الأربعاء، 21 فبراير 2024

... . القنبلة رواية / رضا الحسيني ( 25 )

 ... . القنبلة رواية / رضا الحسيني ( 25 )

واقتربتُ منه كثيرا بسرعة وهمستُ له في أُذنه بما رأيته على إحدى الشاشات بالغرفة ، تركني بسرعة واقترب بنفسه من الشاشة التي حددتها له ، ووجد ما أخبرته به بالفعل ، جذبني من يدي وانطلق بي مُسرعا لخارج الغرفة والمجندون يتعجبون مما يحدث ولكنهم لايملكون أكثر من الاندهاش

حين وصلنا للمكان المحدد بحسب الشاشة كانت صاصا ماتزال ملقاة على الأرض خارج أسوار المعرض وحولها جدها الذي يمسك بهاتفه محاولا الاتصال بالإسعاف والأم تنحني عليها محاولة إفاقتها ، والكثير من جمهور المعرض حولهم ، وبمجرد وصولنا كانت سيارة الإسعاف التي طلبها الضابط عماد قد وصلت ، فتعجب الجد ممايحدث ، كيف عرف عماد بحادثة صاصا التي صدمتها سيارة من الخلف حين كانت تحاول اللحاق ببالونتها الجديدة التي طارت من يديها الصغيرة دون أن تشعر ، فسقطت لاحراك فيها ، حملها عماد مع رجال الإسعاف الذين تعجبوا مما يفعل مما جعلهم يعتقدون أنها طفلته ، لحظتها كانت عيون شاهي الأم الجميلة تلاقت بعيون عماد فشعرت بكثير من الارتياح رغم فزعها الشديد على صاصا ، ووجدته يدفعني لداخل السيارة مع صاصا قائلا :

_ إياك أن تُغلق هاتفك أو أن تتركهم

_ بس أنا سعادتك ..

_ ده أمر يامعتز ، خليك مع صاصا كأني أنا معاها

_ مفهوم معاليك

لا أدري مالذي يحدث لي ، كنت منذ قليل محبوسا داخل غرفة من مجندين يرمقونني بنظرات إتهام وتعنت ومعاملة سيئة أراقب معهم شاشات الكاميرات ، والآن هاأنا هنا داخل عربة إسعاف مع هذه الصغيرة الجميلة لا أملك أي حق لرفض أوامر الضابط عماد ، وحين هدأت قليلا وجدتني أقول لنفسي :

( وكيف كنت سأرفض مثل هذا الأمر ؟ ألست أحب صاصا ؟ ألست خائفا عليها ؟ )

ووجدتني أضحك مع نفسي رغم ما أنا فيه ، ورغم حالة الصغيرة صاصا ،وكانت ضحكاتي ترجع لما رأيته من حالة الضابط عماد ، كيف كانت فزعته على صاصا وكأنها ابنته ، وكيف أنه اطمئن لي لدرجة أنه جعلني هنا معها وأنني سأكون عينه وروحه معها حتى تمر هذه الأزمة على خير ، وبقيتُ أتخيل حاله بعدما غادرت سيارة الإسعاف محيط المعرض ، وهنا وجدتني أتذكر صديقي الكاتب والمعرض والقنبلة ،وكيف أنني في لحظات قد صِرتُ خارج هذه المشكلة ، فتعجبتُ من الحياة ، كيف يتغير حال الإنسان في لحظات من حال لأخرى

وغدا نلتقي مع 26

Peut être une image de ‎1 personne et ‎texte qui dit ’‎رواية (25) القنبلة رضا الحسيني‎’‎‎

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق