الثلاثاء، 3 يناير 2023

السُورُ/توفيق النهدي /مؤسسة الوجدان الثقافية


 .....السُورُ.......

فَتحَ فًتًى ثغرًا لِشفاهِ العابرِينَ
سُورٌ بِعلّوٍ شاهِقٍ
كتَب نوتَةَ المعزوفة حول البُوقِ
لِيُسمِعَ مَن كان حيَّا
ثَبَّتَ المِجهَرَ المُكبّرَ لِيُعاينَ ميلادَ الفجرِ
مَلامحُ نَبّيٌ قادمً مِنَ الشَرقِ
يَتَرائى زَيتًا فوقَ الكَنائسِ
يُضيئُ الصَومَعةَ والمِحرابَ
بَرَقٌ فوق أسطُحِ المباني الحَجريّة
فَوقَ قُبّةِ تَتلألأُ من نور البُراقِ
زَيتونةً يمتدُ فروعها إلى نهر الأردن
إلى طَبَريَة إلى دِير يَاسِين
زاويةُ الرُؤيا تعكسُ ولا تَنعكسُ
يَصُدّها سور حِطّين..
هَلْ أَزِفَت اللَحظةُ
أَمْ على الأبوابِ أَقفَالُها
عُد يا فَتَى إلى الثغر القديم، هناك تاريخ لا يُظلمُ عنده الا الكفيف
تَوَسّل للسور أن يطير مع الخرافة
مع الخنازير..
سَهمً يَنطلقُ نحو الوجهة السرية
في مَرَجِ الفلاءِ
يُبِيدُ الحقدَ والبَغضَاء
يَجمَعُ الناسَ لِحَفلٍ، لِعُرسٍ، لسَهراتِ الغِناءِ
لِيَومٍ لاَ شَقَاءَ فِيه
ألاَ إنّ صَوتي وَشِعري وَنُسُكِي، لَو كان للنَّاسِ ثَغرًا كَثَغرِ السُور.
توفيق النهدي
أبو أديب
تونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق