الثلاثاء، 3 أكتوبر 2023

بسمة الصباح ... صباح الخير ... بقلم الكاتب حسين علي عبيدات

 بسمة الصباح ... صباح الخير ...

ثمة اغتراب يتحول إلى غيظ مكتوم تشعر به حين يمر معك وبخيالك، كل هذا الحقد الذي يملأ جوف العالم تتمنى لو تتقيأ ما به كعملية تطهير بدائية ولكن هيهات.
فهذا العالم يبتلع فقط بنهم وشراهة ولا يعرف أي نوع من عمليات الإخراج، تتمنى الآن لو تقيأت أنت هذا العالم ونفيته خارج جسدك النحيل ولم تعتن حتى بأن تضعه على هامش صفحتك.
لا أحد تظل صفحته بيضاء ولكن أن يركلك العالم مرة تلو الأخرى ليس كفيلا بتغيير اللون ولكنه كفيلا باحتراق ورقة الصفحة التي كانت بيضاء يوما، فلماذا لا تركله أنت حين يعطيك ظهره.
ففي الحقيقة أنت لم تر منه سوى خلفيته الرائعة فأبدا لم تر له ابتسامة ولا وجها من الأساس، ذلك العالم الذي يهتم بتفاصيل لا تخصك، وحين يتعرف إليك ويبدأ التدخل بشئونك تنقلب حياتك رأسا على عقب.
وهناك ثمة شعور مكتوم بالغيظ يبدأ في التحول إلى انفعال صادق ناتج عن غل دفين ما يلبث أن تعبر عنه حركات لا إرادية تصدر منك كلكمات متتالية لقفا لاعب بدين لا تواتيه الجرأة لاعطائك وجهه وتتخطى أنت عصبيتك بمراحل الازدواجية المزمنة فيدك التي تمتد إليه بعد ركلتين ولكمة شديدة لتساعده في النهوض هي نفس اليد التي ما يلبث أن يقف ويبدأ في استعادة صوابه، إلا وتمتد إليه بمزيد من اللكمات القوية التي تطرحه أرضا مرة أخرى.
ثمة سخف للدور الذي تؤديه في عالمك إنه التكرار (تكرار البدايات تكرار النهايات و تكرار التفاصيل مع اختلاف طفيف)
ماذا يريد منك هذا العالم؟ لماذا يكررك ويجعلك تكرر نفسك بهذا الابتذال الممنهج وتلك السطحية العقيمة وأنت كدب أبله ذي فراء كثيف تسير وحيدا لا تهتم سوى بما يقدمه لك من بقايا طعام، في حين أنه يجهزك لعملية الابتلاع الكبرى.
نعم تلك العملية التي تتم وسط قطيع من الدببة الذين يحتفلون معه بابتلاعك ويلتقطون ما يقدمه لهم من بقاياك في سعادة غبية ولا فرصة لديك أن تتمرد فأنت ثقيل لا تقوى على الحركة فالبقايا والمخلفات التي تتغذى عليها صنعت منك كتلة وهمية متحركة وأضمرت خلاياك العقلية الوحيدة التي كانت قادرة على إنقاذك.
ثمة انبهار بقدرة العالم على تمزيقك بهذا الإتقان وبهذه القسوة ليس في قلب العالم بعض الرأفة لحالك ليس للعالم أصلا قلب إنه يمتلك فقط معدة جوفاء تتسع للملايين أمثالك فمن أين له بنبض قلب يشفق عليك مما أنت فيه ومما يفعله بك، إنه يتمادى في إيذائك ويصورك بكاميرا لا تراها وأنت تتألم من أفعاله خلف جدران وحصون تظن أنك قد اختبأت منه وراءها ولكن قدرته عجيبة في الوصول إليك لتحطيم ما تبقى لديك وتدمير ماحاولت إخفاءه عنه، قدرة تخرج بك من حد التألم ثم الغيظ والانتقام إلى حد الانبهار.
أنت منبهر بما يفعله بك ربما أنك تصفق له أحيانا ... صباح الخير ...
حسين علي عبيدات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق