الثلاثاء، 25 أبريل 2023

قزاءة نقدية في رواية قواعد العشق الاربعون للكاتبة الروائية التركية العالمية أليف شافاك ــــــــ محمود البقلوطي

 


محمود البقلوطي

قزاءة نقدية في رواية قواعد العشق الاربعون
للكاتبة الروائية التركية العالمية أليف شافاك
الكاتبة أليف شافاك
كاتبة تركية من مواليد1971
تكتب بالتركي والإنجليزية وقد ترجمت أعمالها الى مايزيد على ثلاثين لغة اشتهرت بروايتها.... قواعد العشق الأربعون التي أصدرتها سنة 2009.
قائمة أعمالها :
الشر في عيون الأناضول 1994
الصوفي 1997
مدينة المرايا. 1999
قصر القمل. 2002
المطهر. 2004
مد وجزر2005
لقيطة اسطنبول2006
قواعد العشق الاربعون2009
انا وسيدي. 2013
بنات حواء. 2017
الحليب الأسود..
محمود البقلوطي من تونس
العمل انعاش وتبنيج قطاع صحة والان متقاعد
كتبت عن السنما ورقات نقدية ل عدة أشرطة سنمائية
حين كنت رئيس نادي السنما للشباب
منذ اكثر من سنة كتبت عديد النصوص النقدية لقصائد وومضات
استهلال وتصدير
أليف شفاك الكاتبة التركية. العالمية تقول:" فالله لايقبع في السموات العالية، بل يقبع في داخل
كل واحد منا، لذلك فهو لايتخلى عنا
فكيف ان يتخلى عن نفسه، ان جهنم تقبع هنا والأن وكذلك الجنة، وقال جلال الدين الرومي فما دام الخالق قد قال" يد الله فوق ايديهم"
" فقد أعلن ان ايدينا هي يداه"
______________________
من هذا القول نفهم اهتمام الكاتبة التركية أليف شفاك بالفكر الصوفي إذ كتبت في أواخر القرن العشرين رواية"الصوفي" و"مدينة المرايا" التي تطرقت فيها للتصوف في الإسلام.. في اليهودية والمسيحية في القرن السابع عشر
و كتب باللغة الإنجليزية سنة2010 روايتها المشهورة" قواعدالعشق الاربعون " التي ترجمت لعشرات اللغات وبيع منها مئات الالاف وترجمها للعربية سنة2012 "خالد الجبيلي".
اعتمدت رواية "قواعد العشق الاربعون" علي تعدد الأصوات السردية بحيث تتناوب ابطالها وشخصياتها في سرد الأحداث في500 صفحة تقع ضمن5اجزاء
(ااتراب،الماء،الهواء، النار، العدم)
إذ نجد فيها لوحات متعددة لشخصيات من زمنين مختلفين الأول من خلال "ايلا" وعائلتها الذين يعيشون في ولاية ماساشوستس الامريكية في الزمن الحاضر (2008) تحديدا.. والثاني في القرن الثالث عشر الميلادي حيث يلتقي الدرويش المذهل والطواف "شمس التبريزي" بتوأمه الروحي "جلال الدين الرومي"
1 --رحلة شمس التبريزي
"مالم تتعلم كيف تحب خلق الله، فلاتستطيع أن تحب حقاولن تعرف
الله حقا"
الرواية تحكي رحلة شمس التبريزي
التي تمتد من سمرقند وبغداد الي قونية التركية مرورا بدمشق التي قتل فيها على يد قاتل مأجور بعد أن قضى فيها قرابة ثلاث سنوات
تعرف في بدايتها عن توأمه جلال الدين الرومي الذي اختلى به48يوما ليلقنه قواعد العشق الأربعون التي صاغها في مسار رحلته الطويلة وقالها لأشخاص قابلهم في اوقات مختلفة..
وقد كان هذا اللقاء مع الرومي سنة
1244 نقطة تحول جذري للرجلين
لقد غير لقاؤهما هذا حياة كل منهما
فتحول الرومي الي شاعر يجيش بالعاطفة، وصوفي ملتزم، وداعية الي الحب، فابتدع رقصة الدراويش وتحرر من جميع القيود. والقواعد التقليدية.
يقول شمس عن صاحبه:
"الرومي على حق، فهو ليس من الشرق ولا من الغرب، انه ينتمي الي مملكة الحب،انه ينتمي الى المحبوب"
ونظرا لروح التعصب التي سادت في ذلك العصر الذي اتسم بالنزاعات الدينية، دعا شمس. الي روحانية عالمية شاملة، مشرعا أبوابه أمام جميع البشر من مختلف. المشارب والخلفيات فدعا الي الجهاد الداخلي،في جهاد" الانا" وجهاد النفس وقهرها
لكن أفكاره لم تلق ترحابا من جميع الناس، بل أصبحت علاقته مع صاحبه الرومي عرضة للشائعات والافتراءات َوالهجمات الي حد التأمر على شمس التبريزي وقتله من طرف قاتل مرتزق مأجور..
لكن روح فكره بقيت الي الان وهذا ما جعل أليف شفاك كاتبة قواعد العشق الاربعون تستحضر ايلا امرأة القرن 21 التي أصبحت صوفية متأثرة بشمس التبريزي لتكتب عنها رواية ايلا في نفس الكتاب ليصبح حاملا لروايتين في نفس الوقت
وقد فسرت الكاتبة السبب بأن التعصب والنزاعات الدينية التي كانت متفشية في القرن الثالث عشر نعيشها الان فالصراعات الدينية والطائفية منتشرة في عدة الاماكن في عصرنا
ونجد التطرف الديني والغقائدي بلغ أوجه..
2_ايلا وعشقها الصوفي المجنون
رواية اخري تظهر، لتعبر عن حياة صاحبتها، وهي رواية الخبيرة الاربعينية اليهودية ايلا التي تعاني من ملل حياتها العائلية وروتينها، لكنها حينما تقرأ_ كخبيرة_ رواية "الكفر الحلو" لمؤلفها زاهارا وهي رواية شمس التبريزي وجلال الذين الرومي وقواعد العشق الأربعون.
تنقلب حياتها فجأة فتتحول من بركة هادئة الي بحر متلاطم وتبدأ بمراجعة حياتها الأسرية والزوجية على نحو من الاثارة مايجعل هذه الشخصية تماثل شخصية الرومي في تأثير التبريزي عليه.
تهجر كل شيء وتلتحق بمؤلف الرواية، بعد أن تعرفت عليه عبر الايمل ووجدت صفاء هذا المؤلف ونقائه وتشبهه بسلفه التبريزي الأشكال المثير لعواطف أينما حل وارتحل... مؤلف "الكفر الحلو" زاهارا الذي اسلم وأصبح "عزيز"
يعلق قلادة في صدره عليها شمس لتذكره بشمس التبريزي، ينذره الأطباء بالموت نظرا لمرضه بسرطان الجلد.
تكتشف ايلا معه ان التبريزي لم يَمت منذ 8قرون، إنما شخصيته الجلدية تتكرر في العصور كلها وها هو زاهار الهولنندي يتشبه به، بحكمته وفلسفته. ولعل الرومي مثال الأمثلة في عصره حينما تزوج امرأة مسيحية ولم يتزوج غيرها، فيما ايلا اليهودية تعشق مؤلفا مسيحيا تحول إلى الإسلام اخيرا وقضى بَمرض غير متوقع ودفن في قونية جوار قبر الرومي
خلاصة.
ان الخلفية الفكرية التي قادت الكاتبة لتاليف هذا الكتاب هي تشبعها بالفكر الصوفي وهذا يعتبر كتابها الثالث الذي يتناول الصوفية
كمذهب اما بالنسبة لربطها الاني بلحظة تاريخية اتسمت بالتعصب والنزاعات الدينية لأنها احست ان عصرنا ايضا له نفس السمات المتمثلة في الصراعات العقائدية الدينية والطائفية.. ولهذا رأت ان تركز على الحب والتسامح والتواصل وهذا موجود في الكثير من الصفحات في رواية قواعد العشق الاربعون

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق