الاثنين، 15 فبراير 2021

هاجس الموت في قصيدة " تقترب منٌي الساعة..الآن" للشاعر التونسي القدير جلال باباي بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 هاجس الموت في قصيدة " تقترب منٌي الساعة..الآن" للشاعر التونسي القدير جلال باباي

(تقديم محمد المحسن)
تعد موضوعة الموت إحدى موضوعات الأدب العربي عامة،والشعر خاصة،إذ إن مفهوم
الموت أخذ بالإتساع،وفقا للمفاهيم الجديدة التي تبناها المعاصرون،وأخذت التراكيب الشعرية
الجديدة تعج بهذه المفاهيم ،فتحمل أشكالا مختلفة للدلالة عليه،فالحديث عن الموت،يخرج
الإنسان من دائرة الواقع إلى دائرة الخيال،إذ تتفتح أمامه مدارك مختلفة توصله في النهاية إلى
وحدة العلاقة بين الحياة والموت.
قضية الموت في شعر الشاعر التونسي القدير جلال باباي محور من محاوره الأساسية،كما هي محور من محاور الوجود الإنساني والبشري،فإذا تأملنا نتاجه الشعري عبر بعض قصائده،لوجدنا هذا الحس كثير الإطلال علينا حتى في القصائد التي لا تتحدّث عن الموت أو التي تموج بإحساس الحياة.
ويعتبر جلال باباي من الشعراء المعاصرين الذين أولوا اهتماما لقضية الموت في جزء من أشعارهم لما تمثله من نقطة تحوّل دراماتيكية في مسار الإنسانية،ولم يكن حديثه عن الموت حديث الفيلسوف أو الزاهد،وإنما كان جناحا من أجنحة الشاعر المدرك لحقائق الأشياء وجوهرها.
وهنا أقول: إن الرغبة في الموت كحل،هي نزوع للخلاص من مأساة عميقة يعاني منها الإنسان في زمن موبوء ومفروش بالرحيل،كما أنها (الموت) نوع من الإيمان الذي يأمل في النهاية بداية جديدة،وخروجا من عالم الشرور والآثام إلى عالم الفضيلة الذي يتعجّل الرحيل إليه،والشاعر يرى أن الموت هو الوسيلة الوحيدة التي تنتشله من وباء الكون وأحيانا من وجع الجسد، لذلك كان يصرخ : تقترب منٌي الساعة الآن (عنوان قصيدة الشاعر جلال باباي )
ولكن..
الخروج إلى الشطآن الضوئية مسؤولية الإنسان الذي يدرك أن الموت ليس نهاية الحياة،بل هو بداية لها،خلود أبدي فيها،ولو كان الموت هو النهاية،هو الخاتمة التي ليس من بعدها هدف،لما كان هناك أي معنى للإقدام،للفداء،للتضحية،لتخطي المطبات،للعطاء الذي يبذل النفس رخيصة في سبيل استمرار الحياة،في سبيل أن تظل تلك الشعلة وضاءة وهاجة كقصائد جلال باباي التي طالما رقصنا على ايقاعها العذب رقصة-زوربا اليوناني-
ختاما أنا على يقين بأن الشاعر الكبير جلال باباي الذي ذاع صيته تونسيا وعربيا،مدرك في أعماقه أنه قادر على أن يصمد في وجه الموت ويتحدى قبضته الرهيبة،وذلك بفكره الخلاق، الذي يبقي إبداعه حيا،وهّاجا و يترنّم به القادمون في موكب الآتي الجليل..
وإليكم يا سيداتي القارئات وسادتي القراء هذه القصيدة الموغلة في دهاليز الموت،رغم إشعاعها الإبداعي الذي لا تخطئ العين نورها ولمعانها :
تقترب منٌي الساعة..الآن
رقدت باكرا ليلةَ البارحة
وفكّرت مليٌا بدويٌ الموت
كأن الساعة تقترب منٌي الآن
لم اعثر
على قلبي في بيتِ القراءة
لاُ ماء في إبريق يدي العليلة
ولا رغيف دافىء عند الشتاء
الاٌ حجارة ملساء تيمٌمني
من براثن النٌساء
تهيئني لآذان الظهر
خلتُني وحيدا
أظنني كنت مخطئا
أن لا أحد
يدير ناصية الحياة بمفرده
... وحيداً تماماً
نعم لا أحد
يمكن أن يحتكم
إلى بوصلة موتنا
سوف أنفق كل حزني
واهدي أطفال العالم
اغنية الرٌبيع
بلسما لقلوبهم الوجلة
سأتدبر أمرهم
لتتعافى زنابق الحياة
كنت وحيداً تماماً
لا أحد ..نعم لا أحد
يصغي لانين غيمتي
أوشك أن أقرع شبابيك الريح
أوشك أن التفت إلى الوراء
لا أحد
نعم ،بوسعي أن استرجع
ما افتكته منٌي الأعاصير
وحيداً تماماً،
تدعوني الغابة
إلى الأشجار
بحثاً عن ظلٌ جسدي
أشتمٌ ما أضاعته أصابعي
من رائحة البطولة
أشرب من البحر
مذاقه
سأظل ظمآناً
إلى محيطات اللغة وحدها
وأبني قشٌ بيتي
سنبلة..سنبلة ،
ظللتُ مزار
كنت متأخٌرا
ليفتحني الباب
سأكتب القصيدة
التي ستباهى بحتفي
أوقٌع اسمها
على ورقة خالدة
بين وسادة الفراش
ونهاية اللعبة.
(جلال باباي)

ما انشد الحب نشيدا بقلم ماجدة رجب

 ما أنشد  الحب نشيدا 

لقلب يهواك هوى

أبدا ولن يتغير

والقلب رهن رهين لديك

...........

ومن كفّي يتفجّر النداء

صاخبا أحبك

في  ديدن الروح يتأجج

ومع كل فجر ينفلق الكلام

أحبك....


وهل يسكن الوجد الملتهب

في ليليَ الطويل المكتئب

وهل يذيب جمر الشوق

و المسافات يشعلها 

حطب الشوق

والشوق ماكان إلا أن يكون

 منك و إليك....

 

هل ينام النور الباكي

وتهدأ لياليه

وهل يغرق العتاب

 في فلول الضوء 

وتبرأ الجروح

وأرسم قبلة سرية

على جبينك الأسمر...

...............

ما أنشد  الحب نشيدا

لقلب يهواك هوى

أبدا ولن يتغير

والقلب رهن رهين لديك


ما أينع زهر رمان...

 وما فاح ورد في بستان

و أنت النشيد 

وأنت العطر

وأنت المهجة

و فرحة الوجدان

حين أقرؤهم في مقلتيك


ماجدة رجب

ميدالية على الحائط بقلم موسى البرغوثي

 ميدالية على الحائط

خربشاااااااااتيييييييي

////////////////////////////////////////////////////

لم أعُد أكتبُ نثراً

شعراً

حرفاً

حباً

غزلاً

منْ بعدك لمْ أحبْ


كسرت أقلامي

غيبتُ أحلامي

نسيتُ أيامي

أسكتُ إلهامي

لم أعدْ بعدك أحب


سكبتُ محبرتي على الرّمال

كسرتُ أقلامي لأعيش الخيال

لم ولن أشارك في السّجال

لم أميزْ بين الصفة والحال

لم أعرف ْ حباً بعدك


تركتُ اسمك على ضفاف القلوب

وضعت القلبين في ميدالية

علقتها على الجدران

أبحث عن نفسي في المكان

لأرى أطلال الماضي

أصبحت الذكريات

في طي النّسيان

لم أعد إحب


أقفلت قلبي

رغم شدة الحنان

اعيش الحرمان

أسكن الهجران

سكت البركان

لم أرى حباً مثلك


أنت الروح

وأنا القلب

ونحن معاً سيان

أنا الشّعور

وأنتِ الإحساس

وانت الحب

وأنا الشوق

عبرنا موانيء العشق

رست سفينتا على بر الأمان

غيرك لم يحفظ قلبي إسماً


غابت الرّقة هجرت الحب

سألني الغياب

أجابني الحضور

أجامل قلبي

أداعب الشريان

أصبر على ألم البعد والأحزان

أنظر للجدران هناك قلبان

على الحائط معلقان

كانا مرتبطين بشريان

إرتباط الأهل بالأوطان


غاب عني عيد الحنان

ضاع المكان

حضر الزّمان

رجع النسيان

نظرت للقلبين المعلقين

مزقت دفاتر الذّكريات

لم اعد افكر في الشروق والغروب

في الشمس في النجوم في القمر

تناثر الحب في الهواء

وتبعثر الورد حزناً

وجفت أصابع العناق

وهجرت الحساسين المكان

وأصبحت الدنيا أطلالاً

بعد أن ماتت ألوان الحب

عشقا..نبضا..عناقاً..قبلاً..

كتبتها ذكرى على الجدران

خارطة منتصف الليل بقلم حسين السياب

 خارطة منتصف الليل 

___________________


كلُّ شيءٍ معك

 أجملُ..

حتى الليل..

حينَ أحببتكِ

تبسمَ معهُ

القمرُ..

تراقصتْ لهُ

 النجومُ

توردتْ أزهارُ

الصباحِ

تساقطَ الندى 

من خديكِ

دغدغَ جيدكِ

اخترقَ النهرَ المنحوتَ

بين رمانكِ

سادَ السكونُ

تسمرتْ اقدامي 

في منتصفِ

 المسافةِ بين

اللا معقولِ والمستحيلِ

أمسكتِ يدي وطفتِ 

معي في حقولٍ من كرومٍ

وزيتون..

قَبلتكِ فتناثرتْ

منْ شفتيكِ كلُّ الأطياب..


حسين السياب

التصعيد الدرامي ،تجليات الأسلوب السردي وإخراج المسكوت عنه من شرنقة الخطيئة-في قصة -توأم الرّوح- للشاعر والقاص التونسي طاهر مشي بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 التصعيد الدرامي ،تجليات الأسلوب السردي وإخراج المسكوت عنه من شرنقة الخطيئة-في قصة -توأم الرّوح- للشاعر والقاص التونسي طاهر مشي

الولوج إلى عالم د-طاهر مشي القصصي دخول ممتع وشيق،و تزداد المتعة إذا كان الدخول عبر بوابة الربط بين القصة القصيرة و الدراما.وسوف نتوقّف هنا عند قصة "توأم الروح" التي اعتمد القاص طاهر مشي في كتابتها بناء دراميا.
من المعروف أن السيطرة الفنية على أبعاد الشكل فى الفن مسألة فى غاية الأهمية والصعوبة لايستطيعها غير فنان قادر على السيطرة على أدوات فنه خاصة فى فن مرهف مراوغ كفن القصة القصيرة،ومن الطبيعى أن ثمة أعمالا قصصية يحتل فيها الشكل البنائى حيزا يخل بالعلاقة بين الشكل والمضمون أوـ بتعبير أدق يخل بالنسب الدلالية لمكونات الشكل الفنى غير أن هذا الخلل لايجعل العمل الفنى شكليا فقط،وإنما يخل بأحد مقومات بنية الشكل،وهو الانسجام الجمالى لمكونات الشكل،وهذا الخلل هو دليل حسى على اضطراب المضمون لدى القاص أو قل اضطراب التجربة لديه فهى مشوشة لم تتبلور وضبابية لم تتحدد،وهذا يؤكد أن (شكل القصة أو القصيدة مرتبط أصلا بالوظيفة التى تشكل من أجلها مادام قد كتب لقارىء فى مجتمع قائم الآن أو سيقوم فى المستقبل،وهذا التواشج بين الشكل والوظيفة يؤكد على أن الاهتمام بالشكل ليس مجانيا وإنما هو تعبير عن مدى الاهتمام بمدى قدرة المبدع على تحقيق أغراضه) ( 1)
هنا أريد أن أشير إلى أن مفهوم الشكل ليس على معنى الوعاء المجرد الذى ينصب فيه المضمون بل الشكل هو التعبير والبناء معا والقدرة على ـ توتير الجدل ـإن صح التعبير بين العناصر الجمالية الشكلية لخلق الدلالات الإنسانية للقصة وذلك من خلال الاستجابة سواء ـ لدى الكاتب أو القارئ ـ لمفاهيم التوازن والوحدة والاستمرار فى بنية الشكل نفسه بمعنى أن يتحقق فى النص هذا التوازن بين العناصر الجمالية التى تتفاعل من خلال وحدة انطباع إنسانى ما فى كافة مكونات الشكل القصصى،وعندما يتجادل الرمز وما له من محددات فنية مع الشكل القصصى وما له من محددات جمالية،يصير الشكل الرمزى للقصة ذا دلالة خاصة (فالشكل ليس الرموز وإنما هو التعبير الكلى بالرموز.. فليس المخطط الهندسى للقصيدة ـ أو القصة ـ هو شكل القصيدة أو القصة ـ بل الشكل فى العمل الأدبى التعبير البنائى وليس المخطط الهندسى) (2)
فإذا انتقلنا إلى قصة (توأم الرّوح) للشاعر والقاص التونسي د-طاهر مشي وجدنا القاص يدخلنا إلى عالم الشباب العذب الذى يظل أفق عنفوان على مدى عمرنا كله،والكاتب يبنى قصته من ومضات ارتدادية اختزنتها الذاكرة وهجعت في ثناياها لتطل علينا فجأة من نافذة الحياة المفتوحة دوما على مفاجآت عديدة قد تسعدنا أو تزيد من مواجعنا وفق مسار الحياة..
تجليات السرد وثراء اللغة:
ثقافة القاص وتمكنه جعلته يقترب كثيرا من نفسية المتلقي،فرغم استخدام القاص للغة الشعرية، التي تكثر فيها الصور الشعرية والبيانية،من استعارة وتشبيه وغيرهما من المحسنات،إلا أنها قريبة جدا من المتلقي وتحث المتلقي على المتابعة،وقد تخلل العمل أنواع من السرد، فاستخدم القاص ضمير الغائب،والحوار أحياناً،والمنولوج الداخلي،فقد تنوعت أساليب السرد القصصي لتخدم العمل.
يشير القاص إلى أن الهروب لا يجدي في الكثير من الأحيان،وأن على المرء مواجهة واقعه بكل ما فيه من مآس ومعاناة،وألا يتعامى عنه بالهروب إلى الأمام،على أمل أن تتبدد غيوم المآسي التي تغرقه وتحاصره من تلقاء نفسها،وأن المواجهة فعل بطولي رغم ما قد يترتب عليه من نتائج مؤلمة،لكنها تكون أقلّ إيلاماً وإيذاء من الهروب والتعامي.
خلاصة القول: نجح الكاتب د-طاهر مشي في إخراج مارد النفس البشرية غير المرئي من غوره البعيد،وكشف لنا "زلاته"أملاً في مواجهة القيود المجتمعية التي كبلته والخلاص منها.
وإلى القارئات الفضليات والقراء الكرام هذه القصة القصيرة ولهم حق التفاعل والتعليق:
توأم الرّوح
ما يزال احمد كعادته، يثابر ويعمل ويشقى وراء لقمة العيش،فقد دأب منذ سنوات عديدة،على العمل وتوفير لقمة العيش الكريم،لقد غادر مقاعد المدرسة في سن مبكرة إذ لم ينهي دراسته بسبب تردي الأوضاع وانتشار الفقر الذي هدم كل أحلامه..
لطالما أراد أن يواصل مسيرته الدراسية والالتحاق بالجامعة ليتخرج كبقية زملائه فقد كان ذكيا ومتميزا في الدراسة سيما انه اختار شعبة الرياضيات وتميز فيها.
كان أحمد يسافر من بلدته الصغيرة إلى الولايات الداخلية للبلاد بحثا على رزقه ومساعدة أهله..
صادف أن وجد عملا في إحدى الولايات،حيث أقام هناك مدة شهر تقريبا لينهي العمل الموكل إليه،وخلال تلك الأيام البسيطة تعرّف على أحد الفتيات،وقد كان زمنئذ فتيّ شابا مراهقا في سن العشرين،وكان خلقه جميلا، ذا شعر غث منسدل على الأكتاف،كما أنه متوسط القامة ويتمتع ببنية جسدية جيدة..
نشأت بينهما علاقة ليتهورا في أحد اللقاءات ويقع المحظور بينهما..
مرت الأيام وانهي أحمد عمله في تلك الولاية وما كان منه إلا آن ينتقل إلى ولاية أخرى ناشدا رزقه وتوفير لقمة العيش،
كانت لقاءاته قليلة مع تلك الفتاة،حيث لم يقابلها إلا مرات معدودة،حاول أن يودعها قبل رحيله من تلك البلدة،ويعلمها بمغادرته،لكن الأقدار حالت دون لقياها،إذ تفطنت والدتها لهذه العلاقة-المسترابة-مع الشاب الغريب الذي لا يعرفونه ومنعت عنها الخروج من المنزل،
غادر أحمد آملا أن يلتقيها ذات يوم،عل وضعه يتحسن وتتطور علاقتهما لأكثر من مجرد لقاء أو نزوة عابرة،
واصل أحمد عمله في مدينة أخرى لعدة سنوات وكان يساعد إخوته وأهله،وانشغل في متاهات الحياة المتشعبة..وتقدّم به العمر..
اشتغل أحمد في إحدى الشركات الكبيرة للمناولة،وماهي إلا سنة أو سنتين حتى تم نقله إلى العاصمة،هناك حيث قرر أن يتزوج ويستقر بعد رحلة عمل امتدت عبر سنين طوال..
تزوج أحمد إبنة عمه التي يعرفها منذ الصغر وغادرت معه للعاصمة حيث أنجبت له بنتين وولدين،وهاهي العائلة تكبر شيئا فشيئا.
تجاوز أحمد الأربعين من عمره،وقد كبر أبناؤه، وبات ابنه البكر شابا تجاوز العشر سنوات، وكانت زوجته تساعده في شؤون البيت حيث تشتغل في إحدى المعامل هناك،ويسر الله الطريق أمامه وعائلته الكريمة.
انتقلت إلى المعمل الذي تشتغل فيه زوجته بنتا اسمها سامية في مقتبل العمر من جهة الجنوب، كانت شابة دافئة وجميلة،أنيقة ومتخلقة،وقد نشأت بينها وبين زوجة أحمد علاقة ود ومحبة وكانت تعتبرها بمثابة ابنتها،وكانت دائما تحكي على خصالها وجمالها لزوجها أحمد،
وصادف أن قدمت لها دعوة في أحد الأسابيع لتزورهم في البيت وتتعرف على أبنائها وزوجها، حيث كانت تقطن منزل صحبة بنات أخريات،قضت سامية صحبتهم آخر الأسبوع وقد استأنس وجودها الصغار وزوجها أحمد لجمال خلقها وطيبتها،وقد أحست بدورها بالدفء الأسري الذي تعيشه العائلة الكريمة..
كانت الطباع متشابهة،ولم تجد البنت مشكلا في التأقلم مع العائلة،حيث كان أحمد بدوره من جنوب البلاد وكانوا يقتسمون العادات والتقاليد مع بعضهم البعض،
تتالت زيارة سامية كلما كانت نهاية عطلة،وباتت فردا من عائلة أحمد،وكان يعتبرها كإبنته الكبرى،وقد تعلق بها صغاره،وباتت جزءا من العائلة.
لاحظ أحمد تعلق صغاره بها..
أسابيع عدة وهي تزورهم كل آخر أسبوع،لكن لإختلاف الطبائع وكذا العادات تراكمت المشاكل بينها وبين صاحباتها في السكن،ومن ثم قررت البحث عن مكان آخريمكن أن يؤويها،صحبة إحدى صديقاتها،ولكن زوجة أحمد اقترحت عليها أن تقيم عندهم لفترة،وهي التي تعتبرها كإبنتها،وفردا من العائلة ريثما تتغير الأحوال..
بصعوبة كبيرة وافقت أن تقيم في منزل احمد وقد وجدت الرعاية،العناية والحضن الدافئ والمعاملة الجيدة لما تكنه لها زوجة أحمد من ود..
زاد تعلقها بعائلة أحمد كما هو شانهم معها،وباتت فردا منهم..
كان لها وجه شبه كبير من أحمد،ففي إحدى الأيام حيث كان أحمد يتبادل الحديث مع زوجته ويضحكان دخلت سامية بجوارهما،فقالت زوجتة:
إنها تشبهك يا أحمد،لكما نفس العينين ونفس تقاسيم الوجه وهي تضحك،
أجابها حينهامبتسما : نعم إنها ابنتي الكبرى..
لكن التشابه بينهما جد كبير،ومن هنا بدأت الشكوك تساور أحمد وتسافر به بعيدا الأمر الذي دفعه كي يسألها عن موطنها،وعنعائلتها ونمط حياتهم..
أخبرته سامية أنها تنحدر من إحدى ولايات الجنوب،وهي تعيش صحبة جدتها،حيث أن أمها قد فارقت الحياة وهي صغيرة لا تعي في الحياة شيئا، أما والدها فهي لا تعرفه أيضا فقد أخبرتها جدتها أن والديها توفيا في حادث سير معا في المدينة التي يقطنوها وقد تكفلت هي بتربيتها إلى أن درست الخياطة وتحصلت على شهادة كفاءة وهاهي تعمل منذ سنين في هذه الشركة بإحدى ضواحي العاصمة..
جلس أحمد يحدّث نفسه،ويتفحص الأمر،يستنفر الذاكرة وقد عادت به الذكرى لأيام الشباب، وتذكّر أنه عمل بتلك المدينة مدة من الزمن وانه تعرّف على بنت هناك وانقطعت علاقته بها حالما غادر المدينة،
لم يتجرأ على البوح ما يجول في مكنونه ولكنه عزم على استجلاء الحقيقة حالما تسنح له الظروف. لأن البنت سامية صارت كإبنته ولا سيما الإحساس الذي يراوده منذ أن قابلها أول مرة،...
(طاهر مشي)
هوامش:
1) فؤاد دوّارة: نجيب محفوظ من القومية إلى العالمية، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة 1989، ص 243
2) فاضل السباعي: حزن حتى الموت، الأهلية للنشر والتوزيع، بيروت، 1975.

