الاثنين، 2 أكتوبر 2023

مشرّدون بقلم الأديبة سامية خليفة-لبنان

 مشرّدون

ترنو عينايَ بشغفٍ
إلى الأفقِ الذي به أبتعدُ
مع الأحلامِ
إلى حيثُ الأمان
أصبو إلى الدفءِ
أنا المشرّدُ الذي
فقدتُ اسمي
بجرّةِ ألمٍ مزّقَتِ الكيانَ
فالقلمُ صودرَ
ليكتبوا به التاريخَ المزوّرَ
تحجَّرَ الدّمعُ
تشظّى السؤال
في أحداقِ الخيبة!!
فلا زالت براثنُ الظلامِ
تُدمي وجوهَ الحقيقةِ
تسمّمُ الجمالَ
توزِّعُ على العقولِ
الخَبلَ حلوى بالمجّانِ
تفنّدُ الحروبَ في برامجَ
من تسلياتٍ عبثيّة
ونحن كما الدمى
ألعابٌ في أيادي الضّلالة
حتى بتنا
نتقنُ فنونَ التبعية
والتعصّبات الخرقاء
الكلّ مدجّجٌ بالسّلاحِ
لكنّه أعزَلُ من الإنسانيّة
يدركُ بأنَّه في الوطن
بلِا وطن
وهو يرتعُ في منتصفِ وريدِه
كما الأغرابُ
لو ننظرُ
كم تزدادُ الغربةُ
حينَ ترفسُنا الأقدامُ
إن دنوْنا لنستندَ
إلى ظلَّ أحدِ الأبواب..
لو ندقّقُ
كم جبينِ اللّيلِ اشتدّ سوادُه
ومعه اشتدَّ الرّعبُ
كم المشرَّدينَ
على قارعةِ الانتظارِ
ابتغَوا هدنةً
من حروبٍ
استنزفتْ دماءَ الآمالِ
بترتِ الاحلامَ
لكنّنا عن كل ذلك
لَغافلونَ.
سامية خليفة-لبنان
Peut être une image de 1 personne, sourire, foulard et écharpe

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق