على رسلك أيها القلب .....
على مقاس البعد خطواتي متثاقلة ...حملت حقائب الشوق والهيام وأتيتك بلهفة لا نظير لها ....ودعتك بلا وداع في إحدى محطات الخذلان التي أوصلتني إليها ،خلتها أجمل محطات العمر عندما إلتقينا فيها ....ودعتك حينها وقد لملمت ملامحك من دفاتري وغزلت من طيف البقاء معطف الرحيل طويل دربه مليء بالأشواك....وأنت صامت رحلت متجاهلا إياي وكأننا غرباء عن بعض ....ناديتك يا صمتي العليل ...يا ليلي البهيم ...أي ألم ألحقته بي من بعد هذا الرحيل الذي لم يكن في الحسبان ....
على رسلك أيها القلب .....لا تتعجل الأمر لقد كان واليوم أصبح ذكرى موجعه للفؤاد....كطفلة أنا على أرجوحة النسيان تريد أن تغفو غفوة تفقد فيها ذاكرتها وتنام إلى الأبد ....كنورسة تيتمت على الشواطيء وفقدت بوصلة الوصول إلى وكرها ....ثارت ضدها كل نوارس الكون وحرمتها من النزول في إحدى مرافيء الآمان بعد رحلة مرهقه بين الأمواج العاتيه لم يبق يجلجل سمعها سوى صخب الموج وغضب البحر وتلك النوارس الحائمة في الأعلى ترمقها بنظرات من الحقد وكأنها أجرمت في حق إحداها....
على رسلك أيها القلب .....فآهاتي تحملني للموت وفقد كل لذة في الحياة....حتى أنت أيها البحر لم تعد تغريني كما كنت ....بت أمقت التحليق في سماك .....لأنه لم يعد آمنا لي كما كان ....لم تعد تحبني وأنا التي فيك همت....لم تعد تؤنسني وتنسيني ما كابدت ....أريد أن أتعافى منك ،أريد أن أتخطى كل هذا الإنطفاء....وأريد أن أضيء مجددا بشغف أخر وبقلب مقبل على الحياة لا ألم فيها ولا دموع.
زهرة حماني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق