الجمعة، 19 أغسطس 2022

 موت أخي فؤاد بقلم د.سلوى بنموسى 

 موت أخي فؤاد 


نزل علي الخبر كالصاعقة عند رجوعي من المدرسة ؛ اذ وجدت الدرب وفناء الدار والمنزل بأكمله ؛ يعج بأناس لا عهد لي بهم ؛ بالاضافة لسكان الحي والجيران والأصدقاء  

قيل كان أخي فؤاد يسمح في النهر وغرق ؟ تسائلت : لا ..لا.. بحق السماء انه سباح ماهر 

سوف يعود للمنزل أكيد . انتم كذابون . انتم حثما مخطئون 

ليلة وأنا أبكي على وسادة شهدت بحر وجعي وسيلان أنفي الخرطومي وحزن لا مثيل له 

وبدأت تتساءل الطفلة القابعة ببراءتها وعفويتها : لم نولد لنموت ؟ وهل الموت سيتربص بنا !؟ حتى وإن تخبئنا وسط الجيفة. كما روت لي جدتي يوما عن قصة ما..  

وماذا بعد الموت ؟ حياة جديدة ام سنقبر فحسب !! وسيأكلنا الدود.. ولم أخي بالذات وليس صديقه ؟! كنت افكر في عالم ما بعد الطبيعة وأجن ولا أجد لتساؤلاتي مخرجا أو مساعدا او مرشدا 

قدمنا للمعزيين العسل مع الزبدة البلدية والخبز والقراشل والبيض المصلوق واللوز مرفوقين بكؤوس من شاي او القهوة حسب ذوق الناس ..

لما طبخ الكسكس بسبع خضاري ؛ قلت لهم : كفى بكاءا.. كلوا كلوا الكسكس اللذيد . غدا أخي سينزل من السماء ؛ وسيضحك على نيتنا وسذاجتنا .إنه عند سيدي ربي زبارة ..فما كان من الحشود الا وان اذرفوا دموعا غزيرة  

تابعت أكلي وأنا انظر اليهم بشفقة ..

في الليل سألت أمي : أخي فعلا لن يعود ؟ أمي .. أمي ..

انت ايضا ستموتين . لا ..لا ..

بحق السماء ابقي معي ..

لثمت خذي وعانقتني وبكلامها المبحوح ودموعها احتوتني ..

ونمت بين دراعيها ؛ وهي تربث على كتفي . 

صباحا غسلنا أحزاننا ..كأن شيئا لم يكن !! وتابعنا حياتنا والقلب منفطر والعيون محمرة والارواح هائمة في ملكوت الله تعالى 

خذ بيدنا يا ذو الجلال والاكرام . 

اللهم اجعله آخر الاحزان 

وادخل روحه النقية في رحابك السعيد في جنان النعيم  


د.سلوى بنموسى 

المغرب



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق