الأربعاء، 18 يناير 2023

العادة وضعف الارادة بقلم الأستاذ : شكري بن محمّد السلطاني

 العادة وضعف الارادة

العادة قاتلة الإبداع والعبادة ترك للعادة ، وإذا تمكّنت العادة من شخص فيصعب أن يفارق ما إعتاد عليه وألِفه وذلك لترسّخ عقليّة العادة ونفسيّة معتادة ونظرة ورؤية متلازمة للفرد لا تفارقه ذات إتجاه وبُعْد واحد .
تتكرّر العادة عند المعتاد بعادته وتشتغل آلياتها لتنعكس في سلوكه وتسقط في حركاته وأفعاله وحتى في سكناته وهدوءه.
فلقد إستفحل الدّاء وتعسّر الشّفاء فلن تتعطّل آليّة إشتغال العادّة إلا بجهد جهيد وسلوك رشيد مناقض للفعل المعتاد فعله .
__ إنّ العقليّة السويّة السّليمة المعتدلة تتطلّب شخصيّة متّزنة متوازنة مثقّفة لها خبرة في الحياة متبصّرة لشخص لا غمر ولا غرّ متعاليّ عن السفاسف وسقط المتاع والأحداث مستقّل بذلك عن غبش الحسّ والكثائف ومتمكّن من نظرة شموليّة ورؤية إيجابيّة.
__ إنّ النّظرة الإيجابيّة تستوجب إحساس صادق ووجدان صافي خال من الضغائن والأحقاد غير ملوّث بالقيّم السّقيمة وآثار ورواسب السلوك والأخلاق السيئة وكذلك ضرورة التمتّع بعقليّة سويّة سليمة.
فتضايف والجمع بين النّظرة الإيجابيّة والعقليّة السويّة السّليمة يتولّد عنهما حتما سلوك حسن وإعتدال للنّفس وتحقيق إتّصال وتواصل إنساني راقي.
ولكن من تمكّنت منه النّظرة الأحاديّة السلبيّة سوى الماديّة الصرفة أو الشكلانيّة المظهريّة الجسديّة أو الجنسيّة أوالتشاؤميّة أو المثاليّة المفرطة أو المصلحيّة أو غيرها....
دون إعتبار لمعطيات وخصوصيات أخرى إنسانيّة ذات بُعْد ومعنى كاليُتم والخصاصة والفقر والحرمان والكبت والقهر والإستغلال و عدم إحترام للطبيعة البشريّة.
فلقد سمح لنفسه بهيمنة وسيطرة عقليّة إفتراسيّة منحرفة لا تحترم الذّات البشريّة كذات لكيانها وحقوقها الحياتيّة وأعمت فكره وعمّقت توجيهه في زواية واحدة ذات تمثّلات خاطئة.
فتطلق الشخصيّة المريضة تبعاً لذلك أحكامها القيميّة الغير موضوعيّة على كل من يعترضها ويواجهها لتتعامل معه دون رحمة وشفقة.
إنّه مرض عُضال عويص لا براء منه ولا شفاء إلاّ بالتّوبة الخالصة التّامة "فالتّوبة قلب دولة " وقلب للمعادلة الوجوديّة -الوجدانيّة للشخص.
فبالزّهد والعزلة والإستقلاليّة وتغيير العقليّة والنظرة والتمثلات للأشخاص والأشياء والأحداث لأجل بناء عقليّة تحترم الذّات البشريّة وتُثمّن طاقتها ومواهبها وتعذر الطبيعة البشريّة .
وتثبيت نظرة ذات بُعْد أنطولوجي فيها الحنان والرّحمة والتّعاون والتآلف.
وشتانا بين عقلية وتصرّف وسلوك الأنبياء والمرسلين والصالحين والحكماء وعقلية وتصرٌف غيرهم من مرضى النفوس والعقول والقلوب من ظالمين وفاسدين ونرجسيين وعصبيين وأنانيين وحكّام ظالمين مغرورين وغيرهم من سقط متاع الإنسانيّة الهمج الرعاع أتباع كل ناعق الذين لم يستضيؤا بنور العلم ولم يلجأوا إلى ركن وثيق.
إنها مهمّة صعبة جدا تكاد تكون مستحيلة للتغيير والتحوّل من القبيح إلى الجميل .
إذ أنّ الشخص مكبّل مقيّد بحاله وأحواله الماديّة الحسيّة بإعتبار ظروفه وشروطه الموضوعيّة المحيطة الضاغطة عليه كوظيفته ومستواه الثقافي والمعرفي والاخلاقي والمادّي... وكذلك محاط بخصائصه النفسيّة الذاتيّة عميقة الأثر في وجدانه التّي تحتويه وتحتضنه فهو القالب المنهوك في جوهر ممسوخ متحوّل عن معناه وحقيقته.
فاقد الشيء لا يمكن أن يتصرّف فيما لا يملكه ،وكيف له أن يكتسب ما هو خارج عن دائرة وعيه وفكره وإرادته وشغله وإشتغاله؟!!! كيف يُحيط بما لم تُحط به نفسه ومداركه وتطاول همّته وطاقته ما لم تُشْحذ له عزيمته؟
ضعُف الطالب والمطلوب
الأستاذ : شكري بن محمّد السلطاني
Peut être une image de 1 personne et intérieur

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق