الاثنين، 4 مارس 2024

مَوادُّ تجميلٍ مُنتهِيَةُ الصّلاحِيةِ بقلم الأديبة كوثر بلعابي

** مَوادُّ تجميلٍ مُنتهِيَةُ الصّلاحِيةِ **
مَا حاجةُ الجَمالِ
إلى مَوادِّ التّجمِيلِ؟؟
أ هِيَ مُجاراةُ العُمرِ الجَائرِ
في زمنٍ رياحُهُ تَعصِفُ بالأنُوثَةِ..
مُوضَتُهُ تَفتَحُ عُذريّةَ تَائِها المَربُوطَةِ
أمْ هِي إكرَاهَاتُ الواقِعِ الجَدِيدِ
عَلى مَرأى التّارِيخِ و أصدَاءِ العَوِيلِ؟؟
ما حَاجةُ الأقنِعةِ العَصريّةِ
إلى مَساحِيقِ التّدجِيلِ؟؟
و هذه العُيونُ ..
غَادرتْها مَراوِدُ الكُحلِ
مُذ جفّ دمعُ الشّوقِ في المَآقِي..
مذ لَم يُكحِّل أرقُ الحَنِينِ
أهدابَ لَيلِهَا الطّوِيلِ ؟؟
و هَذه الثّغُورُ ..
عافَها قلَمُ الشّفاهِ القَانِي
مُذ هَمَستْ بِهَواهَا إلى حَبيبِ سِواهَا
مُذ خَنقَ قارُ السّجَائرِ وَردَهَا و لِمَاهَا
مُذ مَسَحَ حَلاوَةَ شَهْدِها
طَعْمُ اِبتِذالِ التَّقبِيلِ ..
و هذه الخُدودُ ..
لَم تعُد أفجَارُهَا تَغسَقُ عفّةً
حِينَ اعتَلَاهَا "كولاجين" الوَقاحَةِ
يَزحَمُ وَجَاهَةَ المَلاحَةِ
يَنفُخُ جَوفَ الشُّقُوقِ بِالهَواءِ
يُطفِئُ وَهجَ الحَياءِ ..فِي مُحيّاهَا الصَّقِيلِ ..
ما حَاجَةُ الجَمالِ
إلى مَوادِّ تَجمِيلٍ مُنتَهيةِ الصََّلاحِيةِ
بماذا نَتجمّلُ إذن؟؟
في زَمَنِ هَزائِمِنا أمامَ الزّلازِلِ العَولَمِيّةِ
مِن أين نَاتِي بِكُحلٍ
يَفتَحُ مُقَلَنَا على مَرايَانَا الأصليَّةِ؟؟
أبَدًا يَهدِي خُطَانَا نَحوَ سَواءِ السّبِيلِ
مِن أيٰنَ نَاتِي بِأحمَرِ شِفاهٍ
يَجعَلُ أفواهَنَا
تَنطِقُ بِصِدقٍ .. تَصمُتُ بِصِدقٍ
تصْرُخُ بِصِدقٍ .. تَشتُمُ أيضًا بِصِدقٍ
تَهمِسُ بِصِدقٍ .. تَلثُمُ بِصِدقٍ
في صِدقِهَا الصّوَابُ و الدّلِيلَ
مِن أين نَأتِي بِكرِيمَاتٍ
صَالِحَةٍ للحُبِّ ؟؟
تُزيلُ البُقَعَ السَّوداءَ في القُلُوبِ ..
تُجَدّدُ الخَلايَا في العُقُولِ ..
تُدلّكُ المَفاتِنَ ..
لِتُنْعِشَ نَخوَةَ الحَضارَةِ
لِتُنبِتَ الإرَادَةِ في الحِجارَةِ
و تَقهَرَ بِالصّبرِ الصَّلدَ المُستَحِيلَ؟
يَا زمَنًا تَبَدّلَتْ أحوالُهُ لِلأسوَإِ
أ لَا تَقتَرِحُ عَلينَا مَا يَصلُحُ لَنَا
يُبَدِّلُ أحوَالَنَا لِلأحسَنِ .. و يَرتَقِي بِنَا
أ لَا تَمنَحُنَا جَمالًا يَرحَمُنَا مِن زَيفِك المَصنُوعِ
أ لَا تَمنَحُنَا جَمَالًا صَلاحِيَتُهُ دائمَةٌ
غَنِيّةٌ عن طُرُقِ التّجمِيلِ ؟؟
كوثر بلعابي
( من ديوان : سفر على نار باردة)
Peut être une image de 1 personne et texte

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق