الأحد، 7 نوفمبر 2021

بطاقة هوية أدبية في حق الأديب حمدان حمودة الوصيف

 السلام عليكم ورحمة الله

تحية عطرة لروادنا منارتنا الكرام
إن النهضة العامة التي شملت الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية تمخضت في ميادين الأدب والفكر عن نهضة أدبية عميقة تهتم بالتجديد والتطوير في الأدب بكل فروعه تهدف لمنح اللغة العربية شبابا جديدا وتفسح المجال لأجيال من الكتّاب الذين تحرروا من الجمود ومن عقلية التواكل والاستسلام و التقليد وأرادوا أن يعيشوا في عصرهم وبروح عصرهم وأحداثه المتجددة .
وهناك علاقة متبادلة بين تجربة حياة الاديب والكتابة ومدى تأثير الكتابة في حياتنا الخاصة والعامة ،، إن بداية وعي الذات والممارسة الآلية لكتابة مواضيع مختلفة تبدأ بأفكار وتأملات مثل المذكرات ، وتشمل بعد ذلك تحليل الأحداث والأخبار ثم القصص والروايات، ومن هنا ينطلق الكاتب، والشاعر لتدوين عما يجول في خاطره من أحاسيس وأفكار لها علاقة وطيدة بالمجتمع الذي ينتمي إليه ويتحسس المشاكل التي تواجه ذلك المجتمع محاولا طرح الحلول لها من خلال كتاباته ..ولابد من امتلاك الكاتب اسلوبًا مناسبًا،، إضافة إلى الدقة في المعلومات والثقافة العالية للمحتوى فيقدم اعمالا مميزة تكون انعكاسا لإيمانه وإخلاصه لمهنته.
ضيفنا اليوم رائد في عالم الفكر والأدب والعلوم .
هو الأديب واللغوي المتمكن ويؤمن بدوره المحرك والدافع لإثراء اللغة العربية وتنمية الكفاءة التعبيرية سواء كانت نثرآ او شعرآ ،،
وله الفضل في درجة انضاجها للتقنيات التعبيرية والفنية .. يحاول جاهدا مع أقرانه حفظ تلك اللغة الاصيلة من التشوه خصوصآ بعد كثافة التواصل البشري بين الثقافات واللغات المختلفة .
إضافة إلى اشتغاله في توطيد علاقة العلم بالدين، مؤكدا في أبحاثه أنها صلة تداخل يكون فيها العلم جزءا من الدين، فيلزم بحسب هذا المنظور أن نُقدِّم الدين على العلم، لا تقديم الفاضل على المفضول، وإنما تقديم الكل على الجزء. ..يطرح في مقالاته مكتشفات العلوم وحقائقها التي تشهد بصدقِ أخبار الدين وصحة أحكامه- لنزداد بها افتكارا واعتبارا ووعيآ
ضيفنا اليوم
Hamden Hamouda Loussaief
حمدان حمودة الوصيف
شاعر ولغوي في مشارف السبعين من عمره ..
صاحب مسيرة عطاء حافلة ومشرفة في عوالم الادب العربي .
ولد في ريف في الجنوب التونسي ويقيم في تونس العاصمة .
هو أب لثلاثة أبناء وجد لستة احفاد
أولاده في وظائف عالية .
وأ نعم الله عليه أكرمه ببرهم وتشجيعهم له ،،(حفظهم الله جميعا وبارك فيهم ).
تحصل الأديب على الأستاذية ( الماجستير ) في اللغة والأدب ، وعمل في التدريس في المعاهد الثانوية مع تدريس المتعلمين في الإرشاد البيداغوجي ..ثم تفرغ للبحث في اللغة العربية بعد تقاعده ، وألّف موسوعة كنوز اللغة العربية ينشر منها نماذج في مجموعتنا ،، وهو يعتبرها مشروعه الثقافي الوطني والقومي لدعم اللغة العربية .
اما عن الارشاد البيداغوجي هو كيفية التدريس والطرق البيداغوجية لحسن أداء المعلمين في الفصول ،،هو من أهم قنوات تأطير المتربصين وتوجيههم ومساعدتهم على تلمس طريقهم للنجاح في حياتهم المهنية والتربوية .
يقوم الأستاذ حمدان بزيارات ميدانية واجتماعات تكوينية (مانسميه التوجيه) ..
وهذا مايجعل له التأثير المباشر في المدرسين وزيادة اهتمامهم باللغة .
بدأت موهبة الشعر عنده منذ شبابه الأول في سن السابع عشرة وكانت بداياته في الغزل ..وأدرك عشقه للغة العربية ، وحفظ الكثير من القصائد لشعراء العصر الجاهلي والمخضرمين وشعراء العهد الأموي
والعباسي ،،حيث بدأت موهبته بالنمو ولاسيما بعد تعلم العروض وانطلق بمحاولاته الشعرية ..وهو يشير في قصائد الغزل انه من غزل الشباب .
ثم بدأت اهتماماته بمواضيع المجتمع والعروبة وفلسطين ،، ونقد المظاهر المشينة والرديئة في المجتمع في كل المجالات والأشخاص والسلوكيات .
يُظهر الشاعر نفسه في أبياته كما هو في حياته العملية دور المربي والموجه ،،
ليكون مثالآ أعلى في الأخلاق والتربية من خلال حبه للغة وتوظيفها في الاتجاه السليم .
يحترم شاعرنا المرأة ويعتبرها أهم عنصر في المجتمع ، ويحفزها لتكون مدرسة للجيل ومربية فاضلة ومنشئة واعية .
يكتب الشاعر حمدان كلما أثر فيه موقف او موضوع ،، فشعره خواطر تتبع الموقف الذي يتفاعل معه وتستحثه قريحته للتعبير .
يكتب عندما يتأثر ... فيأتيه الالهام ..واذا شرع في الكتابة لا يتوقف إلا بعد إتمام القطعة حتى وإن بقي إلى الصباح ...فـ كتابة الشعر تستنزف منه طاقة كثيرة
وهو يكتب في الليل عادة حيث تتخمر الفكرة حال حدوث ما يحفزه ... وتجود القريحة في العزلة والسكون ليسهل عنده النظم.
يفضل الاديب حمدان متعة متابعة الكتاب الورقي للبحث والاطلاع المتعمق ..
اما متابعة الشبكة العنكبوتية تكون للاطلاع السريع والحصول على معلومة عاجلة .
وهو يدرك أن حبه للتعمق في آداب اللغة هو حاجته الملحة لترك بصمة في اللغة العربية والعمل على دعمها وقد تخلى عنها ابناؤها في سلوك مشين ...
كان منذ صغره حافظا لمعجم حفظا تاما (منجد الطلاب) .
يتأسف أستاذنا لوضع اللغة العربية عند جيل الشباب ويصفه بأنه كارثي في الزاد المعجمي والحذق بقواعد اللغة .
لذلك فهو يتابع الأقلام الواعدة ويرافقهم حتى تتحسن كتاباتهم ويصلوا لمرحلة الإبداع ،، حيث استطاع بجهوده المباركة ان يوصل العشرات منهم ممن طلبوا مساعدته إلى المستوى اللائق في توظيف اللغة والادب .
اما عن الشعر الحر الحديث ، فشاعرنا يشجع من لديه الموهبة والكفاءة أيآ كان نمط كتابته ،،لكن المشكلة تكمن في جهلهم لبحور الشعر فهم يستسهلون التمرد على التفعيلات وكأنهم فنانون سيرياليون يكتبون أي شئ وعلى القارئ أن يفهم ..وهو نوع من الرداءة فيتحول الشعر لكلام مدرج خال من الروح الشعرية ويتبعون موضات جديدة ( هايكو شعر نثري ، نثر شعري ، ومضات ، خربشات… ) دون الإلمام بمعرفة كيفية توظيف هذه الانواع توظيفا صحيحا في الأدب العربي !!
أما عن التواصل الثقافي فهو يشجع الكثير من المجلات الإلكترونية ويستدعيه أصحابها في تونس للحضور .. وهو دائم الحضور في مهرجان قرطاج للشعر الذي يُدعى إليه باستمرار ... إضافة إلى حفلات تكربم أصحاب الدواوين المنشورة ...
ولكن هذه الحركة الثقافية المتواصلة تراجعت بسبب وباء ك.ور.ونا.
دواوين الأديب :
خواطر ديوان الجد والهزل.
الباقة اناشيد واوبيرات الاطفال ...
موسوعة كنوز اللغة (14 ،كتابا :
3 في اللغة، و3 في جماليات اللغة وكمالياتها، و8 في معجمية اللغة العربية )
* ديوان "الباقة" مخصص الأطفال ...
سيعمل استاذنا على تقديمه الى وزارة التربية لإيراد بعض القطع في الكتب المدرسية ...منتظرآ فقط استقرار الوضع السياسي ...فهو مهم في مثل هذه المواضيع !!
وكذلك الموسوعة لتبنيها من قبل وزارة الثقافة .
حقوق التأليف لكل كتبه محفوظة في المكتبة المركزية (الايداع القانوني) وفي جمعية حقوق التاليف .
ومازال يجتهد على مؤلفاته في اللغة ... ويسعى الآن لعرضها على رئيس البلاد ووزارة الثقافة قصد تبنيها وقد كثّف النشر لجلب اهتمام المسؤولين.
يقول أديبنا : (لا يبقى من الإنسان إلا ما يترك بعد موته مما ينفع الناس ) حفظه الله ونفعنا بعلمه وبارك جهوده في حبه للغة العربية وغيرته للحفاظ عليها لانه يعتبرها شرف وكرامة العربي .
اخترت لكم من قصائده
. إِلَى وَالِدَيِ الطِّفْلِ.
عُوجِي عَلَى الطِّفْلِ، بِالأَخْـلَاقِ غَـذِّيهِ
وارْعَيْـهِ بِالعَـطْفِ، وَاسْقِي هِـمَّةً فِيـهِ
يَـــا أُمُّ، إِنّــكِ لِــلْأَجْـــيَـالِ مَــــدْرَسَـةٌ
كُـونِي لَـهُ سَـنَـدًا لِلْـخَيْـرِ يَـهْـدِيــهِ
الطِّفْلُ كَالصَّفْـحَةِ البَيْضَاءِ نَاصِعَةً
والأُمُّ تَكْـتُبُ مَا قَـدْ تَشْتَـهِي فِيهِ
أَوْ قِطْعَةِ الطِّينِ، بِالتَّأْثِيرِ تَصْنَعُهَا
خَلْقًا مِنَ الـخَيْـرِ أَوْ شَرًّا تُسَوِّيهِ
فَابْنِي لَنَـا وَطَـنًا، النَّـشْءُ حَارِسُهُ
وَالنَّشْءُ مِنْ خَطَرِ الأَزْمَانِ حَامِيهِ.
الـخَــيْـرُ وَازِعُـهُ وَالـحُـبُّ دَافِـعُـهُ
وَالـحَـقُّ رَائِـدُهُ وَالـدِّينُ هَــادِيـهِ
البَـحْـر يَـعْـمُـرُه وَالبَـرّ يُـثْـمِرُهُ،
وَالأَرْض يَزْرَعُهَا وَالصَّرْح يَبْنِيـهِ
وَالرَّكْب يَـدْفَعُهُ، يَسْمُو بِمَوْكِبِهِ
وَالقَوْل يَصْدُقُهُ وَالدَّيْـن يَقْـضِيـهِ.
يَا وَالِدَ الطِّفْلِ، حَقُّ الطِّفْلِ تَعْرِفُهُ:
البِـرُّ وَالـخَيْـرُ، فِي قَـلْبٍ، تُجَلِّـيــهِ
وَحَلِّ بِالعِلْـمِ رُوحَ الـجِيـلِ يَطْلُبُهُ
وَاشْحَذْ عَزِيـمَتَهُ، فَالدَّرْسُ يُـرْوِيـهِ.
أَعِـنْـهُ فِي عَـمَـلٍ وَكُنْ لَـهُ مَـثَـلًا
أَنْتَ الّذِي لِلْفِدَا والبَذْلِ تَـهْـدِيــهِ
وَازْرَعْ بِهِ بَذْرَةً فِي الخَيْرِ عُنْصُرُهَا
كَيْ تَحْصُدَ الـخَيْرَ لِلْأَوْطَانِ تَجْنِيـهِ.
إِذَا الشَّبَابُ، بِطِيبِ الخُلْقِ نَبْتَتُهُ،
كَالطِّيبِ، يُصْـبِـحُ مَحْـبُوبًا لِـرَاعِـيـهِ.
الطِّفْلُ مُسْتَقْـبَلُ الأَوْطَانِ، رَائِدُهَا
يَبْنِي، غَدًا، عَالِيًا، مَا اليَوْمَ نُنْشِيـهِ
مَا بَـيْـنَ أَيْـدِيَنَـا، بِالدَّرْسِ نَـنْـفَحُهُ
مِشْـعَلُـنَـا، في غَدٍ، حُبًّـا نُغَذِّيـــهِ.
طُوبَى لِمَنْ عَلَّـمَ الأَجْيَالَ، حَـرَّرَهَا
مِنَ الجَهَـالَةِ، نَـدْعُو اللهَ يَـجْـزِيــهِ.
حمدان حمّودة الوصيّف...
من "خواطر" ديوان الجدّ والهزل
واخترت لكم
. الصّحَـافِيُّ...
(من وحْي سيطرة الرّداءة على الإعلام العربيّ المأجور)
إنِّـي خَبِيـرٌ في الصّحَـافَةِ لَامِــعُ
أَيْـضًا طَــمُوحٌ، بِالإدَارَةِ طَـامِـعُ
رُكْنِي به الأَخْبَارُ، دَوْمًا، غَضَّةٌ
مِنْ "فُرْنِـهَا" تَأْتِيكَ فِيـهَا الطَّابَعُ
فَاقْرَأْ عَـمُـودِي، فِيهِ رَمْزٌ نَادِرٌ
مِنْ كُلِّ قُطْرٍ، بالحَقِيقَةِ، سَاطِعُ
فِي الهِنْـدِ فِيلٌ قـدْ تَزَوَّجَ لَبْوَةً
في الصِّينِ فَحْلٌ قَدْ سَبَتْهُ ضَفَادِعُ
إِفْـرِيـقِـيَا فِيـهَا الثُّلوج تَـرَاكَـمَتْ
والزَّهْرُ في القُطْبَيـْن، دَوْمًا، يَـانِعُ
النِّـيـلُ عَامَ عَلَى فِرَنْسَـا مَاؤُهُ
والقِرْدُ في الصَّـحْرَاءِ، لَيْلًا، رَاتِـعُ
في دَوْلَةِ "البَاهَامِ" قُرْبَ جَزِيرَةٍ
قَصْرُ"الخَوَرْنَقِ" لِلْخَوَارقِ جَامِعُ
أكْلُ"الهَـرِيسَةِ" للـرِّيَاضةِ نَـافِعٌ
والـعِلـْـمُ، كَالـتَّـارِيـخِ، فَنٌّ رَائِـــعُ
إِنَّ الـمَـصَادرَ لا تَـهُـمُّ فَإِنَّ لِي
حَدَسًا يُصِيبُ فَلَا تَلُمْ يَا سَامِعُ
قَـالُوا فَقُلْتُ وتِلْك عَيْنُ حَقِيقَةٍ
واسْأَلْ، إذَا أحْبَبْتَ، تِلْكَ رَوَائِـعُ.
حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)
"خواطر" ديوان الجدّ والهزل.
أشكر متابعتكم
Peut être une image de une personne ou plus, barbe et lunettes

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق