الأربعاء، 10 نوفمبر 2021

اللغة العربية بين الهوية والعالمية/الدكتور أحمد عبد الحكم/جريدة الوجدان الثقافية


 اللغة العربية بين الهوية والعالمية

بقلم الدكتور أحمد عبد الحكم
يقول الثعالبى فى فقه اللغة:
هى أداة العلم ومفتاح التفقه فى الدين وسبب إصلاح المعاش والمعاد
ومن المعلوم أن اللغة العربية أشرف اللغات قاطبة ذكر ذلك أستاذنا الدكتور إبراهيم السامرائي فى كتاب شرف العربية
وقد لبت اللغة العربية نداء تردد صداه أن تكون أصلا للثقافة وجذرا للمعرفة حيث تضم نحو ثمانية عشر ألفا من الجذور وبمالها من قدرة على النحت والاشتقاق رغم تقصير المعنيين بها إذ لم تحظ بمعجم تاريخى يتتبع تاريخ تطور الكلمات العربية فكيف نغفل عن دورها وهى لغة القرآن الكريم
" بلسان عربى مبين "
يقول الإمام الشافعي رحمه الله:
ولسان العرب أوسع الألسنة مذهبا وأكثرها ألفاظا
وهى لغة التراث وعقود الجمان وأسطورة البيان ودرة الزمان
يا ابنة السابقين من قحطان
وتراث الأمجاد من عدنان
يا ابنة الضاد أنت سر من الحسن
تجلى على بنى الإنسان
وهى اللغة التى حملت علم النحو بتكاليفه التى قومت اللسان العربى
النحو يبسط من لسان الألكن
والمرء تكرمه إذا لم يلحن
وإذا طلبت من العلوم أجلها
فأجلها منها مقيم الألسن
ولله در الكسائى حين قال :
إنما النحو قياس يتبع
وبه فى كل أمر ينتفع
فإذا ما أتقن النحو الفتى
مر فى المنطق مرا فاتسع
واللغة العربية هى التى حملت عبير الشعر بلاغة وفصاحة ونظما وتصويرا يقول الزبير بن بكار:
سمعت العمرى يقول : رووا أولادكم الشعر فإنه يحل عقدة اللسان ويشجع قلب الجبان ويطلق يد البخيل ويحض على الخلق الجميل
وهذا ما عبر عنه الشاعر :
إن الكلام لفى الفؤاد وإنما
جعل اللسان على الفؤاد دليلا
ولا شك أن اللغة العربية قومية الفكر دقيقة الملكات كثرة مشتقاتها تعبر عن نزعة الحرية عند مبدعيها
من هنا وجب علينا أن نجعلها لغة التخاطب فما ذلت لغة شعب إلا هان أمره وقل خطره وصغر في عين عدوه
ولله در مطران
سمعت بأذن قلبى صوت عتب
له رقراق دمع مستهل
تقول لأهلها الفصحى أعدل
بربكم اغترابى بين أهلى
أنا العربية المشهود فضلى
أأغدو اليوم والمغمور فضلى
فيا أم اللغات عداك منا
عقوق مساءة وعقوق جهل
لك العود الحميد فأنت شمس
ولم يحجب شعاعك غير ظل
إهداء إلى أستاذى النحوى اللغوى العروضى العالم الدكتور فتوح أحمد خليل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق