الاثنين، 8 نوفمبر 2021

العفو زينة الفضائل/ للكاتب: محمد اسماعيل الخالدي /جريدة الوجدان الثقافية

 


مقالة بعنوان (العفو زينة الفضائل)

للكاتب: محمد اسماعيل الخالدي
تقسم الكرة الأرضية الى قارات والقارات الى دول والدول الى ولايات يعيش ملايين من البشر بل مليارات وهؤلاء البشر ما بين (قريب، وصديق، وحبيب،ونسيب والخ...) وقد تحدث بعض الخلافات بين الأصدقاء؛والأخوة؛ والجيران. فمنها ما يكون ذو قيمة كالثأر، ومنها ما يكون على الميراث، ومنها ما يكون بسبب العراك، ومنها بسبب الشتم، والقذف، وهلم جرا... وكلها امور تسبب النزاع والخلاف بين العوائل والأهل والأصدقاء. وقد ينتج عن النزاعات مقاطعة بين العوائل والأهل والأصدقاء قد تستمر اذا لم يتنازل احد الطرفين.
ويقول الله (عز وجل) في محكم تبيانه:
{الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}
فهذا هو القرآن الكريم يخبرنا بأن العفو هو درجة من درجات الإحسان والتزكية وتربية الروح على المسامحة والعفو.
وقد قال رَسُولَ اللَّهِ (ﷺ): لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ، يَلْتَقِيَانِ, فَيُعْرِضُ هَذَا، ويُعْرِضُ هَذَا، وخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ.
فهذا نص واضح وقاعدة مهمة لعدم الهجر فيجب على أحدهم ان يعفو عن الشخص المتخاصم معه بل له الخيرة عليه كما قال(عليه الصلاة والسلام).
وقد نظم أحد الشعراء قصيدة في العفو والمسامحة يقول فيها:
كُنْ قَابِلَ الْعُذْرِ، وَاغْفِرْ زَلَّةَ النَّاسِ
وَلَا تُطِعْ يَا لَبِيباً أَمْرَ وَسْوَاسِ
فَاللهُ يَكْرَهُ جَبَّاراً يُشَارِكُهُ
وَيَكْرَهُ اللهُ عَبْداً قَلْبُهُ قَاسِي
هَلَّا تَذَكَّرْتَ يَوْماً، أَنْتَ مُدْرِكُهُ
يَوْماً سَتُخْرِجُ فِيهِ كُلَّ أَنْفَاسِ
يَوْمَ الرَّحِيلِ عَنِ الدُّنْيَا وَزِينَتِهَا
يَوْمَ الْوَدَاعِ شَدِيدَ الْبَطْشِ وَالْبَاسِ
وَيَوْمَ وَضْعِكَ فِي الْقَبْرِ الْمُخِيفِ
وَقَدْ رَدُّوا التُّرَابَ بِأَيْدِيهِمْ وَبِالْفَاسِ
وَيَوْمَ يَبْعَثُنَا، وَالْأَرْضُ هَائِجَةٌ
وَالشَّمْسُ مُحْرِقَةٌ، تَدْنُو مِنَ الرَّاسِ
وَالنَّاسُ فِي مُنْتَهَى جُوعٍ، وَفِي ظَمَإٍ
وَفِي شَقَاءٍ، وَفِي هَمٍّ وَإِفْلَاسِ
يَفِرُّ كُلُّ امْرِئٍ مِنْ غَيْرِهِ فَرَقاً
هَلْ أَنْتَ ذَاكِرُ هَذَا الْيَوْمِ أَمْ نَاسِي؟!
سَيُرْسِلُ اللهُ أَمْلَاكاً مُنَادِيَةً
هَيَّا تَعَالَوْا لِرَبٍّ مُطْعِمٍ كَاسِي
هَيَّا تَعَالَوْا إِلَى فَوْزٍ وَمَغْفِرَةٍ
هَيَّا تَعَالَوْا إِلى بِشْرٍ وَإِينَاسِ
أَيْنَ الذِينَ عَلَى الرَّحْمَنِ أَجْرُهُمُ
فَلَا يَقُومُ سِوَى الْعَافِي عَنِ النَّاسِ
وهذه القصيدة منهج قويم للعفو.
ولا ننسى ان العفو هو من شيم الكرام كما يقال والمثل العربي الدارج (المسامح كريم) و(العفو عند المقدرة). كلها امور تحث المرء على ان يعفو عن أخيه فالدنيا لا تدوم وعلينا بزرع بذور الخير والعفو لحصدها في الدنيا والآخرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق