السبت، 6 نوفمبر 2021

مقطتف من قصتي رحيل مفاجئ /محرز عبد المجيد/جريدة الوجدان الثقافية


 ((((مقطتف من قصتي))))

رحيل مفاجئ
كانت الأيام الجميلة تتسارع نحو الأفضل، نحو مزج الماضي والحاضر الأنيق والذي يتخلله التزاور وتبادل الهدايا بينهما... تلك هي العلاقة التى ربطت معنى الوفاء المتواصل... حتى ماضيهما كان كسحر الربيع واطيافه... تعددت الأيام والسهرات الصيفية على رمال البحر الذهبية... ذاك السمر ولد بينهما محبة لا تصف... مضى عقد وأشهر ولم يتغير طبعهما
فصارت محبة افلاطونية....
فذات يوم لم يرن جرس الهاتف، مرت ساعات وساعات..
تنظر إلى هاتفها القار والتي تعودت من حين لآخر ترفع السماعة ويتجاذبان حديثهما.... اشتدت حيرتها وهي تقطب جبينها... بان عليها علامات التوتر والقلق....
تهاتفه لكنها دون نتيجة... دمعت عينها وكان شيء ما سيحصل...
مسكت حقيبتها وركبت السيارة باحثة على حبيبها...
زارت كل الإمكان التي يرتادها، لكن دون جدوى، حتى تقدم إليها احد أصدقاء العائلة، ليعلمها بأنه غادر البلاد في مهمة عمل، مدتها سنتان...
قفلت ادراجها، والدموع منسابة لتحرق وجنتيها الجميلتين...
تراجعت ببطء وعلى قوامها الانهيار... فتحت سيارتها شاردة البال دون وعي أدارت محركة السيارة وانطلقت كإنسان مخمور، دون ثبات، يمينا وشمالا... اعتلى صوت المنبهات من ورائها.... كبحت فراملها لتركن بجانب الرصيف... لم تعد قادرة على مواصلة طريقها... أضواء سيارتها في حالة تنبيه....
ماهي إلا ربع ساعة حتى دنا منها رجلا كان يركب وسيلته...
اتجه نحوها للاسترشاد ومعرفة الطارئ... تحاورت معه لتقص عليه جزءا قيلا من روايتها....
طلب منها بكل لطف نقلها حيث مسكنها، واعلم الأمن بالموضوع، ففي خضم هذا الوقت الوجيز أتت شاحنة النجدة لتقل سيارتها واصطحبت فاعل الخير، لتكون بمقرها...
دخلت غرفة النوم في انهيار عصبي....
مرت ساعات وساعات... يرن جرس الهاتف دون حراكا لها....
بدأ الليل يجن.... والبيت دامس....
أتت والدة البنت.. وهي في حيرة لا توصف... وجدت سيارة ابنتها بمستودع المنزل مما اشتد خوفها... احتارت عندما وجدت الباب موصدا... سارعت بطلب النجدة من احد جيرانها لخلع الباب الأمامي للمنزل...
يتبع
بقلمي محرز عبد المجيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق