الثلاثاء، 20 فبراير 2024

... . القنبلة رواية / رضا الحسيني ( 24 )

 ... . القنبلة رواية / رضا الحسيني ( 24 )

واضطررت لأن أسكت ، فلا فائدة للحكي مع هؤلاء المجندين ، هم فقط ينفذون الأوامر ، وبقيت ألوم نفسي تارة ، ولأتوعد صديقي الكاتب كثيرا حين أراه ، وتمنيت أن يقبضوا عليه سريعا حتى ينتهي هذا الكابوس الذي أعيشه منذ مساء ليلة أمس ، تارة زوجتي ، وتارة ضباط الشرطة ، وحتى المجندين ، تحولت هكذا دونما ذنب لي إلى صيد ثمين للجميع

.. .. ( مفاجأة سارة )

أثناء وجودي هكذا في غرفة الشاشات ، هذه الغرفة الصغيرة التي تظهر خلال شاشاتها صورا من كل الكاميرات المنتشرة داخل وخارج المعرض ، التفت لي أحد المجندين وهو يتوعدني قائلا :

_ انت المسؤل لو حد فينا جراله حاجة ، إحنا لاشُفنا الكاتب بتاعك ولا غيره ، بنعرفك إنت وبس

_ انتم كمان هتتهموني ؟! كلكم سيبتو المتهم الحقيقي وبقيت أنا السبب في كل حاجة ؟!

استدار يتابع عمله وتركني كأنني كنت أتكلم مع مجهول ليس معنا بالغرفة ، وشعرت بكثير من الضيق من تجاهله لي هكذا ،حتى المجند يعاملني هنا أسوأ معاملة ، وازداد لومي لنفسي أكثر ـ فأنا قد ألقيت بنفسي في هذه الهاوية التي لامخرج لي منها إلا بالقبض على صديقي الكاتب ، ليتني ما قابلته ، ولا عرفته ، ولا حكيت معه ، ولا تركتُ نفسي له هكذا يومها ، ليتني لم أسمح له بأن يتجول بي في شوارع العاصمة ليلتها ويملأ رأسي بكل ماقاله لي عن حياته وأفكاره وزواجه وعمله وكتاباته ، ليتني وليتني ، ولكن بما يفيدني الندم الآن ؟! ن لابد وأن أفعل أي شيء يخلصني من هذه الورطة الكبرى التي لم أمر بمثلها أبدا ، وعندما أنجو منها لن أسمح لنفسي بتكرارها

وبقيتتُ أُحدق في المجند والباقيين لفترة وعيوني تتنقل بينه وبين الشاشات ، وفجأة قمت واقفا بفزع حين لمحت بإحدى الشاشات أمرا لم أصدقه ، وبقيت أصرخ بكل قوتي أريد الضابط عماد ، وأسرعت نحو الباب أدق عليه بقوة كثيرا لعله يسمعني من الخارج ، وكان لابد وأن أخبره بما رأيت بسرعة ، فأنا أعرف أنه سيكافئني إذا عرف بهذا الأمر

بالفعل نجحت محاولاتي ، ووجدته يفتح الباب من الخارج ، لم أكن أعلم أننا جميعا داخل الغرفة كنا كمحتجزين حتى المجندين ، وكنت أحسبهم يتمتعون عني بشيء من الحرية ، ولكن وجدتهم مثلي وربما أكثر ، ووجدت أني الوحيد بالغرفة الذي يستطيع أن يصرخ ويعلو صوته ويطالب بفتح الباب والخروج ، أما هم فكانوا فقط ينفذون الأوامر وليس من حقهم شيئا على الإطلاق غير ذلك :

_ سبق ونبهت عليك ماتعملش أي إزعاج

_ كنت مضطر معاليك عماد باشا ، الموضوع مهم

_ إيه هو المهم ؟! عرفت صديقك الكاتب فين يعني ؟

_ لالا سعادتك ، ده موضوع أهم

... وغدا ن

Peut être une image de ‎1 personne et ‎texte qui dit ’‎رواية (24) القنبلة رضا الحسيني‎’‎‎

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق