الثلاثاء، 13 يونيو 2023

مازلتُ طفلا بقلم الشاعر دخان لحسن

 

أنا الطفل
خلقت طيرا في حماكم
ضحكاتي وعناقي حين نداكم
وبكائي عجزي عن رضاكم
إن تسألوني عن حبي حين أراكم
أقول : اللعبُ طموحي
ومرَحي صولاتي في فناكم
انا الطفل
كم اطفأ الكبار على جسدي
سجائر اجتماعاتهم !؟
وكم رسموا على كراسي خرائط معاركهم!؟
كم غَذوا حروبهم بكدماتي !؟
وكم كتموا صرخاتي ! ؟
وتاجروا بويلاتي
صادروا حياتي وادّعوا انهم ساداتي
مازلتُ أحاور الاحلام في رحلاتي
وابني بالطين قلاع دفاعاتي
لقد جعلوا طغيانهم سلاح مماتي
وأقلامي أصابع انفجاراتهم
لوّنوا بحبر دواتي قسمات وجهي
وراحوا يعبثون بدمعاتي، وبضحكاتي
أنا في فلسطين كما في بورما
هنا اكبر معاناتي
انّي أقْتَل واشَرّد وأيَتّم بلا حقوق
انتَزَعوني من أمّي كالزيتونة من أرضها
أنا في اليمن وسوريا والسودان
أحلى مذاقي كان مرّا
انا الطفل
احيا كاتبا طلباتي
متنقلا بين الازهار أمزج نسماتها
بأشَعاري ونغمات نوطاتي
أحكي روايات زفراتي وتنهيداتي
أعيش فيها حالما أرسم ملاعب وطني
وافتح مدارسي هي جنّاتي
يشتاقني حبك يا امي
ويناديك قلبي في كل لحظاتي
كبرت اواسي جراح الحروب
وأحضِرُ الحبّ في لقاءاتي
هم يرتشفون الحساء ثملين على رفاتي
وانا الحزن يطلّ من شرفاتي
هم يغنون على حُرُماتي
وانا اسقيهم أبابيل غضباتي
أنادي الاشواق فلا مجيب
إلّا سعيرا تحوّل كابوسا لطفولتي
ووضب لمجتي من رصاصات
وشضايا جسمي
خاف الكبار من الكبار
فصدّوا الخطر باجساد الصغار
وخرصت عدالتهم لانهيار حواسي
اسير أناجي الضمير
وأتساءل: متى أفكّ القيود؟
فقلوبهم حجارة لا تبللها دمعتي
ولا تفتتها أمومتي أو ابوتي
أنا الطفل
لا يدوم عرج أيامي
ساجمع اشلائي
وأصير ليثا في وثباتي
أمحي عار ما صنعوا
حتى لا يبقي فؤادي مغتصبا
ولا تعيش قلوبهم على نبضاتي
إن جاد صراعهم طربا
فلن أبقى طفلا على مآسيهم نوماتي
يحكمني عبثهم واحترق بحروبهم
ترحب كذبا عدالتهم بقضيتي
لاني أبحث عن حلقتي المبتورة
هي كنزي احمله
طفولتي، حريتي، كرامتي
لا تغريني فيهم فضة ولا ذهب
لقد زفّني تجار الموت للمقابر
ساغرس هناك شجرة
وفي ظلّها أضع كرسيا وكتابا ولعبة
سأفرغ اقلامي من بارودهم
واسترجع مدرستي من ركام ما خرّبوا
بقلمي: دخان لحسن. الجزائر. 08. 06. 2023


 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق