الجمعة، 13 يناير 2023

قصة قصيرة (أُبُوَّة مُعلَّبة) بقلم الكاتبة ياسمين الشامي

 [أُبُوَّة مُعلَّبة]

قصة قصيرة
كبُرت.. وعلى غفلةٍ مني، وما تزال تتَكَنَّى باسمكَ، من دون أوراق رسمية.
الطفلة، التي أهديتني إياها في لقائنا قبل الأخير؛ لم تشاكس كالأطفال، ولم تدمع من صابون الحمام، لم تسكب الحليب على الأرضيات، ولم تبكِ لقطعة حلوى في الأعياد، والقط الأسود عند الجيران لم يهز عرش خوفها، ما زالت أسنانها لبنية، رغم ضعف مناعتها لم يتمكن منها أي مرض إلا نقص النظر إليك.
تنام كالسمكة.. تقاسمني الوسادة المحشوة بالكثير منك.. كل رأس ذكرى، رأسها العنيد ينثر الحنين لعصافير قلبي، ابتسامتها تعيد ترتيب ملامحي التي تعاقدت مع الحزن.. وعلى مدار الوقت الفارغ منك كانت تملؤني بالتساؤلات التي لم أكن أملك أجوبتها.
توالت الفصول…
اصفرت ملامحك لكنها لم تسقط، عندما تستدرجني إلى دهاليز الذاكرة المُوحِشة، أقسو عليها، تخرج من عجزها لعجزي، تستفزني بك.
عائمة فيك، كقشة تسبح على وجه المحيط، كان كل أحلامها أن تكبر بين ذراعيك.
دائما ما كانت تراودها الرغبة بالرحيل إليك، لكن الرحيل يحتاج إلى أقدام، وهي لا تملك إلا قلباً خالياً من الحب؛ فقلب اليتيم يدوم فيه الفراغ إلى الأبد، وإن كان محشوّاً بأفخر أنواع القطن.
ياسمين الشامي
Peut être une image de 1 personne et enfant

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق