الأربعاء، 4 يناير 2023

طريقُ يراعي لِيَلْقَى دِيَارَه/سعيدة باش طبجي/مؤسسة الوجدان الثقافية


 《طريقُ يراعي لِيَلْقَى دِيَارَه...》

أغُوصُ بِمَرجَانِ بَحرِ العِبارَةْ
لأصطادَ لؤْلؤةً أوْ مَحَارَةْ
أجُوسُ بِروْضِ زُهُورِ البَيانِ
لأبْحَثَ عنْ نَغمةٍ واسْتِعارَةْ
ألُوذُ بِسُنبُلِ قَمْح المَجَازِ
لأسْرِقَ منْهُ لِحَرفِي نُضَارَهْ
أَعُبُّ بِحِبْرِي عَبيرَ الأقاحِي
ليُلقِي عليّ الرَّحِيقُ بَهارَهْ
ويَنْبُشُ حَرفِي بِسِفْر القَوافِي
ليَلقَى بِدَربِ القَصيدِ نِزارَهْ
وتَلقَى الوُرُودُ الظّميئةُ مُزْنًا
ويَلقَى الفَراشُ المُتيٍَمُ نارَهْ
ويَلْقَى الظّلامُ الغُدافُ نَهارًا
وطيرُ الرّياضِ يُعيدُ هَزارَهْ
أُناغِي الوُجُودَ الفَسِيحَ بِقَلْبي
لِيَخْلعَ عنْ أفْقِ حَرفي حِصَارَهْ
ويَخْلعَ عنْ مُقْلتيَّ قَتامِي
وعنْ رَحِمي عُقْمَهُ وانْدِحَارَهْ
لَعلَّ القَوافي تَدُرُّ نُضَارًا
سَيُرجعُ يَوْمًا لنَبْضِي فَخارَهْ
فَألْفِيهِ يَرنُو قَسِيًّا عَصِيًّا
يُهِيلُ علَى وحْي نَبْضي غُبارَهْ
و يُسْمِعُني منْ حُروفي نَشازًا
و يَفْضَحُ منْ حُزنِ قَلبِي مَرَارَهْ
فَتَسْخَرُ مِنّي القَوافِي وتَجْفُو
كَأنَّ القَوافِي بِنبْضِي حِجَارَةْ
وكُنْتُ أتُوقُ إلى أنْ أكُونَ
بِدَربِ القَريضِ سَنًا ومَنارَةْ
وكُنْتُ أظُنُّ القَوافي سَبَايَا
وتَنْقادُ دَوْمًا بِرَهْنِ الإشَارَةْ
وأنّ البَيانَ بِلَحظةِ وَحْيٍ
يَهِلُّ عليْنا بأحلَى بِشَارَةْ
و يَأخُذُنا في دُرُوبِ البَديعِ
لنُسْرِجَ نُورَ الجَمالِ وَ نَارَهْ
فنغْفُو سَكَارَى بِخَمْرِ الأهازِي
جِ في عَالَمٍ منْ لذِيذِ العِبارَةْ
☆☆☆
عَجزتُ وعَزّتْ عليّ القَوافي
ولا منْ نِداءٍ ولا مِنْ شَرارَةْ
ولمْ تبْق إلّا دُمُوعُ مِدادِي
ليُعلنَ نبْضي المُعنَّى انْكِسَارَهْ
طريقِي طَويلٌ ونَبْضِي عَليلُ
ولكِنْ سَأمْضِي وفي الكَفِّ شَارَةْ
وإنْ أخَذتْني الطّريقُ فتِلْكَ
طَريقُ يَراعِي لِيَلْقَى دِيارَهْ
تَقُودُ خُطانَا إلى عَتَباتِ ال
جَمالِِ وأفْقِ المُنَی والإمَارَةْ
إلَى جُزُرٍ مِنْ بَديعِ القوافِي
إلَى قِمَمٍ شَاهِقاتِ العِمَارَةْ
سَتَدفَعُنا نَحوَ دَرْبِ الخُلُودِ
ولا مِنْ شُجُونٍ ولا مِنْ مَرَارَةْ
فَضَمِّخْ كُؤُوسَ القَوافِي حَنينًا
وأتْرِعْ دِنَانَ لَذِيذِ العُصَارةْ
فقَدْ ذَابَتْ الرُّوحُ شَوْقا و وَجْدًا
فهيَّا لِنَأخُذَ للنّبْضِ ثَارَهْ
نُرَمِّمُهُ بِعَبيرِ القَوافي
وَنَرتِقُهُ بِشَذَا الاِسْتِعارَةْ
بِِشَهْدِ القُطُوفِ و سِحرِ الحُرُوفِ
وشْدْوِ الكَمانِ ولُطفِ الإشَارَةْ
فَيَسْمُو كَعَنْقاءَ رَفّتْ لتُحيِي
جَناحَ الرّمَادِ.. وتَغْسِلَ عَارَهْ☆
《 سعيدة باش طبجي☆تونس》

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق