الثلاثاء، 25 أبريل 2023

عَلّقْتُ في مِفْتَاحِ عُمري اليَوْمَ وَردَةْ بقلم الشاعرة سعيدة باش طبجي☆تونس

 ☆《عَلّقْتُ في مِفْتَاحِ عُمري اليَوْمَ وَردَةْ》☆

                     ☆《1》☆

يَخْضَلُّ قَلبي مِثْلَ قَطرٍ مِنْ ندًى
في جَفْنِ وردةْ ☆
أوْ مثْل عُشْبٍ يَابِسٍ وَطِئَتْهُ عَشْتارٌ بِنَعلٍ منْ ضِياءٍ
فجَّرَ الأمْواهَ منْ جَوْفِ الثّرَى
فاَنْسَابَ نَهْرًا مِنْ شَذًا ..لا شَيْءَ يَقْدرُ أنْ يَرُدَّهْ ☆

يَخْضَلُّ نَبْضِي مثْل دَاليةٍ عَلى كَتِفِ الرُّبَى
حُبْلَى عَناقيدًا..و تنْتَظرُ المَخَاضَ
و حِضْنُها يُهْدِي لطفْلِ الشّعرِ
والعِشْقٍ المُعَمَّدِ بالرُّؤَى والحُلْمِ ..مَهْدَهْ ☆

أو مثْلَ نَخْلٍ...
هَزّتْ الأعذَاقَ مِنْهُ نُسَيْمةٌ رَيَّانةٌ
فاَسَّاقطَ الرُّطَبُ الجَنِيُّ بِثَغْرِ أقْلامِ الرُّؤَى
يَسْري بِنَسْغ الرُّوحِ.. حتّى عَبَّتْ الأضْلاعُ شَهْدَهْ ☆

يَخْضَلُّ حَرفي وَاجِفًا
كجَناحِ عُصفورٍ..عَلى شَوْقٍ..بِوجْهِ الرِّيحِ يَهْفُو
والمَدى المفْتوحُ يَدعُوهُ إليْهِ
 فيَركَبُ الأنْواءَ تَحمِلهُ إلى هَامِ الذُّرَى
حيْثُ الشّمُوسُ تَحُوكُ للمُشْتاقِ بُردَهْ ☆

                     ☆《2》☆

عَلّقْتُ في مِفتَاحِ بَابِي اليَوْمَ وَردَةْ☆
رَغْم الصَّديدِ بقُفْلهِ..
والبَابُ مَوْصُودٌ وقَد لفَّ الرِّتاجُ عَليْهِ زِنْدَهْ..
جَاءَ الصِّبا يَهْفُو علَى أعتَابِ عُمْري
كيْف للعُمْرِ المَشُوقِ إلَى النّسَائمِ أنْ يَصُدَّهْ؟

طبَعَ الحَنينُ على جَبيني قُبْلةً
حَنَّ الجَبينُ إلى الشْبابِ وَ فَيْئِهِ
طَمِعَ القَصيدُ بِأنْ يَرُدَّهْ ☆

تَعِبَ القَصيدُ مِنَ الصّديدِ
فقالَ : يَا حَرفي المُكفَّنَِ بالجَليدِ و بِالصَّدَا
أفَلَمْ يَئِنْ بَعدُ الأوَانُ لِكَيْ تَقُدَّهْ ؟☆

خَجِلَ الصَّديدُ مِنَ القَصيدِ..فَقالَ لِي:
لا لا تَخَافي مِنْ قَذايَ علَى القَصيدِ
فلَسْتُ ضِدّهْ ☆
لَا وَحيَ لِي كَيْ أهْزِمَ الحَرفَ النُّضَارَ
ومَا لبسْتُ لِحَربِ أقْلامِ الرُّؤَى
دِرعًا و عُدَّةْ ☆
أنا لسْتُ إلّا  مِنْ تُرابٍ
في جِوارِ العَتْمِ أمْضغُ غَيْرتي
أرنُو إلى التِّبْرِ المُخَبَّئِ في تَعارِيجِ القَصِيدِ
و كمْ أمدُّ لهُ اليَدَا...
فَلْتَذْرُني كَفَّاهُ في جُرفِ الرَّدَى...
أنَا لسْتُ نِدَّهْ..☆
عَرشُ الجَمالِ لهُ مُباحٌ
كيْفَ يُوصِدُ بابَهُ..؟
و يُبِيحُ لي أنْ أنْفْثَ السُّمَّ الزّعَافَ
عَلى الرِّتاجِ وفِي شَرايينِ المَفَاتيحِ العِجَافِ ؟
وأبْتَنِي للشّعرِ في الأقْفالِ لَحدَهْ ؟
ِلِمَ لا  يُشِيدُ الحَرفُ فِي الهَامَاتِ مَجْدَهْ ؟؟

سَمعَ الرَّبيعُ مَقالةَ الصَّدَأ الحَكِيمِ
فَهَاجَتْ الأشْواقُ فِي قَلْبِ الثّرَى
تَاقَ السُّباتُ إلَى الحَياةِ  ..وعَافَ أنْفَاقَ الكَرَى
تَعِبَ الرَّبيعُ مِنَ الصّقيعِ
فقالَ: ياعَشْتارُ هاتِ القُبْلةَ الثَّمْلى بِأَحداقِ السَّنابلِ و الثِّمارْ
وتأمَّلِي الأنْوارَ..في هَامِ الذُّرَى
يا رَبّةَ النّعلِ النُّضَارْ...
يا شَالَ أكْتافِ اللُّجيْنِ
و سَلةَ الزّهْرِ المُعمَّدِ بالهَوَى
هيّا اخْلعِي شَالَ الأرَامِلِ والثَّكَالَى
واتْبَعٍي العَنْقاءَ ..قدْ ثارتْ على لَحدِ الثّرَى
ونَمَا لها فوْقَ الجَناحِ جناحُ أحلامِ السُّرَى
هَيّا نُسَمِّدُ بالرّمَادِ مُرُوجَنا
و نُزيحُ عَنْ ظهْر الطّريقِ ثُلوجَنا
هيّا ابْحِري ... مُدّي الشّراعَ و جَدِّفِي..كُوني عُروسًا للبِحارْ ..
كُونِي حَمامًا أو نوَارِسَ..أوْ نُجُومًا ..أو ثُريّا أو سُهًا...
كُوني...لكَيْ لا تأكلَ الأعتامُ آلاءَ النَّهارْ
كوني..لِكَيْ لَا يخْلفِ الرُّبّانُ وَعدَهْ ☆

                   ☆《3》☆

يَخْضَلُّ عمْري و الرَّبيعُ...ونَبْضَتي...و مِدَادُ مِحبَرتي..
و قٍرطاسِي ..وكُلّ جَوارحِي
عَشْتارُ والعَنقاءُ...والأفْقُ المُعمَّدُ بالرُّؤى ...
واللّيْلُ والأحلامُ والأمواجُ والفَجْرُ الوَليدُ
وكُلُّ هَذا النُّورٍ في شَوْقِ المَخَاضِ إلَى الجَمالِ
يَرفُّ حَتّى يَهْزِمَ المَقْرورُ بَردَهْ ☆
و يَزِفُّ بَحرُ العشقِ للأشْعارِ مَدَّهْ ☆

يَخْضَلُّ كَوْني مِثْلَ مُزْنٍ حَاملٍ
يَسْري عَلى خَطّ النّسَائمِ و المَدَى
يَخْتالُ فوْق  قَتَادِ أشْواكِ النّوائِبٍ والرّدَى
يَقْتاتُ مِنْ دفْءِ الشُّمُوسِ..و مِنْ حُبيْباتِ النَّدَى
و الصَّخرة الرَّعناءُ تسْخَر منْ أبابيلِ الرّدَى
و سِزيفُ يَهْزمُ في ذُرى الأمْجادِ وهْدَهْ ☆

فإذَا  الهُطُولُ تَفَجَّرَتْ
وإذَا القُبورُ تَبَعثَرَتْ...وإذَا الصَّحَاري شُجِّرَتْ
بُعِثَتْ حُرُوفي مَنْ تَجَاويفِ الكَرَى
و سَجَا الخِضَمُّ يَمُدُّ لي كَفَّ الشِّراعْ
فَمَتَى أجَدِّفُ باليَراعْ؟
و متَى سَألبَسُ نَعلَ عَشْتَارٍ إلى نَبْع القِرَى
و جَناحَ عَنْقاءٍ إلى هَامِ الذُّرَى
و متَى يُرِينِي الفَجْرُ فِي الأسْحارِ قَدَّهْ؟☆

           《سعيدة باش طبجي☆تونس》
                     《افريل2023》

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق