الثلاثاء، 19 مارس 2024

طُقوسُ العجز ـــــــــ حسين جبارة


 طُقوسُ العجز

يا طُقوسَ العَجْزِ ولّي وارحلي
واغرُبي عن مَحْضَرٍ في المَحْفلِ
كلُّ صُبحٍ أو مساءٍ صورةٌ
كم أُعيدتْ
زُيِّنتْ بالمُجْملِ
شكلُها تفعيلُها ألوانُها
مُرَّةٌ أذواقُها كالحَنْظلِ
يا طُقوسًا قد خلتْ من جَذوةٍ
من مَعانٍ في مياهِ المَنْهلِ
بِانحِسارِ الضُّوءِ تخبو شَمْعةٌ
بِبزوغِ الفجْرِ وهْجُ القسطلِ
يا طقوسًا قد فَهَتْ من ومْضَةٍ
في جبالِ النّارِ دونَ المُرْمِلِ
ربْطةُ العُنْقِ بكُنهٍ زائفٍ
شبهُ جَنْيِ البُرِّ دونَ المَنْجلِ
شهْوةُ الضِّلّيلِ خصْرٌ ناعمٌ
وارتشافُ الكأسِ نهجُ المُختلي
سَلْبُ بيتِ المالِ إفتاءً أتى
باجتِهادِ الشّافعيْ كالحنبليْ
آفةُ التَّسْويفِ ترجيعُ الصّدى
لا خلودٌ بارتداءِ المُخملي
لا احتفالٌ والكراسي غايةٌ
من إباءِ الرّيفِ حتّى الهِرْملِ
من دُويلاتٍ تُعاني فاقةً
لإماراتِ الثَّراءِ المُذهلِ
عُدْ مكانًا واحْبُ خَطْوًا عاجزًا
تبغِ غِلًّا في حَراكِ الأرجلِ
رايةُ الإبداعِ ميلادُ النَّدى
واقتدارُ الفعلِ بذلُ الجَحْفلِ
يا طقوسَ العزِّ تيهي واشمَخي
فَتِّحي أزهارَ أيكِ المجدلِ
في دمائي وانتمائي قُدْرةٌ
قدرةُ الإنسانِ في ما يعتلي
يا طقوسَ العجزِ كوني هبَّةً
غرِّدي ثمَّ اصدحي كالبلبلِ
حقِّقي النَّصرَ المُرجَّى للورى
يَحضُنُ الآمالَ سفحُ الكرملِ
لا تكوني بَدْلةً أو زينةً
صَحْوةً أَهْدِي لبَعْثِ الحَرْجلِ
واقبليني يا طقوسي عِزَّةً
من أغاديرِ الصَّبا للجَندلِ
ارفعي الرأسَ بتقبيلِ الثَّرى
وبجذعِ النَّخلِ هُزِّي وارفُلي
حسين جبارة 2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق