( الكاريزما تعود كلمة كاريزما إلى أصولٍ يونانيّة مشتقة من كلمة (Charis) وتعني نعمة أو لطف، وفي الإنجليزيّة (Charisma) تدل على معنى "المغناطيسية الشخصية" وتعرف الكاريزما بأنّها قوة الجاذبية الشخصيّة التي يمتلكها بعض الأفراد فطريّاً ، وتجعلهم قادرين على التأثير في الأفراد وسحرهم ولفت انتباههم واكتساب إعجابهم ، كما يمكن تحديد الشخصية الكاريزميّة ، ولكن من الصعب تحديد المهارات والصفات التي يمكن أن يكتسبها الأشخاص الأقل كاريزميّة، وتُكون الكاريزما مزيجاً يُطلق عليه العلماء مزيج "التبعية والتأثير,
إنّ للكاريزما شكلين مختلفين، حيث إنّ لبعض الشخصيات كاريزما هادئة أي أنّ تأثيره على الأفراد يكمن بسحره لا بكلماته، أمّا البعض الآخر فتُظهر كلماته وطريقة تواصله مع الآخرين تأثيراً ملفتاً على الأفراد ممّا يجلب اهتمامهم ويزيد حماسهم. )
هو نوع من التأثير النفسي ، والذي يهدف إلى تغير حياة الإنسان .. نحو حياة مرتبطة بذلك الكائن والذي يظهر خلال سنين العمر .. ما هو هذا الكائن ..ولماذا يرتبط بى ؟ وأنا الواحد الذي يعيش وحدته .. لماذا يظهر لي صديقي أو قريبي .. أو جارى الحزين ، أنه يتدخل في قراراتي يجعلها تناسبه
يأخذها إلي ذلك المكان .. وأنا أجد حريتي ينقصها ، قدر من الحرية .. هو لا يعرف ذلك .. يعيش بعيدا في دائرة حياته .. لكنه يترك ظله بجانبي يدفعني لكي اطلب رضاه .. هو يسيطر على حبات الوقت .. كلما دفعتني التجربة لكي أعيشها .. أجده خلفي ، صامت .. أبتسم لكنه في كل مرة أجده صامت .. ملامحه لا تتغير كأنه جارى الغريب .. يدفعني أن أدخله في تصوراتي .. هل تعرف من هو ؟ صورة من شجرة الإنسانية .. ينقصها الانتظار لكي تكون حرية كاملة .. أرحل ولا تترك ظلك في الفضاء خلفي .. أتركني لكي أعيش حياتي وحيدا .. اعرف حريتي .. في الاختيارات ..
تلك المقدمة كانت لابد منها .. حتى يمكن بيان تأثير ذلك الشخص الذي يؤثر على قراراتك .. هو شخص قد يكون من أقاربك من أصدقائك .. شخص تتبعه بإرادتك الحرة .. هو يتدخل وأنت لا تريده .. لكنه يلازمك كأنه جسدك .. شبح لا تراه لكنه يراك .
تتمني أن ترضيه أن يبتسم ويربت على كتفك .. أحسنت .. فتحس بأن الغد قد أبتسم لك .. هو شخص تتأثر به ..يدخل عليك تجده يسير معك رحلة الحياة .
وهو لكي يترك بصمة في سماء الروح .. لابد أن يكون مؤثر في الآخرين .. ولابد أن تكون أفكاره بناءة يتقبلها المجتمع .. ورغم ذلك قد يبدو أمامك أنه يختلف مع الأفكار المطروحة في المجتمعات التي تتقبل حكم الفرد .. فتجد تأثير الأب المدرس في المدرسة .. رئيسك في العمل .. قائد له تأثير متفرد قادر أن يؤثر في حياة الآخرين .. ليوقف حياة الأخر .. عند لحظة واحدة .. لحظة فارقة
يتوقف عندها الزمان .. ليدور حول تك الشخصية .. هل يحمل داخله قوة ما ؟ نعم هي قوة التأثير .. أنت تراه شخصية مليئة بالمهارات والقدرات التي تحاول التأثير في الآخرين .
من وقع تحت تأثير تلك الشخصية .. أصبح لا يرى حياته .. (حيث امتلأت بكل أسباب الغياب ) كما قال شاعر فلسطين العظيم محمود درويش في قصيدة هذا البحر لي .. أذا هو يؤثر عليك ليس فقط في وجوده ولكنه يمارس تأثير كبير في غيابه .. أنت ترى أفكاره هي من أفضل ألأفكار في الحياة .. هو يؤثرك بتعاطفه مع أفكارك البسيطة .. لكنه في نفس الوقت يسفه تلك الأفكار .. حين كنت مقتنع بتك الأفكار ..عشت معها شطرا من حياة .. كأن يمكن أن تقتنع بأفكاره لكنه لا يطلب منك ذلك .. حيث أنه في نفس الوقت يضغط على أفكارك ..يطردها من داخلك .. فتجد نفسك بدون
أفكار ، بدون قناعات ، وعاء فارغ .. لا يحتاج إلا لكي تطرح الأفكار أمامه .. رويدا رويدا فتجده يتبني تلك الأفكار . كواحد يبحث عن ضالته وعندما يجده .. يتمسك بها ، ويدافع عنها كأنها أفكاره .. لكنه في لحظة صدق مع النفس يدرأك.. أنها أفكار بالية .. لا تناسبه فهي ليست نابعة من داخله .. أنما من خارجه .. والمطلوب من أن يردها كما هي ويدافع عنها .. هل تذكرت كم من البسطاء عاشوا وماتوا وهم يحملون أفكار غيرهم .
في التاريخ العمري يعيش الإنسان ويتبنى أفكار غيره .. لا يستطيع أن يتخلص من تلك الأفكار .. قد تتواري في بعض الأحيان .. عندما يكون الضغط الخارجي أو النفسي كبير ، لا يستطيع الإنسان احتماله .. لكنها لا تموت تختفي هناك خلف التل.. وعندما تحين الفرصة تجدها حيه .. حيث من وضعها يتميز بعناصر من الثقة بالنفس كما يتميز بالكاريزما وهى جميع الأقوال والأفعال التي تبرز شخصيتك الحقيقية ، فالإيماءات ، ولغة الجسد ، والطريقة التي يتعامل بها ، إلى ماذا ينظر وكيف ينظر كل ذلك يؤثر في الأوعى الإنساني .
كيف يمكن أن نتخلص من تأثير شخص له تأثير غريب ، على حياتك .. دع الآخرين وأفكارهم ، خلف الباب .. أبدا بالقراءة .. ليس قراءة الكتب فقط .. ولكن قراءة الإحساس والمشاعر .. قراءة الحواس ، قراءة الإنسان .. وأبدأ أيضا بمعرفة نفسك .. توقف في منتصف الطريق .. وأسأل نفسك .. ماذا تفعل ؟ وكيف أثق في نفسي .. لا أحد يري ما أري .. ولا أحد يعيش خلفي .. أنا وحدي .. أعيش ساعاتي وأموت وحدي .
بقلم // محمد الليثى محمد