الأحد، 14 فبراير 2021

شاسعة الحضور بقلم مصطفى الحاج حسين

 * شاسعةُ  الحضورِ ...*


                     شعر : مصطفى الحاج حسين .


تعبتُ من دمي

فعلى أيّ وريدٍ أسند قلبي ؟

تعبتُ من قامتي

فعلى أيّ رصيفٍ أكملُ سقوطي ؟ 

أعبُّ شواطئَ الطّفولةِ

من وجهِكِ

أرهقني التّأمّلُ

شاسعةَ الحضورِ

وغرورُكِ  واسعٌ

تضيقينَ عليّ ..

وفيكِ أنا لا أتّسعُ

فأيُّ حنينٍ

تقتلينَ بوصولِـكِ ؟! 

وهزائمي تغطُّنِي

مِنَ الولادةِ حتّى الأفولِ !! 

أنا لا أتّسعُ فيَّ !! 

ولقصيدتي لا أتّسعُ

ذكرياتي المهزومةُ تضمّ هروبَكِ

وكلاميَ القليلُ

يطبعُ على شفتَيكِ عمري

بلّلي القلبَ ..

فهذا الرّكودُ يُفضي للحريقِ

وهذه الآفاقُ ..

هاويةٌ بعيدةٌ

فاْمنحيني وحدتي

ولا تنهاري عليَّ كذكرى

فربّما أتوهُ ..

وربّما يهزمني عمري

القليلُ

ولكنّي قبلَ الضّياعِ

بعدَ الجّنونِ

سأتّسعُ لهزيمةٍ أخرى ! *.


                          مصطفى الحاج حسين .

                            حلب..عام1986م.

خفاجيات بقلم الخفاجي عامر

 خفاجيات

الا فزت يا حرف بصغرها

حين رتلت بشفتيها سجاياك

ما كان شعري يوما منصفا

مثل يوم فيه تراك

الان انطقت عينها بسرد

حرفي ف هواك

ماعادت تلفت خلفها ها

 هيا الان تراك تراك

ياليت دوما اشغل فكرها

واقتل فكرا يصارعني في

 هواك

ياليت من يعشقها غيري

 يُنازلني في حرب هلاك

هلاك

سأقتل فيه قلبهُ ولا يكون

لك في اي قلب غير قلبي

 سواك

ياشوق يناجي في الظلمات

أتت وفي عيناها

دمع وقصص وأهات

انستني ضهرا من هجرها

ما عدت اذكر شيئا غير

عيناها التي استرسلت

 حبا في هواك


الخفاجي عامر

في الفلسفة صحة للعقل و ورقي للنفس و التفكير ,, (الحلقة الثامنة) بقلم الأديب رماز الاعرج

 في الفلسفة صحة للعقل و ورقي للنفس و التفكير ,, (الحلقة الثامنة)

رماز الاعرج
للتناقض 9 اشكال اساسية حتى الان حد معارفنا الحالية , ستأتي على التوالي , وبعدها نكمل النواميس ال 15 التي وعدناكم بنشرها , من كتاب (مفاتيح البيان في الوجود و الاكوان) الذي سيصدر قريبا وسيشمل في طياته 73 ناموس كوني شمولي , ومعادلات كونية منطقية وقواعد اساسية تبسط لنا كيفية عمل هذه النواميس ,
وفي هذا السياق , ارجوا من الجميع المعذرة لطول بعض المنشورات وطبيعتها الصعبة احيانا , ولكن للمادة خصوصية معينة , وهي مادة فلسفية ودراسة معمقة لجذور الفكر والنزعة المعرفية الفلسفة الانسانية , وقد عدنا في بحثنا الى ما قبل التاريخ المكتوب بعشرات ألاف السنين , ونقبنا عن اعمق معلومات و اثريات لدينا كبشرية , من بدايات نشؤ النزعة الفلسفية و المعتقد الديني الاول , وبدايات فهم التناقضات بين الظواهر و الاشياء من قبل الانسان .
المادة علمية وبحث فكري تاريخي فلسفي , وهي مقدمة بلغة فلسفية علمية اكاديمية تراعي مصطلحات كل اختصاص او مجال مذكور , فهي مقدمة بصيغتها الاولية للفلاسفة و للباحثين والمفكرين الاكاديميين للحوار والفهم وتطوير الفكر الفلسفي وخاصة على ضوء وضع قواعد ونظام ما للفلسفة و اعادت منهجتها على اساس الثوابت الكونية الاساسية , وهذا غير مسبوق ولأول مرة يحصل في تاريخ الفلسفة بكامله , لذلك لا يمكن تبسيط المادة وتسطيحها في التقدمة الاولى لها ,
لذلك اعتذر عن صعوبة المادة الى حد ما , ولكن في نفس السياق فور نشرها بهذا المستوى من الغلة والسياق , سنقدم المادة بطريقة سهلة في كتاب اخر لتكون متاحة للجميع وبطريقة يمكن فهمها بسهولة من قبل اي قارئ عادي , , (للكون لغة بسيطة يمكن فهمها) تحياتي وشكري لكم جميعا
(الناموس السادس)
ب التناقض التناحري الاساسي
هذا الشكل للتناقض هو الشكل الاكثر تطرف وفي المجتمع البشري يطلق عليه العنف الاجتماعي , ولكنه في الطبيعة و الكون اشد عنف بكثير مما نتخيل او نحتمل كبشر , وفي الكون الجنيني الاول والتفاعلات النووية الاولية قد يؤدي هذا التناقض الاساسي التناحري الغير قابل للتعايش ابدا , مثل الكتلة و الحيز مثلا , و اي محاولة لإحداث فراغ سيؤدي الى وقوع حدث وظاهرة من العنف بالنسبة لنا هي مدمرة وغير متخيلة , مثل الانهيار النجمي او الثقوب السوداء (الدوامة الكونية) , فلا مجال لوجود الفراغ في الواقع , كما و يشكل ناموس الكتلة والفراغ و الطاقة والتوازن تداخل مقرر وحاسم في جميع الاحوال والظروف من تشكل الكتل والتجمعات الاوية بكافة اشكالها .
ان هذا الشكل من الفعل لهذا الناموس يشمل النقيضين التي تتناقض جوهريا لكنها تجتمع في حيز واحد في جميع الاحوال , وبذلك فهي تناقضات وجودية تحتم في النهاية زوال الظاهرة او انفصالها او احداث تغير جوهري عليها , و استمرارها يصبح غير ممكن على نفس الحال لهذا النوع من التناقض .
ولنأخذ مثال لهذا الناموس بأبسط اشكاله , مثل الماء والنار مثلا , والضوء والظلام وغيرها من الظواهر الطبيعية , فوجود هذا الناموس شمولي وفي جميع الظواهر قد يتواجد ويمكن ان يظهر في اي لحظة تتوفر فيها ظروف زحكانية لوقوعه , سواء على صعيد الظواهر الداخلي او الخارجي .
وفي جسم الانسان مثلا الحرارة والبرد او المرض والتعافي منه , او التعب والراحة , والكثير غيرها , هذه جميعها تتوازن وتعيش في توازنات ما بين مد وجزر , وبحسب الظروف , وحين اكون في حالة شديدة العطش لن اشعر بالجوع كثيرا , بل الاولوية ستكون للماء اولا , رغم ان الطعام ضروري ايضا ,, هناك شكل معين دوما لهذا الصراع ومتغير دوما في اولوياته بين من يكون الاساسي الان ومن يمكن ان يكون ثانوي , وهذا الاخير متعدد وله ايضا عدة درجات , فيكون هناك مثلا , تعب وجوع وبرد وخوف , الاكثر نسبة وحجم منها سكون هو الاولية , ويليه الاقل نسبة وضرر الان , ويليه الاقل , ولأخير حتما سيكون الاقل ضرر ويمكن احتماله حتى الان , وحين التخلص من ما سبقه سيصبح هو اولوية وقد يظهر غيره من بعده طبعا .
وفي الحالة الاناسية والمجتمع البشري و في التكتلات السياسية والطبقية التي تتشكل بناء على المصالح والصراع على الملكية والسلطة من قبل القوى المتصارعة على الامساك بالنظام السياسي , هنا تظهر الصراعات التناحرية الاساسية بين القوى المتصارعة على الملكية , ولا يشترط ان تكون هي الطبقات التي تعيش الصراع الاساسي التناحري .
مثلا في النظام الاقطاعي القديم في اثينا العبيد هم الناس المحرومين من الملكية وهم اول المتضررين من طبيعة النظام السياسي الاقطاعي المطلق الحكم والنظام , ولكنهم ليس هم من قام بالانقلاب السياسي والثورة من اجل السلطة السياسية , بل الاسياد ولهذا لم يحصل اي تغير او الاطاحة بالنظام الطبقي او الملكية الخاصة , بل على العكس امسكت هذه الطبقة بالسلطة وطورت النظام الهيكلي للنظام القديم و اجرت عليه بعض التعديلات بما ينسجم مع مصالحها , وبقي النظام القديم بأبعاده العميقة المتجذرة اصلا بهيكلية ونظام عمل وقوانين وبنية متكاملة للدولة , وتغير بعض من الشكل الخارجي والهيكلية الادارية ولم يتغير شي في جوهر النظام الخفي بل عززه احيانا .
ان سبب هذا الواقع الغريب الى حد ما كون المجتمع ليس كما الفيزياء , هناك قوانين صارمة تحكم الواقع رغم كل التعقيد , إلا انها تقرر بشكل حاسم طبيعة النتيجة , بينما في المجتمع البشري الامر مختلف ويزيد تعقيد وتقل مساحة السيطرة على الحدث , بحيث تدخل الكثير من المؤثرات الجانبية التي تحول الحدث الى امر متحرك قابل للكثير من الاحتمالات الممكنة , وقد تنقلب النتائج احيانا في الحظات الاخيرة من الحدث لصالح الطرف الذي كان يتوقع ان يكون هو الخاسر في هذا الصراع التناحري الدائر بين الاطراف المتناحرة تناحر وصراع وجودي .
وهنا يتركز الصراع حول قضية او موضوع اساسي له علاقة بقضايا مصيرية حاسمة , قد تصل الى الحروب و الصراعات الدامية العنيفة التي قد تستمر احيانا لعدة عقود والتاريخ القديم و الحديث شاهد على مثل هذه الاحداث الاجتماعية المتطرفة عبر التاريخ البشري لنظام الملكية الخاصة .
تناقض تناحري اساسي
أي ظاهرة او شيء لا بد ان يحتوي هذا النوع من التناقض ويمر به ويتعرض له ومعادلته هي
تناقض تناحري اساسي : اي تناقض بين نقيضين لا يتوافقان ويتناحران دوما , ولا بد لطرف ان يحسم التناقض في النهاية لصالحه , وهذا يعني ان التناقض التناحري حتما ستكون له نتيجة ما وبشكل معين , بل بأكثر من شكل ووجهة ,
تناقض تناحري اساسي + صراع دائم وجودي = تغير جوهري حتمي
ت ت ا + ص د و = ت ج ح
وهذه معادلة حاسمة وأكيدة وثابتة يمكننا اعتمادها منطقيا دوما ولكل الظواهر , وهي من القواعد الاساسية .
(رماز الاعرج)

الى امي. بقلم د.فوزية ضيف الله.

 الى امي.

كان جسمها باردا....
وكانت شفتاها...في زرقة الموت...
ترتل في صمت الغياب دعاء لنا
وكان الدعاء يعود اليها...
ضوءا خفيف الخيال
رقيق الخطى
تهمس للفجر عن حبنا المستحيل
وتدنو من الورد من الأمنيات
باحثة عن رفيق لها
في حياة...لا نفاق فيها ولا
كاذبين
لفت بالحنين روحا من الياسمين
وارتقت نحو الخيال
في صمت جميل
ابكمت دمعي
وتسربلت بالخشوع الشديد
فولت الي
تقبل راحتي من جديد
رفعت الوشاح...رتلت في قلبي
قصيدة عشق
لها
وبيني وبينها..
قبلت ذاك الصقيع
على شفتيها
فانهمرت زهور على وجنتيها
تقول ان الوداع لا يكون
وان اللقاء الذي بيننا
لن ينتهي
وانها لي واني لها
قصة من العشق المقدس
مساء بلا غروب
رشيت بالقبل الصادقات
روحها وابتعدت
ابتعدت لكي لا ارى
وجع رحيلي في وجنتيها
وغادرت نحو السماء
ترتل في صمت
جميل الدعاء...
وكنت انصت لخفيف خطاها
نحو السماء
وعيناها
نحوي وعيناي نحو الشفق
الذي يدنو منها
يترقب قدوم أميرة حبلى
بالامنيات
لكل البشر..
فوزية ضيف الله. فضاء. Red Gate. الزهراء
Peut être une image de 2 personnes, personnes debout et foulard

عناد بقلم نصر العماري

 عناد

****
أغريتهُ
رجوتهُ
أهديتُه فاخر السّجائر
راعيتُ كلّ الأذواقْ
جرّبتُ معه القهوة الحلوة
جرّبت معه القهوة المرّة
غيّرتُ له المذاقْ
وسقيتُه من صنوف الكؤوس
علّهُ ينسى
قلت "يا قلبُ رفقا "
فتأججتْ نيرانُه
وأسرّ لي" حياتي
وأرفض الإشفاقْ"
***
نصر العماري
Peut être une image de 1 personne


سلام بقلم زكرياء عسول

 سلام

سلام على من كتب الحرف .
وأبقى على العنوان سلام على .
من جعل صوت الحب والإجتماع .
ثمرة الأيام عند قوافل الكتاب .
فاغتنمو قد لاتعود الأيام بعد ذاك .
الرحيل ألا ترون أنهم عاهدو الحرف .
على البقاء وجمعو الشمل وأقبلو بالعناق .
حروفهم ذهب على لوح لا ينجلي .
وحبرهم عطر يبتسم له المكان .
فسلام عليهم سلام ...هذه لوحة .
من رسم جديد ليس للحب لون بل ألوان .
وألوان .
فإن كان العشق نور على وقع القلوب . ..
فإن حب الأخوة عنوان ليس له مثال .
أمة ببسم الله بدأت وعلى رد السلام ...
أوجبت ..فأتمرت دون رد ولا بهتان ..
سلام على كل من أعطى حق الحرف.
وحمل الورق ليصنع المجد من أقلام ...
زكرياء عسول
Peut être une image de fleur, arbre et plein air

احترت ما أهديك!! بقلم ليلى بوثوري/تونس

 احترت ما أهديك!!

حقيقة احترت وأنت هديتي من الرحمن
احترت يا مهجتي وكأن حيرتي منذ زمن
احترت لئن لا أجد ما يليق بك في اي مكان
اخترت ان اختزل عشقي في عقد من الياسمين
ولما قررت اهداؤك إياه خجلت من رؤى العينين
من ذاك السحر و البريق الفاتنين
فعدت ادراجي لأفكر من حين إلى حين
فاحترت مجددا بين أمرين!!
أاهديك وردة حمراء!! فتغار منها الوجنتين؟
أم نجمة من السماء!! وانت البدر بين قوسين!!؟؟
احترت يا ملكي لأنك الحاجب فوق العين..
انت الضياء و كوكبي بين الفلكين...
قررت ودون تراجع سافرش لك الأرض حرير
سيكون سكناك القلب ونبض الوتين
اعدك لن يشغل فكري اي عابر سبيل
أحببتك و أحبك و سأحبك حتى وإن ذقت الأمرين..
سنكمل الدرب معا مهما كثر الحاسدين
وكل نبض وانت حبيبي على مر السنين
يامهجة الروح.. يا قرة العين..
يا قيس ليلى.. يامن لم يخلق منه إثنين.
ليلى بوثوري/تونس

نثيث الصمت بقلم الشاعرة لمياء فلاحة

  نثيث الصمت

تثاقلَ الصّمتُ
بخطواتِهِ على شفتي
تساقطتْ حروفُه
كليمةَ الآهِ.
أطبقتْ أنفاسُك على صدري
تنفستُ الصعداءَ
طيفُك الهاربُ
من مقلتي يضاجعُ روحي
ويمزقُ ضلوعي بالحنينِ
فلا يبتلُّ رمقي بهِ
دعْ لي ندى حروفِك
تبللُ ريقَ نوافذِ
الشوقِ المهشمةِ
يساكنُها الريحُ
ويرهقُها صفيرُ الفراغِ والعدمِ
دعْ عينيك تنهشُ الشوقَ
في عيوني
واتركْ حروفَك
تشقُّ جبهةَ كبريائي.
صعبٌ أنْ أنحني
زمهريرُ قلبكَ
أصابَ روحي بالعنَّةِ
عُدْ إليّ بأوبةِ فارسٍ
يشقُ غبارَ امتناعي
يجرحُ صمتي
يدكُّ حصونَ الخجلِ
يحملُني فوق الضبابِ
ينقضُ على شفةِ الوجعِ
يبددُ فيها أنينَ السكونِ
لتنزفَ شهدَ الرضابِ.
لمياء فلاحة
2021/2/10
Peut être une image de une personne ou plus et texte