عن الوجد لا تسألوني
(نونية على بحر المتقارب)
أهيم إذا ما التقينا بنبع
فلو سلّمتْ ثار منّي جنوني
فأغدو أسير الليالي و أرجو
نجوما تحنّ فلا يهجروني
أيا ليل خبّر حبيبي و أوفي
عن اللحظ كيف سبى لي جفوني
و كيف رماني على حين غرّة
برمح أطاح بكلّ حصوني
و جيد يباهي بحسن رفيع
تسير فيمشي الجميع بدوني
فكم اشتهي حينها لو أموت
قتيلا على راحتيك نسوني
عساها دمائي تفوح بحبي
ورودا تنامت بماء العيون
فتهرق دمعا يلامس ثغري
و تنساب روحي بأيدي المنون
أيا ليل حبي و جرحي رجاء
أسرّي بشوقي لقلب الحنون
إذا ما أتتني تزور لقبري
نجوم السماء تهزّ سكوني
حياتي لماذا ذرفت الدّموع
و حمّلت قلبي عذاب الشّجون
أنا في هواك رسمت السّبيل
صمودا و عشقا لأغلى العيون
قصيدي فتاتي لعينيك غنّى
فهل دون صدق تُجاد الفنون
أنا منك أستلهم الرّوح شعرا
و يرسمك حرفي كما لم تكوني
بليلي سبحت كنجم مضيء
وطيف جميل لأمي الحنون
أيا نور عيني بماذا أصفك
و قد فقت غيداء كل الظّنون
فهل دونك العشق يشفي جراحي
و يغري فؤادي إذا خيّروني
بقلمي حسن المستيري
تونس الخضراء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق