السبت، 14 يناير 2023

لا تكن كالأعمى/رفيقة بن زينب/مؤسسة الوجدان الثقافية


 لا تكن كالأعمى

من كان في دنياه أعمى
فهو في الآخرة أظل سبيلا
وليس العمى عمى الأبصار
فضلال البصيرة أشد وطأة
و أضل في الدارين سبيلا
لا تكن أعمى عن حقوق الأنام
والثكالى والفقراء والكرام
والوالدين و الأهالي و ضعاف الحال
في سبيل الشهرة و المصالح والأموال
احذر الانفصام بين طاعتك و أخلاقك
وأقوالك و مواقفك وممارساتك
و قوة إيمانك و معاملاتك
و ما تظهره و تشعر به في أعماقك
لا تكن لدعاة الباطل من الساجدين
وللظلم من المصفقين المناصرين
أو من الصائمين القائمين الخاسرين
للحسنات بالخوض مع الخائضين
في دماء وأعراض الغافلين
و حقوق الأبرياء والمستضعفين
لا تكن كالأعمى على أركان الدين
ولو أحدها وتاركا لسنن رسول أمين
عليه وعلى آله الميامين
وعلى أصحابه أجمعين
الصلاة والسلام الى يوم الدين
حبا في المصالح أو للتعتيم
ولو كان الحق ظاهرا للعين
لا تكن من غير المنتفعين
بصلاته ولو دامت سنين
ولو أقام الليل من الخاسرين
لكثرة الذنوب وأمر الآخرين
بالبر ونسيان نفسه مع المسوفين
وعدم النهي عن الفساد المفسدين
لا تهمل مقهورا من الشرفاء
ومؤتمنا يتظلم في استحياء
أو تنصر فاجرا متكبرا في خيلاء
متباهيا دون شهامة أو حياء
بثرواته و أمواله الطائلة
للتظاهر والرياء
لا تغدر وطنا بيع للغرباء
أو تنصف خونة أضاعوا الانتماء
لوطن الأحرار والكرماء
وظلوا نادمين في استجداء
للأقطار المجاورة و الأعداء
متباكين كالنساء
لإضاعة مبادئ العظماء
واللهم أرنا الحق حقا في السراء
والضراء على حد سواء
آمين يا واسع العطاء
رفيقة بن زينب *** تونس الخضراء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق