مرّوا من هنا...
كانت الأرض تستدلّ بأقدامهم...
أضاعت بعدهم قطبيها...
من يعيد إليها نصفيها...
مرّوا من هنا...
عقارب السّاعة تدور منهكة...
أرهقها تمدّد اللّيل طويلا...
وأضحى الصّبح نزرا قليلا...
ما أصعب الولادة من رحم
الاشتياق...
من رائحة ثوب أمّي...
تستنسخ روحا لا تشبهني...
وجسدا بالكاد يحملني...
مرّوا من هنا...
عبروا في رحلتهم الأرض والمجرّات
والسّماوات...
ثم ناموا بركن داري...
كيف ولجوا...
وقد أوصدت باب أفكاري...
وأحرقت رصيف الانتظار...
كيف ولجوا...
وقد غيّرت العنوان...
ولون الستائر...
وطلاء الجدران...
ثم سكبت صبري على نار
الفقد...
لا رماد...ولا دخان...
طيفهم يرقد في زوايا
المكان...
هي الرّوح حين تفنّد خبر
الفقدان...
أبدا لا تلبس ثوب
النّسيان...
سلوى السّوسي/تونس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق