الاثنين، 8 نوفمبر 2021

وقت الصغر/فاطمة بن سالم/جريدة الوجدان الثقافية


 وقت الصغر

كنت العب...
كنت ادفا....
كنت اشبع....
كنت اشعر.....
كنت ارى و اسمع
وشوشات القمر.....
كنت ادرك لغة الطيور و الزهور.....
كنت احكم قبضتي على القلم
كنت ارسم الورد في يد امي
و شاربا لابي
و سماء واسعة
وشمسا ضاحكة على اليمين
حين انهي الرسم
كنت امسك الالوان على عجل
لابدد السواد في صورتي
فتبتسم صفرة الشمس بخجل
وتنتشر الزرقة في قلب السماء
و تتالق حمرة الورد
على وجنتي امي....
و تثمل نخوة الرجولة في سواد شارب ابي....
وقت الصغر
لم يكن هناك ظل يرقبني.....
كل صوري دون ظلال او اشباح تلاحقني....
كل الالوان كانت تسعدني
اسعد حين ارتمي في احضان الحمرة في خد امي
فاشتم الورد.....
ما اشهى روائح الورد في صدرها !
و ما اوسع السماء في قلبها !
و ما ادفا الشمس قي حضنها !
حتى السواد كان يبهجني.....
كنت اراه في الاحلام توتا محلى.....
كنت المسه امنا في شارب ابي
رحم الله ابي.....
كنت لا اجوع قط تحت سقفه
نعم كنت لا اجوع......
الحب كان يشبعني
كنت لا ابرد....
العشق كان يدفئني.....
و حين كبرت
لم اعد اشبع....
لم اعد ادفا....
لم اعد العب....
اصبحت استجدي قلما لاعبر.....لارسم....لاكتب.....
انني لا استطيع ان اعبر ....ان اكتب.....
انني لا استطيع ان ارسم تلك الوردة في يد امي
او النخوة في شارب ابي.....
انني لا استطيع ....لا اقدر ان ارسم
سوى ظلي الهارب مني الى الجدب و المجاعة.....
الى اصقاع الجليد
انني لا احس ....لا اشعر....
انني جوعان ....بردان....
انني متعب....
بت لا ارى سوى السواد
بات يرعبني السواد
اراه في كل مكان....
في واقعي...في حلمي....
لم اعد امسك باقلامي لالون صوري بكل الالوان
لقد رميت بها بين معابر الزمان
و اسدلت ستائري المهترئة على المكان
كي لا ارى ظلي الغريب
يراقص خاصرة السواد
و يشهد مشانق الالوان
فاطمة بن سالم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق