الجمعة، 9 يونيو 2023

... تقاسيم للوطن والرّوح .. بقلم الشاعر... علي السعيدي ...

 ... تقاسيم للوطن والرّوح ..

تنغلق المحكمة
يصادر طير النّهار
تضيع دعاوي الفصول
بين خيط النّموّ وخيط الذّبول
عاقر مجرمة
قالوا لها في حفرة الماء
حين كفّت عن البوح
شدّوا على نار شريانها الأحزمة
كّلما واصلت عشقها اتّهموها بجرم التناسل
عن الموت معصومة نخلتي
حيث يقتادني عشقي
ثّم أعبر أعبر
فأمتشق الضّوء في اللّحظة الحاسمة
يصدأ رمح المنار
وقد أبعدوني عن الماء
هل افلحوا مرّة في اصطيادي
يختبؤون وراء سياج التّرقّب
لكن .. عيني نافتان على الصّبح
وللّيل يّسع في ساحة النّوم
فأدخل في الحلم
يصطكّ وجه الزّمان
هل أعود إلى الصّوم
كلّ الدّروب إلى الماء ملغومة
أيّ طريق يؤدّي إلى النّهر
لتفترش للطّير مائدة الموت
أشجار هذا الطّريق إلى الماء
عابق باللّهيب قميص النّهار
أين تبني المواعيد أحلامها ؟
صار حديدا جناح القمر
فإلى أين تاوي العصافير ؟
حيث صارت رماحا غصون الشّجر
من دمها في السّنين النّخيلة
عصر خروج القبيلة
تحت سقف الظّهيرة
عصر اقتراف الفضيلة
فأنت زمن الأغنيات القتيلة
إلى سيفه
كلّ سيف يشدّ الرّقاب
كل جفن يدير الشّجاع إلى رمشه
كلّ طير يزيح الهواء إلى عشّه
زمان يخرج الضّوء عن ضوئه
وماذا أقول ؟ وماذا أقول ؟
لا ذوب معا في دماء البحيرة
فلماذا إذن
تعبنا معا .. ومشينا معا
وأحببت غيره
حتّى تحوّلت عنه
من حرّض فيك على الورد
أيّها النّهر
تتباعد المسافات عن دربها
تزوغ الطّواحين عن قطبها
أقدّم دعوى عليك
وفي يدي أشّد السّلام في يديك
ومتهم أنت في حضرتي
أم هم على قتلها درّبوك
هكذا علّمتك السّنابل
لماذا إذن تغمد الآن ليلك في عنقي
وجرّدت حبّي منك
تتّهمني بأنّي هرّبت حبّي عنك
مادمت يا قمر العاشقين
شيئا يحبّني الآن
عاشق ويبيع الوتر
هكذا قال : طير دمي لدمي
وتنازلت عن أغنياتي أمام المطر
هل سمعتم حماما يهاجر من صوته
هكذا قالت يدي ليدي
يوم تبرّأت شمس عينيك
فزدت إلتصاقا بلحمي
حاولت خلع خيوطك من معطفي العربي
راحل عنك .. لكن موغل فيك
مدية أنت أم عنق
وبالشّمس تملؤني ثمّ تذبحني
فامدّ دمي زهرة لفراشاته البيض
يا وطني
يتسلّقني وجهي غريق ولي قاربان على الرّمل
وملء عروقي إنفجار الينابيع
حريق .. حريق
عريان والمطر المتأهّب ثوبي
يا وطنا مشّبعا بالتّواقيع .
... علي السعيدي ...
Peut être une image de 1 personne, horizon et plage

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق