجم, لن نغوص في تفاصيل الأحداث فقد نالت مُبتغاها في هذا الرواق لكثرة القراءات التي تناولت النص ومن مختلف الزوايا, لكننا هنا نسعى أن نتطرق لبعض الجوانب الفكرية العميقة التي نجحت أمّ الزين بن شيخة في تقديمها لنا على شكل موائد مُتلاحقة مُتناغمة عبر التفاعل الصارخ ما بين خصوصية اللغة وتفكيك بنى الأفكار.
والجانب الآخر الذي يحضر في أجندات الرواية وبدفء ممزوج عبر منظومة الجمال, فالروائية من أنصار الانتماء للعالم جمالياً ونبذ الانتماءات الضيقة التي لا تنسجم مع قيم العصر.
طوفان من الحلوى في معبد الجماجم رواية ذات بصمة منفلتة لا يُمكننا اختزالها إلا عبر وضعها في مواجهة حقيقية مع لب المرايا المقعرة والمحدبة التي تعكس ما وراء نبضات القلوب الباحثة عن الحياة الدافئة.
هذا العمل الروائي الشاهق أنجز جُل مهامه بانسيابية وسيميائية وأستيقية، تتصارع في متنها أريج الزهور المتهافتة لمعانقة بذور المحبة والقيم في أعماقنا, هذه صرخات أمّ الزين وقد اجتازت الحدود واخترقت التابوهات وأتتنا حاملة ثورةً من القناديل وبقايا مرسم كوشيمار بصحبة زقزقات العصافير التي أسهبت في بث السكينة في السكون, وعزفت ألحان العبور رغم وعورة الدروب المؤدية لكسر العجرفة الذكورية على الفضاءات الإبداعية, فطوفان من الحلوى تجاوز معبد الجماجم وانتشر في معظم الجهات يُناشد عشاق المعرفة والحياة الآمنة.
محمّد مجيد حسين – كردي سوري