الأربعاء، 24 أغسطس 2022

 فرح عابر بقلم الاستاذة باقي رزيقة

 فرح عابر

     شموع فرح زرقاء لا تنطفىء...ضوؤها يملأ الغرفة شدوا على أوتار البهجة ينثر رحيقا باذخا مترف الصفاء 

بكل الأرجاء..

وجهها الملائكي المتعب كبدر مكتمل في ليلة شتاء شاحبة يشع نورا وانتصارا وتقاسيمه تنسج للحاضرين أشرعة من سبائك الفرح المزدهر بالغرفة من غزارة التورد المرشوش فوق وجه ذاك الملاك الصغير الذي يتربع حضن أمه .

إقترب منها زوجهاوسط رمقات الحاضرين يتلمس شعرها الأسود الطويل المزين بشرائط زرقاء حريرية يقبلها على رأسها فتتقد الحياة بشرايينها ويضخ بالقلب نبضا كثير الإشراق عميقا ممتدا يمحو ألم كل تلك السنين التي حرمت فيها من الانجاب .

ثم هوى الزوج على تلك القطعة الصغيرة المتوردة حملها من بين أحضان أمها كان ولدا ملفوفا بوشاح حرير أزرق كان لون وجهه زهريا ،رائحته أحلى من الورد قبله بلطف....

فإذا بها تستفيق من منامها على صوت زوجها قائلا :"رتيل إعتدلي بنومك حبيبتي" وهو يحمل الوسادة  يهم بتسويتها تحت رأسها.

فعادت لنومها وهي مدركة أنه حلم من زمن بعيد عاد ليوقظ غصتها.


بقلم الاستاذة باقي رزيقة

الجزائر



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق