الخميس، 4 نوفمبر 2021

لستِ التي أحببتُها/الشاعر سمير الزيات/جريدة الوجدان الثقافية


 لستِ التي أحببتُها

ــــــــــــــــــــــــــــ
ماذا عساكِ وقد أتيتِ !
فرَويتِ عنِّي ما رويتِ !
وَهَمَسْتِ أنِّي في هَـوا
كِ متيَّمٌ ، والإفكَ قُلتِ
***
إن التي في حبها
أشدو بشعري لستِ أنتِ
فهيَ التي خلف الغيومِ
تلُفُّني ، وتُذيبُ صمتي
وهي التي فـوق السحابِ
تشدُّني عن كلِّ موتِ
وتطير بالحبِّ الذي
ينسابُ من أحبالِ صوتي
تشدو به ، وعلى الحياةِ
تبثُّهُ في كلِّ بيتِ
فأطيرُ من شجنٍ أُغنِّي
في هواها ألفَ بيتِ
فهيَ الحياةُ أُحبِّهَا
وهيَ الَّتي تبدو بسَمْتي
فيُضيءُ سَمْتِيَ نورُها
ويُضيءُ حوليَ كلَّ سَمْتِ
لستِ الَّتي أحببتُها
ونظمتُ فيها ما قرأتِ
***
قد كنتِ في شعري سطورًا
فلْتُجيبي ، كيف كُنتِ ؟
وكنتِ مثلَ الشِّعرِ عندي
إن طغى أخفيتُ صوتي
وكنتِ مثلَ الطُّهرِ في
قلبي ، فكوني كيف شئْتِ
***
أَلأنَّ لي قلبًـا رقيقًـا
كالورودِ فقد طغيتِ
ولأنَّني كنتُ الرَّبيعَ
وسحرَهُ لمَّا بكيتِ
ولأنَّ شعري في الهوى
قد كاد يحكي ما أبيْتِ
من كلِّ هذا قد رأيْتِ
بأنَّني أهواكِ أنتِ
فطعنْتِني ، وذبحْتِنِي
وأخذتِ منِّي ما اشتَهيْتِ
وملأْتِ كأْسٕـا من دمي
فشرِبْتِهِ حتَّى ارْتَوَيْتِ
ومضيْتِ في كلِّ الورى
تحكينَ فيهم ما فعَلْتِ
كنتُ الضَّحِيَّةَ عندها
كنتُ القتيلَ ، وما رَحِمْتِ
***
إنْ قُلْـتِ عَنِّي أَنَّنِي
أَهْـوَاكِ أَنْـتِ فَقَـدْ وَهِمْـتِ
إِنِّي دعوْتُ اللهَ أنْ
يُسْدي إلَيكِ ما افْتَرَيْتِ
***
الشاعر سمير الزيات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق