السبت، 10 يونيو 2023

قراءة في قصيدة (يامزن ارحل ) للأديب سامي ناصف بقلم الشاعر الناقد الكبير السيد طه قائد كتيبة قبة النابغة

 أرسل إلي صديقي الشاعر الناقد الكبير /@السيد طه قائد كتيبة قبة النابغة،هذه القراءة الكاشفة لجوانب كثيرة في قصيدتي (يامزن ارحل ) وهذا يكشف عن عبقرية عين ناقدة وشاعر عبقري.

وإليكم الدراسة
يقول ناقدنا السيد طه:
.......
الوطنية والحمية العربية والضمير اليقظ.
دائما يدفعنا أن نتحدث عن قضايانا واشكاليتنا كل حسب هويتهُ
وشاعرنا هُنا واضح تأثره، وثورتهُ داخل نفسهِ لأجل القُدس المحتلة وفلسطين الجريحة
مما جعله يفيضُ علينا من بحرِ إبداعه
حيث أفاض علينا بكلمات واقعيه ممزوجة بالخيال ولكي لا أطيل عليكم
شاعرنا اليوم من طراز فريد
وحين قرأت سطورهُ استفذني للكتابةِ عنهُ أنهُ العبقري في الحبكهِ والصورِ البلاغية والمفردات الملاءمة لجو النص
والانتقال السهل الذي يجعلك تنتقل بين الحروف دون أن تشعر بمطب أو ملل أو انقطاع تيار الفكر
إنه الشاعر القدير
ـ سامي ناصف
حيث بدأ عنوانه بالنداء وأنهاه بالأمر قائلاً.
يا مُزن ارحل
مما يلفت الانتباه
لماذا ينادي علي السحاب المحملة بالخيرات من المياه التي تروي الظمآن وتنبت الزرع مما فيه سعادة للبشرية
فقررت القراءة كنوع من أنواع الفضول فوجئت أن الفضول فيه متعة وفائدة في مثل هذا الموقف
فقرأت النص ووجدتهُ مقسما إلي خمس فقرات ولكن العنوان واحد ومترابط
الفقرة الأولى يطالب فيها المزن أو السحاب المحمل بالمياة
معللاً سبب طلبه.
أننا كعرب أصحاب قضية روّضْنا الرياح التي تحول سقوط المطر
أعنا الفاسدين من مجتمعنا ومجتمع أعداءنا؟
نحن رضينا بالصمت والذل والقهر من أجل الراحه أو المنصب أوجمع المال أو سبب آخر
ولا نملك إلا الدعاء فنحن جبناء.
أننا عطش يروض الريح
تشبيه رائع حيث شبة ذويه بِمُرَوض في سيرك ولكن هنا لا يروض حيوانات ويجعلها أليفه لا فهم هُنا يرضونَ الرياح وكأنها كائن حي
وسحاب الصمت وهل للصمت سحاب ؟
وأيضا تنفث أي تلقي السم كالحية التي تنفق سمها محدثةً صوتا مرعبا.
وسنابل حملت بمولود
يشقُ الجوع في غسقِ الرجاء
كمية بلاغة يطول الحديث عنها .
هل السنابل تلد؟
بالطبع لا وكيف أن مولودها يشق الجوع هل الجوع شئ مادي ملموس لكي يشفه مولود السنابل الضعيف
نعم هناك أمل في أن تلد النساء مثل صلاح الدين وهناك أمل في الأجيال في تحرير الأرض والعرض.
هل لك أن تتخيل امرأة تلد وتتألم طوال الليل دون أن يشعر بها أحد وتعقد هدنة مع الليل ليخفف آلامها وكأنها تحارب الألم والليل الأسود
هكذا هي القدس.
والفقرة الثانية مترابطة مع الأولى
حيث خاطب السحاب أيضا وكأنهُ إنسان يحدثهُ.
يا مُزن.
خل الريح واسقط نغمة تزوي
الرياح الهوج.
يحن ويتعاطف مع العروبة ويطلب أن تسقط نغمة تبعد الرياح الحارة اللافحه التي تأتي في منتصف النهار من جهة الغرب وتعكر صفو المعتدل
أي يتمني أن يخف الحصار الغربي الغاشم عن فلسطين الجريحة.
غدا ستخرج السنابل والأمل في الأجيال التي ولدت وسط النيران وعلي سفوح الجبال
ورضعت عزة وكرامة ومقاومة للظلم.
وأيضا كمية الصور والتشبيهات البلاغية
غاية في الروعة والجمال
انظر لقوله سنابلك العافية
وأيضا صدر الجبال
غيبة الشمس التي أفلت
وغيرها كلها صور ومعان لا تصدر إلا من المبدعين
أسف علي الإطاله وإلى لقاء آخر بإذن المولي.
شكرا أستاذنا وعالمنا الأستاذ سامي ناصف
يا مُزْن ارحل..
شعر /سامي ناصف
......
يامُزْنُ ارحَلْ..
إننَا عَطَشٌ يَرُوضُ الرِّيحَ.
فَهُنَا سَحَابٌ الصَّمْتِ ..
تَنْفُثُ، دَلّها..
كَيّ تَسْتَرِيحَ..
وتُطِلُّ مِنْ شُرُفَاتِ أحْجِبَةِ الدُّعَاءِ..
وَسَنَابِلٍ حَمَلَتْ بِمَوْلُودٍ..
يَشُقُّ الجُوعَ..
فِي غَسَقِ الرَّجَاءْ..
وأَنِينُ نُفَسَاءٍ..
تُهَادِنُ لَيْلَهَا أَلمًا..
ويَجْرِفُهَا البُكَاءْ..
تَبٰغِي ارْتِخَاءَ الهَمِّ..
عنْ كَبِدٍ جَرِيحْ.
كَيّ تَسْتَريحْ.
يا مُزْنُ..
خَلِّ الرِّيحَ..
وَاسْقُطْ نَغْمَةً..
تَزْوِي الرِّيَاحَ الهُوجَ..
خَلْفَ الهَاجِرَةْ..
وَاحْمِلْ سَنَابِلَكَ العَفِيِّةَ
إنَّهَا نَبْتٌ لِرُمَّانٍ عَلىٰ صَدْرِ الجِبَالِ العَالِيَةْ
إنَّهَا أَمُلُ الضِّيَاعِ..
فِي غَيْبَةِ الشَمْسِ الّتِي
أَفَلَتْ هُنَاك.
عَبْرَ انْعِرَاجَاتِ،الآيَادِي العَابِثَةْ،
أنَّا تَرُوحْ
يامُزْنُ..
إنَّا فِي القُبُورِ..
مَكْلُومَةٌ كُلّ الصُّدُورِ..
والقُدْسُ أَنْوَاءٌ تَفُورْ..
والسُّمُ فِيها غَائِرٌ..
وَقَبَائِلُ التَّتَرِ الحُضُورْ.
فِي المَشْهَدِ المَرْسُومِ ليْلًا..
أنَّ طُهْرَ القُدْسِ عِبْءٌ..
فَوْقَ أَكْتَافِ الدُّهُورْ..
يالَيْلُ قِفْ..
فَبِغَضْبَةِ الثُوَّارِ أَنْوَارٌ..
تُعَرِّي الصَمْتَ..
والخِزْيَ الكَسِيحْ.
يامُزْنُ..
هَلٰ نَحْنُ افْتَرَشْنَا العَجْزَ..
وانْكَسَرَ الأملْ؟
أَمْ نَحْنُ فَوْقَ الرَّمٰلِ..
قَشَّاتٌ وَكَلّ؟
فَالغِلُّ يَدْفَعَنَا..
ويَدْفِنُنَا بِتَلّ..
وَطُمُوحُنَا،..
نَحْسُو قِدَاحَ الذُّلِ..
نَرْضَىٰ مَاحَصَلْ.
ونُقِرُّ بالأَمَلِ الذَّبِيحْ..
عَبْرَ أَبْوَاقِ المَدِيحْ
يامُزْنُ ارْحَلْ..
وارجُمْ سَرِيعًا قَبْرَنَا..
واحْمِلْ سَنَابِلَكَ..
لدَوْحَةِ غَيْرِنَا..
واقْرَأٰ عَلَيْنَا التِّينَ والزَيّتُونَ..
واكْتُبْ أنَنَا كُنَّا بَشَرْ!
وغَبَاؤُنَا صَرْحٌ قَبِيحْ.
شعر /سامي ناصف

Toutes les réactions 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق