مناجاة القمر
البارحة، سهرت وحبيبي القمر
إستوى جميلا في قلب السماء ونظر
فرآني وحيدا، تتلاعب بي الفكر
ووشى إلي كعادته أن لا بد لي من الصبر
وطمأنني لئن إشتكيت ، لن يعيد الخبر
قلت:
يا حبيبي الوفي!ألا زلت حبيبك تذكر؟
وطفولتنا الشقية وطول السهر؟
ها نحن ودعنا الشباب وأصابنا الكبر
هل لا زلت كعهدك تعشق السهر؟
أجاب:
حبيبي!ما أنا إلا جماد
أباده الحر حتى صار رماد
وشهد على كل أمثالك من العباد
وعشقتك،لأني لم أجد لك ند في طول السهاد
ما بحبيبي؟هل إلتاع بنار البعاد؟
أجبت:
صدقت. بي هيام غريب إعتراني
سلبني عقلي،أنفذ صبري،أغواني
وظل يكيل الوجع في كل أوان
ولما ألومه أخشى أن يغضب و ينساني
فصرت كمن عشق نارا
إن بعدت إنطفأ وأظلم دنياي
وإن إقتربت كثيرا كواني
أنا الذي صرت سجينه بقلمي و لساني
رققت له حتى انهار يوما و أبكاني
زاد عطشه للقائي وكم دعاني!
بإبتسامته، بنظرته،كم زاد هيامي!
كم ذكرني بعجزي!كم ظن أني أناني!
قال القمر:
أناني؟أما كفاه ما أراك تعاني؟
و أنت تنظم له الحزن في وهم أغاني؟
أنت لست بخيلا إنما هو من يبدو أناني!
قلت غاضبا:
كفاك صديقي!لا تقل عن حبيبي أناني
فقد جاد بما لديه وكفاني أن يحفظ وصالي
فوجوده لوحده ،رغم البعد، فرحي و سلواني
ولولا قلة ذات اليد، لأخذته بأحضاني
ومت بجواره، وكفاني قربه جميع خلاني.
محمد المهدي حسن (ليلة الرابع عشر من الشهر القمري،بعد منتصف الليل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق