السبت، 16 مارس 2024

من أين لكِ هذا؟ بقلم الكاتبة جليلةبالفالح

 من أين لكِ هذا؟


لم يكن هباء ولا مجازا أن يُولد الشّعر فينا وأن نتنفسه نفسا عميقا وروحا منعشة تسري فينا

لم تكن الألوان مجرّد خليط نمزجه او لوحة نرسمها

لم تكن ارواحنا تسجد عبثاً و لا خوفا من تعاليم او دستور حياة أو موت

كان السائل السلوي داخل بطن أمّي

 ممزوجا بلوني الأحمر و الأبيض

علاوة عن الأسود والأخضر

رائحته رائحة التّراب

مبسوط على تلّة الفتوحات الإسلاميّة

لم أعهد جوعا أو عطشا

فقط كنت أسترخي بسلام واطمئنان

كلّي ثقة بتوازن نموّي وجدار أمّي

صحيح ...أنّني مللت كأيّ نفس بشريّة

لا تحمد العطاء ولا الربّ

واستعجلت خروجي لأطلق صرخة قدومي

حلّقت ملائكة الرحمان حولي بعض يوم

وزِّعت السكاكر ...وانفضّت الحلبة

سكنت أمّي وهدأ فراشها 

درّ ثديها ودفئ حضنها

كانت كلّما دخل عليها بشر

"من أين لك هذا..."

"هذا من عند اللّه..."

وهكذا وُلِدَ فينا الشّعر كما الفرح.

جليلةبالفالح 

jbf_art

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق